‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون تشكيلية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فنون تشكيلية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، نوفمبر 01، 2019

أخبار




دواية 

وختامها فن

بحمد الله تم مساء الأمس الخميس 31 أكتوبر2019 ختام معرض دواية لفن الحروفيات، النسخة الرابعة ، والذي أقيم ببيت إسكندر للفنون –طرابلس ليبيا- بمشاركة أحد عشر فنانا من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب.

الشكر الجزيل لكل الداعمين الذين آمنوا بدواية وساندوها لتظهر بتلك الحُلة المبهجة،
شكرا لكل الحضور الذين جعلوا من دواية مهرجانا للفن والفرح.

كل الإمتنان و وافر الشكر لضيوف دواية الذين لبوا الدعوة وكانت أعمالهم إضافة مبهرة للمعرض ،،
شكرا لأبن الجزائر يزيد خلوفي
شكرا لأبن تونس الخضراء محمد سحنون
شكرا لأبن المغرب الزاهرة عبد الفتاح بلالي

شكرا لكل فريق دواية الذين مثلوها خير تمثيل :
أحمد البارودي- أشرف سويسي- روان المنتصر- صبري سلطان- محمد الخروبي محمد القاضي- هيثم الغول- وائل الرعوبي,

الإستعدادات جارية الأن لإقامة معرض دواية بألمانيا يوم 29 نوفمبر 2019
و بعدها تبدأ الرحلة نحو النسخة الخامسة بإذن الله ، كونوا في الموعد.

المصدر:

الثلاثاء، أكتوبر 29، 2019

معرض دواية... رهان وتحديات... طموح وآفاق





أحمد الغماري

جاءت النسخة الرابعة من معرض دواية لفن الحروفيات هذا العام لتؤكد مرة أخرى على عزم وإصرار لدى ثلة من الفنانين الشبان القائمين على هذا الحدث الفريد، أنهم مستمرون في رهانهم الكبير الذي راهنوا عليه، وهو المضي قدماً في مواجهة الصعاب والتحديات التي واجهتم وتواجههم في كل دورة من دوراته التي أقدموا على تنظيمها بالقيمة وبالشكل الفني المراد. قد تبدو مسألة الإعداد والتنظيم – منذ الوهلة الأولى -  مثل هذه المناشط التشكيلية لمن ينظر إليها من خارج المنظومة الثقافية، أنها أمرٍ سهلٍ، ويمكن مجاراتها، بل والإقدام على إقامة مبادرات مماثلة، وحتى إظهارها بشكلٍ أفضل، لكن من يطلع على خبايا الأمور، ويكون على مقربة من سير الإستعدادات والترتيبات لإقامة مثل هذه المناسبات التشكيلية، سيقرُ بصعوبة مجاراتها، واستحالة تنظيمها – لاسيما - في حال إن أراد أن يؤكل أمور دعمها ورعايتها إلى الجهات العامة. تظل الصعوبات والتحديات والعوائق التي تقف أمام إقامة وتنظيم مناسبات (تشكيلية) – لاسيما في الأونة الأخيرة-  عديدة ومتشعبة ومربكة، وتحتاج من المنظمين والقائمين عليها جهداً مضنياً ومضعفاً، صباح ومساء، حتى يتمكنوا من تأمين - ولو الحد الأدنى - الاحتياجات المطلوبة لإقامة مثل هذه الأحداث التشكيلية، تلك التي أضحت ملحة وواجبة التوفير لإقامة أي منشط ثقافي كـ(البحث عن راعي وداعم مالي ثم طباعة المطوية أو كتالوج المعرض والملصق الدعائي، مروراً بتوفير مائدة الضيافة "البو فا" التي باتت من التوابث والتقاليد المصاحبة لكل الفعاليات الثقافية وغير الثقافية، وصولاً إلى توفير تذاكر السفر والإقامة الفندقية في حال وجود مشاركات أجنبية).
 
كل هذه الضروريات واللوازم التي تستدعيها اليوم عملية الترتيب والتنظيم لإقامة - خاصة - أية مناسبة تشكيلية تقع بأكملها على كاهل الفنان التشكيلي، وحده دون غيره وفي ظل غياب الجهات الرسمية أو الأهلية كالجمعيات والمنظمات الثقافية، تعينه على رفع جزء من هذا الحمّل الثقيل، وتوفر له بعض الدعم اللوجستي كطباعة المطويات والملصقات والدعوات وخدمات "البو فا" كما يحدث في بعض الدول الغنية. لكن القائمون على معرض (دواية لفن الحروفيات) هذا العام، تحدثوا عن مفاجآت عدة قد برزت دون أن يتوقعوا حدوثها ولم يكونوا ينتظرونها، منها: (إغلاق البوابة الحدودية لمعبر رأس جدير مع الدولة التونسية، ما حال دون وصول أعمال الفنانين: التونسي محمد سحنون والمغربي عبدالفتاح بلالي في الموعد المحدد) حدث هذا في ظل إرتفاع تكلفة خدمة الشحن البريدي التي تقدمها الشركات العالمية في طرابلس كـ(شركة ARAMEX & DHL) فضلاً عن غياب الآليات والإجراءات القانونية الضامنة لتحويل الدعم المالي من الخارج بعد أن توصل القائمون على الحدث لإتفاق مع جهات داعمة للمناشط الثقافية، وهذا ما حدث تماماً فيما يخص الإجراءات المالية التي تكفلت السفارة الألمانية بدفعها باعتبارها أحد الجهات الراعية.

          لئن كان مقياس نجاح هذا الحدث التشكيلي يكمن فيما ظهر من ترتيبات وتجهيزات تمثلت فيما عرض من لوحات بجودتها ومطبوعات بجمالها ومائدة "البو فا" بتميزها، لقلنا أنه يستحق بأمتياز أن يصف بأنه معرض ناجح لاسيما في ظل الأوضاع القائمة. لكن العبرة والنجاح الذي نراهن اليوم عليه- في رأيي - يكمن في قدرة هؤلاء الشبان على ترسيخ تقاليد لم تكن معتادة في مناسبات تشكيلية فائتة. أولها: المحافظة على موعد إقامة المعرض في تاريخه المحدد أواخر أكتوبر من كل عام، واستمرار إقامته ووصوله لدورة الرابعة على التوالي دون توقف.
ثانيها: إقحام الشركات الخاصة والجهات الرسمية في رعاية ودعم هذا الحدث التشكيلي مع إتاحة مساحة صغيرة جداً في مطبوعات المعرض لتظهر شعاراتهم عليها.
ثالثها: الإلتزام بطباعة كتالوج وبطاقات دعوة للمعرض وبجودة وتصميم فني راقي وهو ما كان غائباً دائماً حتى في المعارض العامة وبطبيعة الحال الخاصة منها.
رابعها: ترسيخ عادة حميدة تتمثل في عمل الفنانين التشكيليين ضمن فريق واحد متجانس في الأفكار والأداء لتنظيم دورات هذا المعرض كل عام والوصول به إلى دول مجاورة وحتى العرض في القاعات بألمانيا.

ما دعانا للذهاب إلى ما ذهبنا إليه - في هذا المقام - إلا ما وقفنا عليه من حسرة في عيون هؤلاء الشبان الذين  أصابهم الإنهك جراء ملاحقتهم جهات متعددة من أجل الاستيفاء بالاستحقاقات الواجبة لإقامة هذا الحدث الفني، وما لمسنا من نبرة حزن في حديثهم وقلق يختفي وراء مشاعرهم خوفاً من أن مسألة استمراره باتت مهددة في ظل تصاعد التحديات والعوائق وارباكات التي لاقوها لاسيما في هذه الدورة التي أقيمت في أجواء الحرب والأزمات المتلاحقة التي تعيشها مدينة طرابلس.

إن التجارب الماثلة أمامنا اليوم من تعطل لمحافل تشكيلية "عامة" كان من المفترض أن تقوم بأعبائها مؤسسة الثقافة باختلاف مسمياتها ومهامها، والجهات الرسمية الأخرى ككليات الفنون والهندسة المعمارية، لهي خير دليل على عجز المؤسسات والنخبة المثقفة وعدم قدرتها كي تتغلب على الصعوبات التي تواجهها، ولست هنا في باب التطرق إليها، ثم إن تجارب أهلية هي الأخرى منها من يجاهد لأن يحقق وجوده على أرض الواقع برغم قلة الإمكانات وشح الموارد المالية والدعم العيني، الذي يمكن أن تقدمه الجهات الرسمية ذي النشاط الاقتصادي والتجاري، ومنها من أصابها الجمود والانكفاء على نفسه وأضحت عبارة عن لافتات وعناوين ليس لها أي نشاط ولا حتى وجود مادي في الواقع، أساءت في المقام الأول إلى نفسها وفي المقام الثاني إلى الحراك التشكيلي في ليبيا بشكل عام. بل قد لحق الجمود والمراوحة في المكان ذاته الحراك التشكيلي كافة، الذي لم يسجل سنة 2019 المشرفة على الانقضاء بعد شهرين من تاريخ هذا اليوم، أي معرض تشكيلي محكم، يمكن للمرء أن يعود إليه ويعتبره حدث تشكيلي ذو تأثير فني وثقافي في خضم الحراك الثقافي في البلاد التي هي الأخرى للأسف الشديد تشهد ارتكاسة لا أحد يعلم متى يمكنها الخروج منها؟!.

الأربعاء، سبتمبر 18، 2019

الذاكرة التشكيلية







ناصر المقرحي


شهدت الساحة الفنية السنوات الأخيرة رحيل أربع فنانين تشكيليين ليبيين وهم على التوالي الفنان يوسف معتوق الذي ظلت ريشته تنوس ما بين الرمزية والأنطباعية والواقعية والمحاولات التجريدية بحماس قل نظيره وغزارة في الإنتاج ومشاركات لا تتوقف داخل الوطن وخارجه.

والفنان الطاهر المغربي صاحب التجربة التي تميل إلى الفطرية بألوانها الاولية – من الأنبوب إلى السطح مباشرة – وخطوطها التحديدية الواضحة واتساع مساحة لوحاته وتناوله للحياة الأجتماعية والزوجية في أبسط صورها لنحصل في نهاية المطاف على لوحة مشبعة بالدفء والحب والمودة، خاصة مع تلك اللوحات التي تحاول أن تقبض على معنى التنزه أو ( الزردة ) باللهجة العامية، إذ لا ينفك الفنان يصور أفراد العائلة في نزهتهم الربيعية في أماكن طبيعية مختلفة في جو من المحبة والأُلفة والهدوء.

ثالث هؤلاء الراحلين هو الفنان خالد حمد بن سلمه صاحب الأسلوب الواقعي السلس بلوحاته متنوعة المواضيع والتأثيث بما فيها احتفاءه بالطفولة.

رابع الفنانين هو عمران بشنة الذي يختلف عن الفنانين الآخرين بأنه صاحب قلم تم تسخيره للنقد التشكيلي بجميع أنواعه إذ كتب عن الكثير من الفنانين وأضاء بكلماته الجادة والمسئولة تجاربهم الفنية في محاولة منه لإثراء المشهد التشكيلي ليس محليا فقط بل على مستوى الوطن العربي، إذ كتب عن فنانين من جل أقطاره تقريباً.

هذا عن كتاباته وتنظيراته التي تعكس حبه للفن وانشغاله الدائم بتفاصيله، أما عن ممارساته الفنية فقد اتخذت تجربته أبعاداً عدة وسارت بالتوازي في مسارات شتى، ذلك أن الفنان رسم إلى جانب الطبيعة والطبيعة الصامتة البورتريهات واللوحات التي تصور التراث الليبي الأصيل والحياة اليومية البسيطة خاصة تلك التي عرفها الفنان صغيراً ببدايات عمره وتفتح وعيه، بدافع من الحنين والأشتياق إلى تلك الأيام المليء بالمحبة والتآلف الأجتماعي والأنسجام الأسري، رسمها الفنان، إلى جانب كل هذا الفضاء الذي طرقه الفنان بريشته التي لا تكاد تجف لتتالي لوحاته وتدفقها بغزارة، رسم الفنان بتعبيرية عالية لوحات تجريدية ورمزية، ولم يكتفي بذلك إذ اتجه إلى إنجاز أعمال شبه تكعيبية تعتمد الخطوط المستقيمة والزوايا الحادة، هذا ناهيك عن لوحات الكولاج في خطوة تنحو في اتجاه التجريب سيراً وراء التوق والتطلع واستماعاً لذلك الصوت الذي يسكن روح الفنان والداعي إلى خلق معالجات جديدة وطرق أداء مبتكرة كل مرة وكأن الفنان كان يعي بأن تطوير الفن وخلق أسئلة تجدده هو أحد أهم أهداف التشكيل عامة إلى جانب أهدافه الأخرى.

ولا شك في أن رحيل هؤلاء المبدعين يشكل خسارة كبيرة للمشهد التشكيلي الذي يعاني من الركود والأرتباك، سيما وأن الفنانون الراحلون وبغض النظر عن اختلاف أساليبهم ورؤاهم يجمعهم معاً ويضعهم في خط واحد حبهم الشديد للفن بل عشقهم الكبير له وانحيازهم التام أو تعصبهم لعوالمه ودفاعهم عنه ومحاولاتهم المستميتة لإحياءه وتوعية الناس والمجتمع بضرورته، من خلال إنتاجهم الغزير أولا ثم من خلال مشاركاتهم المتتالية في المعارض في كل مناطق ليبيا وخارجها وتشجيعهم للمواهب الجديدة وسعيهم الدؤوب لمتابعة المعارض والورش والملتقيات الفنية.

والملاحظ في أمر هؤلاء الفنانين أنهم انتقلوا إلى رحمة الله تعالى وهم في أوج عطاءهم وفي ذروة حيويتهم وعنفوان تجربتهم الفنية، ولهذا السبب تعتبر الخسارة مضاعفة والفقد كبير، وتظل الحسابات المفتوحة على الفيس بوك لثلاثة منهم تذكر بأنهم مروا من هنا غير أن مرورهم لم يكن كأي مرور بطبيعة الحال بالنظر إلى ما تركوه من سير مضمخة بالعطاء وإبداعات تقاوم الزمن.

وهنا نستثمر الفرصة لنذكر بإبداعات هؤلاء الفنانين ونستحضر بعضا من مآثرهم الفنية ومجهوداتهم لخدمة بلادهم بواسطة هذا الإبداع، إذ لا يمكن أن نعتبر ما أنجزوه وتركوه خلفهم من أعمال إرثاً شخصياً بل هو إرث جماعي يخص ليبيا والإنسانية ككل وهذ يرتب على الورثة ومؤسسات الدولة المختصة مسئولية الحفاظ عليه وصونه وإتاحته للمتلقين من خلال المعارض والمتاحف.

هذه إذن مجموعة لوحات للفنانين نرفقها بهذا المقال حتى تتضح الأفكار المطروحة فيه ولا ننسى في الختام أن نستمطر شآبيب الرحمة على أرواح الفنانين وندعو الله أن يشملهم بواسع عفوه وغفرانه.


المصدر: صفحة بلد الطيوب على موقع الفيسبوك

الأحد، أبريل 15، 2018

الفن رسالة



جمال اللافي


الفنان التشكيلي يحمل في أعماله رسالة الارتقاء بالذائقة الجمالية للمجتمع وتهذيب النفوس. وحرصه على تنظيم المعارض الدورية في ليبيا بكل جديد لديه أولا قبل تنظيمها في خارجها مسؤولية عظيمة لا تقدر بالثمن الذي يرصده لهذه اللوحات.

الأحد، أكتوبر 16، 2016

نهاية رحلة - دلالة اللون ولغة الحروف



ناصر سالم المقرحي

عبر تجربته الفنية الغنية التي امتدت لسنوات طويلة يطالعنا الفنان الراحل " محمد الحاراتي " الذي انتقل إلى جوار ربه أواخر شهر اكتوبر العام 2007 , بعمق مدلول ابداعاته وقوة طرحها , إذ أن الناظر إلى لوحة الفنان يُعاين إلى جانب الأستغلال الأمثل للإمكانيات الجمالية التي يُتيحها الحرف العربي بانسيابيته ورشاقته , الزخارف الإسلامية بخطوطها المستقيمة والمتكسرة وانحناءاتها والتواءاتها والمستمدة مفرداتها من البيئة المحلية كتلك النقوش والزخارف المستلهمة من نباتات المُحيط وبعض مظاهر وسمات المعمار الذي أسفرت عنهُ الحضارة الأسلامية كالقِباب والمآذن والأقواس والأهِلة , أيضاً بلوحة الراحل قد نجد إضافة إلى ما تم الإشارة إليه غزارة في طرح اللون وتوزيعه بمقادير ونسب متقاربة على السطح , إذ تتجاور بكثرة الدرجات الحارة والمُشعة مع الباردة والمُعتمة دون أن تطغى إحداها على الأخرى ودون أن تخل بالبناء العام , الأمر الذي جعل اللوحة تتراءى للمشاهد بهيئة فسيفسائية مبهجة للنظر بألوانها الطافحة التي يُخيل للرائي بأنها ستطفر أو تقفز بين لحظة وأُخرى من الإطار لشدة حيويتها وتعدد درجاتها , ومن الرموز الدالة التي تتكرر بانتظام في منجز الفنان نجد إلى جانب المآذن والقِباب , الحمائم والجياد العربية التي كثيراً ما رسمها في حالة حركة ذائبة وجامحة أو يوحي بذلك , مما يوسم العمل الفني بالحيوية والحركة وينفي عنهُ صفة الفتور والسكون .


الفنان التشكيلي محمد الحاراتي الثالث على يمين الصورة

وعن الحرف العربي فقد احتل بأغلب الأعمال مركز اللوحة وحلَّ بقلبها تماماً مُشعاً بألقه ككوكب تدور حوله الأقمار , فتتوزع باقي العناصر حوله كمكملات واكسسوارات ضرورية لتجليه وكثيراً ما اقتُطِع الحرف العربي لدى الفنان من سياقاته كأداة تواصل وجاءَ هكذا متجرداً من كل شيء إلا من جمال تكوينه ورشاقته التي لا يضاهيها شيء , والتي كثيرا ما اتكأَ عليها الفنانين التشكيليين العرب في المشرق والمغرب بل حتى بعض الفنانين الأجانب لاجتراح لوحة جميلة من حيث الشكل ومعبرة من حيث الفكرة التي تطرحها والرسالة التي توصلها .

وتندغم تفاصيل الرسومات البارزة الي تحتل مقدمة اللوحة , والتي كثيراً ما يذهب الفنان إلى طلاء قاعدتها بألوان باهتة وخفيفة ومن ثم يجنح إلى وضع تفاصيل حروفه فوقها بدقة وبألوان ذات درجات واضحة وقوية فتتداخل مع الخلفية التي تأخذ ألواناً متقاربة مع درجات ألوان المقدمة ومن ثم يقوم بطرح اللون على المساحات المتجاورة , وكل هذا يُسهم في إظهار العمل بمظهر فسيفسائي ويُبين الجهد الكبير الي بدلهُ الفنان فيه بعكس بعض المدعين الذين قد يُنجزون ما يسمونه لوحة فنية في دقائق تحت مسمى التجريد .

هذا فيما يخص التقنيات التي توصلت إلى توظيف مادة الأكريليك توظيفاً حسناً , أما فيما يتعلق بالموضوع فإن الفنان ولئِن تطورت أدواته بدءأً بالبسيط والمتداول وصولاً إلى العسير والمُعقد , فإن المواضيع ظلت كما هي وحافظت المضامين على ثبوتيتها حينَ عبَّرت وانطِلاقاً من انتماءات واضعها واعتزازه بهويته عن الهمّ القومي والسياسي وسعت إلى تأكيد الهوية الإسلامية والعربية باحتفائها في المقام الأول برموزها الحضارية . ولأنها لا تتكرر كثيرا باهتداء الفنان إلى أسلوبه الخاص , يمكن اعتبار هذه التجربة متميزة على المستويين العربي الإسلامي , ليس لأنها تُحلق بجناحيها فحسب , بل لأنها أيضأً اتخذت منهما وسيلة ورسالة لمخاطبة الآخر , ويتجلى التميز هنا من خلال الحرفية في استخدام المادة من ومن الثيمات المُسخرة ومن طريقة مزج كل هذه العناصر داخل المضمون , ويأتي كل ما مر ذكره متوافقاً مع أداء تشكيلي متقن ودقة كبيرة وحرفية عالية قد تجعل المتلقي عند المعانقة الأولى للأثر الفني يعتقد بأنَ ما يراه هو مُنتج من منتجات التصوير الحديث وليس من عمل الأنامل الحساسة التي يحوزها الفنان للمهارة الكبيرة التي يبديها . وبمكنة المتأمل في اللوحات المرفقة مع هذا المقال استخلاص المزيد من السمات والخصائص الفنية تلتي تنطوي عليها التجربة . هذا ويعد الفنان الراحل محمد الحاراتي الذي سُررت بالتعرف إليه ذات صباح بعيد قاده إلى مصلحة الضرائب للتصديق على فاتورة تخص عملاً فنياً قام بتسويقه لأحد الجهات العامة , يعد اليوم وسط لفيف من الفنانين التشكيليين من الرواد والمؤسسين الذين عمِلوا مبكراً وبمجهوداتهم الفردية والمتواضعة وسط ظروف قاسية على إرساء قواعد هذا الفن وإسكانه بأرض ليبيا بوقت تفشت فيه الأمية نتيجة لعوامل التخلف المتعددة , وذلك منذ منتصف القرن المنصرم وحتى اللحظة ووضعوا لبنات حداثته وشكلوا بعملهم هذا امتدادا لما بدأه الأسلاف منذ أزمان بعيدة بما وضعوه على جدران كهوف جبال أكاكوس وتاسيلي .


واشتغل الفنان إلى جانب ممارساته الفنية بالتدريس واضطلع بدور تربوي هام لسنوات عديدة , ولا شك في أن أنتاج الحاراتي ببصمته المميزة سيظل وإلى مدى غير محدد نقشا جميلا في فسيفساء التشكيل الليبي وفصلا مهما لا بد من استحضاره عند التأريخ لهذا المشهد وتأطيره , فرحم الله فناننا القدير وأسكنه فسيح جناته . 

الاثنين، سبتمبر 19، 2016

الفنان التشكيلي صلاح غيث




قراءة للدكتور/ عمران بشنه*

أولا/ السيرة الذاتية:

- من مواليد طرابلس / ليبيا 1976 م
- دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة قسم التصوير تخصص ( تصوير عام ) جامعة الاسكندرية ـ مصر - 2014
- ماجستير فنون تشكيلية . أكاديمية الدراسات العليا - طرابلس - 2008 .
- بكالوريوس فنون تشكيلية .قسم الرسم والتصوير. كلية الفنون والأعلام طرابلس – 99- 2000
- عضو نقابة الفنانين
-عضو جمعية فن ، رمز ، حضارات / المصرية
* المعارض الجماعية :
- معرض كلية الفنون 1998. 1999
- معرض المكتبة القومية – طرابلس 1999/2000
- معرض برج طرابلس 2000/2001
- معرض إبداعات الشباب – برج طرابلس 2002
- معرض هانيبال – بدار محمد لأغا للفنون - طرابلس 2004
- معرض أطياف - المكتبة القومية – طرابلس 2004
- معرض الربيع – بدار محمد لأغا .طرابلس 2005
- معرض بمركز الثقافي الايطالي . طرابلس .2005
- معرض ضفاف .بمركز الثقافي الفرنسي. طرابلس 2005
- معرض المحفل الأول للفنون التشكيلية بمصراته 2005
- معرض بمركز الثقافي السوداني طرابلس 2005
- معرض رواق بكلية الفنون التطبيقية. جمهورية مصر العربية .2005
- معرض الفن التشكيلي. ليالي رمضان الثقافية . بقصر الثقافة .2005
- بينالي الإسكندرية الثالث والعشرون لدول البحر المتوسط . مصر 2005
- معرض بأكاديمية الدراسات العليا . طرابلس 2006
- معرض الربيع – سبها .2007



- معرض طرابلس الإبداع بدار حسن الفقيه حسن . طرابلس .2007
- معرض الأول للجمعية الصداقة الليبية الألمانية بدار محمود بي . طرابلس 2007.
- معرض السيلفيوم 2007 – برواق السيلفيوم – بنغازي –ليبيا 2007.
- صالون النيل السادس للتصوير الضوئي . قصر الفنون . مصر 2007.
- معرض الفن التشكيلي بمعرض طرابلس الدولي – طرابلس.2007.
- معرض الاسبوع الثقافي الليبي - الجرائر- 2007
-معرض بمركز الفن الهادف – 2008- القاهرة – مصر
- معرض جماعي ايام غدامس للفنون التشكيلية الاول والتصوير الضوئي الأول غدامس- 2008
معرض النجم في دورته الرابعة – عمارة الدينار – طرابلس 2008-
- معرض جماعي من اجل دعم غزة دار الفنون – طرابلس 2008
- معرض فوتو أجيبت 2009 – مصر

- معرض الأول لمجموعة أصدقاء الصورة- دار الفنون طرابلس 2009
- صالون النيل السابع للتصوير الضوئي – مصر – 2009
- معرض جماعي بدار اكاكوس للفنون – طرابلس 2010
- معرض الاسبوع الثقافي الليبي سلطنة عمان – 2010
- معرض جماعي بدار حسن الفقيه حسن -2010 طرابلس
- ملتقي الاقصر الدولي الرابع للتصوير زيتي – الاقصر – مصر – 2012
- معرض ربيع المبدعين بدار الفنون - 2012 طرابلس
- معرض جماعي أطياف بالقنصلية الانجليزية – طرابلس 2013
- معرض جماعي لخرجين كلية الفنون – طرابلس 2014
- المعرض العام للفنون التشكيلية – مصراته - 2014

الجوائز :
- تحصل على الترتيب الأول في مسابقة الفن التشكيلي بالتنسيق بين دار الفنون وإذاعة ليبيا 2002م
- تحصل على الترتيب الأول في مسابقة الرسم الساخر على مستوى شعبية طرابلس 2003 م .
ـ له عدة مقتنيات فنية من أعماله داخل وخارج ليبيا .



ثانياً / التحــــــــــليل :
الفنان صلاح غيث الحاصل على الدكتوراه في فلسفة الفنون الجميلة قسم التصوير يرسم بشكل واقعي ويرسم بشكل انطباعي .يعتمد الواقعية في أعماله كما أحبها ثم يجد نفسه يلون وبشغف وحب للون حتى أصبحت ألونه مميزة بمذاقاتها تُحسس المتلقي بجمال ورقي التناول الواقعي .
ركز دكتور صلاح بداية تجربته على الواقعية والموروث الشعبي وأبلى فيه وصنع منه أعملاً منها الموديل للإنسان الليبي رجلاً وامرأة بالزي التقليدي اليومي ، أو العمارة وإدماجها في لوحات تزخر بالحركة والتفاصيل المختلفة ، أو الصحراء وقوافل الإبل والمهاري ، والطوارق ، والفضاء المفتوح للصحراء ، وتلك الغابات من الأشجار وغدران المياه بقرب الأشجار ، وركز خلالها غلى خطوط قوية وتفاصيل الدقيقة في موضوعاته وجمالية تكويناته ، وسيطرته على المساحة المخصصة للرسم ، كما أعطى للون قيمة في الرجل في ملابسه كموديل وللمرأة في رسومه و مختلف مكونات اللوحات بشكل عام حتى بدت التواؤم بين الألوان يكمل الشكل لونا وخط في كل عناصره وفي مختلف مفرداته حتى صار للون مذاقاً جميل يقربك من لوحاته ويحسسك بهوية أعماله دونما أية غرابة عن الهوية .



دكتور صلاح أثناء دراسته بكلية الفنون والإعلام بطرابلس كان أحد الطلاب المميزين والذين كان عندهم الاستعداد ليكون فناناً فاستفاد من دراسته وفرض اسمه لاحقاً بالساحة المحلية وفي بعض المشاركات ببعض البلاد العربية .




د.عمران بشنه ....... ناقد ليبي 

الخميس، أكتوبر 30، 2014

فنان تشكيلي


لحظات أحببت أن اشارككم متعتها، تتعرفون فيها على فنان عشق الرسم بعيداً عن الأضواء ولسنوات طويلة.

الفنان التشكيلي عبدالرزاق الغرياني

جمعتني به محاسن الصدف في العام 2002 م. عندما كنّا نصور شريطا وثائقياً لسيرة المعلم والفنان التشكيلي علي قانة، فقد كان أحد تلامذته النجباء في عالم الرسم بالمرحلة الإبتدائية. وتوثقت صلتي به، فعرض علي جانباً من إبداعاته على شكل كراريس جمعت أروع الأعمال التشكيلية التي لا يقدر عليها إلاّ فنان متمكن من حرفته، فعرضت عليه أن يقيم معرضا شخصيا له بقاعة الفقيه حسن للفنون بمدينة طرابلس القديمة، فقبل الدعوة، وقدم لنا تجربة انصهر فيها إبداع الفنان بأصالة الأمكنة التي رسمتها ريشته والمواضيع التي تناولتها لوحاته.




ولكن عاشق الرسم الذي يكره الأضواء، حمل لوحاته بعيداً بعد الافتتاح بيوم واحد... سألته لماذا؟ فلم يجب. فعذرته واحترمت خصوصيته. ولكن ظل في النفس شئ من إبداعه يطوف بخيالي كلما تذكرت تلك الكراريس. كانت شيئا خاصا لم أجده عند غيره. 



وتحت تأثير البهجة والفرح، الذي ولّدته ثورة 17 فبراير في نفوس كل الليبيين، وعلى وجه الخصوص المبدعين منهم، قرر فناننا أن يسمح للضوء أن يطل على لوحاته، لوحة، لوحة، هكذا قرر... ليشاهدها الجميع، جميع الليبيون دون استثناء. من خلال صفحته على الفيسبوك، لتمتزج أفراح النصر بألوان الجمال الذي رسمته على جدران الوطن يد الفنان التشكيلي عبد الرزاق الغرياني. إلاّ أنه وكعادته، لا يحتمل وهج الأضواء فيقرر وبسرعة أن يعود لينزوي في ركنه الهادئ.

        
        واليوم وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات، مررت صدفة على بعض من لوحاته، التي تمكنت من اقتناصها من صفحته تلك، قبل أن يقرر إغلاقها على نفسه وعلى كل من احترم موهبته الفذة في التعاطي مع اللون واللوحة.




   



أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...