أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الخميس، أكتوبر 30، 2014

فنان تشكيلي


لحظات أحببت أن اشارككم متعتها، تتعرفون فيها على فنان عشق الرسم بعيداً عن الأضواء ولسنوات طويلة.

الفنان التشكيلي عبدالرزاق الغرياني

جمعتني به محاسن الصدف في العام 2002 م. عندما كنّا نصور شريطا وثائقياً لسيرة المعلم والفنان التشكيلي علي قانة، فقد كان أحد تلامذته النجباء في عالم الرسم بالمرحلة الإبتدائية. وتوثقت صلتي به، فعرض علي جانباً من إبداعاته على شكل كراريس جمعت أروع الأعمال التشكيلية التي لا يقدر عليها إلاّ فنان متمكن من حرفته، فعرضت عليه أن يقيم معرضا شخصيا له بقاعة الفقيه حسن للفنون بمدينة طرابلس القديمة، فقبل الدعوة، وقدم لنا تجربة انصهر فيها إبداع الفنان بأصالة الأمكنة التي رسمتها ريشته والمواضيع التي تناولتها لوحاته.




ولكن عاشق الرسم الذي يكره الأضواء، حمل لوحاته بعيداً بعد الافتتاح بيوم واحد... سألته لماذا؟ فلم يجب. فعذرته واحترمت خصوصيته. ولكن ظل في النفس شئ من إبداعه يطوف بخيالي كلما تذكرت تلك الكراريس. كانت شيئا خاصا لم أجده عند غيره. 



وتحت تأثير البهجة والفرح، الذي ولّدته ثورة 17 فبراير في نفوس كل الليبيين، وعلى وجه الخصوص المبدعين منهم، قرر فناننا أن يسمح للضوء أن يطل على لوحاته، لوحة، لوحة، هكذا قرر... ليشاهدها الجميع، جميع الليبيون دون استثناء. من خلال صفحته على الفيسبوك، لتمتزج أفراح النصر بألوان الجمال الذي رسمته على جدران الوطن يد الفنان التشكيلي عبد الرزاق الغرياني. إلاّ أنه وكعادته، لا يحتمل وهج الأضواء فيقرر وبسرعة أن يعود لينزوي في ركنه الهادئ.

        
        واليوم وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات، مررت صدفة على بعض من لوحاته، التي تمكنت من اقتناصها من صفحته تلك، قبل أن يقرر إغلاقها على نفسه وعلى كل من احترم موهبته الفذة في التعاطي مع اللون واللوحة.




   



الاثنين، أكتوبر 13، 2014

مسجد عبد الوهاب القيسي


مفردات وطراز



إعداد / مائسة محمد الهمالي



لمحة تاريخية عن مدينة طرابلس/
طرابلس هي عاصمة ليبيا و أكبر مدنها الحديثة .تعرف بطرابلس الغرب و تقع جغرافيا على خط طول 13.12 شرقا وعلى خط عرض 32.52 شمالا في الشمال الغربي لليبيا وهي كذلك ميناؤها البحري الرئيسي. وتحتل المدينة رأس صخري مطل على البحر الأبيض المتوسط و تقع مقابل الرأس الجنوبي لجزيرة صقلية يحدها شرقا تاجوراء والقره بوللي، غربا جنزور، جنوبا السواني.
وتعود تسمية المدينة إلى انها واحدة من مدن ثلاث بناها الفينيقيون وهي أويات "طرابلس الحالية" و لبدة و صبراته.

شهدت مدينة طرابلس حقبة إسلامية خالصة لمدة تسعة قرون ، هي الفترة ما بين 23 – 916هجري,( 43- 1510ميلادي).. وحفلت بعصور تاريخية إسلامية هي العصر الأموي والعباسي والأغلبي والموحدي والفاطمي وغيرهم.




موقع المدينة القديمة- طرابلس/
تتمتع طرابلس الغرب بحماية حاجز صخري طبيعي، يدل دلالة واضحة على أن المدينة كانت دائماً هناك، منذ الرحلات المبكرة للبحارة الفينيقيين. ولقد قيل أن طرابلس تنتصب، وكأنها حاجز بين تونس ومصر. وسورت المدينة سنة 1900 تسويراً هائلاً. وبحكم موقعها ، وواقع مواجهتها للبلد المسيحية الأوروبية يمكن تحديد وظيفة هذه المدينة باعتبارها كمركز للإدارة ، ومقر للحكم، وعاصمة للبلاد، وكموقع استراتيجي عسكري، وحصن منيع لرد الهجمات الأوروبية المسيحية عن البلاد المسلمة.



ملامح العمارة في طرابلس/
أخذت مدينة طرابلس طابعها المميز من العمارة الإسلامية في ليبيا حيث يوجد نظام التسقيف  بالمساجد، وسمي هذا النسق بالمسجد ذي القبيبات أو المسجد المتعدد القباب المتساوية، وهو طراز نشأ من ملائمة هذا التصميم للبيئة ومادة البناء المحلية، ولافتقار المنطقة لمواد بناء كالأخشاب أو الحجارة الجيدة التي تتحمل عمل أسقف متسعة أو قباب كبيرة .. وأضفت هذه الأمور طابعاً معمارياً خاصاً لمدينة طرابلس يتمثل بهذه القباب أو القبيبات. كما تميزت تلك المساجد  إضافة إلى ذلك بوجود مآذن بارزة ومرتفعة تظهر للمشاهد من خارج أسوار المدينة واشتهرت شوارع المدينة بمظهر الأقواس أو العقود السائدة والممتدة على معظم الشوارع والأزقة ، وكانت أيضاً هناك الحوائط المائلة وعمل الأكتاف الساندة أو الركابات .. لمنع انهيار الحوائط المبنية أساساً بمواد ضعيفة أو الحوائط الرفيعة أو التي تحمل الأبواب ولقد كونت هذه المجموعة من التشكيلات طابعاً معمارياً مميزاً لمدينة طرابلس.

موقع مسجد عبد الوهاب بالنسبة لمركز المدينة/



نبذة تاريخية عن مسجد عبد الوهاب القيسي/

هناك روايتان عن نشأة هذا المسجد فهناك من يقول بأنها تعود إلى القرن الخامس عشر ميلادي في بدايات الحكم العثماني لولاية طرابلس الغرب. والرأي الآخر يعود بهذا المسجد إلى الفترة الحفصية 1227، 1510م. وينسب إلى الشيخ عبدالوهاب القيسي.



مسجد سيدي عبد الوهاب/
·        تمثل المساجد أماكن ربط بين الخالق والمخلوق بأبسط أسلوب وأعمق تأثير وأعظم وسيلة .. لذلك رأيناها أماكن جمعت الجمال والتواضع والإبداع والبساطة.
·        امتاز هذا المسجد كباقي المساجد الإسلامية الأولى بالبساطة المستقاة من نظام بيت ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم ..





الموقع العام للمسجد/
يقع المسجد بالتحديد عند السور الشمالي الشرقي الملاصق لباب البحر، وكان الباب يتكون من مدخلين مزدوجين غير متقابلين يدار كل منهما على ساند نحاسي منصوب في الأرض يستعمل لدخول وخروج المارة من وإلى المدينة وكان أغلب هؤلاء من البحارة. ويبعد عن البحر مسافة80 متر .ويبلغ متوسط الارتفاع عن سطح البحر ما بين ( 4.60-5.57م ).



وهو عبارة عن مساحة لا تزيد عن 203م2 مسقوفة بالكامل ولا يحتوي على فناء صحن المسجد.


الإحداثيات والأعمال المساحية/
يقع المسجد تحديدا وحسب المخطط الشامل 2000 في اللوحة الجوية رقم (7e-55-8-48) وحسب ماهو موضح.
·        والأجهزة المستعملة :-TOTAL STATION
·        GPS
·        LEICA DISTO
·        متر الشريط
·        كاميرا
·        قائم خشبي
·        سلك بلاستيكي

ويقع مدخل هذا المسجد بين هذين المدخلين، حسب ما ذكره التيجاني في رحلته إلى طرابلس سنة 1308م.

بيت الصلاة/
·        يحتل بيت الصلاة الواجهة الجنوبية الشرقية والذي نصل إليه مباشرة من المدخل وفراغ الميضأة وتبلغ مساحته(   85 متر مربع )
·        ويتوسط قاعة الصلاة عمودان رخاميان مختلفان في طراز التاج وترتكز عليها أربعة أقواس نصف دائرية.
·        كما يوجد ببيت الصلاة "مطبق" بالأرضية تحديداً بين النافذتين بالواجهة الشمالية لخزان مياه شرب أرضي أو ما يسمى (بالماجن).
·        وتقسم قاعة الصلاة إلى ثلاث أقسام مغطاة بثلاث أقبية شبه نصف دائرية تقريباً اثنان منها بطول ( 10متر طولي ) تغطي الجزء الجنوبي الغربي من بيت الصلاة وإلى الشمال الشرقي منهم يمتد القبو الثالث بطول (16.30 متر طولي ) إلى شمال بيت الصلاة ليغطي المدخل وفراغ الميضأة.




سقف المسجد/
يغطى هذا المسجد قبة دائرية ترتكز على قاعدة ثمانية بثماني نوافذ معقودة ويرتكز الشكل الثماني على مربع بأربع عقود.





الميضأة/
تم استغلال الجزء السفلي من السلالم لجلسات الوضوء ( الميضأة( . وعند الزاوية الشمالية الغربية وفي داخل الجامع يوجد بئر مياه وتم تغطية أرضية المدخل  ببلاط إسمنتي مزخرف.


المئذنة/
أخذت المئذنة زاوية المبنى من الناحية الشمالية الغربية، ويصل ارتفاع المئذنة إلى 10 أمتار. وتأخذ المئذنة الشكل المربع ابتداء من الأرض حتى ارتفاع 6.60 ، ثم تأخذ الشكل الثماني في الأعلى ، ويتم الوصول إليها عبر سلالم خشبية عددها 18  سلمة (القائمة=0.21 / النائمة=0.28 ).


حجرة القيم/
في الناحية الشمالية الشرقية من المبنى توجد حجرة القيم وهي بمساحة ( 5.50متر مربع) ولها على الضلع الشمالي نافذة دائرية داخل فتحة مستطيلة.
سقف حجرة القيّم: على ارتفاع 3.19 من ارضية المسجد من الداخل وتم تنفيذه من الآجر بالإضافة إلى الدعامات الحديدية.
أرضية حجرة القيّم: ترتفع على منسوب مدخل الجامع ب20 سم وهي مكسوة ببلاط إسمنتي أبيض وأحمر.



النظام الإنشائي ومواد البناء/
·        حوائط حاملة: ولبناء هذه الحوائط استعملت الأحجار الجيرية الرملية الهشة ( كسر حجارة) وتشذب بحيث تأخذ شكل مخروطي لتحقيق التداخل بين الحجارة وتم لصق هذه الحجارة بمونة مكونة من خليط الجير والرمل.


·        أسقف الأقيبة والقباب: أما الأعتاب والعقود والتسقيف فكان من الحجارة المالطية + الخشب للأسقف.

هذا وتم معالجة الأضرار التي لحقت بالجامع جراء الحرب بالطوب الأحمر + مادة لاصقة.




الخلاصــــــة/
·        تأكيد تواصل الماضي بالحاضر وتوجيه الأنظار إلى الاهتمام بهذا التراث ودراسته وتوظيفه.
·        إمكانية استعمال المعلومات المتراكمة سواء في نسب العناصر المعمارية أو استخدام مواد البناء المحلية.

·        لمدينة طرابلس طابعها الخاص الذي يستوجب احترامه، متمثلاً في القباب والقبيبات ، وامتيازها بوجود مآذن بارزة ومرتفعة .

الجمعة، أكتوبر 10، 2014

بين عباد القبور وعباد مصالحهم اتفاق






جمال اللافي


إلى المتباكين على هدم الأضرحة وإزالة القبور المنتشرة في مساجدنا التاريخية وغير التاريخية، أقول:

هناك أعمال هدم كثيرة وكبيرة لمساجد ومعالم ومدن تاريخية بأكملها، تمت في عهد المقبور. ولم تجد من يعترض عليها، ولو بكلمة- على  المستويين الشعبي والنخبوي- في ذلك الوقت، إلاّ من بعض حالات استثنائية ضعيفة، تم إخراسها من زبانية ذلك المقبور، منها على سبيل المثال لا الحصر، جامع الكتاني (أبوهريده)، جامع الشعاب القديم، جامع سيدي حموده، جامع سياله، جامع مولاي محمد، جامع باقي، مدرسة جامع ميزران، وآخرها هدم مبنى ما كان يسمى بمقر اللجنة الشعبية العامة (بنك روما سابقا). كذلك مدن سوكنة وهون وقلعة بني وليد وتحويل غالب المدن التاريخية إلى أطلال نتيجة الإهمال. كذلك لا ننسى سرقات الآثار من مدن لبدة وصبراته وشحات وغيرها.


بل الكثير من الوقائع والشواهد تقول، أن هناك من كانت له أدوار تخريبية داخل مدينة طرابلس القديمة وعرقلة لجهود الحفاظ عليها من موقع مسؤوليته الإدارية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة بطرابلس في تلك الفترة وفي جهاز إدارة المدن التاريخية في هذه الفترة.

ومع ذلك نرى اليوم تحشيد شعبي ونخبوي، غير مسبوق، على ما يحصل  من أعمال إزالة لمقابر داخل بعض المساجد التاريخية أو أعمال تدمير طالت الأضرحة التاريخية المنتشرة داخل هذه المساجد أو داخل مقابر المسلمين في جميع المدن الليبية. التي قامت بها جماعة- لا أعرف حقيقتها ولا دوافعها ولا مدى صدق نواياها- بعد ثورة 17 فبراير تحديدا.


والمعنى، الذي أريد أن استخلصه من هذا السرد، أن مسألة هدم الأضرحة ونقل رفات القبور من مساجد إلى مقابر المسلمين- وفق الأصول الشرعية وبهدوء ودون ضجيج- وما يترتب عنها من إضرار بالمعالم التاريخية (هذا إن تحققت مثل هذه الأضرار فعلا، ولم تقتصر العملية على إزالة القبور فقط). هي في حقيقتها لا تعني أحداً بالمرة. وليست هي المستهدفة من كل هذا العويل والصراخ والتباكي والنواح. ولكن المستهدف هو جعلها قضية رأي عام داخلي وخارجي. واستثمارها كفرصة سانحة لهم للتنفيس عن مشاعر مكبوتة تجاه من ينافحون عن عقيدتهم الصحيحة. أو للطعن في جهات أو أشخاص بعينهم أو إثارة الرأي العام بقضايا تستهدف النيل من وضع قائم، لا يرضون عنه، أو للتعتيم على جرائم اقتصادية أو سياسية تحاك لهذا البلد. فوجدوا في مثل هذه الأعمال العشوائية فرصتهم السانحة.


وربما تكون واحدة من مستهدفات هذه الحملة، سعى هؤلاء لربط هذه الأعمال بأعمال الهدم التي طالت معالم مدينة طرابلس القديمة منذ عقود وغيرها من المدن والمعالم التاريخية الأخرى. وقد نقرأ مستقبلا دراسات تاريخية تخلط الحابل بالنابل وتنسب كل ما تعرضت له معالمنا التاريخية في جميع المدن الليبية من هدم وتشويه ونسبتها إلى هذه المرحلة التاريخية وإلى هذه الجماعة. فليس هناك أسهل من تزييف التاريخ وتشويه الحقائق في زمننا هذا. 

لست أدري، فقد يكون ظني بهم خاطئاً. وتكون نواياهم كلها سليمة.

لهذا أقول، للجمع المتباكي على الموروث الثقافي الضائع، في حالة أحسنّا بهم الظن:

كم تمنيت أن تتكاثف الحملات لمنع مزيد من أعمال الهدم التي ما زالت تتم داخل مدينة طرابلس القديمة لمساكنها ومعالمها التاريخية، بهدف إقامة فنادق ومحلات وبيوت تفتقر لأبسط القيم الجمالية والفنية في العمارة.

ولا يسعني هنا إلاّ التنويه إلى أن العاملين بجهاز إدارة المدن التاريخية قد انقطعوا عن ممارسة أعمالهم بسبب مضايقات وتهديدات هؤلاء العابثين بموروثنا الثقافي.

ولا يسعني أيضا إلا التنويه أكثر إلى أن من يقومون بهذه الأعمال التخريبية، هم من العائلات الطرابلسية المحسوبة على المدينة القديمة. وقد اتطرق مستقبلا لذكرهم، فقط حتى يتبين لكم أن أغلب المتباكين اليوم هم أنفسهم من يمارسون أعمال التخريب المتعمد لمعالمنا التاريخية والتعدى عليها.


وأخيراً أقول:
أما آن الأوان، لأن نجمع صدق المشاعر مع صدق النوايا مع العمل الجاد، للحفاظ على ما تبقى من هذا الموروث الثقافي. من خلال سلسلة من البرامج العلمية والمنهجية والمشاريع الجادة، التي تستهدف هذا الموروث بالحماية الحقيقية، لإنقاذ ما يمكن انقاذه.

بل وللعمل على رد الاعتبار لهذا الموروث المعماري والعمراني، من خلال إعادة توظيفه في ذاته لتكون كل هذه المعالم أماكن للعديد من الأنشطة العلمية والثقافية. وأيضا الاستلهام منها في مشاريعنا المعاصرة، كخطوة أخرى للحفاظ على هوية عمارتنا ومدننا المعاصرة. بدلا من هذا الخليط النشاز من أعمال معمارية ومشاريع عمرانية، لا يمكننا حسبتها لا على موروثنا الثقافي ولا على منجزات الحداثة الغربية. وكأن واقعنا يشبه حالة الغراب الذي أعجب بمشية الحمام، فأراد أن يقلدها. فلا هو اتقنها ولا هو استطاع العودة إلى مشيته الطبيعية. فبقي يعرج ويورث أجياله من بعده مشيته العرجاء هذه.

وهذه الخطوات ليست مستحيلة ولا صعبة، لمن أراد أن يمسح عنه دموع التماسيح. ويعمل بالحكمة الصينية التي تقول، مع بعض التصرف:

"اشعل شمعة، بدلاً من أن تنزوي في زاويتك المظلمة تلعن الظلام، أو تحيك الدسائس".




جميع الصور من أرشيف الأستاذ سعيد حامد.

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية