أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الخميس، يوليو 24، 2008

حوش العيلة


حوش: حاش الصيد- جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة. وحاش الإبل: جمعها وساقها. واحتوش القوم الصيد: أنفره بعضه على بعض. واحتوشوا على فلان: جعلوه وسطهم. هذا بعض ما تحمله الكلمة من معاني في معجم اللغة العربية" مختار القاموس".
أما في المصطلح المعماري فهي تعني البيت العربي التقليدي" بيت فناءه مفتوح على السماء تحيط به حجرات متباينة في الحجم".

و"حوش العيلة": باللهجة الدارجة، هذا البيت الذي شهد تعاقب الأجيال وواكب تطلعاتها وضم كنوزها وإبداعاتها وحفظ قيمها ومعتقداتها وصمد في وجه أعداء الأمة حائلا دون تحقيق مراميهم في النيل من كيان هذه العائلة وهويتها وثقافتها. الذين لم يروا بداً من القضاء على هذا التنظيم الفراغي المترابط معماريا وعمرانيا منطلقين من المبدأ الذي يقول: " أن الفراغ المعماري يبدأ متأثرا في تصميمه بفكر صاحبه وينتهي مؤثرا فيه". وذلك حتى يتسنى لهم ما يريدونه من هذه الأمة الممثلة في نظامها العائلي المترابط والمتكاثف والمتكافل.

جندوا كل شياطينهم ليجدوا لهم الوسيلة إلى ذلك. فكانت الفكرة في شعارهم المعروف" فرق تسد" وكانت أداتهم أنظمة تخطيطية عمرانية ومعمارية جديدة متنوعة في أشكالها متفقة في فكرتها على أن لاتسع إلا أسرة واحدة، وسخّروا علومهم وإعلامهم، ابتدعوا النظريات التي تفصم العروة الوثقى للعائلة، فقالوا: "أن نواة المجتمع هي الأسرة" وتنادوا بضرورة توفير كل سبل الراحة لهذه الأسرة" المكونة من الأبوين والأبناء". ورسموا لها صورة قاتمة عن حياة العائلة التي يتحكم في مصيرها الجد، ينهى ويأمر دون رادع يردعه، والجدة تتحكم في مصير نساء البيت تأتي بمن تشاء وتطلّق من تشاء، وصوروا رجال العائلة وحوشا تنهش بعضها طمعا في الميراث والسيطرة بعد رحيل الجد، والنساء تحيك المؤامرات والدسائس ليتسنى لهن تحقيق مآربهن، كما صوروا الزوج خائنا والزوجة مهضوم حقها تبحث عن الدفء والحنان بين أحضان رجل آخر، ثم انطلقوا ليصورا الأبناء ضائعين بين هذا وذاك، صوروها طفولة معذبة، محرومة حتى من حقها في اللعب، طفولة مشردة تتلقف فتات الطعام من موائد الكبار وتنحشر جماعات في غرفة نوم، تتوسد العفونة وتلتحف بالرطوبة. جعلوها صورة قاتمة لمجتمع كئيب تسيطر على أجداده الخرافات ويتوارث أبناءه الجهل ويخلف لأحفاده الأمراض. فهل حقا كانت هذه صورة "حوش العائلة"؟

لا أظن أننا فارقنا الحياة جميعنا بعد، نحن من عشنا في رحاب هذا البيت. فهل حقا كنا كذلك؟ أم أننا صرنا نستعذب الكذب والافتراء بحقنا وبحق نظامنا الاجتماعي الذي كان يكفل لنا الحماية ويوفر عوامل الاستقرار في وجه جميع المتغيرات. ولا أظن ان عقولنا قصرت عن إدراك خطورة ما يحاق للنظام الاجتماعي السوي والمستهدف منه أولا مجتمعنا الإسلامي والعربي ومن تمّ المجتمع الإنساني برمته، من خلال هتك استار النظام العائلي كخطوة أولى تقود إلى تدمير البنية الأساسية للكيان الإنساني وهي الأسرة الطبيعية المبنية على العلاقة السوية، وذلك من خلال إباحة الفاحشة وتمريرها تحت غطاء الحرية الشخصية.

وهل حقا جادت علينا نظريات الغرب وقيمه ومعتقداته وفلسفاته بالخير العميم؟. ذلك الغرب الذي وصل فيه جيل فترة الستينيات من هذا القرن لقناعة تامة بقيمة العائلة وأهمية حضورها في التنشئة السوية لأبنائه " بعد رحلة فرقة طويلة بدأت مع ظهور نظرية- النشوء والارتقاء- لداروين التي ترجع أصل الإنسان إلى القرد/ ونظرية- التحليل النفسي- لفرويد الذي يرجع كل سلوك إنساني إلى الغريزة الجنسية". تجرعوا خلالها مرارة تجربة وجد الفرد فيها نفسه وحيدا في مجتمع سادته القيم المادية حتى صار معياره يقدر بما يملكه من رأس مال. ويدفع في كل خطوة يخطوها ثمنا باهظاً لبقائه على قيد الحياة ساعات إضافية. فرأى في الانتحار وإدمان صنوف المخدرات وسيلة للهروب من واقع تسيطر عليه الجريمة والفوضى وتغيب عنه ألفة العائلة الحميمة.

بيت العائلة هو لبنة وحدة هذه الأمة والقاعدة التي ترتكز عليها والمنطقة التي تنطلق منها. والله سبحانه وتعالى يدعونا للوحدة ونبذ الفرقة، في قوله سبحانه وتعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا". وحبل الله المتين هو منهجه القويم كتابه القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو منهج مكتوب يحتاج منا لتفعيله أن نقوم بتطبيقه في حياتنا وسلوكنا اليومي. ولكي ننجح في ذلك لابد لنا من تمهيد السبل لذلك. ولهذا كانت تربية النشء ومجاهدة النفس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.... وقد حرص أسلافنا على توفير البيئة الصحية التي تنمو وتترعر فيها هذه النبتة المباركة من منظومة القيم والأخلاق والسلوكيات والمعاملات، فكان التعمير والعمران والعمارة الإسلامية هي البوتقة التي تتشكل منها وفيها منظومة القيم هذه، لأنه لا تنظير بدون تطبيق، ولا يحسب القول على قائله إلا بفعل يدعمه أو يدحضه.

لقد خسرت أمتنا الإسلامية عندما أخذت عن الغرب قيمه ومبادئه المنحلة تحت مسميات الحداثة، وفقدت العائلة تواصلها وترابطها الاجتماعي، واليوم تأخذ الأمة بتلابيب آخر ما تفتقت عنه العقلية الغربية من نظريات الهدم وهي ما تعرف بالنظرية التفتيتية والتي من أهم مبادئها التشكيك في كل القيم والمعتقدات السائدة وهدم أركانها تحت دعاوي الحرية الشخصية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والشذوذ وحرية ممارسة الأديان وعدم التضييق على كل ما من شأنه أن يقف في وجه الحرية الشخصية حتى وإن تجاوزت حدود المنطق، لأنها لا تؤمن بأي منطق، فمنطقها الوحيد هو الهدم وإشاعة الفوضى الخلاقة.

الأمر الذي يستدعي تركيز الجهود على إيجاد السبل العملية الفاعلة لحماية الكيان الاجتماعي السوي، وإفشال محاولات تمرير وإشاعة النموذج الجديد لمفهوم العلاقة بين الرجل والمرأة وبين الجنس الواحد المبني على التحلل من كل القيم الأخلاقية التي أرادها الله سبحانه وتعالى عنوانا للعلاقة بين بني الإنسان.

لهذا يرتفع سقف المسؤولية علينا كمسلمين وعلى مفكريها وعلمائها بوجه الخصوص لوقف هذا التخريب والهدم وإعادة الأمور إلى نصابها. ولن يتم ذلك إلا بعد توحيد الصفوف ونشر الوعي، ولن يتم ذلك إلا بعودة العائلة إلى رحابها الواسع ألا وهو بيت العائلة وبركته. وما محاولات علماء الأمة المخلصين ومن مختلف المشارب والتخصصات المهنية إلا بداية تحتاج لمن يدعمها ويساندها ويحرص على تطبيقها بكل ما أوتي من جهد وقدرة.... والعمارة بإعتبارها المجال الذي يختص بإيجاد بيئة صالحة لمعيشة الإنسان، فعبء الجوانب التطبيقية لكل البحوث والدراسات النظرية التي تسعى لتصحيح مسيرة الإنسانية، يقع على عاتق المعماريين.

كل محاولة للخروج بالأمة الإسلامية من مأزقها وأزمتها، لا تبدأ من إعادة بناء المنظومة الإجتماعية ولم شتاتها المبعثر، فهي كمن يريد أن يحرث البحر ويدعي أنه سيزرعه قمحا وشعيرا ليطعم الناس.... لا نريد لدعاة وحدة الأمة أن يجهدوا حناجرهم في لم شتات مليار مسلم تحت راية واحدة، ولكن نريد من رؤس الأموال وأصحاب المشاريع الكبيرة والمخططين والمعماريين أن يبادروا لتنفيذ البيئة السكانية والإسكانية التي تساعد على لم شمل العائلة في بيوت توفر لهم الحماية وتسهل عليهم تطبيق شرع الله في خلقه.... البيئة الصحية بمفهومها الأخلاقي والبدني.

عليه أعيد طرح أقتراحي الذي تقدمت به في عدة محاضرات ومشاركات سابقة في هذا الموضوع والذي يوصي بفتح باب الحوار العام حول بيت العائلة المعاصر وكيفية تجاوز الصعاب والعقبات التي تحول دون إعادة طرحه كبديل للإسكان السائد الآن... وهو أمر لا يمثل ترفا فكريا أو همّا خاصا بشخصي كمعماري، بقدر ما هو إحساس عام يسيطر على تفكير جميع أفراد المجتمعات الإسلامية بمختلف شرائحها وطبقاتها، نتيجة تردي المستوى الأخلاقي والمعيشي وما صاحبه من إضطرابات نفسية وسلوكية.

وحتى أساعد على فتح باب الحوار،أقدم لكم مجموعة من التساؤلات التي أرجو منكم التكرم بإختيار ما يقع في دائرة اهتماماتكم ومناقشتها، حتى نصل في النهاية إلى وضع رؤية مشتركة ومكتملة بإذن الله سبحانه وتعالى لصورة بيت المستقبل أو النموذج المعاصر للمسكن الإسلامي" بيت العائلة/
·        السؤال الأول والذي يطرح نفسه بإلحاح، لماذا هجرت العائلة المسلمة بيت العائلة؟

·        أين تكمن أوجه القصور في تصميم بيت العائلة التقليدي، التي استدعت الاستغناء عنه كنموذج مثالي للإسكان؟
         هل أزمة بيت العائلة التقليدي وعدم قدرته على التوائم مع روح العصر راجع لمشكلة معمارية تتعلق بقصور في وظائف فراغات البيت وطرق توزيعها أو لعدم ملائمة مساحاته الصغيرة للأنشطة وعناصر التأثيث المستجدة ، أم هي مسألة تقنية تتعلق بمواد البناء والمعالجات البيئية والإنشائية، أم هي مشكلة تخطيطية، أم أن الأمر راجع بالدرجة الأولى لقصور في العلاقات الاجتماعية بين سكان البيت الواحد؟
         وإذا كان القصور حاصل في التركيبة الاجتماعية التي كانت تسكن بيت العائلة التقليدي، فهل نستطيع أن نحدد أوجه هذا القصور ومسبباته؟
         هل كانت النظم الاجتماعية ( العادات والتقاليد) التي تحدد العلاقة بين أفراد العائلة داخل البيت الواحدة تشكل عبئا نفسيا على أحد الأطراف أو جميعهم؟ فإذا كانت الإجابة بنعم، فما هي تحديدا القيود والعوائق التي كانت تشكلها العائلة على أفرادها وبالخصوص على المرأة؟

·        كيف دخلت النماذج السكنية المعاصرة والتي تعتمد النموذج الغربي إلى المجتمع الإسلامي؟ وكيف استقبلتها العائلة دون مراجعة أو تمحيص؟
         هل رضخت العائلة تحت ضغوط حاجتها إلى التوسع في السكن، إلى التعامل مع النماذج الغربية التي تبنتها الشركات والهيئات الاستشارية الهندسية الأجنبية والمحلية وطرحتها كنموذج بديل للبيوت التقليدية؟ أم هو قبول عن طواعية؟ أم هي الرغبة في التغيير؟ أم الأمر راجع لنجاح النموذج الغربي في تلبية الاحتياجات المعاصرة للساكن؟
         وما هي هذه الحاجات التي استطاع النموذج الغربي تلبيتها وعجز النموذج التقليدي عن تحقيقها أو توفيرها أو إشباعها؟
         وهل هي حاجات ضرورية وملحة أم هي كماليات تطلبتها العقلية الاستهلاكية؟ أم هو الانبهار بكل ما يأتي به الغرب مهما كان شكله ومضمونه؟

·        ما هو مفهوم المجتمعات الإسلامية للمعاصرة؟ وكيف حددتها، وكيف قيّمتها، وكيف استقبلتها، وكيف تعاملت معها، وكيف تعارضت المعاصرة مع التركيبة الاجتماعية والثقافية للعائلة المسلمة؟
         وهل حققت الأسرة السعادة المنشودة من وراء الانفصال عن عرى بيت العائلة؟
         وهل نجحت المرأة المسلمة في تحقيق ذاتها وكينونتها بعيدا عن رقابة العائلة؟ وهل حققت عوامل الأمان والاستقرار لأسرتها داخل البيت المعاصر؟ وهل انتفت المشكلات داخل الأسرة الصغيرة؟

·        هل قام المصمم المعماري بالبحث الجاد عن إشكالية المسكن الإسلامي المعاصر؟ أم أنه اكتفى باستنساخ النماذج الغربية؟
         عدم البحث هل هو راجع لمشكلة تكمن في آلية تفكير المعماري أم هو قصور في المناهج التعليمية؟ أم هي رضوخ لرغبات الساكن ومطالبه، أم هو استكانة لقوانين وتشريعات المباني المفروضة والمستنسخة عن النماذج الغربية؟
         إلى أي مدي أثرّت المناهج التعليمية المعمارية والتخطيطية ومناهج كليات الفنون الجميلة في تغريب فكر المعماري والفنان التشكيلي عن واقعه ومتطلبات مجتمعه؟
         إعادة مراجعة قوانين المباني التي تحول دون الوصول إلى رؤية تخطيطية وتصميمية معاصرة لنموذج المسكن الإسلامي، هل هي انتكاسة إلى الوراء أم هي انطلاقة نحو تحقيق الهدف؟
         عدم استيعاب المجتمع للفارق بين الدعوة لتطوير المسكن الإسلامي التقليدي وإيجاد حلول معاصرة مستوحاة منه، وبين الدعوة للعودة إلى السكنى في هذا البيت التقليدي، هل هي قصور في الفهم أم هي زيادة في التمويه؟

·        " لن أعيش في جلباب أبي" شعار صدّرته نخبة من المثقفين العرب عبر أحد المسلسلات المرئية، فلماذا يرفض المثقف العربي المسلم أو جيل الحاضر العيش في جلباب أبيه؟ وإلى أي مدى تمتلك هذه المقولة مبررات طرحها؟!
         ما الذي جناه الوالدان حتى يرفض الأبناء أن يتواصلوا معهم؟ وماذا يمثل الجلباب تحديدا؟ هل هو العقيدة أم العادات والتقاليد، أم هو نمطية التفكير في استيعاب الثوابت والتعامل مع المتغيرات والمستجدات، أم هو أسلوب التربية، أم في غير ذلك من الأمور التي تحدد العلاقة بين الآباء والأبناء. أم هو رفض لمجرد الرفض. أم هو انسياق وراء تيارات فكرية تنكر كل الموروث. أم هو الجري وراء سراب البحث عن الذات المفصومة عن عرى العائلة، أم هو شيء آخر لا نعرف كنهه ودوافعه؟
         لماذا نرفض التراث؟ ولماذا ننساق وراء الآخر ونقبل على كل ما يطرحه من قيم وأفكار جديدة أثبتت فشلها وعقمها في دارها عن تحقيق السعادة للمجتمعات التي ولدت فيها؟
         لماذا حدث هذا الانفصام الحاد بين المجتمع وقيمه المتوارثة، وبمعنى آخر كيف ومتى أصبحت هناك فجوة بين الموروث الثقافي والمعاصرة؟‍‍‍ ومن المسئول عن ذلك؟
         كيف تشكلت هذه الأزمة ومتى بدأ العد التصاعدي لتفاقمها يظهر حتى شكّل ظاهرة متفردة لهذا العصر على العصور التي سبقته؟
         وإلى أي مدى ساهمت وسائل الإعلام المختلفة في الترويج لأطروحات الغرب الاستهلاكية وتغييب الجوانب الإيجابية في تراثنا الثقافي وإبراز الجوانب السلبية وتضخيم الحالات الشاذة منه وتعميمها على واقعنا الاجتماعي؟

·        لماذا نخلط بين حاجتنا للتطور الحاصل في التقنيات الذي وصلت إليه المجتمعات الغربية وبين أهمية الاحتفاظ بقيمنا الأصيلة؟
         وهل هناك تعارض بين أن تكون لنا هويتنا الواضحة المعالم وبين الاستفادة من تقنية وعلوم وثقافات العصر التي لا تتعارض مع قيمنا الدينية.
         هل نستطيع أن نكون نحن ونحقق ذاتنا دون أن نرفض الآخر أو ننساق وراءه؟

·        وأخيرا وليس بآخر، لماذا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن؟ ومن صنع بنا هذا؟ هل هو الآخر أم نحن؟

الثلاثاء، يوليو 22، 2008

مشاريع معمارية

بيوت الضواحي والأرياف




تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي


المشروع عبارة عن وحدة سكنية من دور أرضي بمساحة مسقوفة 260 متر مربع، تقع بمنطقة السبعة، شرق مركز مدينة طرابلس.
المسقط الأفقي للبيت
جاء هذا المشروع مراعيا لظروف البيئة المحيطة. موغلا في المحلية المعاصرة، في منطقة تقع في أطراف" ضواحي" مدينة طرابلس العاصمة. كانت قبل أن تتحول إلى منطقة عمرانية عبارة عن بيئة زراعية. وهذا يعني بالضرورة أن هناك اعتبارات تشكل تصميم البيوت حسب طبيعة البيئة المحيطة فهناك بيوت الحضر التي تقع في مراكز المدن وهي تختلف عن البيوت التي تقع في أطرافها أو ضواحيها، وهناك أيضا بيوت الأرياف والمزارع وبيوت الجبال والصحراء والسواحل .... هذا بالنسبة للتسمية.

مجسم للبيت



مراعاة مبدأ البساطة وعدم التكلف، منطلقه من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، الذي يحث على عدم الإسراف والتبذير وعدم التكلف والمغالاة... والبساطة لا تعني بالضرورة الفقر ولا التجريد المخل بجماليات المعمار، ولكن تعني أن يوضع كل شئ بقدر وفي مكانه الصحيح. وعادة ما يقرن الجمال بالبساطة مثلما يقرن القبح بالغلو... إضافة إلى أن البساطة وصراحة التعبير عن الكتلة المعمارية هي سمة من سمات المعمار المحلي في ليبيا.


صممت المسطحات المفتوحة خارج دائرة الحركة اليومية للبيت، إضافة إليها حجرة استقبال الرجال التي تقع هي أيضا خارج البيت، قرب المدخل الخارجي وذلك لتحقيق مبدأ الخصوصية السمعية والبصرية وعزل الرجال عن حركة النساء، وهذا جزء أصيل في تركيبة المجتمع الليبي المسلم.
وترتبط حجرة استقبال الرجال بالمطبخ عبر منور صغير مراعاة لتغير الظروف المناخية وتسهيلا للحركة.


المفردات المعمارية والعناصر الزخرفية/في تصميم هذا البيت تم التعامل مع عناصر الزخرفة أو العناصر الجمالية، على هذا الأساس حيث أخذ في الاعتبار:

1. استعمال المشغولات المعدنية بزخارفها المحلية لحماية النوافذ. التي تمّ تصنيعها باستخدام عملية الطرق على النار.... كذلك شكل الأبواب والشبابيك فقد تم تقريبها من الأشكال التقليدية مع بعض التحويرات التي تتماشى مع روح العصر.

2. جميع الأرضيات في البيت استعملت فيها بلاطات من مادة البورسلين المزركش بأشكال متعددة وبتدرجات بين اللون البني الداكن والفاتح.
3. تم طلاء جميع الحوائط الخارجية والداخلية باللون الأبيض أما الأبواب والشبابيك والمشغولات المعدنية فقد تم طلاؤها باللون الأخضر تماشيا مع ثقافة اللون المحلية ومراعاة لظروف بيئية.

· اعتماد اللون الأبيض في الحوائط الداخلية مأخوذ فيه عناصر تأثيث البيت من جلسات ومفارش وبسط وسجاد يحتوي على زخارف مختلفة الأشكال والألوان وبالتالي فإن وجودها لن يشكل تشويش للعين لأن لون الحوائط سينسجم معها ويقلل من حدتها مثلما يعطيها فرصة للبروز كعنصر زخرفي.

· الملاحظ في ديكورات البيوت المعاصرة أن أصحابها لا يستوعبون دور عناصر التأثيث والإضاءة في إثراء محتويات البيت، فيسارعون إلى الإكثار من العناصر الزخرفية وتضخيم حجمها ليملأ فراغ البيت... وبعد تأثيث البيت يتم ملاحظة مدى التشويش الحاصل والتداخل لهذه العناصر مع بعضها البعض.

4. تم استخدام أطر بسيطة وصغيرة الحجم من الجبس لزخرفة الأسقف ، وفي بعض الممرات والمطبخ استعملت الكمرات الخشبية المتعارف عليها في البيوت التقليدية.

5. تمّ إدخال النباتات الداخلية" نباتات الظل" كعنصر إثراء لتفاصيل البيت الداخلية وهي موضوعة في أصص من الفخار الذي تم استجلابه من منطقة غريان" وهي مدينة جبلية تتميز عن باقي المدن بشهرتها في صناعة الفخار"... وتحتوي هذه الفخاريات على زخارف هندسية ونباتية بدرجات متفاوتة من اللون البني والأبيض والأحمر الفاتح.

6. استعمال مادة الحجر الطبيعي المعروف في ليبيا باسم" الترافرتينو- وهي كلمة إيطالية محرّفة" في تكسية نهايات ذروة السطح بسمك 7سم ، وتكسية نهايات كل بروز إلى جانب أرضيات النوافذ والتجاويف الموجودة في الحوائط والتي تستعمل لوضع التحف والكتب.

7. استعمل الحجر الطبيعي الأصفر في بناء الأسوار كما استعمل الحجر الأسود المحمر في تلبيس بعض الحوائط الداخلية.

8. تعريشة الخشب في الحديقة عنصر جمالي يرمي بظلاله على جماليات البيت، كذلك النباتات التي تملأ الحديقة بأزهارها فهي عناصر جمالية أخرى تثري هذه الجماليات.

وأخيرا/ فوانيس الإضاءة الموزعة على كتلة وأسوار المبنى، فقد حرصت على اختيار نوع متوفر يتسم بالبساطة. وفوق مدخل البيت وضعت فانوس له ذراع طويلة بعض الشئ وعلى ذراعه زخرفة من المشغولات المعدنية التقليدية.

تنسيق الحديقة/تمّ إعادة الاعتبار للأشجار والنباتات المحلية" النخيل، شجرة التين، شجرة العنب، شجرة الليمون، نبات العطر، الإكليل، النعناع، الورد العربي، الفل والياسمين، شجرة الجهنمية، ونبتة ورق التفاح" في تنسيق الحدائق بالبيت.
تفاصيل المبنى بعد التنفيذ
إن إضفاء لمسات بسيطة من هذا النوع لها وقع أكبر من أي أشكال أخرى يمكن اعتمادها في زخرفة وتنسيق وتأثيث المبنى من الداخل والخارج، وفي الوقت نفسه أقل تكلفة اقتصاديا.

الخميس، يوليو 17، 2008

العادات والتقاليد



المراقب لحركة التغير في البنية الاجتماعية والثقافية في ليبيا على وجه العموم يلاحظ تفسخاً واضحاً في العادات والتقاليد التي تميزت بها العائلة الليبية والتي كانت تضفي على الحياة رونقها وتعين على شظف العيش وتحيل معاناة السعي وراء طلب الرزق إلى متعة يومية يفوح عبق رائحتها من منازلها وشوارعها ومرافقها العامة، لتعم بديلاً عنها فوضى بصرية وسمعية وسلوكيات فردية تتسم بالارتجال وانعدام التوازن وغياب الوعي، لتصبح في آخر الأمر السمة المميزة لمجتمع فقدت فيه حواسه الخمسة فعاليتها تحت إيقاع رتابة تسودها ثقافة الشارع التي تستقي مصادرها من فضائيات العنف والمخدرات والجريمة المنظمة والانحلال الخلقي والتسطيح والتسلية وعبادة الدولار.

ثقافة يغيب عنها المضمون الذي يتواصل مع التاريخ، ثقافة لا تعبر إلا عن تركيبة اجتماعية وثقافية هشة كانت سائدة فبادت عند أول اصطدام بالأخر. فأصبح هوسها بالتشبه به يدمر كل ما يندرج تحت إطار الموروث دون أن تطرح وهذا اضعف الإيمان بديلاً لهوية معالمها واضحة تميز كيانها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وتعبر عن روح العصر الذي تعيشه وتعكس بالدرجة الأولى ما وصل إليه المجتمع من تقدم ثقافي" ناتج عن الكم الهائل من حاملي المؤهلات الجامعية المتخصصة" وتطور علمي" ناتج عن توفر التقنيات والمصانع والآليات والمواد. إضافة لتعدد وسائط الاتصالات التي تسهل تبادل المعلومة".

هوية تطرح بديلاً عن أزياء تايوان والصين وهونغ كونغ وإيطاليا وتركيا وربما.. .؟. هوية ترفع عن مخططات مدننا المعاصرة سرطان البناء العشوائي الذي لا يزال يواصل امتداده على حساب المناطق الزراعية التي تمثل مصدراً لقوت مجتمع يتعرض للحصار حتى وسمها بسمات مدن البلدان الفقيرة والمتخلفة، وأفقد عمارتها روح الإبداع والتصميم المحكم الذي يراعي اختلاف الظروف البيئية وتنوع الثقافات وخصوصية العادات والتقاليد بين منطقة وأخرى لتحل محلها الممسوخ من العمائر والممجوج من الفنون. إلاّ إذا كان لسان حالنا يريد أن يقول أن هذه هي هويتنا الجديدة" هوية اللا معنى".

والمسؤولية كاملة في هذا تقع على عاتق العائلة الليبية التي كانت ولا تزال وراء كل ذلك، فهي المسؤولة بالدرجة الأولى عن تنشئة الجيل وتحميله القيم التي يتعامل بها مع محيطه البيئي والاجتماعي والثقافي، وهي التي تمد جسور التواصل بين أجيالها وتراثهم وتدعمه بكل عناصر الاستمرارية والتجديد وتفرّغه من كل محتوى فاسد قد يعيق ارتباطه بروح العصر أو تلبية احتياجات المجتمع، وهي التي تغرس في قناعة أبنائها أن التقدم لا يصنعه التمرد على قيم المجتمع الدينية والثقافية.


فهل للعائلة الليبية من عودة تراجع فيها حساباتها الخاطئة وتعيد لملمة الحروف المبعثرة في كيانها الاجتماعي والثقافي وتضع النقاط عليها؟ أم تراها قد ألفت هوية الفوضى التي تعم مناحي حياتها؟!

الأربعاء، يوليو 16، 2008

المعلم/ أحمد إنبيص




معماري وفنان تشكيلي/
·        أستاذ مساعد بقسم العمارة والتخطيط العمراني- كلية الهندسة/ جامعة طرابلس.
·        أستاذ مادة أسس التصميم والتصميم المعماري لمدة تتجاوز 20 سنة.
·        له اهتمامات بالحرف والصناعات اليدوية.
·        شارك بالعديد من معارض الفنون التشكيلية والمعمارية.
·        مستشار معماري بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة بطرابلس.
·        استشاري في العديد من اللجان الفنية والهندسية والمعمارية.



أهم مشاريعه المعمارية/
·        مشروع جامعة كانو الإسلامية بالنيجر  بالمشاركة مع الفنان التشكيلي والنحات المعلم علي قانة، أحد مشاريع جمعية الدعوة الإسلامية.


·        مشروع المبنى التجاري الإداري، الذي يمثل أحد المشاريع الاستثمارية لجمعية الدعوة الإسلامية.




أعمال تشكيلية/



جماعة أ. أحمد إمبيص/




مقالات معمارية على الروابط التالية/
الإحساس بالشارع
http://mirathlibya.blogspot.com/2008/11/blog-post_07.html

أحزمة ومناطق:
http://mirathlibya.blogspot.com/2008/11/blog-post.html

شارع وأزقة:
http://mirathlibya.blogspot.com/2009/09/blog-post_28.html

خواطر معماري:
http://mirathlibya.blogspot.com/2012/02/blog-post_4496.html

جماعة الأستاذ/ أحمد إمبيص
http://mirathlibya.blogspot.com/2012/02/1.html

مشاريع معمارية




مشروع تصميم منارة درج الإسلامية
 وفرع الهيئة العامة للأوقاف




تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي
شارك في التصميم:
م. عزت علي خيري





* فكرة تصميم المشروع/
تدور فكرة تصميم المشروع والمتضمن لمبنى المنارة الإسلامية ومبنى فرع الهيئة العامة للأوقاف حول خمسة محاور رئيسية تسعى في مجملها إلى تحقيق حلول تصميميه ناجحة من الجوانب الوظيفية والبيئية والاقتصادية للوصول بالمشروع إلى الغاية المنشودة منه:

* المحور الأول/
يعتمد تأكيد هوية المنطقة باعتماد الطراز المحلى المتوارث بها وما يتضمنه ذلك من معالجات فعالة لظروف البيئة المحيطة المتسمة بارتفاع في درجة الحرارة وحدة الإشعاع الشمسي خلال فصل الصيف والتباين الشديد في درجات الحرارة بين ساعات النهار والليل خلال فصل الشتاء وهو ما تم أخذه بعين الاعتبار وذلك بتصميم فتحات صغيرة موزعة بطريقة عشوائية على واجهات المشروع لتوفير إضاءة وتهوية كافية لجميع الفراغات والحد من الإشعاع الشمسي الذي يعيق النظر داخل هذه الفراغات مع توفير حوائط مفرغة لمنع تسرب حرارة الشمس الشديدة إلى داخل الفراغات. إلى جانب اتباع نظام الكتل المتضامة وتوفير الأفنية الداخلية والممرات المظللة كل ذلك للتقليل من استعمال المكيفات الصناعية لتلطيف درجات الحرارة.


* المحور الثاني/
فيعتمد على مراعاة جوانب الخصوصية وذلك بالفصل ما بين حركة الرجال والنساء داخل المنارة بعزل الفراغات الخاصة بهن في الدور الأول من المبنى وتوفير جميع المتطلبات ذات العلاقة بنشاطاتهن في هذا الدور( الفصول الدراسية/ حجرة المدرسات/ المدخل المؤدي إلى بيت الصلاة/ فراغ الصلاة/ استراحة الطالبات/ الميضأة ودورات المياه). كما تم وضع مبنى مبيت الطلبة في المنطقة الخلفية من المشروع بحيث يتم عزلها عن المنطقة السكنية الواقعة في مواجهة المشروع ويتم الوصول إليه من مدخل منفصل.


* المحور الثالث/
يتعلق بمراعاة النظم الحديثة في أساليب التعليم من خلال توفير الفراغات الملائمة ومساحاتها المناسبة وعناصر التأثيث، التي تسمح جميعها بإدخال التقنية الحديثة ووسائل الإيضاح في مجالات التعليم،، حيث جاءت الفصول لتسمح بمرونة توزيع مقاعد الدراسة بعدة أشكال (صفوف متوالية/ حلقة نقاش مركزية/ حلقات تجمع متعددة). كما أخذ في الاعتبار بالنسبة للمكتبة وجود مساحة جانبية تسمح باستغلالها لوضع أجهزة الحاسوب المربوطة بشبكات المعلومات العالمية.


* المحور الرابع/
تم التعامل مع مئذنة المسجد من منظور آخر أخذ في الاعتبار ارتباطها التاريخي بالمسجد وما يحمله ذلك من رمزية دينية. إلى جانب إعادة النظر في وظيفتها التقليدية التي أصبحت بعد اختراع مكبرات الصوت في حكم المنتهية مما جعلها من الناحية الوظيفية غير ذات جدوى ومن الناحية الاقتصادية عبء يزيد من تكلفة البناء، وهو ما تم أخذه بعين الاعتبار، حيث تم إعادة توظيفها كمدخل رئيسي للمنارة واستثمار ارتفاعها الشاهق لوضع خزان المياه الذي يغذي مباني المشروع .


* المحور الخامس/
بالنسبة لمبنى فرع الهيئة العامة للأوقاف فقد تم إيجاد علاقة ثنائية، تعتمد في جانبها الأول على فصل المبنى وظيفيا باعتبار اختلاف وظيفته الخدمية عن وظيفة المنارة التعليمية وفي الجانب الآخر على ربط كتلة مبنى فرع الهيئة العامة للأوقاف مع المنارة لتحقيق المتطلبات البيئية السالفة الذكر وباعتبار وجود اتفاق عام بين المبنيين من منطلق أنهما نشاطان متكاملان يخدمان الدين الإسلامي من زاويتين مختلفتين. وفي الوقت نفسه سيحقق ارتباط المبنيين معا في كتلة واحدة التوفير في تكلفة بناء المشروع إجمالا.

وصف المشروع/
يحتوي المشروع على مبنيين مرتبطين من حيث علاقتهما الخدمية بالدين الإسلامي ومستقلين من حيث الوظيفة فأحدهما وهو المنارة الإسلامية التي تؤدي وظيفتها التعليمية لأصول الشريعة الإسلامية والمبنى الثاني وهو فرع الهيئة العامة الأوقاف الذي يعنى بشؤون الوقف وما يتبعها من خدمات إلى جانب ذلك فإن تبعية كل مبنى تنتمي إلى جهة مختلفة مما حدا بالمصممين لهذا المشروع إلى أخذه في الاعتبار عند وضع فكرة تصميم المشروع ليكون هذين المبنيين منفصلين وظيفيا ومرتبطين إنشائيا وذلك وفق الآتي/
* مبنى المنارة الإسلامية/
تتكون من دورين وتحتوي على الفراغات التالية:
1. المدخل الرئيسي:
الذي روعي فيه أن يأتي بزاوية منظورة بالنسبة للشارع والمارة على حد سواء للتأكيد على أهمية المبنى، وكي تكون المئذنة التي تمثل المدخل الرئيسي علامة دالة على هذا الشارع. وهو أمر متعارف عليه في مخططات المدن الإسلامية حيث كانت مآذن المساجد نقطة دالة يتعرف من خلالها سكان هذه المدن على المناطق والشوارع المختلفة بها.


2. بهو المدخل:
يمثل فراغ توزيع يؤدي إلى الفراغات الرئيسية الأخرى مباشرة حسب حاجة الداخل إلى المنارة.


3. المسجد:
يقع على يمين المخل الرئيسي للمبنى وبزاوية ميل بإتجاه القبلة ويمكن الوصول إليه بعدة طرق حسب طبيعة المستعمل حيث يصل إليه الطلبة الذكور عبر البهو الذي يربط مدخل المسجد عبر صحن صغير بالفصول الدراسية في حين تصل إليه الطالبات مباشرة عبر مخل مرتبط بالفصول الدراسية الخاصة بهن في الدور الأول. كما يستطيع سكان المنطقة من الذكور الوصول إليه عبر مدخل جانبي على واجهة المبنى الرئيسية في حين تصل إليه نساء المنطقة عبر سلالم ملاصقة له تؤدي إلى الدور الأول حيث مصلى الطالبات.


4. الإدارة:
تقع على يسار البهو حيث يستقبل الطلبة قسم التسجيل ومخزن الكتب المرتبط به، يلي ذلك مكتب الإستعلامات الخاص بإدارة المنارة ومكاتب الشؤون الإدارية.


5. الفصول الدراسية:
التي تم تجميعها مع حجرة المدرسين حول فناء وروعي في مساحتها أن تستوعب إمكانية التطور في أساليب التدريس كما أخذ في الاعتبار الفصل بين فصول الطلبة وفصول الطالبات التي وضعت في الدور الأول.


6. المقهى:
يقع على يسار البهو مباشرة ويتم الوصول إليه عبر مدخل مستقل مع مراعاة عدة اعتبارات في تحديد موقعه حيث تم ربطه عبر فناء كبير بحجرات الإيواء حتى يمكن إستغلاله كمطعم يقدم وجباته الغذائية للطلبة المقيمين. كما تم الفصل فيه بين الطلبة والطالبات اللاتي خصص لهن فراغ مستقل في الدور الأول يتم الوصول إليه عبر سلالم موجودة على يسار البهو. ويرتبط المقهى بمطبخ ومخزن يتم التخديم عليهم من مدخل خارجي مستقل يقع على الواجهة الرئيسية.


7. المكتبة:
تقع في الدور الأول لتوفير الخصوصية السمعية أي إبعادها قدر الإمكان عن الحركة والضوضاء الشديدة التي قد تحدث في الدور الأرضي ولكي تكون أقرب ما يمكن من فصول الطالبات لتوفير أكبر خصوصية لهن إلا في حدود المكتبة. كما أخذ في الاعتبار توفير مساحة مستقلة بالمكتبة للوسائل السمعية والبصرية وشبكة المعلومات.


8. الصالة متعددة الأغراض:
والتي وضعت بحيث تربط بين مبنى المنارة ومبنى فرع الهيئة العامة للأوقاف حتى تتمكن الجهتين من إستثمارها في نشاطاتها دون أن يتسبب ذلك في التشويش على برامجها المستقلة. وتحتوي على خشبة مسرح في نهايتها مثلما تحتوي على حجرة عرض سينمائي في الإتجاه المقابل في الدور الأول. وقد روعي في تصميمها مرونة إستعمالها لجميع النشاطات سواء كانت على مستوى المنارة وفرع الهيئة أو على مستوى المنطقة ولهذا جعل لها مدخل رئيسي على واجهة المشروع حتى يحقق هذه الغاية كما ربطت من جانبها الغربي بمخزن عام وساحة عامة للتخديم عليها ودخول أهالي المنطقة في حالة وجود نشاط يتعلق بهم.


9. حجرات إيواء الطلبة:
أخذ في الاعتبار عن وضع البرنامج المعماري للمشروع أن يتحتوي هذا المشروع على مبنى لمبيت الطلاب القادمين من المناطق الأخرى، كما روعي في تحديد موقعها أن يكون في المنطقة الخلفية للمشروع لتوفير الخصوصية التامة لهذا المنبى وكي لا تتعارض حركة الطلبة القادمين منه أو الداخلين إليه مع بقية النشاطات التعليمية الأخرى حيث وضع لذلك مدخل مستقل على الواجهة الخارجية للمشروع عبر ممر منفصل. وتتكون من ثلاثة أدوار يحتوي كل دور فيها على إستراحة للطلبة ومطبخ ودورات المياه. مع تنوع في عدد الحجرات من دور إلى آخر.


مبنى فرع الهيئة العامة للأوقاف/
يقع المبنى علىيسار كتلة مبنى المنارة الإسلامية في الجهة الغربية ويتكون من دورين يحتويان على الفراغات التالية:
1. بهو المدخل:
الذي يحتوي على شباك الخزينة التي يتم فيها سداد إيجارات الوقف، كذلك يؤدي إلى مكاتب الشؤون الإدارية والمالية. وقهى إضافة لدورات المياه.


2. مكاتب مدراء فرع الهيئة:
التي تقع جميعا في الدور الأول وترتبط بصالة للإجتماعات يتم الدخول أيضا من الصالة متعددة الأغراض ودورات المياه.

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية