أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الجمعة، يناير 09، 2009

قضية وحوار

على صفحات ملتقى المهندسين العرب، كثيرا ما تطرح قضايا تمس هموم المعماري العربي المسلم على وجه الخصوص، فتجد لها عقولا صاغيه ترمي بثقلها على مائدة الحوار... ولإثراء هذه القضايا. فقد رأيت أهمية أن أعيد طرحها هنا لتعميم الفائدة وتجذير هذه القضايا للنقاش وإعمال التفكير.

وهذا موضوع آخر جاء تفاعلا مع أهلنا في غزة الذين يتعرضون لعدوان وحشي من طرف الكيان الصهيوني الغاصب المدعوم من الغرب الصليبي والمتخاذلين من الحكام العرب...أنقله إليكم بأمانة.

رابط الموضوع على موقع ملتقى المهندسين العرب:
http://www.arab-eng.org/vb/t115418.html



أين الخلل.... وما هو الحل؟

جمال الهمالي اللافي

إخوتي، أخواتي الأعزاء

كثرت هذه الأيام الدعوات لنصرة أهلنا بغزة وقد طرح أخونا معماري لاحقا موضوعا في قسم العمارة والتخطيط تحت عنوان:" إدعموا إسرائيل" والذي جاء طرحه ليدمي القلب ويزيد من حجم الفاجعة في نفوسنا... جاء ليضع مفارقة عجيبة بين ما يقدمه أعداء الأمة من دعم لبني صهيون فاق في حجمه كل ما يمكن أن يتصوره عقل عاقل.

دعما يوميا متواصلا منذ الإعلان عن قيام هذا الكيان الغاصب، دعما تشترك فيه كل المؤسسات الدولية التي تأسست بالتزامن أيضا مع هذا الكيان لتواكب نشأته وتوفر له كل أسباب الحماية والدعم المالي والمعنوي... وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة تحت رئاسة خمس دول لها وحدها حق الفيتو على قرارات مجلس الأمن المنبثق بدوره عن هذه المنظمة، وذلك لتوفر الحصانة لنفسها ولهذا الكيان في وجه كل محاولات الإدانة. وأخيرا أسسوا محكمة العدل الدولية لتحاكم فيها قيادات الأمة الرافضة لهيمنة العدو.

وفي مقابل ذلك وهذا الأهم، أحبطوا مشروع قيام جامعة الدول الإسلامية في مهدها، خشية أن تقف ندا قويا يبطل مؤامراتهم ومخططاتهم وأختزلوا كيان الأمة في جامعة للدول العربية، من منطلق أن الأولى أن يبادر البيت العربي بإعادة ترتيب نفسه قبل الخوض في مسائل أكبر من قدراته على التنظيم والإدارة، وبالمقابل تم إختزال القضية الإسلامية للدفاع عن المسجد الأقصى وأكنافها إلى مجرد قضية عربية شعارها القومية العربية، وبهذا قطع المدد الإلهي والإسلامي عن هذه القضية.

وبعد عدة هزائم ألحقها العدو بالأمة العربية، بدأت الدعوات والشعارات الوطنية تتعالى على صوت القومية العربية، وصارت قضية فلسطين مسألة وطنية تخص الشأن الفلسطيني وحده وتحول الصراع إلى إسرائلي/ فلسطيني. وتحول الكيان الصهيوني الغاصب إلى دولة معترف بها إسمها إسرائيل.

وبعد وقت غير قصير إنتقلت القضية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة في مراحل الصراع لتصبح قضية شخصية بين كيان غاصب معترف به من كل دول العالم بما فيها الدول العربية وعلى رأسها ما يسمى بالسلطة الفلسطينية- تحت مسمى إسرائيل- وعصابة من الخارجين عن الصف والإجماع الفلسطيني- كما وصفها رئيس الاستخبارات المصري- إسمها منظمة حماس... وصار العدو الصهيوني يدّبح شعبا بأكمله تحت ذريعة القضاء على حماس- وما أدراك ما حماس.

فحماس بحسب ديمقراطية الغرب والشرعية الدولية هي حكومة منتخبة من قبل الشعب وبإرادته الحرة وبدون ضغط أو تزوير... وليست مجرد عصابة مارقة عن الصف كما يصفها ذلك الإستخبراتي.

ولكن.... دعوني أتحدث عن بعض الأمور التي أرى واجب طرحها كي نعي جيدا إلى أين نحن صائرون وما الذي نسعى لتحقيقه بالضبط من طرح مثل هذه المواضيع التي تتعلق بمصيرنا وحياتنا.

أذكر أول مرة إنتفض فيها الشارع العربي مطالبا بمقاطعة البضائع الدانمركية عندما نشرت إحدى صحفها صورا حاولت بها الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.... فماذا حدث:
1. كل المحلات التي تبيع منتجات دانماركية صادرتها.
2. الناس إمتنعوا عن شراء هذه البضائع.
3. المحطات الفضائية والتنظيمات العربية الرسمية والشعبية تحدثت عن هذه الإساءة بشئ من الاستنكار.
4. المظاهرات الشعبية خرجت للشوارع مندده ومهددة.

والنتيجة/
1. خسائر بالملايين تكبدتها الشركات المنتجه لهذه البضائع.
2. أصحاب هذه المصانع من الدانماركيين بدؤوا يهددون أصحاب الصحف المسيئة برفع دعاوي ضدهم لأنهم السبب في هذه الخسائرة.
3. الرأي العام الدانماركي بدأ يحس بالتعاطف ويندد بالإساءة... وكثيرون منهم تساءلوا لماذا كل هذا الغضب وكل هذا الحب لهذا النبي العربي، فوقفوا لحظات للتأمل في سيرته العطرة وعرفوا من خلال تدارسهم لسيرته بأنه أعظم وأطهر وأعف خلق الله صلى الله عليه وسلم، وبأنه نبي مرسل من عند الله هداية ورحمة للعالمين، فأسلم منهم كثيرون.


ولكن وبعد مضي بضعة أشهر، عاد كل شئ لطبيعته رغم أن أصحاب الإساءة لم يرتدعوا ولم يعتبروا ولم يعتذروا:
· عاد الناس ليلتهموا هذه البضائع بنهم أكبر.
· عادت المحلات تبيع هذه البضائع وبدأنا نرى السيارات التي تنقل بضائعهم تضع الدعايات المتعلقة بهذه المنتجات دون غيرها على أسطح السيارات وجوانبها.
· بدأت تظهر الإعلانات لهذه المنتجات أكثر قوة على فضائياتنا العربية.

والسؤال المطروح/ما المشكلة وأين الخلل؟!... هل هي مجرد:
· إنفعالات تظهر عند أول المصاب ثم تخبوا.
· مزايدات على قضايانا، يحاول من خلالها كل واحد منا أن يظهر ليحقق مكاسبه من خلالها.
· مؤامرة محبوكة تعرف متى تلجم ومتى تترك الحبل على الغارب.


إخوتي وأخواتي
لنجعل من طرح هذا الموضوع مدخلا نناقش من خلاله وبجدية أكثر وبوعي أكبر مشكلتنا نحن العرب وخصوصا المسلمين مع ما يمر بحياتنا اليومية من قضايا تمس أمننا ومصيرنا وحياتنا وآخرها وليس بآخر العدوان الصهيوني على أهلنا بغزة...أين مكامن الخلل؟

وما هي المواقف الصحيحية التي يجب أن نفرضها على أرض الواقع لتكون ردا حازما وقويا في وجه كل محاولات الإساءة والقتل والتدمير الذي تعاني منه أمتنا الإسلامية عموما والعربية خصوصا؟


م. رائد الجمّال

اخي طالما نعتمد على ردود الفعل فستكون النتيجه الفشل قولا واحدااااااااااااااااااااااااااااااااا
لاننا نعتمد على العاطفه وليس على القناعه و تكون ردات فعلنا مثل الفقاعات لا اكثر .. او كزنبرك يتمدد ثم يرجع الى وضعه الطبيعي ..............وهذا هو الفرق الجوهري بيننا وبين الغرب الان !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عندما كنا نقود العالم و العلم كنا نعمل بالقًناعات اما الان فنحن نعمل بالقِناعات

جمال الهمالي اللافي 

صدقت أخي الكريم، رائد الجمّال... فالبون شاسع بين القناعات" بفتح القاف" والقناعات" بكسر القاف"... في الأولى كان لأمتنا الفتح تلو الفتح وفي جميع المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

وفي الثانية كسرنا القاف فكسرت شوكتنا وضاعت هيبتنا وتجرأت علينا حثالات الأمم وصعاليكها، وتخلفنا عن ركب الإبداع والعطاء والتأثير.

مهاجر 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي جمال موضوع جيد ويستحق النقاش ... واوافقك في كل ما ذكرت.

جمال الهمالي اللافي 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم مهاجر

وفقك الله لما فيه الخير... وفي انتظار مساهمات كل الأخوة... فقضيتنا تحتاج لمبضع جراح ماهر، سيؤلمنا قليلا ولكنه في النهاية سيستأصل مكمن الداء ويصف لنا سبل الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى.

الشطل 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك أخي على هذا الموضوع الهام

,أين الخلل...وما هو الحل,

يقع الخلل بداية في المكون العام لأهل بلادنا....مصادرنا البشرية!
عفوا أنا أعود إلى جذور المشكلة.....
نعم هنالك نقص وضعف كبير في المكون المعرفي والمهاراتي والتخصصي بدأ فعله منذ سنين التعليم الأولى ولم يقف حتى أعلى مراحل الدراسة الجامعية.

فولاة الأمر يتخذون قراراتهم ومواقفهم بناء على ما يتوفر بين أيديهم من مصادر ومقدرات أهمها المصادر البشرية وما تقدر عليه. فلا أظن أن أحدا من الحكام يرضى أن يبقى تابعا ومستعبدا من قبل قوى خارجية....لولا أنه مغلوب على أمره بسبب ضعف وقلة حيلة الكوادر البشرية التي تتبع له.

ولعل سبب ذلك الضعف والوهن البشري يعود لسوء الإدارة والتخطيط في بناء الأجيال من خلال نظام التعليم الأكاديمي والمهني بجميع مراحله.

لقد اكتفينا بتعليم أبنائنا ثقافة علمية عامة لا تلامس الواقع ولا تتفاعل معه، وكان الاعتماد الأساسي في تطور الدول ونموها يقتصر على شراء واستيراد كل ما يلزم من مظاهر التطور وكذلك من مظاهر القوة! وهي جميعها لا تعدو كونها مظاهر شكلية تصلح للاستعراض لا أكثر....ولا يمكن اعتبارها بنية أساسية يعتد أويعتمد عليها عند حاجتها الحقيقية (وفي الأغلب يتم التحكم بها أو تشغيلها من الخارج!) ؛ فأصبحت هذه الدول معتمدة اعتمادا كليا على جهات خارجية لاستمرار الحياة العادية في بلادها ناهيك عن عجزها الكامل حينما يتعلق الأمر بأمنها القومي!

القدرة البشرية الذاتية هي أساس البنية التحتية للدول القوية....وليست ثرواتها ولا حتى وجود جبال من الذهب فيها....فهذه بعض دول إفريقيا مثلا مليئة أراضيها بالذهب والألماس واليوررنيم وغيره ...لم تزدها شيئا ولم تنفعها!

يجب أن يعاد التفكير والتخطيط بكيف نعلم أبناءنا وماذا نعلمهم؛ يجب العودة إلى التعليم التطبيقي التفاعلي مع أساسيات العلوم والرياضيات والتقنية، يجب العودة إلى البساطة مع الإتقان الكامل...نعم البساطة والإتقان المعرفي والتجريبي العملي. يجب أن يكون التعليم مبنيا على الحاجة التقنية....أي أن ما يتعلمه الطالب يجب أن يكون قابلا للتطبيق وأن يكون مربوطا بحاجة تقنية حياتية تجعله مطلوبا ومقنعا وذو أهمية بالنسبة للمتعلم.

بهذه الطريقة يتم تنمية وتطوير المعرفة الفاعلة مقابل ما تقوم به مدارسنا وجامعاتنا من تنمية وتلقين المعرفة المجردة التي لا تعدو كونها ثقافة عامة تندثر مع الزمن.
الشطل
تابع...أما وكلامنا للمهندسين والمتخصصين هنا...فقد انقضت مراحل الدراسة ولكن لم تفت الفرصة ليعيدوا صياغة قدراتهم وإمكانياتهم المعرفية الفاعلة؛

نعم وللأسف أن تقدير التأهيل العام للمتخصصين والمهنيين بما في ذلك المهندسين في عالمنا العربي ضعيف وضعيف جدا، فالأغلب منهم غير متمكنين من العلوم الأساسية والرياضيات (مجموعة الأدوات الهندسية) التي بنيت عليها معارفهم الهندسية، علاوة على عدم إتقان التخصص الهندسي ذاته.

إن الإتقان الحقيقي والتمكن من المعارف الفاعلة المتخصصة يستلزم بذل الكثير من الجهد والوقت والعمل المثابر في القراءة والمتابعة والتحليل.....جهد يصعب على كثير من أبنائنا اليوم بذله لأنهم ببساطة لم يتعودوا أن يطلب منهم.

لا يوجد شيء مستحيل ولكن هنالك الكثير من الأمور الصعبة والتي قد تبدو معقدة ....ولكنها قابلة للفهم والإتقان إذا ما أصر الإنسان على ذلك....إصرار الغريق على النجاة.

لا تكتفوا بما تعلمتم في الجامعات والمعاهد من مفاتيح ومداخل للمعرفة التقنية الفاعلة.....فليست الدراسة الجامعية إلا مدخلا لذلك...ولن تكون مهندسا محترفا أبدا بمجرد اعتمادك على تلك المناهج الجامعية.

ابحث أكثر وتعمق في ما تراه مهما في أحد فروع تخصصك::حاول أن تبدع وأن تبتكر (يقولون تخترع) ، حلل وافهم ما وراء التقنيات الحديثة وفك رموزها وغموضها بكل ما تستطيع من جهد ووقت::: اقرأ الكتب والمراجع وابحث في الشبكة....

أنت مهندس ميكانيك::: هل تعرف وتتقن كل ما يتعلق بالمحركات الغازية التوربينية؟ محركات الاحتراق الداخلي؟ تطوير التركيب المعدني لأجزائها؟ قدرة التحمل الحراري...وكيفية زيادتها؟ قوى التحمل الميكانيكي وزيادتها...زيادة القوة مع تقليل الوزن....الخ. هل تستطيع زيادة كفاءة المحرك؟ هل تستطيع بناء تصميم محرك نفاث لو طلب منك؟

مهندس كهربائي::: هل أنت على علم وإتقان لجميع أنواع المحركات الكهربائية؟ هل تتقن تصميم أنظمة التحكم اللازمة للمحركات الحثية ومحركات التيار المستمر؟ باستعمال مكونات إلكترونيات القدرة. هل أنت متقن بشكل فاعل لأنظمة توليد ونقل الطاقة الكهربائية؟ هل تستطيع تصميم شبكة توزيع كهربائي لمدينة أو حي صغير؟

هل تعرف القدرات والتطبيقات الهائلة والمخيفة للأمواج الكهرومغناطيسية وخاصة تلك النبضية؟ هل تستطيع توليدها؟ نبضة كهرومغناطيسية يصل ترددها إلى نطاق أشعة الجاما؟!!! هذا أمر رائع رائع جدا!!!
هل تعرف كيف تسارع جسم باستعمال الحث الكهرومغناطيسي؟ حتى يصل إلى سرعات أضعاف تلك التي تنتج عن تسارع التفاعل الكيميائي؟ بل باستطاعة هذا التسارع أن ينتج سرعة الإفلات من مجال الجاذبية الأرضية!!!

مهندس اتصالات::: هل تعرف جميع أنواع تقنيات الاتصال بتضمين وتعديل أمواج الراديو بجميع تردداتها؟ هل تستطيع تصميم الهوائي المناسب لأي من تلك الترددات؟ هل تتقن تقنيات الإرسال والاستقبال الرقمي بأساسياته وليس باستعمال التجهيزات الجاهزة فقط؟

مهندس مدني \ معماري::: ما هي المكونات الحديدية والخرسانية اللازمة والأشكال التي تعطي أكبر قوة تحمل لمقاومة الزلازل ، الرياح، آلات التخريب الحديث؟!!!

مهندس تعدين::: هل يمكنك الإشراف التام على استخراج وتعدين ما في جوف الأرض؟ هل تعرف تقنيات تحويل الخام إلى حديد أو نحاس أو ألمنيوم ؟ هل تعرف كل ما يلزم لبناء أفران الصهر؟.....
مهندس كيميائي:::..........
مهندس صناعي:::.........
مهندس كمبيوتر:::........
الخ الخ الخ

واقبلوا تحياتي

الشخيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أشكرك أخي جمال على طرحك هذا...
وأجيبك على سؤالك.....
الحقيقة أننا نحن الشعوب العربية أصيحنا شعبا عاطفيا...تهيج عواطفه سريعا.. وتخمد سريعا....
هذا لأن حياتنا اليومية بعيدة كل البعد عن مجاهدة النفس عن الهوى....
نعم نحن نحزن لمصاب إخواننا ونثور ... لكن الانتقال فجاءة من حال إلى حال...من حال الراحة إلى حال الغضب والثأر.... يجعلنا نظن أن ما قد عملناه كفاية.....
أقول إن على المسلم الواعي أن يعيش حياته كلها في مجاهدة النفس..وأن يضع نصب عينيه إخوانه المسلمين المستضعفين.. ويقارن ما يعيشه هو من نعمة وما يفتقر إليه الكثير من المسلمين من غذاء ولبس ودفء وأمن..
فإنه إن فعل كان قريبا من إخوانه في ورحه...
كما إنه علينا أن نربي أبناءنا على هذه الأخلاق وأن نخرج منهم رجالا يحملون عقيدة صلبة في صدورهم يدافعون عنها وعن بلاد الإسلام.....

هذا وللحديث بقية إن شاء الله..
وجزاكم الله خيرا..

جمال الهمالي اللافي

أخوي الكريمين/ الشطل والشخيبي
بداية بارك الله فيكما على تفعيل المشاركة في هذا الموضوع
وبعد

أقول لكما نعم لقد شخّص كل واحد منكما جانبا مهما من جوانب،

فأخي الشطل، تحدث عن مقدار الخلل في البنية التعليمية والتي يعتمد عليها في تأهيل الكوادر البشرية المؤهلة في مختلف المجالات التي تسهم في بناء الدولة القوية القادرة على المواجهة والتأثير.

أما أخي الشخيبي، فيكشف لنا مكامن الخلل في البنية الأخلاقية والسلوكية لمجتمعاتنا العربية المسلمة، والتي أصبحت تعتمد على ردود الأفعال الإنفعالية التي تستنفر لحظة الأزمة من قاع بقية كرامة لا زلنا نتوارثها جيلا بعد جيل وهي بالكاد تنفد لطول .... ، كذلك غياب الحس بمعاناة إخوتنا في الدول الإسلامية الأخرى التي تعيش معاناة الإحتلال والتشريد والحرمان من أبسط حقوق الإنسان التي يتشدق بها سادة الغرب.

وقد أخلصتما في طرح الحلول، بارككما الله، والتي أتفق معكما على أنها بدايات الإنطلاق للخروج من أزمتنا المزمنة.

ولكن ماذا لو رفعنا سقف ردود أفعالنا ليأخذ منحى أكثر تأثيرا ويشكل بداية حقيقية لإستعادة مكانتنا وتأثيرنا في هذا العالم الذي وضح لدينا أنه يحتكم لشريعة الغاب، التي تبيح للقوي وحده أن يحدد طبيعة فريسته التي يستأثر بها دون غيره وأن يضع شروطه لمن حوله إلى متى يمكنهم أن ينعموا بالحياة ومتى يأتي عليهم الدور ليكونوا الفريسة التالية.

ماذا لو تجاوز سقف ردود الإفعال الإنفعالات لتشمل إضافة إلى ما طرحه الأخوين الشطل( الذي يطالب إعادة تصحيح البنية التعليمية في عالمنا العربي) والشخيبي( الذي يرى أهمية البناء الأخلاقي والسلوكي للمجتمع العربي المعاصر) ليطرح مبادرات أخرى ولكن هذه المرة في الجانب السياسي والعسكري وألخصها في هذه النقاط/
1. على جميع حكومات الشعوب الإسلامية والعربية أن تنسحب جميعا من منظمة الأمم المتحدة والهيئات والمجالس المنبثقة عنها دون إستثناء.
2. إعادة إحياء مشروع جامعة الدول الإسلامية وذلك بتفعيل دور منظمة المؤتمر الإسلامي لتصبح المرجع الوحيد للأمة الإسلامية في مواجهة مخططات العدو كائنا من كانت مسمياته.
3. إلغاء كافة التنظيمات والهيئات الإقليمية مثل( جامعة الدول العربية/ مجلس التعاون الخليجي/ تجمع دول المغرب العربي/ منظمة الوحدة الإفريقية... وغيرها) وإدماجها جميعا تحت راية جامعة الدول الإسلامية.
4. إحراق جميع الأعلام والشعارات الإقليمية ورفع راية واحدة بيضاء أم خضراء أم سوداء تحمل فقط كلمة" لا إله إلاّ الله، محمدا رسول الله" ولتكن راية الدفاع عن كيان هذه الأمة ضد أي عدوان هي راية الجهاد التي كان يحملها جيش النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده صحابته عليهم رضوان الله جميعا تلك الراية السوداء التي تحمل كلمة " الله أكبر".
5. الاستجابة لدعوة رئيس ماليزيا السابق محاضير محمد بإعتماد عملة موحدة إسمها " الدينار الإسلامي" ليتحرر إقتصادنا من تأثير وسيطرة الدولار أو اليورو أو غيره من العملات التي يمتلكها عدونا الظاهر والباطن.
6. العودة إلى منهج الله ليكون دستور هذه الأمة ونبراسها.


ملاحظة هامة/ 

يتشدق دائما أمناء الجامعة العربية منذ تأسيسها بأن الجيوش العربية لا تملك القدرة القتالية ولا ترسانة الأسلحة المتجددة التي يمتلكها الكيان الصهيوني الغاصب لبيت المقدس وأكنافه، التي تتلقى دعما قويا من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الذي صار اليوم موحدا تحت دولة واحدة إسمها" الإتحاد الأوروبي"، الذي صارت له عملة واحدة إسمها" اليورو" وعلما واحدا" يحمل اللونين الأزق الغامق والذهبي_ وهي للعلم شعار الماسونية الصهيونية".

وهذا ما ستعيد تصحيحه جامعة الدول اإسلامية التي ستضم دولا كبرى وقوية في عدتها وعتادها وحجم جيوشها واقتصادها وصناعاتها العسكرية" تركيا، الجمهوريات الإسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي السابق، باكستان، إيران، ماليزيا..... وغيرها من الدول والشعوب والتنظيمات الإسلامية في جميع أنحاء العالم الذين سيشكلون" لوبي: قوة تأثير سياسي واقتصادي" مؤثر في دولهم لصالح قضايانا المصيرية وعلى رأسها تحرير الأراضي المغتصبة من قبل العدو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية