أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الاثنين، يونيو 28، 2010

كتب ومراجع



عمارة الأرض في الإسلام

دراسة (أكبر – 1995) (عمارة الأرض في الأسلام - مقارنة الشريعة بأنظمة العمران الوضعية)

تناولت هذه الدراسة البيئة التقليدية القديمة في المدن الأسلامية التقليدية بالنقد والتحليل، لأستنباط أفكار معمارية وتخطيطية ومحاولة تطبيقها في البيئة الحالية، وعرضت للأزمات البيئية المعاصرة في العالم الأسلامي وما نتج عنها من سلبيّات تحتاج لحلول آنية بعد الوقوف على أسبابها، وذكّرت الدراسة بأهمية موضوع الطاقة كأحد المقوّمات الضرورية لتحقيق إستدامة البيئة التقليدية ضمن إطار الحلول المطروحة لتقييم الماضي من وجهه نظر الحاضر المتأثّر بتيّارات العولمة وثورات التكنولوجيا، وناقشت مشكلة الهوّة الواسعة بين العالمين الغربي والأسلامي، فالأوّل إعتمد على أنظمته الأقتصادية والسياسية والأدارية في تسيير أموره وبلورة مخطّطه الحضاري من خلال تصارع هذه العوامل وتحديد دوره الأنساني ذي المسؤوليات المحدّدة والمعروفة في إطار تلك النظم، أمّا الثاني فقد اختلف الوضع بالنسبة له، فالشريعة الأسلامية تختلف عن تلك النظم الوضعية، ومن هنا كان لابد أن يختلف دور المهندس والمخطط في العالم الأسلامي، ولكن الذي حدث هو أنّ ذلك الدّور الذي تبلور نقل كما هو إلى العالم الأسلامي ممّا سبّب الكثير من الأشكالات، وعدّت الدراسة - وفق المنهج التحليلي الذي - إتبعته الغالبية العظمى من البيئة العمرانية في المدن التقليدية تتكون من مبانـي عادية من وجهه نظر الكثيرين، لكنّها في الحقيقة قد بنيت لتكون مباني فوق إعتيادية، وبدراسة هذه المعالم التاريخية قام بعض المهندسين – ومن ضمنهم المعماريون – والمخططين بأستنباط أسس العمارة والتخطيط الأسلامي، ومن هذه الأستنباطات الأعتقاد السائد والخاطيء أنّ البيئة تنتظر من يصمّمها من المهندسين لأن تلك المعالم التأريخية كانت قد صمّمت، ولكن في الواقع، البيئة التقليدية لم تعتمد في نشأتها على تخصص العمارة أو التخطيط فقط ولكن على أسس وضعتها الشريعة أيضاً. وطرحت الدراسة عدّة تساؤلات للمناقشة إرتبط أغلبها بمقوّمات تحقيق الأستدامة للبيئة العمرانية، ومن بين هذه التساؤلات: ما الذي نعرفه كمخططين ومهندسين عن البيئة؟ وما هي المهارات التي نحتاجها وبأستطاعتنا تقديمها للبيئة العمرانية لنرفع من نوعيّتها وعطائها في أطر المفهوم الأسلامي؟ أي أنّ المهندس عليه أن يتعامل مع ما هو موجود في البيئة وما هو معطى له ضمن محدّدات البيئة في الحاضر وعلى المستوى البعيد، خاصةً لتلك الجوانب القابلة للنفاد، وهنا تبرز ظاهـرة الأستدامة في البيئة العمرانية كهدف أمام المصمّم في جوانب مستنفدة قابلة للأستهلاك كالطاقة، فما الذي يحرك البيئة العمرانية ويحكمها في هذه الحلقة المفقودة؟ وما هي المهارات التي يجب أن نتعلّمها لنساهم في الرفع من كفاءتها؟
وتطرقت الدراسة إلى موضوع ( حركية البيئة ) وكيف تنمو وتتغير بواسطة الأفراد والمؤسسات، مع توضيح نماذج المسؤولية في البيئة التقليدية، والتي إنبثقت من الشريعة الأسلامية وبيان مدى إختلافها الكبير عن البيئة الحالية، وتأرجحت الدراسة في سرد تفصيلي بين البيئتين التقليدية والمعاصرة مستخدمةً مصطلحات عديدة تصب بمجموعها نحو تحقيق فكرة الأستدامة وفق مقياس إنساني تحكمه الحاجات وتسيطر عليه جملة متغيّرات ذات أبعاد كثيرة، فأظهرت الفرق بين كل ما هو تقليدي ومعاصر في البيئة العمرانية مستخدمةً عدّة مفاهيم تدعم هذا التوجه ومنها مفهوم الطاقة من خلال الجوانب التي تقود إلى هذا المفهوم، وقد عالجت الدراسة هذا الأمر في عدّة مدن إسلامية تقليدية من خلال التركيز على فكرة الأستدامة بين التقليدي والمعاصر وقد وصفت الجوانب السلبية التي تقف كعقبات أمام تحقيق هذه الفكرة – وفي مقدمتها الأضرار التي يسبّبها الأنسان للبيئة – بأنّها من الممكن تصحيحها وفق توجهات جديدة للعمارة القابلة للأستمرار
وخلصت الدراسة إلى أنّ الأنسان هو المساهم الأول في صياغة البيئة بعد أن أجابت عن تساؤل هل أنّ البيئة تمثّل وسيلة أم غاية؟ فقسّمت باحثي البيئة بناءاً على عقائدهم إلـى صنفين متناقضين، صنف يرى أنّ البيئة غاية، وصنف آخر يرى أنّها وسيلة، وبين هذين النقيضين يقع الباحثون، فالذين يرون أنّ البيئة غايـة يقولون أنّ في هذا تعبير عن الحضارة، فبناء البيئة بالنسبة لهم غاية لابد وأن يراعيها المهنيون ليتمتع المجتمع، أمّا الذين يرون أنّ البيئة وسيلة فهم المقتنعون بأنّ البيئة وسيلة في الأرض لبلوغ الآخرة، فكيف يمكن بناء بيئة توصل إلى ذلك الهدف؟ والجواب يكمن في عدم الأسراف – الذي هو من ضمن شروط الأستدامة – مع مراعاة الحاجات البيئية الأساسية، فالشريعة لم تستثمر البيئة إلاّ بالقدر الذي يفي بالغرض الأساسي من وجود البشر بما لايلحق الضرر بالبيئة، وقد أفرزت هذه الدراسة مايلي:
-وضع الضوابط الأجتماعية والوظيفية كمحدّد مهم للطاقة.
-إعتماد الأشكالات التنظيمية كعامل مؤثّر.
-وضع الجوانب البيئية في مقدّمة إهتمامات المصمّم فيما يخص الطاقة.

الأحد، يونيو 20، 2010

جامع الشيخ سالم المشاط بمدينة طرابلس القديمة




م. أشرف بشير فرحات*

المقدمة/
التاريخ حلقة الماضي في سلسلة حياة مدننا الحاضرة . ومدننا التاريخية تحمل في عمق وجودها جذور تخطيط مدينة اليوم. ومدينة طرابلس القديمة لا تخرج عن هذه القاعدة بل نجد فيها عبر مبانيها وأزقتها وتوزيع فراغاتها لتعطينا مثالا رائعا وان لم يكن فريدا لهذه القاعدة.
فطرابلس القديمة عرفت منذ زمن بعيد بتصنيف الأراضي هذا المصطلح الذي لم يعرف في الغرب إلا في وقت متأخر نسبيا، وطرابلس القديمة عرفت تنوع الوظيفة ضمن نسيجها الحي، هذا التنوع الوظيفي أعطى للمسجد حقه وللمدينة حقها للمدفن حقه وللمسكن حقه.
ورغم هذا التنوع الوظيفي ظل هذا النسيج المعماري سمته البارزة والذي غلب عليه الطابع المتضامن المتكامل معطيا للمدينة روحا خاصة ومميزة ،روحا تجعلنا نقف باحترام امام أي من عناصرها المكونة لها ـ احترام يفرضه علينا ثلاثة الاف سنة من الوجود القوي ضمن ظروف وأحوال متقلبة .
ثلاثة الاف سنة جعلت لكل عنصر من عناصر المدينة وجودها الخاص بها , وخلقت في كل عناصر المدينة روحها التي نفتقدها الآن للأسف في مساجدنا اليوم .
الموقع العام للمدينة القديمة/

تقع مدينة طرابلس القديمة شمال خط الاستواء عند خط عرض 32 وعلى خط طول 13.10 شرق خط جرينتش , وهي تقع على ساحل البحر الابيض المتوسط حيث انه يحيط بالبحر بضلعين من اضلع الشكل الخماسي للموقع حيث يحده من الشرق والشمال الشرقي طريق الفتح ومن الغرب والشمال الغربي شارع القبه والطريق الساحلي , ومن جهة الجنوب الشرقي ميدان الشهداء ومن جهة الجنوب الغربي والشمال الغربي السور التاريخي ومن جهة الجنوب شارع سيدي عمران.



مسجد الشـيـخ سـالم المشاط /
يقع هذا الجـامع قرب خزان المياه الرئيسي وتطل الواجهة الشمالية على شارع سـالم المشاط , والواجهة الغـربية على زنقة سالم ويوجد الجامع على هضـبــة أعلـى مستــــوى الشـارع على ارتفاعات مختلفة ويحتوي هذا الجامع على مسجدين وتربة عامة، وضريح وتـربة خاصـة ويقول عنه أحمـد النائب إنه توفي بطرابـلـس ســنـــة 1493م ودفن بداخلها مما يلي السـورالبصري وضريحه ظاهروالشيخ سالم هـذا من رجال القرن التاسع هجـري ولذا فإن الجامع يمكن أن يكون قـد بني قبـل هذا التـــاريخ الـذي توفـي فـيه هـذا كما ذكـر سـالم المشـاط الشـيـخ عـبد السـلام بن عثمان في كـتابه الاشارات المـتوفى سنة 1726م فيـهم الشـيــخ سـيدي سالم المشاط وقبره بداخل سور المدينة مما يلي سور البحر قريب منه.


وصــف الجـامــــــع/
يمتد الجامع خلف جدار القـبلة للمسجد الصغير وهو عبارة عن شـكل مسـتطيل مـساحته 74.46مترمربع ويوجـد به عمـودان من الرخام يقسـمان المساحة إلى سـتة أقـسام ويـكونان ثـلاثـة أروقة مـوازية بحـائط القـبلة مغـطاة بـستة قـبـاب والمحراب بسـيط الشـكل له إطار من البرونز ويكتنفه عمودان صغيران وإلى الشـمال يوجد المنبر الخشـبي ويتكون من سـبع درجات مغـطى في نهايته بقبة خشـبية مرتـكزة على أربعة أعمدة خشبـية. ويغطي الـرواق الأخير في الجامع- كما في جامع بن محمود- ـسدة خشـبية يوصل إليها عند طريق سـلم خـشبي بجانب البــاب الـذي يفـتح عـلى المسجد الصغـــــيرويـوجد بـاب أخـر في الجدار الغربي عند الرواق الأخـير يفـتح على الجــهـة الشـرقية يـتقـدمه فنـاء مسـتطيل الشكـل منخفض عن أرضية قاعدة الصــلاة، وتلاحظ في الجهة الجنـوبية حجرة مـربعة الشكـل مغطاء بالقـبة ترتـكز على رقبة مثمـنة ولا توجد بهذه الحجرة إلا فـتحة واحـدة في الجـدار الغــربــي، وتفـتح هـذه الحجرة على ممر مسـتطيل مغطى بالـقبة وينـتهــي فـي الجهـة الغـربية ببـاب يفتـح عـلى زنقـة سـيــدي ســالم وأمـــــا فـي الجهـة الشـرقـية فـتوجد الميضاه ومكـان الاستحمام ويوجـد بـاب أخـــــر الى جـانب البــاب السـالف الذكــر يقع في الجدار الغربي للجامـع يوصل إلى الـدور العــلـوي حيـــث توجـد حجـرة كبـيرة يتعـلم بـها التـلاميـــذ القــــران الكـــــريم.

وأصل الجامع عبارة عن مسجد صغير وهو الجزء الواقع من الناحية الشـمالية وهو عبارة عن شكـل مختلف الأضلاع به عمود في الوسط وله ثلاث أروقـة عـمودية على حائـط القبـلة ومغطـاة بأقـبية وله ثلاثة أبـواب احـدها في الجهة الشـرقية أما الـباب الـذي يـوجد في جـدار القـبلة عـلى يمـين المـحـراب فهو قد استحـدث عـند بناء الجـامع الأخـير وعلى يمين الـداخل مـن البـــــــاب الغـربي توجد حجـرة صغـيرة جـدا لـها ثـقب مـن أعـلى الجـدار لإدخــــــــال النـور، أمـا فـي الشمال من هذا الباب فتوجد المئذنة الأسطوانية التركية الطراز القائمة على مربع ولها بـاب صغير يفتح داخل المسـجد نفسه وهي شبيهة إلى حد كبير بمئـذنة جـامع محمـود إلا إنهـا أقـل ارتفـاعــا، أما المحراب فهو بسيط الشكل وهو عبارة عن تجويف في الحائط ينحرف قليلاً في الجـنوب.

بعد الموقع عن مركز المدينة
o.83 km
المساحة الموقع
584.5m2
الطول الكلي للواجهات
63.52m
محيط الجامع الخارجي
108.81 m
عدد القباب
8 قباب
ارتفاع اعلى منسوب
3.60 m
عدد الاقبية
6أقبية


أعمال رفع وتوثيق المسجد/




المراجـــــع/
ـ موسوعة الاثار الاسلامية في ليبيا:ـ
اعداد :
مسعود رمضان شقلوف.
محمود عبد العزيز النمس.
احمد سعـيد عبد الرحمن .
صالح ونيس عبد النبي .
شتيوي محمد مصطفى.
تقديم :
د . على مسعود البلوش
ـ بلدية طرابلس في مائة عام :ـ
1870 / 1970م.

* تعريف بالكاتب/


بكالوريوس هندسة العمارة و التخطيط العمراني ربيع 2004 م.

طالب في اكاديمية الدراسات العليا جنزور .

ملاحظة/
جميع أعمال الرفع والتوثيق لمسجد الشيخ سالم المشاط قام بها المهندس أشرف فرحات.

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية