أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الاثنين، أبريل 21، 2014

أبو بكر ساسي شيخ الخطاطين و المزخرفين الليبيين





دكتور عياد هاشم

الشيخ الخطاط أبو بكر ساسي المغربي
تتسع دائرة الفن التشكيلي لتحوي العديد من المجالات التخصصية المختلفة، ونعلم أهمية الخط العربي وجمالياته الرائعة، وما يمثله في الحضارة الفنية الإسلامية حتى غدا أحد العناصر الاستيحائية في أعمال الفنانين العرب و الأجانب على حد سواء مما صار نمطا معينا سمي بالمدرسة الحروفية في اللوحات التشكيلية العربية و أيضا قد تداخل الحرف العربي مع بقية عناصر العمل الفني و تكويناته المختلفة في اللوحة التشكيلية المعاصرة بتجريدات خطية متقنة عند الكثيرين.

بعض الفنانين الذين التزموا بقواعد الخط و لم يخرجوا عنها، و قدموه كما هو مع زخارف معينة خدمة للدين الإسلامي الحنيف من ناحية و ما يريده كثير من المعجبين من ناحية أخرى إما بتشكيلاته بزخارف نباتية و هندسية بما يتناسب مع مضامين و أشكال الزخرفة العربية الإسلامية و ما تمثله من بعد روحي يتسامى مع ما يبدعه المشتغلين به في إظهار قيم فنية و جمالية رائعة داخل إطار مدروس.

الشيخ المرحوم أبو بكر ساسي فنان و خطاط و مزخرف جيد من جيل الرواد في التشكيل الخطي الليبي الحديث و المعاصر قد قدم أعمال جليلة و رائدة قد أهلته أن يكون من بين هؤلاء الرواد الذين نعتز بهم دائما .. فناننا قد تخرج من الأزهر الشريف عام 1943 م. وتعلم الخط في معهد تحسين الخطوط بالأزهر الشريف أيضا، حيث درس الخطوط العربية والزخرفة الإسلامية أثناء رحلته الدراسية إلى مصر الشقيقة التي دامت حوالي خمس سنوات، هذا الفنان الخطاط المتعدد المواهب صاحب الطموحات الكبيرة، الذي تأمل أن يدخل كلية الفنون والهندسة التطبيقية الإيطالية في القاهرة – وهذا ربما لأنه يتقن اللغة الإيطالية – أو معهد الموسيقى، إلا أنه لم يستطع حيث حالت الحرب العالمية الثانية وتأثيراتها السلبية دون تحقيق رغباته.

فناننا اليوم قد اشتغل في تخصصه كخطاط ومزخرف في تصميم وصنع اللوحات الإعلانية والأختام النحاسية وقام بتدريس الخط العربي والزخرفة الإسلامية. وهو أحد المبدعين القلائل في ذلك الوقت ممن تخصصوا في هذا الفرع من الفنون التطبيقية. تخرج على يديه الكثير من الخطاطين الذين مارسوا الفن وأصبح بعضهم من مشاهير الرواد في بلادنا أمثال/ محمد النعاس وصبري الأمير ومحمد بانون ومحمد الخوجة وغيرهم في دفعات أولى وكانوا يفوقون الخمسين خطاطا ومزخرفا. أقام وأشرف على دورات كثيرة لتحسين الخطوط والزخرفة الإسلامية. كما عمل على إقامة المعارض المناسبة لها وقد تقدم بتأسيس معهد الخط العربي والزخرفة الإسلامية. ثم كان له العمل الخطي المتميز الكبير وهو عمل خط المصحف الشريف للدولة الليبية وأصبح بين أيدي القراء شيئا رائعا ومخلدا يقرأون القرآن الكريم ويتمتعون بجمال خطه المتميز.
كتابة الشيخ للمصحف الشريف للدولة الليبية


هذه لمحة تاريخية سريعة للفنان والخطاط والمزخرف الرائد المرحوم الشيخ أبو بكر ساسي، كبير الخطاطين في بلادنا. وسوف نوالي الحديث عن فناني الحركة التشكيلية الليبية المتميزين معتمدين على ما نحصل عليه من معلومات من هنا وهناك بالغة وغياب الأرشيف والتوثيق .

هناك تعليق واحد:

  1. each time i used to read smaller content which as well clear their motive,
    and that is also happening with this post which I am reading
    here.

    Review my web page filezilla server documentation

    ردحذف

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية