أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الأحد، يوليو 25، 2021

أدوات المعماري بين الفاعلية والقصور

جمال اللافي

    في مرحلة زمنية ما، قد تبدو سيئاً جداً في نظر الكثيرين، حينما لا تتوفر لديك الأدوات المناسبة للتعبير عن أفكارك المعمارية. وتوفر هذه الأدوات هو الذي يشكل فارقاً كبيراً في مرحلة الدراسة وفي الحياة المهنية.

خلال مرحلة الدراسية بقسم العمارة والتخطيط العمراني، كنت غالباً ما أبدو مقصراً في اجتهادي، وذلك يعود لحرصي الشديد على الوصول إلى المرحلة المثالية في إنجاز المشروع الدراسي. وهذا في حقيقته فسره بعض المنصفين بُطأً في إنجاز العمل. والبعض الآخر رأه استهتاراً بالمادة الدراسية. أما أنا فكنت أشعر بالعجز عن نقل افكاري المتسارعة بالأدوات المناسبة في ذلك الوقت.

فمادة المنظور التي درسناها لنستطيع من خلالها تحويل أفكارنا إلى مجموعة من المجسمات المعمارية الثابتة، لم تكن مناسبة لي على الإطلاق، لأن الجهد المبذول في رسم زاوية منظورية لواجهة واحدة من المشروع تأخذ من الوقت ما يجعل الأفكار تتلاشى الواحدة تلو الأخرى بفعل اجتهاد العقل في إنجاز ذلك المنظور، ثم تكون النتيجة الحصول على زاوية منظورية لا تسمح بالنظر إلى باقي واجهات وزوايا المشروع إلاّ بعد القيام برسمها هي أيضا الواحدة تلو الأخرى بأدق تفاصيلها مع التكرار الممل لكل عنصر من عناصر المشروع، حيث يجب رسم كل الأبواب وكل النوافذ وكل ما يخطر على البال من تفاصيل.

وهذا الأمر بقدر ما يأخذ وقتا طويلاً في رسم هذه المناظير ووقتاً آخر في مراجعة الفكرة وتحديد أوجه القصور فيها، ومن تمّ التفكير في إعادة رسم مناظير جديدة للفكرة المعدّلة. فهو يصرف العقل عن الاتجاه إلى طرح أفكار أكثر عمقاً. والاكتفاء بأول الحلول التي تتبادر إلى الذهن وأقصرها وقتا في الإنجاز. وذلك لنيل الرضى والفوز بأعلى الدرجات مع السمعة الطيبة. فأنت في نظر الجميع ستصبح الطالب المجتهد.

مع ظهور برامج الرسم المعماري المتنوعة وعلى رأسها البرنامج الذي اشتغل عليه ((SketchUp تغير الحال بدرجة كبيرة جداً. ليس لأن هذه البرامج جعلت إمكانية رسم المناظير أمر سهلا وميسوراً مع إمكانية تدوير هذه المجسمات والنظر إليها من جميع الواجهات في نفس اللحظة. بل أن طبيعة هذه البرامج في سهولة وسرعة تنفيذ الأفكار التي تدور في الخاطر جعلت ممارسة حالة الرسم متوافقة إلى حد بعيد مع استرسال العقل في طرح الأفكار. ليس هذا فقط، بل سهلت الاحتفاظ بهذه التصاميم والعناصر المعمارية المرتبطة بها وإعادة استثمارها في أفكار جديدة لمشاريع جديدة ومتنوعة.

ستكون دائماً محظوظاً حين تتوفر لديك الأدوات المناسبة للتعبير عن أفكارك بأيسر الطرق وأقصر زمن. والزمن في عرف العمارة يمثل الحد الفاصل بين النجاح والفشل.

الصور المعروضة مع هذا المنشور، هي تصاميم لوحدات سكنية لمشروع سكني سابق (تم عرضه في منشور مستقل)، فكرت اليوم أن أعيد توزيعها بطريقة مختلفة على شكل شارع طولي. وفكرة أخرى على شكل مجمع لست وحدات سكنية. وفي الحالتين هي محاولة تجميع وليست تصور نهائي لمشروع سكني. سيعقبها بعون الله إعادة نظر في تصميم كل وحدة سكنية وتعديلها بما يتناسب وتوزيع الوحدات مجتمعة.

 

الأحد، أبريل 11، 2021

هل في العمارة وجهة نظر؟

 


جمال اللافي

ليس هناك وجهة نظر في العمارة والتصميم الداخلي. 

هناك سياق تحكمه الظروف البيئية والاقتصادية وتقنيات الإنشاء والتكييف ومصادر المياه والطاقة وتصريف المخلفات وتوفر مواد التشطيب وعناصر الثأثيث من جهة. ومن جهة أخرى ثوابت العقيدة والقيم والموروث الثقافي. 

·        مساحة الحركة تتحدد في ثلاثة مسارات:

·        الحفاظ على الصالح.

·        تعديل القصور.

·        إلغاء الخلل. 

تعلمنا أن يكون لنا وجهات نظر متضاربة في أقسام العمارة. أما أسطوات البناء التقليديين فقد كانت لهم محددات يقفون عندها ووفقها يبدعون.


بساطة العيش

 


جمال اللافي

البساطة في العيش، في البناء، في التصميم الداخلي للبيت وفي عناصر تأثيثه، في اختيار مواد التشطيب وألوانه، في تحضير مائدة الطعام من مواد أغلبها مغروسة في الحديقة الخلفية، في انتقاء الملابس الأنيقة التي تستر الجسد، وانسجامها جميعها تحت إطار الهوية، لا يعني شظف العيش. بقدر ما يعني اختيار العيش على أكف راحة البال والتوافق النفسي مع البيئة المحيطة. 

التعقيد والإسراف لا يحقق السعادة. بل يقود إلى طلب المزيد دون بلوغ الغاية المنشودة.


الخميس، فبراير 18، 2021

العمارة

 


جمال اللافي


العمارةُ،

فن، لعنايتها بالجمال ونسبه وأبعاده وإيقاعاته المعتمدة على مبدأ الاتزان.

 

وعلمٌ، لاعتمادها على دقة الحسابات التي تجعل صرح المباني يقف شامخا دون أن ينهار.

 

وأدبٌ، لأنها تخاطب في الإنسان أحاسيسه ومشاعره وتروي له قصة الحضارة التي أسس أركانها الأجداد وتدفع به إلى ترسيخ بنيانها وإضافة لبنة أخرى في لبناتها.

الثلاثاء، فبراير 09، 2021

المدن التاريخية 2

 


جمال اللافي

نرتكب خطأً فادحاً حينما نردّ عشق المدن التاريخية إلى الحنين للآباء والأجداد. عشق المدن التاريخية عند المعماري حالة عقلية تحليلية تقييمية. وليست حالة وجدانية.

 ليس كل المدن التاريخية مرتبطة بالحنين، فبعضها يكون في مناطق ومدن أخرى لم يسبق له زيارتها ولم يرها إلاّ في الصور  ولا تربطه بها عاطفة الحنين. وقد لا تشبه مدن أجداده في شيء. ولكنها تشده إليها شدّاً بثراء عمرانها وجمال تفاصيلها.


المدن التاريخية

 



جمال اللافي

اعتقد أن المصطلح الصحيح لمدننا المحلية هو المدن التاريخية، لقدرتها على التواصل مع المتغيرات وكل ما يستجد في احتياجات سكانها عبر التاريخ، منذ نشأتها إلى الوقت الحاضر.

 وليس المدن القديمة، فالإنسان بطبعه يحب التجديد وينفر من كل قديم. وهو ما يجعلها في وضع تشكيك ومقارنة مع كل جديد وإن كان غير صالح ولا يرتقي لها في الجودة والكفاءة.


القيمة الفعلية للعمارة

 


جمال اللافي

القيمة الفعلية للعمارة لا تقدّر بتكلفتها المادية، بل بمقدار الراحة النفسية الذي تحققها عند النظر إليها أو العيش فيها.


الثقافة المعمارية

 


جمال اللافي

أن تنتشر الثقافة المعمارية في أوساط المجتمع شيء جميل وأمر مهم جداً في تشكيل وعي المجتمع بمحيطه العمراني.

 ولكن أن تنتشر الثقافة المعمارية الخاطئة فهنا تكمن مصيبة كل المجتمعات التي تلقت معارف خاطئة وفهماً مغلوطاً لماهية العمارة التي يفترض بهم الانسياق وراءها وقبولها كخيار وحيد للعيش فيها والتماهي معها.


قوة العقل الجمعي في العمارة

 


جمال اللافي

دائما العقل الواحد مهما أبدع فإنه يغفل عن أشياء كثيرة، لا يُكملها إلاّ العقل الجمعي لمختلف التخصصات والخبرات.


الجمعة، يناير 29، 2021

التصميم الداخلي... بين الإنجاز والتقصير


جمال اللافي 

عندما يصمم المعماري مسكناً لأحد قاصديه، ثم لا يكون لديه تصور كامل للتصميم الداخلي (سواء تكفل به أو تشاركه مع مصمم داخلي يتفق معه تماماً في الرؤية والتوجه)، كذلك تصور كامل لعناصر التأثيث (سواء قام بتصميمها ويمتلك القدرة على تنفيذها من خلال الورش الفنية المتاحة أو من خلال محال الأثاث الموجودة في السوق).

 

فهذا يعني أن هذا المعماري يفتقر لكل مقومات المصمم العارف بأدواره وما تستوجبه عليه من التزامات أخلاقية مع قاصد خدماته.


المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية