التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عناصر التأثيث



جمال اللافي


تعتمد منهجيتي في التصميم المعماري والتصميم الداخلي للبيوت بصفة خاصة والمباني العامة والخدمية على وجه العموم وما يعقبها من أعمال مختلفة في مرحلة التنفيذ، على قاعدة الحفاظ على كل ما ثبت صلاحيته لكل عصر. ومعالجة ما يمكن معالجته وإصلاح أمره بما يتناسب مع متطلبات العصر. والتخلص من كل ما يشكل مشكلة أو عائق أمام راحة الإنسان الليبي المعاصر في بيته وفي مكان دراسته أو عمله أو تسوقه.

"تكررت كلمة العصر ثلاثة مرات في الفقرة السابقة لأن هاجس العصر والمعاصر هو ما يقض مضجع المعماري والزبون على حد سواء ولا شئ آخر، وإن كان بعضهم يرددها دون أن يعي معناها وأبعادها ومتطلباتها، بل ومخاطر سوء توظيفها نظريا وعمليا".

ومن الأشياء المهمة التي رأيتها وتعاملت معها مباشرة خلال مسيرتي المهنية ورأيت فيها العديد من الفرص المتاحة إلى جانب بعض الإشكاليات التي لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها تحت أي مبرر هو التصميم الداخلي لهذه المباني وما يسبقه في مرحلة التشطيب من تجهيزات مرتبطة به.

والتصميم الداخلي لأي مبنى يتعلق بالدرجة الأولى بعناصر التأثيث لارتباطها المباشر باستخدامات المستعملين اليومية والتي كما أسلفت تشكل إما فرص أو عوائق تعيق راحته. لهذا سأفرد في هذه المشاركة موضوعا يتعلق بعناصر التأثيث من خلال رؤيتي الخاصة لها، والتي تستمد مرجعيتها من الشواهد المعمارية الحية لعمارتنا الليبية التقليدية بالدرجة الأولى وكل ما يقاربها أو يكملها من عناصر ومفردات معمارية أو تفاصيل أو عناصر تأثيث في عمارة البحر الأبيض المتوسط.

فمن المعتاد أن يواجه المواطن الليبي عند وصوله إلى مرحلة تأثيث بيته تلك التكلفة العالية جدا لعناصر تأثيثه ومفروشاته وهي تكلفة أصبحت تفوق قدرة السواد الأعظم من أفراد المجتمع الليبي على تحمل أعبائها المالية. ناهيك عن أن المتاح لهم رغم ارتفاع أسعاره فهو يقع ضمن قائمة المواد متدنية الجودة، سريعة التلف، مما يعني أن على أصحابها التعايش معها لفترة زمنية طويلة أو سرعة استبدالها في كل مرة، وهو ما يزيد في معاناة أعبائهم المالية.

لهذا رأيت أن أعرض بعض الأفكار التي توضح كيف استطاع الإنسان البسيط أن يتعاطى مع مسألة توفير عناصر تأثيث لبيته بأقل كلفة، مع توفر الديمومة وسهولة الصيانة دون الحاجة لاستبدالها على المدى القصير والبعيد. وهي ما يعرف "بعناصر التاثيث المبنية" أو بمعنى آخر "عناصر التأثيث المستدامة". وهذه الحلول يمكن استخدامها في البيوت التي تعتمد الطرز والمواد المحلية المعاصرة في تصميمها وتنفيذها لتحقق عنصر الانسجام والتناغم بين تفاصيل الكتلة وعناصر التاثيث.

1.                 جلسات الصالون والمعيشة والفناء والحديقة: تبنى بالطوب فتحقق الديمونة والمفروشات تتجدد.


2.                 المطبخ: استعمال الخشب لا يكون إلاّ في فردات الدواليب وبعض الرفوف أما التقسيمات فتبنى بالطوب.


3.       حجرات النوم: السدة، الخشب يستعمل في الواجهة كديكور أما فراغ النوم فإما يبنى بالطوب أو في حالة الرعبة في الاستفادة من الفراغ الذي تحته فيبنى من عوارض خشبية مصفوفة بجانب بعضها البعض.


4.                 الحمامات: شراء حوض الوجه والكرسي.


5.       الفراغ تحت السلام: أما بخصوص استغلال الفراغ تحت السلالم، فأغلب المباني التي صممتها وتم تنفيذها كان هذا الفراغ يشتغل كمخزن ملحق بالمطبخ. وفي البيت الذي تم تنفيذه في شارع بن عاشور، فقد استغليت هذه المساحة كحمام في الصالة التي تطل عليها المعيشة والمطبخ. في نفس البيت تم استغلال هذا الفراغ في الدور الأول كدولاب ملابس. أما التصماميم التي وضفت فيها جزء من هذا الفراغ كمكتبة فلم يتم تنفيذها حتى هذه اللحظة. وأنا دائما أحرص على استغلال هذا الفراغ بأي صورة ممكنة.

6.                 سمك الحوائط: بالإمكان استثمار سمك الحوائط في عمل دواليب الملابس والمكتبات ورفوف المطبخ.
 

لمزيد من الصور:

 https://www.facebook.com/jamalallafi/media_set?set=a.1853372894673095.1073741874.100000012065161&type=3



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...