أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الجمعة، مارس 30، 2012

بين المرافق السياحية والمشاريع الإسكانية... اختلاف كبير




قرية سياحية في تونس


جمال الهمالي اللافي

ما يزعجني أن ارى اهتمام الدولة بالعمارة المحلية ينصب على المرافق السياحية لاستهداف السواح الأجانب، بينما يحظى المواطنين في الدول العربية بأكواخ الصفيح وفي أحسن الأحوال بشقة في نموذج لعمارة متكررة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة.

فالدولة تتعامل مع المواطن على أنه عبء وليس قيمة، بينما تنظر للسائح على أنه قيمة وليس مجرد مصدر إضافي للدخل القومي.

وإلاّ ما الذي يمنع من إقامة مجاورات سكنية تعتمد نفس بساطة هذه القرى السياحية وجمالياتها ليسكنها المواطنون وفي نفس الوقت يزورها السياح ويتفاعلون مع سكانها، بنفس الطريقة التي تحدث في المدن القديمة.

هناك رغبة حقيقية في عزل السكان الأصليين في بيئات حقيرة، تفتقر لأبسط الخدمات، والتركيز أكثر على السائح الأجنبي وخصوصا الغربي، وتسخير المواطن لخدمته وتوفير أقصى أسباب الراحة له.
مشاريع الإسكان الشعبي في العالم العربي، نموذج لعمارات متكررة، فاقدة للهوية

هذا ما يمكن تسميته عبودية السياحة، والتي تقابلها عبودية الوظيفة، ومعرفة معنى الثانية تسهل على الجميع فهم المغزى من الأولى.

وما يزعجني أكثر، ما أرى، أن الدولة تمنح لهذا المستثمر أن يستثمر بقوة في السياحة وتمنع عن آخر أن يستثمر بنفس القوة في قطاع الإسكان الشعبي، بل أن القوانين تمنعه من ذلك وتجعل حق إقامة الإسكان الشعبي للدولة دون غيرها.

عند زياراتي لتونس والمغرب، شاهدت أن الدولة عندما تكفلت ببناء مساكن لعامة الشعب، كيف نفذتها على شكل عمارات سكنية تحمل نفس الطابع وبنفس الكآبة التي تحملها عماراتنا في ليبيا. وعندما شاهدت مجموعة من القرى السياحية وجدتها تحمل روحاً مغاربية اعتمدت البساطة في التصميم والإبداع في التوزيع والتنسيق.
عندما يصبح السائح محور اهتمام الحكومات العربية، تجند له كل الامكانات

تصوروا معي، عائلة كانت تسكن في كوخ من الصفيح، وأرادت الدولة أن تمنحها مسكنا، فما هو أقصى شئ يتمناه من عاش في هذه الأكواخ؟

بين العيش في قرى الصفيح والخدمة في القرى السياحية مفارقة كبيرة
لا شك أنه يحلم بحجرة لها سقفاً لا تتسرب مياه الأمطار عبره. وجدارناً تحميه من برد الشتاء. وحمّاماً نظيفاً لا تتسرب فضلاته إلى الطريق العام وتلوث بيئتهم. ومطبخاً بسيطا للطهي وحجرة لنوم العائلة بأكملها. ولنقم معاً بعملية حسابية لتكلفة مثل هذه المشاريع، لو نفدت على نفس النمط التخطيطي للقرى السياحية. 

أظنها ستمثل لسكان الصفيح الجنة الموعودة، بالمقارنة بإسكانهم في عمارات مزدحمة بالسكان وعلى ارتفاع 14 دور.

ما ينقص المواطن العربي ليس المأوى، بل الإحساس بكرامته، وأنه ليس مجرد رقم ثقيل الظل على حكومته الموقرة.



صور القرية السياحية في تونس من أرشيف المعماري/ ظافر الحميدي.

الأربعاء، مارس 28، 2012

تأملات في لوحة تشكيلية


سحر الضوء في دروب غدامس المظلمة- من أعمال المعماري الأستاذ أحمد إمبيص

تحت سقف النخيل الذي تستظل به دروبها الملتوية من شمس سكنت صحرائها الحارقة وخلف جدرانها التي نمت من تربتها وصنعت خصوصيتها المتفردة عن كل المدن الأخرى وبين بساتين النخيل التي تحتفي بجمالها ووسط بيوتها المخضبة بحمرة الرمان وتشرق ببهجة المرايا.  كانت لي وقفة على أبوابها أناجي طيفا زارني في منامي ودعاني هناك للقاء.

وهناك انصهرت روحي بروحها وتشكل المزيج من دم وماء أصلهما تربة وطين يجمعهما وطن وانتماء بين معمار وعمارة بين شوق وحنين سجلتها رحلة كانت لها بداية. وعلاقة لم تعرف لها نهاية.


الجمعة، مارس 23، 2012

معماري ليبي في عيون زملائه







الدكتور رمضان بلقاسم
أستاذ بقسم العمارة والتخطيط العمراني/ كلية الهندسة- جامعة طرابلس


رفيق الدرب وزميل العمل وزميل الدراسة، بدأنا معاً في المهنة وهرمنا معاً. تأخذه الحماسة أحياناً ولكن الله من وراء القصد.

رؤوف بطلبته، يعطيهم ما لا يستطيع استعادته منهم، يعطيهم علماً يربطهم بالقديم، يصلهم بالتجربة الإنسانية، بالتاريخ. وهو يرشدهم في أدغاله وينتقي لهم النفائس ويسلط الضوء علي خفاياه.

فلك ألف تحية يا دكتور رمضان. ومتعك الله بالصحة وطول العمر.

الدكتور أحمد إمبيص


أخي رمضان، رحلة عمر... لا زلت أذكر رحلتنا معاً نحو المجهول سنة 1979م. رفقة أحمد إمبيص.

صدق وأمانة وإخلاص. تواضعه للمعرفة يجعله على الدوام كبيراً.

الدكتور مصطفى المزوغي


الدكتور رمضان أبو القاسم، ليس مجرد عضو هيئة تدريس بقسم العمارة، وليس مجرد معماري حاصل على درجة الدكتوراه، وليس مجرد مهني يمارس وظيفته، بل هو رجل التزم بمسؤوليات وجوده في هذه الحياة، وجعل لها معنى خاص يميزه عن غيره بالمصداقية والنزاهة والاقتدار.

جمال اللافي


تحية لأستاذنا الفاضل الدكتور رمضان بلقاسم، للأسف لم أكن محظوظاً في دراسة أي مادة معه ولكن تربطنا به علاقة طيبة وحميمة وله صفة التواضع التي قلّت في زمننا هذا، فتحية احترام وتقدير له.


المعماري/ أحميدة الجلاح



بالرغم من شدته وحزمه إلا أنه رجل حينما أصفه. من الناحية الأستاذية متفرد بأسلوبه الرائع مميز في عطائه العلمي. وأنا شخصية أحمد الله عز وجل أن تتلمذت على يد هذا الأستاذ الفاضل في ثلاث مواد.


وإذا وصفته من الناحية الأخلاقية خارج أسوار المؤسسة المعمارية، فهو رجل محب لدينه ولا أزكيه على الله لم تمنعه مسؤولياته ومشاغله عن حفظ كتاب الله. فأسأل الله أن يكون نوراً له يوم الحشر.

المعماري/ أحمد خريش


بعض الأساتذة لا نستطيع أن توفيه حقه بالتعبير إلاّ إذا قلت: هو مثل أبي.

المعمارية/ حنان الرقيق


ها قد مرت السنين وانتهت، فنشعر ونحن نقلب الذكريات أنها كانت أيام معدودات.


أستاذنا الفاضل الدكتور رمضان بلقاسم، لك منّا كل الثناء والتقدير على جهودك الثمينة والقيمة، من أجل الرقي بالمسيرة العلمية.

للنجاحات أناس يقدرون معناها، وللإبداع أناس يحصدونه، لذا نقدّر جهودك المضنية، فأنت أهل للشكر والتقدير.

خدوجة محمد


دكتور فاضل بارك الله فيه، لقد تعلمنا منه الكثير.

المعماري/ أسامة القهدي

تحية احترام وتقدير للدكتور رمضان بلقاسم، ربي يحفظه- دقة ودقة ودقة والتزام.

المعمارية/لمياء النعاس

أستاذنا القدير لقد علمتنا الكثير مد حداثنا بهذا القسم العتيد، فبارك الله فيك.

المعماري/ حسن قدورة

أستاذي الفاضل شكراً لدعمك في مرحلة البكالوريوس والماجستير، بارك الله فيك.

المعمارية/ ريمة عبد العظيم المنتصر


تحية تقدير واحترام لأستاذي دكتور رمضان أبو القاسم.

المعمارية/ ميسون الأسطى.
المعمارية/ أسيل مصطفى أبوراوي
المعماري/ معتز خليفة.




المصدر/ صفحة المعماري والعمارة الليبية على موقع facebook - بتصرف

أكاديمية الفنون الجميلة والتطبيقية



د. عياد هاشم

مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية بطرابلس هي إحدى أول المدارس الفنية التي شكلت الأساس الذي انطلق منه فنانون ليبيا الرواد التشكيليون، فلقد تأسست هذه المدرسة التطبيقية في عام 1897م بمدينة طرابلس خلال أواخر العهد العثماني الثاني، وبدأت تخرج أفواج من الفنانين التطبيقيين من الذكور والإناث، والجدير بالذكر أن الفنون التطبيقية في بلادنا قد لاقت قبولا كبيرا لدى المتذوق الليبي ، ولقد توارثها هؤلاء الفنانون الليبيون عن أجدادهم العرب والمسلمين وخاصة التأثير الأندلسي الكبير عندما عادت كثير من الأسر العربية من الأندلس وانتشرت في شمال أفريقيا بعد خروج العرب منها والذي تكامل مع التأثير المحلي والأفريقي ومن المشرق العربي وقليل من التأثير الأوروبي من الشمال.

وكما نعرف أن معظم مدن الساحل بالذات كانت حلقة وصل خاصة مدينة طرابلس بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب لقوافل التجارة وغيرها ولا ننسى التأثير التركي والقوة الحرفية المتنوعة، وبسبب الحروب الايطالية - التركية، وكذلك الحروب الايطالية - الليبية قبل وبعد الغزو الايطالي لليبيا عام 1911م فقد هاجرت عدد من الأسر الليبية المعروفة بأعمالها الحرفية الجميلة المتقنة إلي بعض الدول العربية إلي البلاد التونسية القريبة و المعروفين في ذلك الوقت.

مع أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وخلال العهد العثماني الثاني ظهر عدد من الفنانين العرب الليبيين كرواد لحركة الفن التشكيلي على مستوي الوطن العربي الكبير للفن التشكيلي الحديث فخرج كل من سامي عتيق ومحمد علي لاغة (1878-1947 ) م من طرابلس والملقب وقتها بالرسام الكبير الذي عمل مئات اللوحات الفنية والتخطيطية في ما بين ليبيا وتركيا وبعض الدول الأوربية.

أكثر من مائة عام على تأسيس هذه المدرسة العتيقة التي كما أوضحت أولي المدارس الفنية في الوطن العربي وربما على أفريقيا بالكامل للفن اليوم والتي اختصت في الجانب التطبيقي حيث كانت التصميمات الداخلية (الديكور) والنسيج والتجارة والنقش على المعادن والحدادة والزخرفة الإسلامية والرسم والخط والتزويق ورسم المنمنمات والتصوير الجدارى من اهتمامات هذه المدرسة ونشاطها المتميز والسؤال المطروح بالخط العريض :
ماذا قدمنا لهذه المدرسة؟
أو ما هي الأسس التي يجب أن نضعها لها حتى تتطور وتصبح كلية أو أكاديمية للفنون الجميلة والتطبيقية؟

وهذا اقتراح أتقدم به للجهات المسئولة في ليبيا الحرة اليوم بالخصوص.

الخميس، مارس 22، 2012

لوحة وفنان



اللوحة كاملة أسميتها طرابلس. منذُ ثلاثة سنوات كنت أحلم بالثورة، ليس مزايدة على أحد ولكني كنت أرى طرابلس حزينة ولكن لم أفقد الأمل، خاصة عندما أرى أول شعاع شمس من كل صباح، أعرف أن هناك رب كريم، يسمع ويرى، فهو الناصر وهو الولي وله المنة وله الملجأ

بارك في شبابنا الذين لم أفقد الثقة بهم ابداً منذُ بدايتي في التدريس منذُ35 سنه حتى هذه اللحظة.
الله يحميهم ويوفقهم.

أحمد إمبيص

الثلاثاء، مارس 20، 2012

حوار في بنيوية العمارة الليبية


أسوار


:Ahmed Imbies أطرح عليكم موضوع" السور" الذي شوّه شوارعنا لأنه عنصر طارد ولا يشارك في صياغة الشارع بل يترك تساؤلاً عمّا وراء هذا السور.

لذلك وكي نجعل مدينتنا جميلة، لابد من التخلي عن السور، (باب العزيزية) واستبداله بالسور الذي يمنع الحركة ولا يمنع الرؤية.

فلنحرر مدننا من الأسوار. ولنبني مواقع ولا نبني على مواقع. المقبرة، المسجد، المدرسة، مراكز الشرطة، الجامعة، المزارع.

لماذا السور مما تخافون. ولماذا الإيطالي لم يختبئ وراء أسوار ؟؟؟؟؟؟؟؟

جمال اللافي: أعتقد يا أستاذ أحمد، أن الحل يكمن في إعادة النظر في لوائح وتشريعات المباني التي تقر بضرورة ترك ردود من جميع الجهات بين المباني وخصوصا المساكن. فلو تمّ إلغاء هذا القانون، فسيتم تجاوز هذه الإشكالية مستقبلا.

Arch. Nadia : قد يكون السبب اجتماعي بحث، وهو الخوف من فضول وأعين الغرباء، أو سبب أمني وهو الخوف من السرقة. فعندما يشعر الإنسان بالأمان سوف يتخلى عن الأسوار والقضبان الحديدية الأشبه بالسجون، ليس فقط في الأسوار التي قد يبلغ ارتفاعها 3 أمتار، وإنما حتى على النوافذ، فينفتح بالتالي على الحديقة والبيئة المحيطة بنوافذ زجاجية واسعة تبعث الراحة في النفوس.

جمال اللافي: اتفق معك مهندسة نادية أن السبب اجتماعي بالدرجة الأولى، ومن بعده يأتي الدافع الأمني. ولكن ما يدعو إليه الاستاذ أحمد سيصطدم بالجانب الاجتماعي أكثر من الجانب الأمني، لأننا كمجتمع إسلامي محافظ سنرفض فكرة انتهاك خصوصيتنا البصرية وإطلاع الناس على حرمات بيوتنا، حتى ولو تحقق الجانب الأمني بنسبة 100%.

لهذا كانت وجهة نظري تدعو للعودة لفكرة الكتل المتراصة والاتجاه إلى الداخل، حتي نحقق عاملي الخصوصية والأمان ونستطيع فعلا توسعة نوافذ حجراتنا بحيث تطل أكثر على حديقة البيت.

Ahmeda Jellah : ما هو الأسلوب الواجب اتّباعه في قضية الأسوار، نحن نريد عنصر لا يمنع الامتداد البصري ويمنع الحركة ويوفر الخصوصية لحرمة الفراغ وأيضا يوفر الأمن.

فيجب علينا أن نفكر في وجود امتداد بصري وإيجاد عنصر بديل عن الأسوار، يمنع الحركة فقط، أما توفير الخصوصية- أي الجانب الاجتماعي- فيتم- بكتلة المبنى- بإدخال فكرة الأفنية الداخلية لتوفير فراغات للأنشطة الاجتماعية ومراعاة لديننا وعاداتنا الاجتماعية والتي بإمكانها توفير الخصوصية والأمن معاً.

Arch Nadia : م. جمال، بالفعل نحتاج إلى إعادة النظر في قوانين المباني والتي صيغت فيما سبق نقلاً عن قوانين دول عربية ( مصر) و بالذات في الاستعمالات ذات العلاقة بالمناطق السكنية ولكن لا نستطيع إلغاؤها الآن أو تعميم تصنيف المسكن العربي في كل المناطق نظراً لأن المخططات نفذت بهذا الشكل ومن الصعب تغييرها الآن. بل من الممكن تطويرها.

فمثلاً منطقة حي الأندلس أو منطقة بن عاشور أو الظهرة ...إلخ. هذه عبارة عن وحدات سكنية ذات مساحات و ارتفاعات وردود محددة بالقوانين. أما في المناطق التي سميت ( متخلفة) فمن الممكن المحافظة عليها وإضفاء بعض المفردات المحلية الجميلة، بحيث تعطينا في النهاية تكوين محلي جميل، ولو وضعت لوائح تنظيمية للبناء بها على هذا الأساس فالنتيجة ستكون عمارة محلية رائعة، إضافة إلى المحافظة على النسيج الاجتماعي، بدل من هدمها و تشتيت أواصر العلاقات الاجتماعية و ذاكرة المكان بها.

بالإمكان إضافة تصنيف للمسكن العربي الحديث بمساحات جيدة وهذا يكون في أحسن الأحوال لو نفّذ في منطقة حديثة التخطيط.

إذا اضطررنا لبناء الأسوار فلتكن من عناصر خضراء، أي أسوار من الحديد المشغول أو الخشب أو أي سور مفتوح خلفه نباتات وهكذا تمنع الرؤية وتعطي عنصراً جمالياً إيجابياً في الشوارع بشكل خاص وفي المدينة بشكل عام.

جمال اللافي: المهندسة نادية، مشاركتك هذه فيها الكثير من الإثراء للموضوع الذي طرحه الأستاذ أحمد. ولكن فيما يتعلق بطرحي لمسالة تعديل التشريعات واللوائح فهو مقصود منه المشاريع المستقبلية، ولا يمكن بطبيعة الحال تطبيقها على ما هو قائم. بل ما تفضلت بطرحه من أفكار هو التدخل العلمي الصحيح، وخصوصا تلك بالمتعلقة باستخدام الخضرة والنباتات المتسلقة كأسوار، وهي ستضفي جواً مريحا نفسياً على شوارعنا، وهذا ما لمسته في زيارتي لمدينة الرباط والدار البيضاء بالمملكة المغربية الشقيقة. 
Abdelmonem Esokhi Gazwany : نشيد بكل التعليقات السابقة المفيدة. عندي أضافة بسيطة وهي، وجوب الوقوف على بعض المؤثرات التي الكثير من التأثير وهي:
1.     قوة الدولة في توفير وتحقيق الأمن.
2.      التمدن والتحضر للمجتمع.
3.     العادات والتقاليد وطريقة العيش من لباس وسلوك يومي.
هذه عوامل تخفف من حجم المشكل وتعالج نسبياً الظروف والأوضاع القائمة.

فلا أحد ينكر إيجابيات الفناء العربي وأيضا لا أحد ينكر إيجابيات الاطلالة الخارجية والانفتاح على الخارج وما له من إيجابيات صحية ونفسية. ويمكن إجراء مقارنة للمسكنين الحوش ذو الفناء( البيت العربي) وفلينة صغيرة بفناء خارجي وشرفة في المدخل بها طاولة على نمط الفيلات سابقا في حي( كازا لانجس ) القديم وليس الحالي. من منّا لا يستأنس بهذا البيت؟

ونرجع إلى أن الدولة القوية عليها أن توفر الأمن واللباس المستور والعادات الصحيحة التي يمكنها أن تجنبنا الفضوليين والمتطفلين ويوفر الخصوصية المنشودة نسبياً. وبذلك يمكن لنا التعامل مع مبنى عصري بالقوانين الحالية. كأمر واقع.

جمال اللافي: مهندس عبد المنعم ، مشاركتك فيها تركيز على جوانب الستر في اللباس لتبرير انفتاح المساكن على الشارع، وهذه مسالة شخصية لا تستطيع الدولة السيطرة عليها.

ومسألة الفناء العربي، فأعتقد أن هناك حلولا معاصرة تجاوزته بصورته التقليدية المرفوضة عند الجميع، ولكن إطلالة البيت مباشرة على الشارع بتفاصيله وجمالياته دون وجود حاجز الأسوار وخصوصا إذا طبقنا أيضا فكرة الحاجز الأخضر الذي التزم به سكان الرباط والدار البيضاء وتحايل عليه سكان طرابلس سيكون حلاً جمالياً واجتماعياً لا يمكن تقدير نتائجه الإيجابية إلاّ بعد تطبيقه في المشاريع المستقبلية، كذلك تطبيق الحزام الأخضر على المباني العامة القائمة حالياً، مثلما اقترحته المهندسة نادية في مشاركتها السابقة.
Abdelmonem Esokhi Gazwany : أنا تكلمت يا جمال على معالجات يمكن أن تسهم في التقليل من حجم المشكل وفق الواقع التخطيطي الحالي. وتبيان الكيفية والوسيلة أو الطريقة لتحقيق الاتصال الخارجي مع من حولنا من أناس وآليات وعناصر طبيعية.

إذاً، الموضوع ليس مرتبط باللباس فقط. وإنما المقصد إبراز مدى حاجة الإنسان الاجتماعية للتواصل مع من حوله.

جمال اللافي: اتفق معك مهندس عبد المنعم، ولا أختلف في باقي النقاط التي طرحتها، ولكني علقت فقط على نقطة اللباس لأنها غير قابلة للمتابعة من قبل الدولة. عندما أضغط على كلمة أعجبني فهذا يعني موافقتي على ما ذكر، ويبقى التعليق على النقاط التي تحتاج لزيادة نقاش وتحليل. بارك الله فيك.

Abdelmonem Esokhi Gazwany : جمال، في تعليقي على اللباس ليس المقصود أن الدولة معنيّة بتحقيقه. ولكن المقصود به هو الساكن، الذي يجب عليه أن يكون في هيئة وصورة من اللباس المحتشم لتفادي وتجنب الفضولين والمتطفلين. مع الشكر لك وللزملاء الذين أثروا الحوار وللأستاذ أحمد كل التقدير.

حسام أبو رزيزة: في دول العالم الثاني لديهم فكرة أن تكون الحديقة الأمامية للمنزل عامة والخلفية خاصة ويكون السور الأمامي عبارة عن سياج لا يتعدى ارتفاعه المتر. ومن هذا التوجه ومن فكرة المعماري جمال يمكن أن نصل إلي حل.

جمال اللافي: في مخططات البلدية مهندس حسام، يوجد ما يسمى بالحزام الأخضر، وهو ترك مسافة لا تقل عن 3 أمتار بين سور البيت ورصيف الشوارع، ولكن المواطن يتحايل عليها ويضمها إلى داخل بيته. والدولة يجب أن تعاقب وبشدة من يعتدي على هذا الحزام، وعندها سنرى أموراً كثيرة ستتغير في محيط بيئتنا السكنية.

:Ahmed Imbies العودة الى الطابية وسور التين الشوكي (الهندي) بدل السور الإسمنتي. معاً من أجل تحرير طرابلس من أسوارها.

عندما أمر من أمام باب العزيزية أجزم بأن طرابلس تحررت، لأن السور في أي مكان عنصر طارد ولا يصنع مدينة.

طابية الهندي- سور يحجز المارة عن الدخول ويحدد حرم الملكية الشخصية للمكان

جمال اللافي: بناء هذا السور لا يكلف شيئا ولا يحتاج لأيدي فنية مهرة لبنائه ولا يمكن اختراقه ويأكل أهله من ثماره وهو جزء من الطبيعة ولن يعترض على وجوده أحد.

Ahmed Imbies: يجب أن لا نتحسر ونقف مكتوفي الأيدي، بل نكتب وننصح الناس بالعودة للطبيعة ونتخلص نهائياً من ثقافة سور باب العزيزية المقيت، الذي أصبح حول بيوتنا وعقولنا.
سور التين الشوكي مثل الأكليل ( تاج الغار) يتوج هذا المرتفع 
تمازج بين السور الحجري وسور التين الشوكي 
 لم نعد نخاف إلاّ من الله وحده، لا للسور المصمت، لا للسور العالي. مما تخاف ولماذا تختبي وراء السور كأزلام القذافي في استراحاتهم ومزارعهم؟؟؟


Mussa Grifa : أكره الأسوار وألعنها... نختفى خلفها لنمارس أشياء نخجل من ممارستها أمام الجميع... أكره الأسوار لأنها تفصلني عن الحياة وتعزلني عن الحقيقة... أبحث عن أسوار تجعل الحيطان الصمّاء تبتسم وتُزهر... أبحث عن أسوار تجعل للمكان معنى... أبحث عن ثقافة وتصميم لأسوار جديدة ... مستلهمة من" طوابي الهندي"1 بين" السواني"2... تعرّف حدود المكان ولا تعزله... أبحث عن أسوار حية... وليس حيطاناً صمّاء من طوب وخرسانة وغموض.... سأحلم بأسوار نعشق النظر إليها لأنها وشم وبصمة المدينة والشارع والحي الذي نعيش فيه... نتركه بعدنا ليعرفوا كيف كانت علاقاتنا... وحرارة عواطفنا... وإلى أيّ مدى تنظر عيوننا للحياة.
1-       طوابي الهندي: ساتر ترابي بارتفاع متر أو أقل يزرع فوقه نبات التين الشوكي ليكون معرفّا لحدود ملكية المزارع.
2-       السانية: المزرعة.

جمال اللافي: إثراء جميل للحوار، قدّمه الدكتور موسى قريفة، بقراءة معمقة لإشكالية السور.

كل منا يا دكتور موسى يكره سور بيته وسور مدرسته والسور الذي يعزل مكان عمله عن محيطه العام.

نكرهه لأنه يمنع حواسنا من الانطلاق عبر الفضاءات الرحبة لمدينتنا. ويكبت مشاعرنا عن تنفس تفاصيل بيوت أخذت من مدّخراتنا كل فلس، كي تبدو للناس جميلة كما نحب، ولكن سور البيت اغتالها.

وهو من أرهق كاهلنا بتكاليفه الباهظة، ليسجننا بداخله تحت ادعاء أنه يحتوينا ليحمينا.

يحمينا ممن؟ لست أدري.

ولكني على قناعة تامة بأنه يستخف بعقولنا، كما استخف بها ذلك السجان المقبور.

ومثلما مكننا الله منه وحطمنا أكذوبته، فقد آن لنا أن نحطم كل الأكاذيب التي صنعتها أسوار مبانينا، فهي لم تمنحا الخصوصية التي ننشد مثلما لم تمنحنا الأمان الذي نرجو.

فنوافذ كل الجيران تسترق النظر إلى خصوصيتنا وكل اللصوص تجاوزوه ليسرقوا كل ما كانت تضمه حديقة بيتنا من متاع.

فأين منك هذا الأمان يا سور بيتنا.

Mussa Grifa : أخي جمال ...عندما لا نرى الخوف أمامنا منتصباً لن نبني الأسوار... نحن لا نبني الأسوار... الخوف يبنيها... الخوف من حدود مفتوحة يدخل منها الخوف والجريمة و..و..و..و... الخوف المصنّع الممنهج هو من يبني الاسوار... أطول وأضخم سور في طرابلس " باب العزيزية" بناه الخوف من الشعب الليبي... تخويفنا والخوف منّا حوّل بيوتنا ومدننا وقرانا الى أسوار وزنزانات .... الأمن والاستقرار والطمأنينة ستهزم ثقافة بناء الأسوار... عندما تطمئن العصافير تخرج من الشجرة وتقف على الاغصان تغرد تحت الشمس بدون خوف.... قريباً سنغرّد على الأرصفة بدون أسوار.

جمال اللافي: نعم يا دكتور موسى، هذا ما أستشرفه مستقبلا لمدننا وشوارعنا. أن تختفي كل الأسوار، لأن الخوف هو بانيها، وما دام الخوف قد قبر في قاع النسيان، فستقبر معه كل أسوار الخوف، وستنمو بدلاً عنها أسوار الخضرة.

وما ذلك على الله بعزيز.

Arch Nadia: صورة لطوابي الهندي في سواني القراقشة

هذا مشهد آخر لاحظوا حجم السيارة أمام حجم شجرة الهندي العملاقة لفتت نظري لأنها غريبة !
 جمال اللافي: بدأت جماليات الأسوار التقليدية لليبيين تظهر، يبدو أن الصور المنشورة عن أسوار المغرب، قد ولدت حافز المنافسة وأخرجت المخزون من الأدراج... بارك الله فيك مهندسة نادية. وصلت الصورة لتحتل مكانها في الذاكرة والعمل أيضا. إن شاء الله.

بارك الله فيك مهندسة نادية على هذه الإضافة، يبدو أنك لا تريدين أن تتركي لنا عذراً في إعادة توظيف نبات التين الشوكي( الهندي) في أسوار مبانينا المعاصرة، فالصور متوفرة من جميع الزوايا وما علينا إلاّ طرح الحلول وتنفيذها على أرض الواقع.

Arch Nadia: (طوابي الهندي ) والنخيل والشواطئ هي ما تميزت به هذه المنطقة... وهي من حيث الطبيعة في غاية الجمال ولكن يقضى عليها يوماً بعد يوم.

جمال اللافي: قد لا نستطيع كمعماريين حماية هذه الأسوار إلاّ بدعم الدولة، ولكن السؤال الملح الذي يطرح نفسه علينا: هل يمكننا أن نطرح حلول معاصرة تستخدم فيها هذه الشجرة كبديل للأسوار الأسمنتية بحيث تكون مقنعة وجميلة في نفس الوقت؟ وهنا أشترك مع الأستاذ أحمد الذي سبقني في طرح هذه الفكرة.

Arch Nadia: المشكلة في هذا النبات ( الهندي ) إنه قد يكون مؤذي للمارة و خاصة من الأطفال نتيجة للأشواك الدقيقة به.

جمال اللافي: حسب التجربة هو سور غير مؤذي إلاّ لمن يحاول تسلقه، وهو رفيق بالمارة وكريم مع الأطفال حين يقدم لهم وجبة شهية وهم عائدون من مدارسهم.

Libyan Architecture: يوجد نوع منه يخلو من الأشواك.

جمال اللافي:  إذاً، ليس هناك ما نخاف منه، ولكن تبقى ميزة كونه غير قابل للتسلق عليه.

Mussa Grifa: لماذا لا نستلهم تصميم للأسوار على شكل طابية الهندي؟ لنحاول.

جمال اللافي: سأفعلها بإذن الله في أحد بيوت الضواحي، إن قدّر الله لنا ذلك.

Mussa Grifa : يشرفني الاشتراك في هذا العمل...هناك خيارين، السور عبارة عن هندي يصمم ويغرس بطريقة معينة. والخيار الثاني، محاكاة" الهندي" من خلال مواد إنشائية "حديد مشغول...فورمات ..الخ" أفكار وشطحات معمارية.
الصباريات- أسوار من الطبيعة

جمال اللافي: يسعدني أيضاً التعاون معك يا دكتور موسى، ولكني أعتقد أن الطبيعة تفرض نفسها ولا يمكن التعالي عليها بأي منتج صناعي. العالم بدأ يستشعر مدى تأثير غياب الطبيعة عن حياته في القرن الماضي. وبدأ يخطو في مسيره نحو العودة إلى الطبيعة بكل جماليتها وبساطتها( التنمية المستدامة)، وأعتقد أننا أولى بها منهم. وإن كنا جميعاً بشر نعود لآدم وربنا واحد. ولكنه التسابق على الخيرات.

Ali Shnaib : ثقافة نشر الخوف والكره وعدم الثقة في كل شئ تنتج الانغلاق والتقوقع في كل شئ ويتجسد ذلك ليس فقط في أفكارنا بل وفي بيوتنا أيضاً. ويكون ذلك واضحاً في أسوارنا. وثقافة نشر المحبة والتعاون تنتج الانفتاح والاحترام.

جمال اللافي: صدقت يا مهندس علي.

Ali Shnaib : أخي جمال، عادةً نبحث عن الأسباب التي أدت الى هذه النتائج.  وكما يقال ( إذا عرف السبب بطل العجب). فكل المدن والقرى القديمة عندنا لم تكن فيها أسوار وكان أهلها يعيشون بمحبة واحترام....إذاً ؟؟؟؟

جمال اللافي: إذاً، كيف انقلبت الأمور من الانفتاح إلى الانغلاق، والشعب هو نفسه، والثقافة هي ذاتها. فتش عن المجرم. وهو قوانين وتشريعات المباني التي جاء بها المهندسون المصريون إلى ليبيا على أمل أن يعمّروها بعد الاستقلال الأول فحولوها إلى مجموعة زنزانات، وجاء المقبور ليضمها في سجن كبير يكون هو سجّانه الأوحد.

Ali Shnaib : " ما يحس بالنار كان الي عافس عليها".....إذاّ، علينا أن نعطي الثقة في أنفسنا وأن نمنح الثقة في كوادرنا المعمارية وأن نساعدهم على تطوير أفكارهم في البناء.... وأن نتناقش ونتحاور من أجل الوصول الى الأهداف السامية التي تسعدنا جميعا. ولا نتّبع الشرق ولا الغرب في سياساتنا. وأن يكون لنا تأثير واضح في التوجهات السياسة لليبيا المستقبل ....لأنها ستؤثر تأثيراً مباشراً على البناء. ولا نعاود الكرة مرة أخرى بشعارات عاطفية قد تكون تأثيراتها سلبية علينا مرة أخرى... فدعونا نصلح ما لدينا أولاً، ثم نتكلم على هموم الغير.

جمال اللافي: هذه البداية، والمشوار طويل ومضني، ولكن بتظافر جهود جميع المعماريين الليبيين وإخلاص النية لله، ثم لهذا الوطن، ستصبح الرحلة ممتعة ومليئة بالحوافز التي تخفف عناء المشوار وتصل بالرحلة إلى غايتها المنشودة.

Ali Shnaib : شكرا جزيلا لأستاذنا الفاضل أحمد إمبيص على طرحه لهذا الموضوع المهم وشكرا أخي جمال على هذا الحوار.

جمال اللافي: عفواً أخي مهندس علي، والشكر للأستاذ أحمد لأنه فتح شهيتنا المعمارية للحوار، بتقديمه لهذه الإشكالية، التي نرجو أن نصل فيها إلى حل جذري.

Ali Shnaib : الحل هو في رأيي أن يقترب المعماري أكثر فأكثر من الناس ويطرح أفكاره وأن يستوعبها الناس، قبل أن يصطدموا بها على أرض الواقع. فالندوات والحوارات التلفزيونية والمقالات في الجرائد وكل الوسائل الإعلامية، هي وسائل للمعماري تمكنه من أن يكون قريباً من المجتمع. ويتعرفون على شخص يريد أن يسعدهم من خلال أفكاره أولا ثم أعماله اسمه (المعماري). ثم تأتي النتائج بعد ذلك، شريطة أن تكون أفكار المعماري تدل على أنه إنسان يواكب التطورات العلمية لحظةً بلحظة ويحمل أفكاراً بنّاءة وأن يتجاوز شخصه أيضا ليكون مقنعاً...؟

 جمال اللافي: أنت لخّصت كل شئ يا مهندس علي، والمطلوب فقط هو التطبيق على المستوى الشخصي لكل معماري، والتعاون مع الجميع لتحقيق الكفاءة على مستوى الإنجاز.

Ahmed Imbies: السور الجدار هو الذي يُحسن الاختباء خلفه لارتفاعه كالجدار العازل بفلسطين

الحائط هو جدار يحيط بمجموعة بيوت أو بيت أو أيّ مبنى أو أرض لتعريف مساحتها وملكيتها أحياناً. إذا امتد الحائط وأحاط بمدينة أو قرية أصبح سوراً كسور طرابلس والذي يصبح من هويتها وتاريخها وحدودها في زمن ما. وإذا ما كان هذا السور كانت الأبواب. وطرابلس بها 14 باباً غير أبواب المدينة القديمة.

وسوف نسميها بأسمائها والباب من طبيعته أنه قابل للفتح والغلق لذلك توجب وجود قانون وتوقيت ومراقبة وحرس وحماية واستماتة على عتباته وكل واحد من هذه البواب يؤدي إلى اتجاه ومقصد. فلا يمكن أن تكون في باب قرقارش وأنت متجه إلي تاجوراء مثلاً.

ومن الطريف أن أزلام القذافي المقبور اخترعوا باب طرابلس وكأن طرابلس هي الاستثناء وخارجها هو الأصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

جمال اللافي: في المدن القديمة يا أستاذ أحمد، كان هناك سوراً واحداً فقط يحيط بالمدينة ليوفر لها الحماية من الاعتداء الخارجي، ولكن داخل المدينة لن تجد أي سور يعكر صفو الأجواء.

حسام ابورزيزة: حتي في الضواحي لم يكن هناك أسوار حول المنازل بل كان يوجد سور من طابية هندي ويتم توجيه البيت بحيث لا يقابل الشارع.

Ahmed Imbies: كان السور الوحيد هو سور الأخلاق والعرف والحمى والحرم، أما اليوم فهناك السور، الجدار والميم ط.

Ahmed Imbies: غياب الحائط" الجدار" يفصح عن جمال ما خلفه. فلماذا سمحتم بسفور نسائكم وحجبتم استراحاتكم ومزارعكم وڤللكم ....؟

Libyan Architecture: السور يخفي في الحقيقة الكثير من جماليات التصميم، يخفي قاعدة المبنى التي هي من أساسيات جماليات المبنى ويخفي علاقة الكتلة بالمنطقة الخضراء ويخفي أثاث الحديقة من إضاءة وتفاصيل أخرى ويسمح بأن تتكدس أوراق الحديقة والأتربة بداخلها واهمالها.

جمال اللافي: نعم هذه هي الحقيقة. لهذا لابد أن نتعاط مع مشكلة الأسوار بجدية وأن تطرح الحلول على شكل ورش عمل يتم اختيار بعض المناطق السكنية كمجال بحث وإعادة معالجة أسوارها بعدة طرق مختلفة، وبعدها تقدم في شكل معرض معماري يستهدف توعية الناس بهذه الحلول.

وأنا على ثقة بأن تلقى تلك الحلول استجابة كبيرة من المواطنين.

Arch Nadia : أضافة لما تفضلت به تتم دراسة الأسوار من خلال دراسة منظور الشارع ومحاولة توحيد النباتات ومواد البناء والإنارة والأرصفة حتى تصبح اللوحة متجانسة. وبعد إعداد الدراسات تعرض على السكان وتناقش.

جمال اللافي: هذا في اعتقادي ما يجب أن يكون، مهندسة نادية. وهو لا يتحقق إلاّ من خلال مشاريع تخطيطية ومعمارية مدروسة. ولكن ما يفرضه الواقع الآن، هو تقسم الأراضي إلى قطائع تباع، وكل مواطن يتصرف على هواه. وهنا يأتي دور عنصر النباتات ليصنع التجانس بين المباني المختلفة، كما في تلك الصور المعروضة من مدن المغرب. عنصر النبات قد يكون حلا سهلا وغير مكلف لإشكالية البناء العشوائي.

:Ahmed Imbies اعتقد أن السور المطروح للمناقشة بالدرجة الأولى هي أسوار المباني العامة التي يمكننا مناقشتها والاجماع على إزالتها ونستطيع ذلك.

أما أسوار الدارات الخاصة، فأنا شخصياً اعتبرها خطراً على أصحابها، لأنه إذا أريد بهم شراً، يصبح السور ساتراً للمعتدي وليس للمعتدى عليه، زي ما يقولوا( يذبح ويصلخ، وما يندري عليه حد) حتى الاستنجاد بالجار يتعذر.

أي أن حجّة الناحية الأمنية باطلة وكذلك في حالات السرقة وأهل قرقارش يشهدوا بذلك.

Faisal Albannani : السؤال الذى طرحه أخي أحمد له أبعاداً كثيرة وهامة, وقد وصل الحوار الدائر حول هذا الموضوع درجة عالية من الارتقاء والوعى بالمسؤولية تجاه هذه المدينة وأهلها.

جمال اللافي: شكراً للأستاذ فيصل البنّاني على هذا التعقيب، ونحن جميعا نطمح لإثراء الكثير من القضايا المعمارية العالقة بنفس هذه الهمة ونفس هذه الروح، وهذا لا يتأتى إلاّ بمشاركة كل المعماريين، وأن يستشعر كل معماري بمسؤوليته تجاه وطنه في عمومه ومدينته على وجه الخصوص، فلا يبخل بطرح أفكاره ولا بعرض وجهات نظره ولا بمشاركاته في كل النقاشات التي تدور على الساحة. وهذا أقل ما يمكن أن يقدمه الجميع.




المصدر/ صفحة المعماري والعمارة الليبية على FACEBOOK
رابط الصفحة/
https://www.facebook.com/groups/172895712829760/ 

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية