أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الاثنين، مارس 19، 2018

الإخراج المعماري للمشاريع

أسلوب الإخراج الذي تميزت به مشاريع المعماري حسن فتحي




جمال اللافي


الإخراج المعماري للمشاريع، هو في حد ذاته جزء أصيل في تصميم المشروع ولا يخرج عن أهدافه في شئ. وهو انعكاس صريح لفلسفته وطرح مضاف إلى طرح المشروع العام.

لهذا فهو مطلب حيوي لإنجاح رسالة المشروع، لا يمكن تجاهله. وبالتالي لا يمكن تفويض الأمر فيه لأي كان. ولأنه تصميم في حد ذاته، نابعا من فكر خلاق ومبدع، فلابد أن يوكل أمره لمن لديه القدرة على استيعاب طبيعة المشروع والفلسفة القائم عليها. بل هو امتداد لما نسمية الطراز المعماري للمشروع.

هذا الأمر قد يكون شيئا بديهيا ومسلّمة عند مصممي الجرافيك في العالم المتحضر فكريا والمنفتح عقليا والمتعطش دوما للإبداع. فلا يكفي الإلمام بتقنية إخراج المشاريع، فهي أداة تنفيذ يحركها عقل واعي أو عقل ساهي.

ولهذا يبقى إخراج المشاريع واحدة من المعضلات التي تواجه المعماري عند استكمال مراحل تصميم المشروع واقترابه من مرحلة التسليم النهائي. وأذكر في هذا الصدد أن الدكتور عبدالجواد بن سويسي باعتراضه على الإخراج المعماري لأحد مشاريع الطلبة ووصفه بالكرنفال، قد وضع إصبعه على ما يمكننا أن نقول عنه هوية المشروع من خلال اسلوب إخراجه المعماري. فلا يكفي أن تكون فنانا في التلاعب بالألوان لتحقق حالة الإبهار دون أن يكون هذا التلاعب (لو صح التعبير) منطلقا من الفهم الدقيق لطبيعة المشروع والمستهدف من عملية الإخراج المعماري له. فهو في حقيقته ليس عملية تلاعب بقدر ما هي حالة تفكير عميق، واعي ومتزن يستلهم من المشروع منطلقاته الفنية والتعبيرية والجمالية. هو أيضا وسيلة خطاب تضيف للمشروع معنى آخر، يعطي له بعدا فكريا داعما ومساندا للأبعاد الفكرية التي يطرحها المشروع نفسه.

التقنية الحديثة أثرت أساليب الإخراج ببرامج فائقة الجودة.وغياب العقل المفكر افقد هذه التقنية فاعليتها فتحولت إلى وسيلة بدائية سمجة، قد تسئ للمشروع أكثر مما تخدمه.


مصمم الجرافك، يفترض بك أن تكون مفكرا مبدعا، قبل أن تكون فنيا منتجا لإسلوبك الخاص والسهل والمكرر في إخراج المشاريع المعمارية. وعندما تصبح كذلك فمرحبا بك... فأنا ابحث عنك منذ زمن بعيد. ومشاريعي المتواضعة تحتاج لبصمتك لتكمل رسالتها الفكرية والثقافية.

السبت، مارس 17، 2018

التأصيل المعماري في الاستثمار العقاري




جمال اللافي


       
ماذا سيحدث لو فكرنا بطريقة مختلفة عندما نتعاطى كمستثمرين عقاريين مع مجموعة من الوحدات السكنية بحيث:

1.                 تكون متلاصقة، فنوفر في مساحات كبيرة من الأراضي الضائعة.

2.       لا يتجاوز أطوال كل القطع 19 متر، بينما يتفاوت عرض القطع ما بين 9 أمتار و12 متر، فيزداد عدد الوحدات السكنية.

3.       المساكن من دورين وبها ملحق في السطح يحتوي على حجرة نوم وحمام ومطبخ صغير، فتكون الوحدة السكنية قادرة على استيعاب حجم الأسرة والاحتياجات المستقبلية من الفراغات.

4.       لا تتشابه المساكن في التصميم المعماري. وفي حالة التشابه تتم معالجة بعض الفراغات والتفاصيل الداخلية والواجهات.

5.                 يتوحد الطراز المعماري والألوان.

6.       تتوسع الأرصفة لتستوعب الأشجار المثمرة والمزهرة والمسطحات الخضراء. والتركيز على زراعة النخيل في كل بيت، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما افتقر بيت فيه تمر).

7.                 حفر آبار الشرب.

8.                 استخدام الطاقة الشمسية.

9.                 تدوير المخلفات بالتقنيات الحديثة.

10.            عناصر التأثيث أغلبها ثابت ومبني بالطوب.


11.            استخدام الحجر الطبيعي المنتظم بمقاساته المختلفة في تبليط الأرضيات والسلالم والديكورات.

الثلاثاء، مارس 13، 2018

عناصر التأثيث



جمال اللافي


تعتمد منهجيتي في التصميم المعماري والتصميم الداخلي للبيوت بصفة خاصة والمباني العامة والخدمية على وجه العموم وما يعقبها من أعمال مختلفة في مرحلة التنفيذ، على قاعدة الحفاظ على كل ما ثبت صلاحيته لكل عصر. ومعالجة ما يمكن معالجته وإصلاح أمره بما يتناسب مع متطلبات العصر. والتخلص من كل ما يشكل مشكلة أو عائق أمام راحة الإنسان الليبي المعاصر في بيته وفي مكان دراسته أو عمله أو تسوقه.

"تكررت كلمة العصر ثلاثة مرات في الفقرة السابقة لأن هاجس العصر والمعاصر هو ما يقض مضجع المعماري والزبون على حد سواء ولا شئ آخر، وإن كان بعضهم يرددها دون أن يعي معناها وأبعادها ومتطلباتها، بل ومخاطر سوء توظيفها نظريا وعمليا".

ومن الأشياء المهمة التي رأيتها وتعاملت معها مباشرة خلال مسيرتي المهنية ورأيت فيها العديد من الفرص المتاحة إلى جانب بعض الإشكاليات التي لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها تحت أي مبرر هو التصميم الداخلي لهذه المباني وما يسبقه في مرحلة التشطيب من تجهيزات مرتبطة به.

والتصميم الداخلي لأي مبنى يتعلق بالدرجة الأولى بعناصر التأثيث لارتباطها المباشر باستخدامات المستعملين اليومية والتي كما أسلفت تشكل إما فرص أو عوائق تعيق راحته. لهذا سأفرد في هذه المشاركة موضوعا يتعلق بعناصر التأثيث من خلال رؤيتي الخاصة لها، والتي تستمد مرجعيتها من الشواهد المعمارية الحية لعمارتنا الليبية التقليدية بالدرجة الأولى وكل ما يقاربها أو يكملها من عناصر ومفردات معمارية أو تفاصيل أو عناصر تأثيث في عمارة البحر الأبيض المتوسط.

فمن المعتاد أن يواجه المواطن الليبي عند وصوله إلى مرحلة تأثيث بيته تلك التكلفة العالية جدا لعناصر تأثيثه ومفروشاته وهي تكلفة أصبحت تفوق قدرة السواد الأعظم من أفراد المجتمع الليبي على تحمل أعبائها المالية. ناهيك عن أن المتاح لهم رغم ارتفاع أسعاره فهو يقع ضمن قائمة المواد متدنية الجودة، سريعة التلف، مما يعني أن على أصحابها التعايش معها لفترة زمنية طويلة أو سرعة استبدالها في كل مرة، وهو ما يزيد في معاناة أعبائهم المالية.

لهذا رأيت أن أعرض بعض الأفكار التي توضح كيف استطاع الإنسان البسيط أن يتعاطى مع مسألة توفير عناصر تأثيث لبيته بأقل كلفة، مع توفر الديمومة وسهولة الصيانة دون الحاجة لاستبدالها على المدى القصير والبعيد. وهي ما يعرف "بعناصر التاثيث المبنية" أو بمعنى آخر "عناصر التأثيث المستدامة". وهذه الحلول يمكن استخدامها في البيوت التي تعتمد الطرز والمواد المحلية المعاصرة في تصميمها وتنفيذها لتحقق عنصر الانسجام والتناغم بين تفاصيل الكتلة وعناصر التاثيث.

1.                 جلسات الصالون والمعيشة والفناء والحديقة: تبنى بالطوب فتحقق الديمونة والمفروشات تتجدد.


2.                 المطبخ: استعمال الخشب لا يكون إلاّ في فردات الدواليب وبعض الرفوف أما التقسيمات فتبنى بالطوب.


3.       حجرات النوم: السدة، الخشب يستعمل في الواجهة كديكور أما فراغ النوم فإما يبنى بالطوب أو في حالة الرعبة في الاستفادة من الفراغ الذي تحته فيبنى من عوارض خشبية مصفوفة بجانب بعضها البعض.


4.                 الحمامات: شراء حوض الوجه والكرسي.


5.       الفراغ تحت السلام: أما بخصوص استغلال الفراغ تحت السلالم، فأغلب المباني التي صممتها وتم تنفيذها كان هذا الفراغ يشتغل كمخزن ملحق بالمطبخ. وفي البيت الذي تم تنفيذه في شارع بن عاشور، فقد استغليت هذه المساحة كحمام في الصالة التي تطل عليها المعيشة والمطبخ. في نفس البيت تم استغلال هذا الفراغ في الدور الأول كدولاب ملابس. أما التصماميم التي وضفت فيها جزء من هذا الفراغ كمكتبة فلم يتم تنفيذها حتى هذه اللحظة. وأنا دائما أحرص على استغلال هذا الفراغ بأي صورة ممكنة.

6.                 سمك الحوائط: بالإمكان استثمار سمك الحوائط في عمل دواليب الملابس والمكتبات ورفوف المطبخ.
 

لمزيد من الصور:

 https://www.facebook.com/jamalallafi/media_set?set=a.1853372894673095.1073741874.100000012065161&type=3



الأحد، مارس 04، 2018

التلاعب بالكتل




واحدة من تفسيرات انصراف معماريو الحداثة وما بعدها والتفكيك إلى التلاعب بكتلة المبنى لخلق تكوين جمالي وعلاقة بين الضوء والظل، هو انصراف تخطيط المدن المعاصر عن النظام التخطيطي للكتل المتضامة (المتلاصقة) الذي كان معتمدا في المدن التقليدية، حيث كان هذا التلاعب بالكتل يأتي عفويا من خلال العلاقة بين الكتل المتلاصقة ببعضها البعض، فتأتي واحدة متقدمة بعض الشي عن جارتها وأخرى مرتفعة عنها نصف دور أو دور كامل وهكذا. كما تتأتي من احترام طوبوغرافية الموقع متعدد المناسيب.



العفوية، الناتجة عن تحقيق مطلب إنساني وبيئي اساسي، تخلق تكامل العلاقة بين كتل المبنى الواحد والمباني المجاورة له. والتكلف غالبا ما تكون عواقبه مدمرة على البيئة والإنسان معا. وقلما يحقق النتيجة المستهدفة منه من الناحية الجمالية. إلى جانب أنه يأخذ من تفكير وجهد المعماري الكثير على حساب الوظيفة، حيث يتم تكييفها غصبا مع الشكل الجمالي المراد تحقيقه.

جماليات المكان



من الملاحظ في المساكن الشعبية التي ينفذها المستثمرون أنهم يعتمدون في توفير تكلفة التنفيذ وزيادة نسبة الأرباح على اختيار نموذج واحد وتكراره، بعد أن يقوموا فقط بتغيير ألوان الحوائط. فتجد نفس النموذج بلون ياجوري للكتل البارزة مع الترابي لباقي الحوائط الخارجية، بجانب نموذج بني للكتل البارزة مع الأصفر لباقي الحوائط. أو يختارون أنواع مختلفة من بلاطات الحجر الصناعي ويوزعونها على مجموعة النماذج... وهكذا.

الأمر الذي يخلق حالة تنافر ونشاز في الشكل العام للحي السكني من خلال اختيار نموذج تكثر فيه البروزات المفتعلة لغرض طلائها بألوان مختلفة أو تلبيسها بهذه الأنواع الرخيصة من بلاطات الحجر الصناعي.

وكان من الأولى بهم في حالة رغبتهم في التوفير في عدد التصاميم المعمارية للنماذج السكنية أن يقف اختيارهم على نموذج مثالي أكثر بساطة وأقل كلفة في التنفيذ، بحيث يخلو أولا من هذه البروزات المفتعلة. والاكتفاء ثانيا بطلاء جميع الوحدات السكنية بلون موحد وهو اللون الأبيض للحوائط ولون آخر بدرجاته المختلفة للأبواب والشبابيك. بحيث يتم اختيار درجة واحدة لكل بيت ودرجة أخرى لبيت آخر... وهكذا. مع الحرص على أن يكون عرض الرصيف لا يقل عن 1.50 متر، مما يسمح بغرس أي نوع من الأشجار المثمرة والمزهرة بجانب كل بيت، وهي كشتلات أقل كلفة من أشجار الزينة التي لا يقل سعر بعضها قبل ارتفاع الدولار عن 300 دينار.


هذه المعالجات البسيطة، في حالة نفذها المستثمرون ستسهم في الارتقاء بالمستوى المعماري والجمالي للأحياء السكنية. وبالتالي سترفع من فرص البيع والاستثمار إلى الحد الأعلى.

ملاحظة/ لم اتطرق هنا للبنى التحتية أو توفير الخدمات لهذه الأحياء، لعلمي أنه أمر سابق لأوانه بالنسبة لرؤية المستثمرين الحالية.

ويمكننا من خلال الصور المرفقة للأحياء السكنية في مدن اليونان وجزرها أن نستوعب كيف يمكننا أن ننشئ أحياء سكنية بسيط وغير مكلفة وفي ذات الوقت تمتاز بطابعها المعماري الذي يجعل منها أحياءا راقية وقابلة للعيش دون أن يشعر سكانها أن مناطقهم تصنف تحت إطار الأحياء الشعبية المتدنية المستوى في مقابل أحياء أخرى راقية.


مع لفت النظر إلى معالجة الشوارع بحيث يؤخذ في الاعتبار سهولة حركة سيارات سكان الحي وزوارهم وتوفر مواقف للسيارات في إطار الحي أو في كل وحدة سكنية. وهو ما لا نراه في الصور المعروضة.

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية