أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الأربعاء، مارس 30، 2016

العمارة والموسيقا

  


ما سر ارتباط هذين المصطلحين مع بعضهما؟

سؤال يحلو للبعض طرحه. وعليه أجيب:

العمارة، كعِلم من العلوم التطبيقية، لا تخرج بأي حال من الأحوال عن السياق القيمي للمجتمع، وهي قبل كل شيء تهدف لتوفير بيئة صالحة لمعيشة الإنسان. لها ضوابطها الشرعية والمهنية والمنهجية العلمية.

وهي أيضاً، كواحدة من مجالات الفنون المتعددة، ترتبط ارتباطاً وثيقا بالقيم الجمالية، من حيث مراعاة النسب والتناغم والتجانس والتوازن والإيقاع والتكرار. لأنها منشأ مادي يوثر في العين والإحساس والشعور والوجدان سلبا أو إيجابا. لهذا حرص أصحاب هذه المهنة على احترام عين المشاهد وعدم الإضرار بها، أو إجهادها بمشاهد أو تفاصيل مؤذية.

وهذا الرابط يتركز بصورة كبيرة في معالجة الواجهات المعمارية لأي مبنى. فاستعمال عناصر معمارية كالنوافذ والأبواب أو بعض التفاصيل والزخارف في تتابع أو تكرار معين على سطوح واجهات المباني هو الذي يحدد سلامة الإيقاع من عدمه. كما يمكن أن نحسه على مستوى المدينة من خلال علاقة كتل المباني ببعضها البعض، سواء في معالجة الواجهات أو في ارتفاعاتها.


وتشكل الهوية المعمارية لأي مدينة محدداً مهماً ومؤثراً في تقدير مدى التجانس أو النشاز في إيقاعات مبانيها. وانعكاساتها الإيجابية أو السلبية على نفسية وسلوكيات سكانها.

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية