أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الجمعة، فبراير 27، 2009


نماذج من عمارة طرابلس


علي الصادق حُسنين

لابد في البداية من توضيح أنني اعتمدت في كتابة هذه الورقة * على ثلاثة مصادر هي :
1- مقال نشرته صحيفة " مستقبل طرابلس " في عددها الصادر يوم 24/12/1929.
2- مقال نشرته دورية " الأسرة النصرانية " في عددها الصادر يوم 3/2/1929
3- مقال حرره الأستاذ " أنجيلو بيتشولي " وجاء ضمن المجلد الثاني من كتاب أصدره الناشر " مونادوري " سنة 1934 عنوانه " إيطاليا الجديدة فيما وراء البحار " ثم كان سندي ما رواه لي – مشكوراً – الأخ الكريم الحاج : محمود الحنيش ، الذي هو أحد أبناء المنشية المخضرمين ، أمد الله في عمره وجزاه عني خيراً.

إن العناية المتوخاة من حديثي تتمثل – بالدرجة الأولى – في إذكاء ذاكرة تاريخنا الحافل بالأحداث وذلك حتى تكون الأجيال الصاعدة لاسيما طلبة كلية العمارة والتطوير العمراني على علم بما ألفه البحاث الإيطاليون عن المعمار ببلادنا ، وليس من قبيل التواضع والاعتراف بقصر باعي في هذا المجال .
لعله من المعروف بل ومن الملموس أيضاً أن طرابلس ما برحت تزخر بتحف معمارية يرجع بعضها إلى حقب سحيقة ولكن يعوزها التوثيق باستثناء قلة قليلة منها مع العلم بأن التوثيق شئ لازم مفيد.
ولا يفوتني أن أشدد على أن التوثيق المتعلق بالمباني الأحدث عهداً يكاد يكون معدوماً لأن ملفاته إما أن تكون قد ضاعت في خضم أحداث الحرب العالمية الثانية أو في أثناء عمليات نقلها مراراً من موقع إلى آخر وإما أن تكون محفوظة بغير نظام ولا تصنيف ولا فهرسة بمخازن البلدية أو بدار المحفوظات التاريخية في القلعة.
ففي ضوء كل ذلك تتجلى صعوبة وصول الباحث إلى ما يرومه منها.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يجب ألا يغيب عن الأذهان أن مخططات التطوير العمراني المترادفة التي شهدتها المدينة مع أسباب أخرى قد حتمت إزالة بعض العمائر المذكورة مثل ثكنة البرهانية والمستشفى العسكري ومقر البلدية ومقر شعبة الحزب الفاشستي ومسرح الميراماري وبنك إيطاليا وعمارة " اينا " وعمارة الأوقاف التي كانت تضم مسجد سيدي حمودة وضريحه ولكن ظهرت – في مقابل ذلك – إلى الوجود عمائر عصرية أخرى مثل مجمع ذات العماد وبرج الفاتح ومقر أمانة المواصلات الذي يضم إدارة البريد والبرق والهاتف بالإضافة إلى عدد لايستهان به من العمارات السكنية العامة والخاصة ولا ننس مركب جامعة الفاتح والمركز الطبي المجاور له ومستشفى الخضراء وغيرها.
من المعروف أن الدايات العثمانيين الأوائل قد اتخذوا لإقامتهم بعض البيوت الفاخرة مما كان متوفراً عصرئذ داخل أسوار حاضرة طرابلس وذلك باستثناء " طور غدو باشا " الذي ورد في بعض المصادر أنه بنى لنفسه قصراً جميلاً بمحلة باب البحر خلف الحصن الذي أقامه على الناصية المواجهة للميناء .

ومما يروى أن " دار القاضي " أي مقر المحكمة الشرعية سابقاً بشارع جامع الدروج ظلت في وقت من الأوقات مقر إقامة بعض هؤلاء الدايات علماً بأنها عبارة عن " حوش " عربي الطراز يتألف من طابق أرضي وأخر علوي ولا يحمل من معالم الزخرفة سوى الشئ اليسير ، إنه مازال قائماً وغير مسكون وفي حالة إنشائية يرثى له بحيث أضحى ترميمه من الضرورة القصوى بمكان وإلا تداعت أركانه وآل إلى الخراب أسوة بغيره.

ومن المعروف أيضا أن القلعة لم تصبح مقراً لإقامة الحاكم إلا إبان العهد القرمانلي لأنها كانت قبلئذ أكواماً من الأنقاض نتيجة للدمار الذي لحق بها وللإهمال الذي شهدته لحقب طويلة .


وفي وثيقة إيطالية من أرشيف مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية وردت إشارة إلى إقامة الوالي إبان العهد العثماني "الثاني بكل احتمال" كان في عمارة ما انفكت أرضها حتى الآن من أملاك المؤسسة الخيرية المذكورة تطل واجهتها الشرقية على شارع أول سبتمبر وتطل واجهتها الجنوبية على شارع الكويت .
ومن جملة العمائر التي أنشئت بشارع العزيزية " شارع التحدي حالياً " في مطلع القرن المنصرم كمقر لإقامة الوالي كان قصر العزيزية المؤلف من طابقين والخالي من أية زخرفة تذكر وبالعمارة نفسها أقام الحكام الإيطاليون إلى أن أقيم المبنى الذي حل محلها في وقت لاحق وهو مبنى بديع من دورين يحمل زينات وملامح المعمار الإيطالي وتنم واجهته على فخامة طرازه . وبعد فترة غير طويلة أضحت هذه العمارة بدورها لا تفي في رأي أحد المعلقين حتى بحاجة متصرف ناحية بسبب قلة الحجرات والغرف ولتجرد جوفها من معالم الزخرفة ومن الأثاث الملائم.

ومن الحري بالذكر أن الإيطاليين استقدموا من روما منذ 1912 فريقاً من مهندسي وفني وزارة الأشغال العمومية لأجل القيام بدراسة أوضاع طرابلس وتقديم تقاريرهم ودراستهم ومقترحاتهم .
وسرعان ما باشر سلاح المهندسين وبعض مقاولي القطاع الخاص الأعمال ، كما أتخدت الإجراءات اللازمة لوضع مخطط لمنطقة باب البحر فهدمت وأزيحت المباني القديمة التي كانت تحجب قوس " مرقس أوريليوس " بغية إبراز هذا المعلم الروماني الوحيد الذي تحتضنه المدينة (**) .
لقد بذلت في الواقع جهود جبارة في سبيل إعداد طرابلس لإيواء المهاجرين أو المهجّرين المستعمرين الإيطاليين فمن جملة العمائر التي شادوها خارج أسوار المدينة القديمة معهد أومبيرتو دي صافويا الذي أصبح يعرف – منذ أكتوبر – بمعهد جميلة الأزمرلي والذي كان تابعاً لمؤسسة اخوان المدارس المسيحية " لاسال ".

تبرع بوضع تصميم هذه العمارة مهندس يدعى اوريستي فروغوني كان من خريجي إحدى مدارس المؤسسة المذكورة في مدينة ماسا ، وقامت الشركة الإيطالية للإنشاءات والأشغال العامة بتنفيذ الأعمال في مدينة قياسية حقاً إذ جرى الاحتفال بوضع حجر الأساس يوم 7/1/1929 في عهد خلفه الجنرال بيترو باضوليو علماً بأن مساحة الأرض التي أقيمت عليها تبلغ 5835 متراً مربعاً .

إن هذه العمارة تشكل نموذجاً فريداً في روعته لما بذل في تصورها وإنجازها من عناية ولما روعيت في تفصيلاتها من دقة شديدة . إنها من طابقين إذ أحدث بها قسم داخلي للقادمين من خارج الحاضرة .
كان إظهار هذا المشروع إلى حيز الوجود بتشجيع من الحكومة التي أسهمت في تكاليف بنائه بمبلغ 350 ألف ليرة ، أي مايعادل ثلث التكلفة الإجمالية وذلك فضلاً عن تحملها نفقات التأثيث.
يتسم مظهر هذا المبنى بالعظمة والبهاء ويتميز بواجهته الجميلة المتناسقة الأجزاء والبالغ طولها 56 متراً ويتميز أيضاً بطابعه المعماري المتناغم مع البيئة المحلية التي تحتضنه مع توفر مايلزم من إضاءة وتهوية وشروط صحية أخرى وألحق بهذا الجزء المطل على شارع الأفغاني جناحان طول كل منهما 45 متراً. تتسع فصول هذا المعهد لثلاث مئة تلميذ تقريباً ويتسع قسمه الداخلي لإيواء نحو أربعين تلميذاً.
تتسع فصول هذا المعهد لثلاث مئة تقريباً ويتسع قسمه الداخلي لإيواء نحو أربعين تلميذاً.
يقع المدخل الرئيسي للمعهد بشارع الأفغاني وبعد تجاوزه يجد المرء على يمينه مكتب المدير وعلى شماله كنيسة صغيرة بسيطة الزخارف تتسع لحوالي 300 مصل .
وبعد ردهة المدخل ينفتح أمام المرء ممر طولي يستمر يميناً وشمالاً إلى عمارتي الجناحين المفضيين إلى فنائين. وفي منتصف الممر الطولي هذا تقوم ستارة زجاجية عريضة تسمح بالاستمتاع بمنظر روض بديع به حوضان متماثلان تطوقهما شتى أنواع نباتات الزينة . إن للمعهد مسرحاً غاية في البهاء به أكثر من 400 مقعد.

وعلى الممر نفسه تفتح أبواب قاعات الطعام التي جاءت فسيحة ومؤثثة بلا تقتير ولا تبذير ولكن بذوق سليم ، ويلي ذلك المطبخ الذي تم توضيبه على نحو عصري بالمتطلبات الصحية وتحت ذلك يقع القبو الذي يضم مخازن شتى للمواد الغذائية والمشروبات مع عدد من الثلاجات لحفظ المواد القابلة للتلف .
وإذ يطلع المرء من هذا القبو إلى الطابق الأرضي يواصل سلوك الممر المشار إليه آنفاً الذي ينتهي به إلى الفناء الخاص بالمدرسين حيث غرست بعض الأشجار المثمرة وأفرد جزء منه لزراعة الخضراوات وجزء آخر لتربية بعض الدواجن وجزء ثالث لممارسة لعبة الكرات اليدوية " bocce ". (*)
إن جداراً يفصل هذا الفناء عن الساحة الكبرى التي يقضي التلاميذ في رحابها فترات الاستراحة وتجري فيها دروس التربية البدنية وتقام فيها مباريات كرة القدم والطائرة وكرة السلة ومختلف المسابقات والألعاب الأخرى . وطوال ممر الجناح الأيمن – ابتداء من ردهة المدخل الرئيسي - تقع فصول الدراسة التي تتميز باتساعها وبتوفر الإضاءة والتهوية الكافيتين وبأثاثها العصري ، وعلى غرارها جاءت قاعات المطالعة الخاصة بتلاميذ القسم الداخلي والتي تستعمل كذلك لتمرينات الموسيقى والإنشاد وللجلسات العادية التي يتسلى فيها التلاميذ ويتجاذبون أطراف الحديث .

وقد جهز المعهد بمتحف صغير ينطوي على عينات من المعادن والنباتات والحيوانات المحنطة وقطع من العملات الأسلحة القديمة . أما السلالم فأنه مريحة ومكسوة بالمرمر وتؤدي غالى السطوح بعد الطابق العلوي الذي يشمل غرف النوم التي تتوفر فيها كافة الشروط الصحية وقد أثثت تأثيثاً جيداً.
والى جانب ذلك هناك حمامات مع صيدلية ومستوصف . ومن أعلى السطوح كان – ولم يعد – ممكناً الاستمتاع بمنظر عام فتان للمدينة والبحر الذي يحفها شرقاً وشمالاً ولواحة المنشية الفواحة الكثيفة التي كانت – ولم تعد – تحيط بها غرباً وجنوباً إذ أزيل السواد الأعظم من نخيلها وحلت محله دور ودارات وغيرها من العمارات .
وعلى الرغم من انشغال السلطات العسكرية بالعمليات الحربية وبمطاردة المجاهدين وبمقاتلتهم سعياً وراء توسيع رقعة الاحتلال ، وفي خضم الجهود الرامية إلى تنفيذ المخطط العام لمدينة جديدة في ظل الاستعمار الغاشم قامت الجهات المختصة بنزع ملكية عدد هائل من بساتين المنشية بما في ذلك مقبرة سيدي نصر التي أصبح جزءاً منها ضمن الجانب الغربي من المساحة التي خصصت لإقامة قصر جديد ينطوي على ديوان الوالي وأجنحة إقامة أسرته وضيوفه(*). لقد بدأ تنفيذ الأعمال في أواخر عهد الوالي جوسيبي فولبي ، " 1921 –1925" على يد شركة إيطال - كيني للمقاولات / ميلانو التي أنجزته سنة 1931 ، وكان ذلك قبل نهاية فترة حكم الجنرال بييترو باضوليو " 1929-1933" التي لم ينتقل إليه فقدر لخلفه الفريق طيار ايطاليو بالبو " 1934-1940" أن يستمتع بالإقامة في رحابه ، إن هذا الصرح الذي جاء في الواقع تحفة معمارية فريدة في طرازها يتألف من كتل جميلة الملامح تمتزج فيها عناصر الفن الشرقي بعناصر الفن الغربي وتجسد محاكاة للقديم وتلاؤماً مع الحديث ويتجلى فيه تناسب الأجزاء مع الكل تناسباً منطقياً غاية في الانسجام .

لعله من المفيد إيراد أن المعماري الذي وضع هذا التصميم كانت نشأته بشمال إيطاليا ولكن قيض له أن يقيم فترات طويلة بتونس والجزائر وطرابلس ، فوقف بحكم ذلك على طباع هذه الأقطار وميزاتها . وإذ تحرر من كل استلهام اخرق صاغٍ لهذا الصرح تصوراً معمارياً متوسطياً أستطاع أن يسطنبته من أغوار القرون الوسيطة العربية وأن يسبغ عليه طابع عصرنا الحاضر لاسيما باتخاذه العناصر الثلاثة التالية :
1- القباب التي من شأنها أن تزيد من حجم الفضاء الجوفي.
2- الشرفات التي جاءت عقودها قصيرة الأوتار ومرتفعة المركز بحيث تحجب أشعة الشمس وتحمي من لسعاتها.
3- منظر الموقع العام الذي يتميز بهيمنة الشمس على البحر واليابسة وذلك في تناغم مع النسمات الطفيفة التي تهب من الواحة ذات النخيل الكثيف ، وقد بقى هذا الفناء وفياً لهذا اللون من المعمار ولما جادت به قريحته من خلق وإبداع .
لقد تناول الناقد الفني جينو داميريني هذا الإنجاز بالدرس ونشرت دراستها في كتاب عنوانه"قصر الوالي في طرابلس" من إصدار الناشرين الثلاثة " تريفيس – تريكاني – تومينيلي " معاً إلا أن سنة الإصدار لم يرد لها ذكر فلنفسح له مجال الحديث إذ يقول :
إن العمارة التي أبدعتها عبقرية المهندس مانتيغاتزا يمكن رؤية ظاهر كتلتها أن تولد للوهلة الأولى الانطباع بكونها تجديدا أسلوبيا ينم عن لطف واهتمام ويتسم بطابع موريسكي محلي ، إلا أن هذا الإحساس المعقول يتضح على اثر التمعن في القصر بمجيد من الانتباه وعندئذ تبدو روح التجديد مستقلة استقلالا أكثر حداثة إذ يتجلى فيها شئ من الحنين إلى عمائر البندقية ومن شأن ذلك أن يعود بالمرء إلى جزيرة كريت والى بلاد المشرق إبان مطلع القرن الخامس عشر ، بل يقوده مباشرة إلى عمارة " فندق الأتراك في البندقية وكذلك إلى بعض ماتنطوي عليه كنيسة القديس مرقس من صيغ معمارية وفيما يواصل المرء استطلاعه يبرز له جوف القصر شيئا فشيئا الابتعاد عن النموذج المألوف ويجنح به إلى التقييم الشخصي من خلال توسع أنيق ولكنه مهيب في الخطوط والكتل التي تحتل مواقعها فيها – بتوازن تلقائي – جميع التقسيمات الفرعية المتمثلة في حجرات الصرح وغرفاته ومرافقه الخدمية وهذا وأن المسقط الأفقي يمكن أن يساعد على فهم هيكلية هذه العمارة الفريدة التي تتكون من طابقين احدهما علوي تهيمن عليه خمس قباب وأخر سفلى يرتفع مستواه قليلاً فوق سطح الأرض وعبر الرواق المعمد المواجه للمدينة يصل المر من الردهة مباشرة إلى الصحن الفسيح الذي يشكل عنصراً ضرورياً في فن البناء الليبي و الذي أفلح مانتيغاتزا في استغلالها إلى ما يشكل قمة العمارة إلا وهو القبة المركزية.

وتحت هذه القبة – في توازٍ – ستارة نصف كروية شبكية معدنية ترصع عيونها فصوص من الزجاج البراق المزخرف علماً بأنها من إنجاز الفنان بييترو كييزا . إن الصحن يفصل قاعات الاستقبال عن جناح الضيافة وعن ديوان الوالي والأمانة الخاصة ومن الحري بالتنويه أن المسقط الأفقي بسيط ولكنه منظم تنظيماً منطقياً . وأسوة بصفوف الأعمدة والشرفات المتراكبة يوحي هذا الصرح – من خلاله بساطته – بفكرة العظمة ، ومن شأن هذه البساطة أن تضفي على غرفه وحجراته شيئاً من الروعة ، حتى لا يغيب عن ذهن الداخل إليه أنه على أعتاب دار إقامة فخمة .

وعندما يكون القصر مفتوح الأبواب يتسنى الاستمتاع بمد البصر صوب كل الجوانب .وفي واقع الأمر قد تم دراسة أجزاء فتحات عديدة على محوري العمارة : أنه لمشهد خلاب يتمثل في الواحة بنخيلها وفي البحر وزرقته وفي خلفية المدينة التي تسيطر عليها القلعة العتيقة مع العلم بان كل ذلك يتأتى من الطابق السفلي .
يتم الوصول إلى الطابق العلوي عبر سلم خشبي لا صغير ولا كبير يتلاءم تماماً مع الفكرة المميزة لسائر أجزاء العمارة ويشتمل هذا الطابق على المأوى الخاص الذي صمم بطبيعة الحال خارج نطاق قواعد الطراز الساحقة إذ جاء رحيباً رحابة كافية وجاء توضيبه بصورة تسمح بأن تجري فيه الحياة الخاصة لسكانه في كل الأحوال باستقلالية تامة إن هذا الطابق متصل مباشرة بالقبو الذي ينطوي على المطابخ والمرافق الخدمية الاخرى التي توفر كل وسائل الحياة الحديثة التي من شأنها أن تفي بحاجات دار عديدة السكان .
ولضمان أن تكون الحياة الحميمة لساكنه مستقلة بشكل مناسب عن حياته متصلة بعمله فإن المدخل الرسمي للقصر وضع على الواجهة الرئيسية المقابلة لوسط المدينة ووضع المدخل الخصوصي على الجانب الأيسر ، بيد أن الدخول إلى القبو يتم عبر سرداب طويل يكون النزول إليه من طريق فرعية.
أما الطابق الأسفل المخصص للنشاط الرسمي فينطوي على قاعات تمثيل فخمة وحجرات للجلوس وجناح لأجل الضيوف وديوان الوالي ومكاتب أمينه الخاص وضباط " اليوران " يتوسط هذا الطابق صحن مشرقي الطابع يحيط به رواق أعمدته من المرمر " بوتيتشينو " وبلاطه مزدان بحواف من المرمر ذاته وهناك مساحات مكسوة بمرمر اصفر ضارب إلى السمرة وبزليج خزفي ، يتم الدخول إلى هذا الصحن عبر ردهة معمدة يتكون أعمدتها " فيرونا " الأصفر اللون ويتكون بلاطها من الفسيفساء البندقية النمط . ويفصل بين الصحن وردهة المدخل حواجز مصنوعة بتفنن من الزجاج والبلور والحديد المطروق ، وتتوسط الصحن نافورة بديعة صنعت من حجر العزيزية تعيد ملامحها إلى الأذهان نوعاً من نافورة كاتدرائية – مونرئلي في بيليرمو بصقلية – هذا وأن زخارف مختلفة المحلات قد أنجزت بنقوش جصية وأنواع المرمر وجاءت ملامحها بسيطة أنيقة ، وصنعت الأبواب من خشب الجوز وجاءت الأرضيات من مرمر مختلف الأنواع عليه فرشة " باركيه " من خشب الجوز والبلوط ووضبت قطعها بتفنن عل أشكال مختلفة.

وعلى واجهة الطابق العلوي دكة على هيئة " حديقة شتوية " يحيط بها حاجز زجاجي في إطار معدني وتزدان هذه الدكة برواق له أعمدة من مرمر " فيرونا " الأصفر اللون .
وعلى الجانب الشرقي المواجه للبحر يقع جناح السكني وينطوي على غرفة واسعة لتغيير وحفظ الثياب وغرفة النوم التي تتاخمها بعض المرافق من جملتها مصعد كهربائي خصوصي لاستعمال رب الدار . وعلى الجانب الغربي يقع جناح أفراد الأسرة وهو عبارة عن شقة هائلة تحتوي على غرف النوم شتى وغرف لتغيير وحفظ الثياب وحمامات وبعض المرافق الخدمية الاخرى أما الركن الجنوبي الغربي فقد اتخذت منه غرف كبيرة للمعيشة تجاورها قاعة الطعام والمكتبة وغرفة الجلوس وغير ذلك .
إن ممرات واسعة تربط بين شتى الغرف كما تربط بين المرافق الواقعة بالطابق نفسه حيث يوجد كذلك المرفق الخدمي الواقع بين المطبخ وقاعة الطعام والذي ينتهي عنده الممر بمصعد ثاني للأشخاص ومصعد ثالث للأشياء.
لقد جرى تنفيذ زخارف هذا الطابق أيضا بالنقوش الجصية وضروب المرمر وفرشت أرضية بعضها بالمرمر وبعضها الأخر بخشب الجوز والبلوط وإضافة إلى الشرفات المطلة على الواجهة الرئيسية إن الجوانب الثلاثة الاخرى من الطابق العلوي زودت بشرفات فسيحة تطل على انقسام المنتزه الذي يحيط بالقصر .

ويستمد الصحن الضوء نهاراً عبر الحواجز الزجاجية والستارة الهائلة السالف وصفها أما في الليل فتتم الإضاءة من خلال الستارة التي تخفي وراءها أربعة مصابيح فنية مصنوعة من الحديد المطروق ومثبتة في الزوايا الأربعة المعقودة تحت الرواق المعمد.
وان الزخارف الأخرى وقطع الأثاث وتنجيدها وتنجيد الحوائط وغير ذلك كان محل دراسة وعناية وجرى تنفيذها بمهارة وان كان ذلك قد استلهم بحس فني يعطي الانطباع العام الذي ينبثق عن نظرة شمولية بقاعات هذا القصر الجديد وينمو عن البساطة والأناقة والمهابة .
ولعله من الجدير بالذكر أن الطراز الذي اختير لإنشاء هذا الصرح على غراره أنما هو طراز البندقية الشائع في القرن الثامن عشر الذي أعار نفسه بصورة بديعة رائعة من حيث ملائمته مقتضيات التنوع في الأشكال والألوان .

وأخيرا نتطرق إلى الحديث عن المنتزه الذي يحتضن هذا القصر والذي يشكل عملاً جديراً بالإعجاب والاكبار اذ تم تصوره بحس فني مرهف وبأسلوب تقني أصيل على الإطلاق لأنه جاء متحلياً بسمات خاصة تميزه عن المنتزهات المماثلة الاخرى سواء من حيث تنوع التصاميم أو تباين الحدائق التي تكونه وتندمج وتنصهر معا في صورة متناسقة تتناغم تماما مع عظمة العمارة التي ترتمي في أحضانها.
لدى تكوين هذه الحديقة روعيت مساحات مرتفعة بطبيعتها وتركت كما هي دونما تغيير كما تركت المناسيب الأصلية أي المستويات الطبيعية لشتى المواقع وجرى الربط بينها بحلول مناسبة مبتكرة على هيئة أدراج ومسارب منحدرة بحيث نتج عن ذلك مركب رشيق لا ينطوي على فروق فجائية بين المناسيب.

وقد تم تطبيق منهج أخر تمثل في تنويع أشكال المناطق والأركان التي يتألف هذا المنتزه البهيج منها فخصص الجانب الغربي للبستان الغربي أي الأوروبي و اختير الوسط للحديقة الايطالية بمنسوب مرتفع وانشأ الروض العربي على الجانب الشرقي وجاء غنياً بالنافورات وتنتصب فيه خميلة زاهية تستند على تشكيلة من الدعائم المربعة البيضاء وتزدان بكسوة بسيطة من الزليج الخزفي .

وان الموقع الخلاب مع انه جاء خلوا من ضروب التصنع والتكلف الزخرفي بل اشتمل على بيئة بهيجة حيث وضبت النباتات في مواضعها وجرى توزيعها بدراية وخبرة ومهارة فكونت كتلة بهية خضراء اصبغ عليها فن البستنة لمساته السحرية اكسبها رؤية طبيعية ومعمارية عجيبة .

وقد زود المنتزه البديع بتشكيلة كاملة من مستلزمات الري كالخزانات والمضخات والحفارات والمرشات والأنابيب والصنابير وأنشئت به شبكة صرف وشبكة إضاءة كهربائية تم تصميمها وتنفيذها بإتقان وفق القواعد التقنية وبذوق فني من الروعة بمكان ، ومما يستحق الإشارة إليه بوجه خاص السياج الحديدي المنصوب على طول صور الحديقة انه من تصميم معماري طرابلسي هو المهندس اليهودي " اومبيرتو دي سينيي " الذي أنجز عملا جاء في الحقيقة متناسقاً مع الكتلة المركزية للقصر ولائقاً بها " انتهى كلام داييري " إلا أن هذا السياج قد أزيل – من نحو ثلاث سنوات – بحيث أصبح منتزه القصر جزءا من كيان المدينة ومرفقاً عاماً في متناول المواطنين كافة .

في الختام لابد من إيضاح أن هذا القصر ظل المقر الرئيسي لـ " بالبو " وخلفائه الثلاثة غراتسياني و باستيكو و نازي وبعد هزيمة ايطاليا وانتهاء حكمها في البلاد وحلول الإدارة العسكرية محلها فقد استعملت الأخيرة هذا القصر كمجمع للمحاكم وكانت تفتح أبوابه نهارا للجمهور للتجوال في أركان منتزهه وكان تقييم فيه الجالية الايطالية الحفلات وسواها ، كما اتخذ منه بعدئذ مقر لإدارة المباحث الجنائية وقد استعمل فيما بعد - للعديد من الأغراض وفي مختلف الحقب ، حتى صار وحتى الآن مقر المكتبة القومية المركزية ، أحد معالم طرابلس الثقافية.

(*) محاضرة ألقاها الكاتب على طلبة وطالبات قسم العمارة بكلية الهندسة – جامعة الفاتح - طرابلس
(*) وهذا بطبيعة الحال ليس من اجل الليبيين الذين يريدون إفناءهم للاستحواذ على بلادهم وإنما من أجل أهدافهم ومخططاتهم الاستيطانية التي كانت شعارها دائماً "الغاية تبرر الوسيلة".
(***) ومنها جاء في اللهجة العامية الليبية كلمة "بطش" وقد كان لعبة شعبية محببة وشائعة بين الأطفال .
(****) ونزع الملكية عقاب كانت تتبعه سلطات الاحتلال الايطالي مع المجاهدين أو حتى من يشتم منه أنه متعاون معهم.

الجمعة، فبراير 13، 2009

الإسكان الاقتصادي واقع وطموحات


على صفحات ملتقى المهندسين العرب، كثيرا ما تطرح قضايا تمس هموم المعماري العربي المسلم على وجه الخصوص، فتجد لها عقولا صاغيه ترمي بثقلها على مائدة الحوار... ولإثراء هذه القضايا. فقد رأيت أهمية أن أعيد طرحها هنا لتعميم الفائدة وتجذير هذه القضايا للنقاش وإعمال التفكير.

وهذا موضوع آخر أنقله إليكم بتصرف لطول الموضوع... ولمن أراد المزيد هذا رابط الموضوع على موقع ملتقى المهندسين العرب:

http://www.arab-eng.org/vb/showthread.php?t=50351

ملاحظة/ لصعوبة نقل الملفات المتعلقة بالموضوع إلى المدونة، يرجى مراجعة الموضوع الأصلي.


الإسكان الاقتصادي واقع وطموحات

حسام عبدالله
هنالك تعريفات مختلفة ومتباينة للإسكان الاقتصادي تتاثر بالزمان والمكان. وهنالك العديد من العوامل المؤثرة في تكلفة الإسكان من ضمنها طرق التخطيط والتصميم للمشروع.
أطرح هنا هذا الموضوع وآمل ان يشارك الجميع فيه من خلال نقل تجارب الدول في مجال الإسكان الاقتصادي كل حسب مكان إقامتة وذلك من خلال مشاريع قائمة أو دراسات في الموضوع.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ حسام عبدالله
تحية طيبة وبعد
أولا/ أشكر لك اهتمامك بهذه القضية الحيوية وهي توفير السكن الاقتصادي لدوي الدخل المحدود، والذين أصبحوا يشكلون جل سكان العالم الثالث وعلى رأسهم العالم العربي والإسلامي- مع تحفظي على مسمى العالم الثالث، حيث أعتبر أنه وبفضل الله علينا أن هدانا للإسلام، فنحن بهذه النعمة من نشكل العالم الأول- ولكن أستعرت ما أرفضه لتوضيح وجهة نظري في هذا الموضوع الذي تكرمت بطرحه على مائدة الحوار في ملتقى المهندسين العرب.
ثانيا/ أختلف مع الرأي السائد الذي لا يرى حلا لإشكالية البيت الاقتصادي إلا من خلال البحث في مواد البناء- مع عدم إهمالي لأهميتها- أو من خلال الاقتصاد في مساحات فراغات البيت أو في تكرار النموذج والارتفاع به رأسيا" العمارات السكنية"... وقد قدمت في سنة 1993 م، محاضرة بعنوان" نحو رؤية جديدة ومعاصرة لمفهوم البيت الاقتصادي" ستجدها مشورة على هذا الموقع، طرحت من خلالها البديل الذي اعتقده أكثر الحلول ملائمة لطبيعة مجتمعنا العربي والإسلامي وهو إعادة طرح بيت العائلة كنموذج معاصر للبيت الاقتصادي، وقد تم تطبيقه على إحدى العائلات في مدينة طرابلس/ ليبيا، بما يتناسب مع طبيعة الموقع ومساحته ومتطلبات رب العائلة، وفي الوقت نفسه اجتهدت في تطويره بالصورة التي أراها أكثر ملائمة، وهو يعتمد في مجمله على النقاط التالية/
1- إشتراك العائلة في الفراغات التالية" حجرة استقبال الرجال/ حجرة استقبال النساء/ حمام الضيوف
2- تحتوي كل شقة على" فراغ للمعيشة/ مطبخ/ حمام عائلي/ حمام للنوم الرئيسة.
3- تمّ إضافة صالة متعددة الأغراض، وفناء داخلي تجتمع فيه الأسرة.
هذا تصور مبدئي لعناصر المشروع، والذي يمكن حساب ما تم توفيره من فراغات كلما زاد حجم العائلة، وما تم إضافته بالمقابل من فراغات تهم العائلة وتحقق أنشطتها... وقد حاولت في أكثر من مرة أن أرفق صورة لأحد هذه المقترحات المبدئية لبيت العائلة ولكنني وجدت صعوبة في ذلك. وسأحاول في موضوع آخر مستقل أن أقدم طرحا لهذه النماذج.

أحمد حسني رضوان
شكرا للاخ جمال علي هذا الطرح الشيق، وان كنت أري وهي وجهة نظر شخصية بالطبع ، ان فكرة بيت العائلة بصفة عامة وكنسق ثقافي اصبح فيها وحولها جدل كبير، فللاسف الشديد ومع ثقافة الانفتاح علي الآخر اصبحت هذه الفكرة غير مقبولة او علي الاقل اقل قبولا لدي العديد من المجتمعات العربية......,وبالتالي تجد المزيد من التفكك الاسري واختلاف الاهتمامات علي اختلاف الاجيال والمستويات الاجتماعية
الفكرة فعلا رائعة ولكني اجدها صالحة للتطبيق في بعض المجتمعات عن المجتمعات الاخري

حسام عبد الله
اخي العزيز جمال
بداية اعبر عن اعجابي الشديد بما تقدمت بة من حلول للاسكان الاقتصادي.
واود ان اضيف هنا ان تجربة الاسكان قليل التكلفة عن طريق site and services قريبة جدا لما تفضلت بة حيث يتم تقسيم الارض من قبل الدولة وتغذيتها بالبنية التحتية اللازمة من شبكات طرق ومجاري وكهرباء ويقوم المستفيدين بالبناء الذاتي لمسكن العائلة. هذة المشاريع تقام بعيدا عن المراكز الحضرية وبالتالي في هذة المشاريع يمكن تطبيق المفاهيم والراى التي تقدمت بها.
واتفق تماما مع ما طرحة اخي احمد بان هذة الفكرة لا يمكن تعميمها حيث تصلح في اماكن بينما لا تصلح في اماكن اخرى.

جمال الهمالي اللافي
الأخوين العزيزين أحمد وحسام
السلام عليكم،
أشكر لكم اهتمامكم وتجاوبكم مع طرحي لموضوع البيت الاقتصادي من خلال طرح نموذج بيت العائلة كبديل للأنماط السائدة على الساحة التخطيطية والمعمارية.... وأنا متفق معكم من حيث المبدأ أن هذا النموذج لا يصلح تطبيقه داخل المناطق القائمة، ولكنه يحتاج إلى مشروع مستقل يؤخذ فيه هذا الاعتبار منذ بداية وضع المخططات الأولية للمشاريع الإسكانية الجديدة، وذلك لسبب واحد وهو أن فكرة بيت العائلة لا تكتمل نتائجها المرجوة إلا في سياقها الطبيعي وهو وجود حي سكني متكامل المرافق ومخطط وفق هذه الرؤية، بحيث تحقق هذه التركيبة السكنية والسكانية ما نصبو إليه من خلال وجود مجموعة من العائلات تقطن بجوار بعضها البعض وتستوعب بذلك المغزى من وجودها معا في هذا الحي ويتحقق من خلالها الترابط الاجتماعي وننتقل بذلك من مرحلة البحث عن العمارة الوظيفية أو العضوية أو الاقتصادية إلى تحقيق العمارة الاجتماعية.
هذا الطرح الاجتماعي للعمارة يعالج الكثير من المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتنا الإسلامية. وبالتالي فهذا النوع من الإسكان يتناسب فقط مع بيئتنا الإسلامية، التي تحث على التواصل والترابط ونبد الفرقة والتشاحن والتباغض.
وقد سعى الكثير من المسلمين في البيئات غير الإسلامية إلى البحث عن مجمعات سكنية تتناسب مع متطلبات الدين الإسلامي وتوفير بيئة صالحة لنشأة وتعايش المسلمين، حيث اجتهد البعض منهم وعلى رأسهم تجربة المعماري الأمريكي نور الدين دوركي في توفير هذه البيئة الإسلامية، حيث أستعان بالمعماري حسن فتحي لبناء مدينة إسلامية في ولاية نيو مكسيكو. وقد تولى المعماري حسن فتحي تنفيذها بمادة الطين.
لهذا أوافقكم الرأي بأن هذا النوع من الإسكان لا يتلائم مع كل المجتمعات، فكان حرصي منصبا على مخاطبة المسلمين وعرض الفكرة عليهم وتوجيه الدعوة لهم لتبني هذا الطرح، ولم أكلف نفسي عناء التوجه لغيرهم ليقيني بأن هذا التوجه لا يتماشى مع معتقداتهم وعاداتهم التي يغلب عليها التنافر والتناحر والفردية الأنانية وتغليب مصلحة الذات على حساب مصالح الآخرين ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو بني جلدتهم" مجتمعات بيوت العنكبوت- تحسبهم جمعا وقلوبهم شتى- يأكل قويهم ضعيفهم.

أحمد حسني رضوان
شكرا للاخ جمال علي هذا التوضيح لوجهة نظره، والواقع ان ماذكرت هو مقترح ايجابي جدا ولكن في ظل رغبة البعض علي كسر وتدمير الروابط الاجتماعية والاسرية بين ابناء الوطن الواحد اجد ان ما ذكرته من الصعب جدا تنفيذه، وعندما نعود مثلا الي نشأة القري او التجمعات البشرية بصفة عامة نجد ان هناك دوافع متعددة تؤدي او ادت الي تكوين التجمعات البشرية منها الحماية من الاخطار، التجمع حول مصادر المياه، او الحرفة كالصيد والرعي والزراعة الخ.......وقد غلبت علي هذه المجتمعات صفة التشارك والتعاون الايجابي بين افراد تلك المجتمعات.
اما وقد اختفت تلك المسببات فقد كان من الصعب ايجاد مجتمعات بشرية منظمة اللهم الا في المدن الجديدة ذات المساحات المحدودة والاسعار القليلة وهنا تجد حالة الاضطرار المادي هي الحاكمة والمتحكمة في عمران ونمو تلك المدن والتجمعات البشرية.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز، أحمد
ما تكرمت به صحيح ولا غبار عليه وهو يعكس واقعنا المعاصر، ولن أخفيك أن من يمسكون بزمام الأمور يحرصون أشد الحرص على عدم تنفيذ مثل هذا النوع من المشاريع لأنه بطبيعته يدعو لتلاحم العائلات وتكاتف جهودها لتوفير أسباب الأمن والحماية لأفرادها، الأمر الذي يتعارض مع مبدأ فرق تسد... ولكن لا يأس من روح الله، فالفكرة تبدأ صغير وتنمو شأنها شأن البراعم بالري والسقاية والتعهد والرعاية، وكما قال احد الحكماء زرع أباؤنا فأكلنا ونزرع نحن ليأكل أحفادنا... أي أننا لا نعمل لظروفنا وواقعنا الحالي ولكن نمهد الطريق ليجد أبناؤنا أرضية يقفون عليها ويجد أحفادنا سبيلا يسترشدون به.
حسام عبد الله
اتمنى من الجميع المشاركة في الموضوع كل حسب تجربة البلد المقيم بها.

جمال الهمالي اللافي
أخي حسام،
إذا كان مقصودك من دعوة المشاركة في الموضوع من خلال طرح تجربة البلد الذي أقيم فيه في مجال بحوث ودراسات مواد البناء، فيؤسفني القول أنه ليس هناك أي محاولات جادة في هذا الموضوع، حيث لا زالت مادة الإسمنت تسيطر على حركة البناء والتعمير وأسعارها تتصاعد كل يوم.
ورغم ذلك هناك بعض الإجتهاد والمحاولاتهم المتكررة لإدخال بعض التجارب العالمية في مجال بحوث مواد البناء وعلى رأسها الطوب الرملي للبلاد من خلال إنشاء مصانع لها.

حسام عبد الله
اخي جمال الموضوع لا يتعلق بمواد البناء فقط وانما ندرس التجربة بعموميتها من حيث التخطيط والتصميم للمشروع، موقع المشروع والاعتبارات لاختيارة مواد البناء التي استخدمت، طرق التمويل وطرق التنفيذ بالاضافة الى الانظمة الانشائية المستخدمة.
نقوم بعرض هذة المشاريع وادراج مخططاتها ومن ثم نقوم بتقييمها وابراز ايجابيتها وسلبياتها.

معمارية نجلاء محمود
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا احب اشكر الأخ الكريم المهندس حسام بطرحه هذا الموضوع، والملفات المفيدة جدا التى أرسلها للمنتدى، وأشكر الأستاذ جمال على إضافته الرائعة والتى عبر بها عما كان يجول بخاطرى وكأنه قرأ أفكارى.

ولى تعليق على موضوع بيت العائلة، أن يوجد بيننا الكثيرين اللذين يبحثون عن هذه الفكرة ويودون تطبيقها، وهناك الكثيرين من حققوا هذه الفكرة بالفعل، ولكن بطريقة مختلفة، هناك عائلة فى أسيوط بنى الوالد عمارة، بها شقة لكل ابن له، وهناك أكثر من صديق اقترحوا على الفكرة ويودون أن يبنوا بيتا مثل البيوت القديمة، بيت العائلة، مثل بيت السحيمى والسنارى، وما شابه ذلك.
ولكن الفكرة كما طرحها الأخ العزيز المهندس جمال، يجب أن نتناولها بطريقة مختلفة عما طبقت فى اسيوط، فنحن هنا بصدد اسكان اقتصادى عائلى.

وهناك نقطة فى صالحنا هذه الأيام وهى ارتفاع اسعار الأسمنت والحديد، ولذلك أعتقد أنه حان الوقت لتطبيق نظريتنا والتفكير فى حل جديد مبتكر لتحقيق هذه الفكرة.
هناك مناقشة كبيرة ومطولة عن الإسكان الإقتصادى وطرحت فى مجموعة العمارة المصرية ونزلتها على الموقع، ولكن كلها كانت بتدور حول المسكن صغير المساحة والفرش المبنى، ولم يتناول أحد الناحية الإجتماعية لهؤلاء الناس ولا عاداتهم ولا تقاليدهم.
وسوف تجدوا وصلة توضح هذه المناقشات:
http://www.egyptarch.net/lcdiscussion1.htm
http://www.egyptarch.net/lcdiscussion2.htm
http://www.egyptarch.net/lcdiscussion3.htm

وفى الصعيد حاولوا أن يبنوا قرية مثل القرنة ولكن ببعض التعديلات التى تتناسب مع عادات وتقاليد الساكنين هناك، ولكن لكل عائلة منزل مستقل، وعوضوا كل منهم عن منزله القديم بمنزل بمساحة أكبر، لكى يكفى عائلته، ويعوض ثمن الأرض التى كان عليها منزله القديم.
أما فكرة المهندس جمال فهى أجمل وأحسن لأنها ستطبق ما حثنا ديننا عليه، وهى الناحية الإجتماعية، وقرب العائلة بجميع أفرادها مع بعضها فى مكان واحد.

أعتقد أن تطبيق هذه الفكر يكون بطريقتين، طريقة بناء منزل العائلة فى مدينة جديدة صحراوية، وبالتالى سوف نطبق عليها كل أفكارنا بحرية مع مراعاة الإحتياجات الإجتماعية والنفسية والعادات والتقاليد ونحاول أن يكون كل مجموعة من العائلات المتقاربين بجانب بعضهم البعض فلا يحسوا بفرق عما كانوا عليه قبل الإنتقال، إلا أن المسكن أجمل وصحى أكثر.
ولكن هناك مشكلة تطرق لها الدكتور مشارى، عندما تحدث عن مساكن الفقراء التى بنيت خارج المدينة، فوجد الناس مشكلة المواصلات، هذه هى المشكلة الحقيقية التى يمكن أن نجد لها حلا، عن طريق جعل عمل الساكنين بجانب منازلهم، أو إتاحة وسائل مواصلات عامة رخيصة، لتسهيل عملية الإنتقال عليهم.
والطريقة الأخرى هى تطبيق الفكرة فى المدينة، أعتقد أنها أصعب قليلا، نظرا لإرتفاع أسعار الأراضى فى المدينة، وقلة وجود المساحات المتاحة للبناء.

جمال الهمالي اللافي
الأخت العزيزة/ المعمارية نجلاء محمود
تحية طيبة وبعد،
لن أبدأ حديثي معك بكلمة شكرا على مشاركتك، وذلك لأنها ستكون كلمة مبتذلة ومكررة ولا تفي مشاركتك حقها من التقييم... والأصح أن أدخل في صلب الموضوع: ما وجدته بين طيات مشاركتك أنك تشتغلين على هذا الموضوع وهو يشكل بالنسبة لك ولي هاجسا مشتركا، أخذ من اهتماماتنا موقع الصدارة، وبالتالي فلن تكون لمحاولات الإقناع بمدى جدوى الفكرة مكانا في حوارنا هذا ولا في حواراتنا المستقبلية حول موضوع بيت العائلة.... إذا، كل ما هنالك أننا نريد التعاون في تذليل الصعاب وتغطية أوجه القصور في هذا الطرح، والمحاولة بكل الوسائل الرد بموضوعية ومنهجية علمية على كل التساؤلات التي تشكك في جدوى إعادة طرح بيت العائلة كبديل للبيت الاقتصادي. ومن هنا نبدأ/
الإشكالية الأولى/ هي أين يمكننا تطبيق هذه الفكرة؟ وما هو المستوى الذي ستطبق عليه الفكرة؟
من حيث المبدأ لابد لتطبيق الفكرة وضمان نجاحها أن نطبقها على المستوى التخطيطي في مكان ما بيئة صحراوية تتوفر فيها مصادر المياه وأسباب الرزق أو بيئة خضراء قريبة من ضواحي المدن، المهم أن يكون المكان يمتلك مقومات الحياة الطبيعية والقابلية للتوطين والسكن... المهم أن نتعامل مع المشروع على المستوى التخطيطي، أي التفكير في بناء مدينة جديدة بكل مرافقها الخدمية والاقتصادية، بحيث لا يتطلب من سكانها ضرورة الانتقال اليومي إلى مناطق أو مدن أخرى إلاّ فيما نذر.

كما أن فكرة بيت العائلة ليست موجهة للفقراء تحديدا بل هي موجهة للمجتمع الإسلامي بكافة شرائحه، أي أنها ليست عمارة للفقراء بقدر ماهي رؤية جديده للحياة تستلهم من المفاهيم الإسلامية للعمارة جذورها الفكرية وتسترشد بمخططات المدن التقليدية في طرح الحلول مع مراعاة الأخذ في الاعتبار المتغيرات والمستجدات وتطور تقنيات الاتصالات والمواصلات ومواد وأساليب الإنشاء وغيرها من الضروريات التي لا يستقيم العيش بدونها.... وخصوصا أنني أتحفظ على مصطلح عمارة الفقراء لأن فيه مس بكرامة الساكن والإفصاح عن حالته الاقتصادية وبالتالي لن يستطيع أي إنسان السكن بمنطقة موصومة بالفقر أو التخلف لأن ذلك سيكسبه صفة لازمة له طوال حياته تشعره بالدونية أمام سكان الأحياء الأخرى، مثلما تعزز روح الطبقية بين أفراد المجتمع الواحد، وهذه الأمور جميعها تتعارض مع روح ومنهج وتعاليم الدين الإسلامي الذي جاء ليسوي بين الناس.
ومن هنا فالمشروع التخطيطي المبني على إعادة الاعتبار أولا لمخطط المدينة الإسلامية وللمسكن الإسلامي، يجتمع فيه الغني والفقير والجاهل والمتعلم والرئيس والمرؤوس جنبا إلى جنب يشد بعضهم أزر بعض ويحقق ما جاء به الحبيب المصطفى من هدي ورشاد في قوله صلى الله عليه وسلم: " إنما المؤمنون في توادهم وتراحمهم كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا". فلا تعالي ولا تفاخر ولا تطاول هنا بين الناس لأنهم يشكلون مجتمعا مترابطا ومتماسكا ومتعاضدا ومتراحما.

الإشكالية الثانية/ وهي علاقة هذا المشروع بمصادر دخل ساكنيه والتي أشار إليها الدكتور مشاري في تعليقه على قرية القرنة التي صممها المعماري حسن فتحي.

فهي عندما تتحقق على المستوى التخطيطي فإن الغالبية العظمى من السكان ستتاح لهم فرصة الانتقال بوظائفهم الخدمية والتعليمية والتجارية والإدارية والصناعية إلى منطقة المشروع التي سيؤخذ منذ البداية في الاعتبار توفيرها مسبقا قبل الانتقال إلى السكن ضمن دائرة هذا المشروع، وخصوصا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الانتقال إلى السكن في هذا المشروع هو أمر اختياري وليس إجباري كما حصل في مدينة القرنة، ومصادر دخل الناس متنوعة وليست واحدة محددة. لهذا فتخوفات الجميع من عدم نجاح المشروع ستقل بنسبة كبيرة كلما تقادم الزمن بالمشروع، لأنه مع الاستقرار ستفتح أبواب جديدة للرزق غير منظورة ولا تشكل عبء مادي على سكان بيت العائلة أو مجتمع المدينة الإسلامية.
هذه بعض الإضافات التي اراها مدخلا لتواصل الحوار بين جميع أعضاء الملتقى الراغبين في إثراء الموضوع.

خالد صلاح
الزملاء المشاركين بالموضوع والتعليق .. تحية طيبة .. ليست تحية عادية بل تحية لمن يستحقها ولا توفيه قدره .. لا استطيع ان اصف لكم مقدار استمتاعي بما ورد من طرح ومناقشات في هذا الموضع ..
الا انني اود ان اورد عرض اخر لهذا لموضوع ..
في البداية انبه الجميع ان هناك عوامل عدة مؤثرة في الموضوع بخلاف العامل المعماري .. هنك مشاكل اقتصادية .. هناك مشاكل اجتماعية .. مشاكل بيئية .. هي جزء من المشكلة ولا ينفع الحل المعماري او سياسات الاسكان وحدها في حل هذه المشاكل وان كلنت العمارة والتخطيط دوما الترس الدافع وبادئ الحركة دائما في ماكينة الاصلاح ..
واعود في هذا الاطار لاختلف مع طرح الزميل الفاضل احمد حسني رضوان الذي ذكر فيه انه بسبب الانفتاح علي المجتمعات الاخري اصبحت المجتماعت العربية والاسلامية بعيدة عن تطبيق هذه السياسات التي طرحها الزميلين العزيزين جمال الهلالي وحسام عبد الله .. فهذه سباحة مع التيار والواجب الذي تمليه علينا نعمة العلم والمعرفة الوقوف في وجه هذا الاتجاه والسباحة ضد التيار حتي يعود النهر لمساره الصحيح .. خاصة وان هذه الظاهرة سببهامعماريون نقلوا عن ثقافة الغرب دون رؤيا او تبصر .. فكانت الافرازات مشاكل اجتماعية واقتصادية اوصلتنا لما نحن فيه.

الامر الثاني الذي اختلف فيه مع مجمل من تفضلوا بالطرح ان فكرة بيت العائلة تحتاج ان يتم تطبيقها في مدن جديدة ومواقع مجمعه .. اذ انني اري ان الفكرة اهم من التطبيق .. وتوصيلها والاقناع بها سيؤدي الي نتيجة افضل .. انني اعتقد ان قيام بيت العائلة مع تطوير الفكرة في اطار طرح صاحبها ليكون هناك مساحات عامة مشتركة بين العائلة ومساحات لها خصوصيتها في بداية الطرح ثم التطور الي ان يصبح للمسطحات المشتركة نسبة اكبر والخاصة النسبة التي تحتاج اليها هو امر هام
فليكن الدور الاول مسطح مفتوح يضم الاستقبال الرئيسي وغرفة طعام ومطبخ .. يستغلها كل فرد في العائلة عند استقبال الضيوف .. ويكون له في شقته الخاصة معيشة وغرف نوم ومطبخه الخاص ..
وافترضت ان الاستقبال بالدور الاول لتحقيق عائد اقتصادي ببيع الدور الارضي كوحدات تجارية وادارية للمساهمة في تنفيذ العقار لاننا نرغب في تطبيقه في موقع متوفر له المرافق والمواصلات اي داخل مدينة قائمة .. ويمكن في حالة ان الاسرة تتكون من عدد معين من الافراد وان اعلي وافضل استخدام للعقار يزيد في المسطحات وعدد الادوار عن حاجة الاسرة الواحدة .. ان تأخذ الاسرة او العائلة ما يكفيها وتطرح الباقي للبيع علي ان يكون هناك مدخل خاص ومستقل بها .. وبذلك تساهم هذه القيمة في تنفيذ المشروع ..
هكذا اري البداية لانها في امكاني وامكانك وامكان الجميع التشجيع علي هذا الفكر ليصبح ثقافة عامة وتدور عجلة الاصلاح من تلقاء نفسها لتعود اوار الاسرة الي الالتئام والعافية ... لا اتخيا باي حال انك تفضل ان يكون جارك المقابل او الذي يعلوك شخص غريب او قريب وليس اخيك او اختك .. لا يمكن ان اتفق مع احد علي ذلك مهما ذكر من تغير طبيعة المجتمع وعلاقاته ..
وما ان يتم تجربة الفكرة .. ويضرب بها المثل ويري الجميع ان النتيجة افضل من سكن كل فرد طرفمن المدينة .. ما ان يصبح من الممكن ان تري والدتك كل يوم وان تمر علي جميع اخواتك واخوانك في ساعه واحدة .. وان يتربي اولادك مع اولاد عمومتهم .. ستنمو الفكرة وتنضج وتصبح هدفا ... وميزة .. ثم ثقافة ...عندها يمكن نشرها علي الفكرة علي مستوي المجاورة والحي .. والمدن الجديدة
بغير ذلك لن يخرج الموضوع عن الابحاث والنقاش والحوار ... اما التطبيق فهو بعيد
اتيحت لي فرصة العمل مع وزير الاسكان السابق في مصر .. ولا اريد ان اختلف او اتفق مع احد علي الرجل ..
الا انه في نظري افضل وزير اسكان كفاءة - بل افضل وزير علي الاطلاق في كفاءته كمهندس ووزير - المهم في احد الاجتماعات طرح الوزير فكرة جديدة كسياسة للاسكان في مصر .وانتهت بتسميتها الاسكان العائلي .. كانت بالفعل فكرة جيدة جدا وقمنا بتطويرها الي مستقبل الاسكان في مصر .. درسنا جميع العومل المحيطة بالفكرة وصنفناها وركزنا علي ما يمكن تحقيقه وتركنا ما لا يمكن تحقيقه بالفعل للزمن ولافراد فيالمستقبل سكونون اكثرعلما وخبرة منا .. المهم ان نطلق المشروع في افضل صورة واعلي قيمة للمنفعه في الوقت الحالي ..

خفضنا التكاليف الي اقل درجة ممكن دون المساس باساسيات الهدف .. وهو " تحقيق مسكن صحي ملائم معماريا واقتصاديا في بيئة صحية ملائمة تخطيطيا .. وذو قاعده اقتصادية وتكامل مع باقي المدينة.
حددنا اقل مساحة ملائمة .. وافضل اسلوب تخطيط يستهلك اقل اطوال من المرافق .. جمعنا الفراغات الداخلية والمحيطة بالمنشأ .. خفضنا التكلفة الانشائية الي افضل حد ممكن بدراسات من اكبر 12 استشاري موجود في مصر .. ازلنا عبء التصميم والاستشارات بطرح مسابقة معمارية لتحقيق افضل تصميم ممكن خرجنا منها ب 40 تصميم مقبول تمت فلترتهم الي 11 تصميم مختلف تغطي الانسجام المطلوب في المجاورة السكنية وتكسر حاجز الملل والتكرار .. وتضمن حالات انعدام الذوق المعماري وعدم الخبرة في التصميم واصبح من حق كل عائلة اختيار نموذج تفضله علما با اشتراطات تصميم النماذج كانت اساسا لها المرونة في التصميم لتحقيق رغبات العائلات المختلفة فكان كل نموذج يصلح ان يكون وحدة واحدة في الدور او وحدتين مثلا ..

كانت هذه فكرة قالها الرجل في الطائرة خلال سفرنا من الكويت الي القاهرة .. وكانت نتيجتها 4118 قطعه ارض نفذت بالكامل عند طرحها .. وقتال علي الحجز وصل في احد المرات الي تدخل الشرطة ..
ووصل متوسط سعر متر الارض حوالي 50 دولارا .. ثم جاءوزير جديد قتل الفكرة وهي لازالت فتيه والقي بدراساتنا الي اول صندوق قمامة وطعن الرضيع بخنجر مسموم اسمه السعر فوصل به الي ما يقارب 180 دولار بعد شهور من توليه الوزارة .. هذا المثال خير دليل ان شعوبنا اصبحت ترغب في العودة الي العائلة والروابط الاسرية .. وهذا نموذج اعتقد انه يستحق التشجيع ولولا ان في داخل مصر اعداء لها اكبر من سكانها لكانت هذه تجربة رائدة .. ولكن لنا الله

بالتأكيد لم تحل المشكلة الاقتصادية في الموضوع والتي اشرت في بداية طرحي انها جزء اصيل في المشكلة الكبيرة .. بالرغم من ان الدور الارضيكان يحتوي وحدة تجارية او حضانة او ورشة اضافة الي الاستقبال العائلياو شقة الدور الارضي الا ان هذه بالتأكيد ليس كافيا .. ولكن المشكلة الاقتصادية في مصر مشكلة مزمنة لها عديد من الفروع والتشابكات .. لا نتوقع حلها في القريب العاجل او حتي البعيد الغير عاجل لذلك كانت هذه من الامور التي تركت للمستقبل ولحالة افضل واناس افضل لحلها.
عفوا نسيت ان اذكر ان قصر مدة تطبيق الفكرة لم يمكنها كما ذكرت ان تصبح مثالا او رؤية او هدف تمهيدا لان تتحول الي ثقافة بسبب العوامل السياسية كما ترون لذلك لري ان نبدأ من القاعده .. وان يكون لنا دور فعال وليست فقط مناقشات بطرح هذه الثقافة لكل قطعه ارض فضاء مخصصة للسكن

حسام عبد الله
ان فكرة بيت العائلة فكرة ممتازة ولكنها تحتاج الى تفاصيل من حيث التصميم وكيفية انتاجه بشكل اقتصادي لذلك اقترح ان نخرج من مستوى المفاهيم الى التطبيق العملي لافكارنا.
كما اقترح ان نقوم جميعا بادراج تجارب بلادنا سواء القطاع العام او الخاص في هذا الموضوع وتقييم هذة التجارب لتعم الاستفادة.
اخي العزيز خالد صلاح، اتمنى عليك ان تفوم باثراء الموضوع من خلال عرض التجربة بالكامل بالاضافة لتجارب اخرى من واقع خبرتك.

خالد صلاح
هذه بعض النماذج التي افرزتها الدراسة التي اشرت اليها والتي يتسلم حاجز الارض كافة الدراسات الاستشارية الخاصة بالمنشأ من جهاز المدينة. راجع الموضوع الأصلي.

أحمد حسني رضوان
شكرا للاخ خالد صلاح علي نقل تجربته من مصر - علي الرغم من معارضته الدائمة لآرائي ولكن الخلاف في الرأي لايفسد للود قضية - والتي كما اشار بدات وساهمت في تشجيع العديد من الاسر للانتقال للمدن والتجمعات العمرانية الجديدة حول القاهرة.....
وانا بالقطع اتمني ان تتحقق الفكرة بل الافكار التي اقترحها الاخوة الزملاء الافاضل، وعندما تحدثت عما احدثته العولمة من تغيرات اجتماعية وثقافية فان هذا لا يعني بالقطع موافقتي علي ذلك بل بالعكس ....ولكن هناك ضرورة ملحة لدراسة كافة المؤثرات والظروف سواء اتفقنا معها ام لم نتفق.....
وما زال للحديث بقية باذن الله

جمال الهمالي اللافي
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا، اعتقد أننا بإنظمام الأخ العزيز خالد صلاح وتجربته المتميزة مع الإسكان العائلي، قد أصبحنا نمثل عنصر قوة وفاعلية لصالح فكرة إعادة الاعتبار لبيت العائلة. ولم تعد مسألة الإقناع مسألة فردية ولم يعد الطرح قضية شخصية.
أخي خالد ما تفضلت به في بداية مشاركتك من أن قضية البناء ليست مشكلة معمارية بحثة بقدر ما هي مجموعة من الإشكاليات جمعتها بوتقة العمارة ... الظروف البيئية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، جميعها حملت همها العمارة تسعى العمارة لطرح الحلول لمعالجتها، قصّرت في ذلك أم وفقت، يبقى أجر الاجتهاد حاصل.

فكرة بيت العائلة تحتاج للتنظير لها وتوعية المجتمع بأهميته، وقد اجتهدت في استعراض مجموعة القيم التي ستتحقق من خلال تطبيق فكرة بيت العائلة على المستويين المعماري والتخطيطي من خلال رؤية جديدة ومعاصرة لمفهوم البيت الاقتصادي. تستطيع أخي خالد الاطلاع عليها ضمن موضوعات ملتقى المهندسين العرب.

أما من الناحية التطبيقية فقد أشرت في ردي على أختنا نجلاء بأن الفكرة كي تكتمل نتائجها فلا بد أن نتعامل معها على المستوى التخطيطي، وليس على المستوى الحضري أو المعماري، ولا يعني ذلك عدم إمكانية تطبيقها على المستوى المعماري، ولكن كما قال أحد العقلاء" ألف باني وخلفهم هادم فكفى، فما بلك بباني وخلفه ألف هادم" أي أن القيم الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن لها أن تثمر في بيئة تفتقر في تركيبتها العمرانية لمجموع القيم التي ينشدها بيت العائلة... ولكن لضمان وصول الفكرة إلى أكبر عدد من أفراد المجتمع أو المسؤولين على قطاع الإسكان فلا بأس أن تطبق على أي مستوى ولو كان على مستوى عائلة واحدة، وهو ما استطعت تحقيقه عندما سنحت لي الفرصة وتقدم أحد الزبائن بطلب تصميم عمارة سكنية له ولإبنائه، فكان أن اقترحت عليه تصميم بيت العائلة، وهو الآن يسكن في هذا البيت ولم تصلني منه ومن عائلته إلاّ دعوات الخير ، وأنا الآن أشرف بطريقة غير مباشرة على بيت عائلة أخرى قمت بتصميمه... طبعا لست مقتنعا كثيرا بالتوزيع العام ولكنه يحقق المطلوب وزيادة، سأحاول في المستقبل عرض هذه المشاريع ولكن أطلب مهلة وصبر منكم.

أعجبتني كثرا تجربتكم مع بيت العائلة والتصاميم التي توصلتم إليها . ولكن لدي ملاحظة حول الطراز المعماري للمباني وطريقة توزيع هذه المجمعات، وذلك لأن بيت العائلة هو مشروع ثقافي يعبر عن هوية المنطقة مثلما هو مشروع اجتماعي واقتصادي وبيئي.
أمر مهم أحببت أن أشير إليه في مشاركتي هذه قبل أن يفوتني التطرق إليه وهو/
عندما نفكر في تطبيق فكرة بيت العائلة على المستوى التخطيطي، فهذا يعني أننا سنضع المخطط العام للمدينة الجديدة- ليس بالضرورة أن تكون مدينة كبيرة- بحيث نراعي فيها القيم التخطيطية للمدينة الإسلامية، من حيث وجود المسجد الجامع في مركزها وساحته ومجموعة الحدائق والمتنزهات، تحيط بها المرافق الإدارية والخدمية ومن تمّ الأسواق والأنشطة التجارية وتأتي بعد ذلك المجمعات السكنية التي تحيط بمجموعة من الأفنية المزوعة بالأشجار والمسطحات الخضراء. ويحبذ أن نلجأ إلى نظام المباني المتلاصقة مع مراعاة مناسبة عرض الشوارع لحركة دخول وخروج السيارات.
طبعا عبء وضع هذا المخطط والإشراف على تنفيذه بالصورة الصحيحة يقع على عاتق الدولة، أما تنفيذه أو تمويله فيتم ذلك بالإستعانة بالقطاع الخاص، أي بالإمكان بيع قطع الأراضي للمواطنين أو المؤسسات الراغبة في تنفيذ مساكن أو مرافق خدمية أو تجارية أو إدارية وبالتالي لا تتحمل الدولة وحدها تكاليف تنفيذ مثل هذا النوع من المشاريع.... وتتولى مكاتب خاصة جوانب التصميم المعماري وفق احتياجات مالك المشروع وحجم أسرته ومساحة قطعة الأرض التي اشتراها.... وقد تتولى شركة ما استثمار مجموعة من القطع وبناء نماذج غير متكررة وبيعها لمن يريد.... خلاصة القول أنه بالإمكان التصرف مع هذا النوع من المشاريع بعدة طرق وكلها ملائمة المهم أن نحقق الهدف الأسمى من هذا من هذا المشروع.

حسام عبد الله
ان شاء الله ساقوم بادراج مخططات وصور تمثل التجربة الفلسطينية لبيت العائلة.
تم استخدام اسلوب بيت العائلة في مشاريع الاسكان الخاصة بمتضرري الانتفاضة " انتفاضة الاقصى"
اتمنى من الاخ صلاح ادراج المخطط العام لتوزيع قطع الارض.
اتمنى من الاخ جمال عمل pilot project للافكار التي يطرحها وبعد ذلك يمكن ان نتساعد جميعا بعمل دراسة مقارنة بعد تحديد مجموعة المعايير التي سيتم دراستها وبالتالي الخروج بشيء عملي نقدمة للاخرين ونثبت لهم مدى الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والبيئية من هذة الافكار.
هذا الموضوع غاية في الاهمية ومن الممكن ان نخرج باوراق عمل يمكن المشاركة بها في العديد من المؤتمرات المتخصصة.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز، حسام
سأسعى بكل جهدي لتقديم تصاميم وأفكار لنموذج بيت العائلة وهي متوفره عندي بصورة مقبولة ولكنها مرسومة على الأتوكاد فقط ، أحتاج بعض الوقت لمراجعتها وسأقدمها لكم قريبا إن شاء الله.
أحب التنويه إلى وجود تجربة جادة ومهمة في مدينة الشارقة وهي مشروع " حي الرحمانية" سمعت عنه وشاهدت جزءا يسيرا من آخر الشريط الوثائقي الذي يستعرض هذا المشروع الذي تم تنفيذه، أتمنى من إخوتنا في الإمارات العربية المتحدة أن يفيدونا بمعلومات حول هذا المشروع وخصوصا أنه تم بتوجيه ورعاية حاكم الشارقة، بارك الله في مسعاه.

خالد صلاح
الاخ حسام عبد الله .. اود ان اذكرانني عملت ايضا ضمن اطار لجنة وزارية مشتركة مع الحكومة الفلسطينية في في اعداد دراسة مشروع بيت العائلة الفلسطيني لمواجهة المستوطنات الاسرائيلية والتوسع المستمر فيها وقمنا باعداد الدراسات الاولية واستعملنا نماذج الاسكان الخاصة بمشروع اسكان الشباب المصري وهو المشروع الفائز بجائزة الاغاخان في العمارة ... الا انه لا توجد لدي اي وثائق تخصه لسرية الموضوع واحتوائه علي وثائق سياسية وعسكرية .. لذلك لتمني ان تكون لديك اي من هذه الدراسات بعد نشرها.
جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ خالد صلاح
آلا يوجد هذا المشروع على موقع منظمة الآغاخان بإعتباره من المشاريع الفائزة بجائزة هذه المنظمة؟
خالد صلاح
الاخ جمال ... المشروع الفائز بجائزة الاغاخان هو مشروع اسكان الشباب وهو احد سياسات الاسكان التي تم تطبيقها خلال فترة وزير السكان الدكتر محمد ابراهيم سليمان - الوزير السابق - وقد غير هذا المشروع من المفهوم المصري الكامل لعمارة الفقراء او محدودي الدخل واثر ديموغرافيا وجغرافيا في السكان في مصر بل ولا ابالغ ان قلت ان له تأثير في سلوكيات السكان في مصر بشكل عام ... واعتقد ان النشروع لازال موجودا علي موقع الاغاخان ويشرفني نشر صور له ان رغبتم في ذلك.

جمال الهمالي اللافي
بل نحن في أمس الحاجة لمثل هذه المشاريع، فلا تبخل علينا أخي خالد بعرض هذا المشروع على صفحات الملتقى لتعم الفائدة.
كما اتمنى عليك أن تذكر لنا مدى التأثير الذي أحدثه هذا المشروع على سلوك المستعملين بالتفصيل، حتى نستطيع أن نقارن بين النظرية والتطبيق. وبالتالي نعبد مراجعة الفكرة ومقارنتها بالوقائع.

حسام عبد الله
الاخوة الاعزاء
كنت قد وعدتكم بتنزيل بعض المخططات التي توضح فكرة استخدام بيت العائلة في فلسطين، فقد تم استخدامها في اسكان متضرري الانتفاضة. وتتلخص الفكرة بتقسيم الارض الى قطع صغيرة تتراوح بين 150م2 الى 250م2 ، تم انجاز مجموعة من التصاميم تتلائم مع حجم الاسرة الحالي.
خالد صلاح
شكرا للاخ حسام ... كما تري فان اسس المشروع هي مشروع بيت العائلة بمصر نفس مسطح قطع الاراضي التي انتجتها الدراسة .. وتقريبا النماذج المستخدمة .. يدل ذلك الي ان النموذج الاصلي prototype مناسب للاسرة العربية في كل مكان مع بعض التعديلات adjestment او التضبيطات لكي تتناسب بشكل كامل .. ارجوان يعود الحماس للموضوع مرة اخري حتي نكمل ما بدأناه.

نجلاء محمود
مؤتمر "نحو إسكان منخفض التكاليف" فى مصر
أصدقائى الأعزاء
فعلا هذا الموضوع يعد من أهم الموضوعات التى يجب أن نجعلها فى مقدمة الموضوعات المعمارية التى يجب أن نتشارك فى مناقشتها حتى نصل لأسلوب تفكير صحيح يمكن أن يطبق فى جميع الدول العربية، لأننا لا نحتاج لتصميم معين يطبق فى كل الدول، ولكن نحتاج لأسلوب تفكير ونقاط مهمة يجب أن نأخذها فى الإعتبار عند تصميم مساكن منخفضة التكاليف.
وبمناسبة نقاشنا لهذا الموضوع، فسوف يقام فى المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء إن شاء الله المؤتمر الدولى "نحو إسكان منخفض التكاليف" أيام [29 - 30 - 31 ] مايو 2007
أتمنى من يستطيع الحضور أن يحضر لكى يعلمنا بما توصلوا إليه، وسوف أحاول إن شاء الله حضور هذا المؤتمر، ربنا يعيننى على ذلك، وأى جديد سوف أطلعكم عليه إن شاء الله.

جمال الهمالي اللافي
قمت بمراجعة المشاريع التي تم تنزيلها على الموقع" ورأيي لا ينتقص من قدرها ولا قدر الجهد المبذول فيها ولكنه مجرد ملاحظات الهدف منها الإثراء" :
حيث وجدت أنها تعالج الموضوع من ناحية واحدة وهي التضييق في المساحات بقدر الإمكان ولا تركز على الهوية العمرانية والمعمارية لمنطقة المشروع. كما أنها لم تهتم بتوفير مساحات مشتركة تجتمع فيها العائلة، ولا يوجد بها متنفس للعائلة أو الأطفال يمارسون بداخله أنشطتهم الاجتماعية والترفيهية، وأخشى أنها لن تختلف عن نموذج العمارات السكنية المتعارف عليه... والفرق الوحيد أنها تضم عائلة واحدة.
وحسب التجارب الخاصة التي قامت بها بعض العائلات في ليبيا بإنشاء عمارة تضم شقة لكل فرد من أفرادها، فقد ثبت فشلها وتسببت في حدوث نزاعات ثقيلة بين أفرادها وفي النهاية تم هجر هذه العمارات وبيعها.

والمطلوب البحث عن حل مثالي يشجع على تجاوز كل المشاكل ويفتح آفاق الألفة بين أفراد العائلة الواحدة.
لست مخولا من جهة ما بإيجاد الحل، ولكنني في طور البحث عن هذا النموذج، ولست مقتنعا حتى هذه اللحظة بالنتائج التي توصلت إليها.... ولكن ربما بزيادة تفعيل الحوار فيما بيننا قد نحاول الإقتراب قدر المستطاع من هذا الحل... فقط ما أود التركيز عليه في الحلول التي قمت بتصميمها أنني أخذت في الاعتبار النقاط التالية/
أولا/ الفكرة المقترحة من طرفي كتطبيق للجانب النظري من أطروحتي:
المحافظة على فكرة البيت العربي التقليدي من حيث وجود فناء يتوسط مجموعة حجرات تحيط به، وهنا تم تحويل الحجرات إلى شقق تضم الآتي:
الشقة الأولى: في الدور الأرضي والملاصقة للمدخل بها حجرة إستقبال الرجال وتفتح على سقيفة المدخل وبها حمام خاص بالرجال ومطبخ صغير للتخديم وحجرة نوم الضيوف.... وفي الطرف الآخر الذي يتم الدخول إليه من خلال الفناء توجد حجرة استقبال النساء وصالة متعددة الأغراض" صالة مناسبات، تجتمع فيها العائلة في العطلات والأعياد" بالإضافة لحمام.
في الأضلاع الثلاثة الباقية توجد شقق تضم كل واحدة حجرة المعيشة والمطبخ وثلاثة حجرات نوم وحمام مشترك.
وتتكرر هذه الشقق في الدور الثاني بحيث يصبح المجموع الكلي لبيت العائلة سبعة شقق... وفي حالة زيادة عدد الأفراد فبالإمكان زيادة دور آخر... مع مراعاة أن لا تقل مساحة الفناء عن الأبعاد التالية 10* 15 وذلك حتى تساعد هذه المساحة على استيعاب عدد أفراد العائلة ونموها المستقبلي ولتكون متنفس للعائلة وملعبا للأطفال، ويمكن تنسيق هذا الفناء وزراعته بالأشجار والنباتات العطرية.
أي أننا نحقق هنا فكرة البيت الاقتصادي من خلال جملة القيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتربوية والإنتاجية التي سيحققها وجود أفراد العائلة معا في البيت الكبير، وليس من خلال التوفير في مساحة الأرض أو مساحة الفراغات.
ثانيا/ الحلول التي قدمتها وفق ظروف الأرض المتاحة ورغبات الزبون... وهذه سأقدمها من خلال ملف أوتوكاد قربيا إن شاء الله.

خالد صلاح
الاخ جمال قرأت طرحكم المدروس بعناية كعادتكم فيما تعرضونه للنقاش .. وفي البداية اشكر لك مجهودك البناء واصرارك ان نصل الي نتيجة ... ولدي بعض النقاط في عرضك ارجو توضيحها او استكمالها
اولا/ بالفعل اتجهت الاساليب المعمارية الحديثة الي توسيع الفراغات الخاصة بالمنزل الي حدود اصبحت لا منطقية رفعا باحلام العميل الذي يظن انه يبني قصر او سرايا مما يشاهده في الافلام والمسلسلات .. لذلك فانني انا من واجب الاسكان المعني بالناحية الاقتصادية اعادة الامور الي المنطق .. فغرفة النوم لا يجب ان تكون 8م طولا وعرضا لاننا ننام فياقل من ذلك بكثير .. وغرف الضيوف لا يجب ان تكون 150 -200 م حيث ان طبيعه حياه الاسرة العاملة حاليا لا يكون لها من الحظ هذا العدد من الضيوف يوميا ولا اسبوعيا ..
فالامر في رأيي ليس تضييق اكثر منه منطقة للامور ودراسة لطبيعة الاسرة العربية المعاصرة واسلوب حياتها كما يجب ان يكون..
الفكرة المعمارية المطروحة منكم تعتمد في اساسها علي الفراغ الاوسط بالمنزل .. وبالرغم من عشقي لهذا الاسلوب في الحل وهيامي به وهو طرحي الاول دائما عند تصميم مسكن خاص .. الا انه للاسف لا يتفق مع واقع سعر الارض الحالي بالمدن والحاجة الي ضغط الفارغات رغبة في الوصول الي اسكان اقتصادي .. والذي يعتمد في اساسه الي خفض قيمة التكالف الاستثمارية اللازمة للبدء في المشروع
بالنسبة للفراغات الحضرية واماكن لعب الاطفال .. فقد سبق ان تقدم عدد من الاستشاريين في اطار مشروع بيت العائلة باقتراح خلق فراغ حضري مفتوح لكل مجموعه من النماذج ( 4-6) فياطارالتخطيط العام مما يخفض القيمة المحملة لكل نموذج ويخلق نوع من الروابط العائلية والاسرية بين السكان .. وايضا يحقق الاقتصاد المطلوب في استغلال الفراغ.

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ خالد صلاح
اتفق معك من حيث عدم المغالاة في مساحات الفراغات الداخلية للمسكن والإكتفاء بالمساحات المنطقية لكل فراغ. ولكن المقصود من طرحي هو عدم التضييق في حجم بيت العائلة بحث لا يستوعب مساحات مفتوحة أو مغلقة تكون متنفسا لسكان البيت الكبير" بيت العائلة" فيسبب ذلك في التضييق على حركة سكانه وهو ما يترتب عليه إحساسهم بالإختناق وعدم الراحة النفسية وشعورهم بأنهم جميعا محشورون رغم أنفهم في عمارة سكنية واحدة لا تلبي طموحاتهم ولا تميزهم عن غيرهم من سكان العمارات الشعبية أو الحكومية.
لو فرضنا أن كل فرد من أفراد العائلة يحتاج إلى مساحة 200 متر مربع تشتمل على حديقة البيت وكامل الفراغات الضرورية، فلتكن مساحة بيت العائلة من هذا المنطلق، أي عدد الأفراد يقابله مجموع مساحات الأرض، ثم نبدأ في خصم الفراغات المشتركة أولا وهي فراغات ضيافة الرجال والنساء وحمامات الضيوف، ثم نجمع مساحات الفراغات المفتوحة ونكون منها مساحة مشتركة ونخصم الباقي، ثم نضيف فراغ متعدد الأنشطة للمناسبات المختلفة للعائلة، ونكون من هذا المجموع بيت العائلة دون النظر لحجم الأرض لأن المقصود هو توفير بيت للعيش الكريم والملائم للعائلة المسلمة وليس حضير للمواشي أو الدواجن يحشرون فيها حشرا.

ما أريد التركيز عليه هو المكاسب الإقتصادية متعددة الجوانب التي ستجنيها العائلة والدولة من خلال طرح نموذج بيت العائلة كحل إقتصادي دائم المردود.
ستضل دائما سكنى العمارات مرحلة إنتقالية وحل مؤقت وإحساس بعدم التوفيق في الحصول على المسكن الملائم وشعور بالغبن وتمييز طبقي بين فئات الشعب الواحد... وهي حل مؤقت لأزمة حاصلة ولكنها متجددة مع الأيام... لأن من سكن العمارات يبحث عن بديل يستوعب زيادة حجم عائلته ونموها وخصوصا عندما يبلغ الأبناء سن الزواج.

كما إن العمارات تفقد السكان إحساسهم بالإنتماء إلى الأرض ومن تم الوطن، لأنهم يشتركون في ملكية العمارة مع الغرباء والأرض المقام عليها المشروع هي ملك للدولة" مع الانتباه إلى أن ملكية العمارات الحكومية تحول حاليا لتصبح ملك للمصارف الربوية، أي أن سكان العمارات لن يستطيعوا مدى الحياة تملك بيوتهم" .
إذا كيف نستطيع أن نربي الإحساس بالإنتماء للوطن لمن لا يملك الحق في الأرض التي يقف عليها ولا يملك الحق في الدفاع عن الشارع الذي يسكنه فهو دائما ملك عام، الحق فيه لكل من يمر به أو يقف على ناصيته، وله الحق في التصرف كيفما يشاء ما دام يملك القوة لفرض إرادته.
هناك الكثير من المؤثرات والمعطيات التي تجعلنا نعيد التفكير ألف مرة في كيفية الوصول لحل مثالي لقضية الإسكان بصفة عامة والإسكان الاقتصادي بصفة خاصة.... الأمر الذي لم تهمله العمارة الإسلامية التقليدي،ة حيث وضعت مخططات المدن الإسلامية لتراعي كافة هذه الجوانب. فقط المطلوب أن نعيد النظر إليها بموضوعية.

أخي العزيز/ خالد
سنحتاج لفترة طويلة لمناقشة الموضوع من كافة جوانبه النظرية، حتى تكتمل الصورة في أذهاننا وبعدها وعندما تتضح الرؤية سنصل تلقائيا إلى طرح حلول معمارية.... يجب أن لا نستعجل الحلول المعمارية لأنها لا تولد من رحم الفراغ.

نجلاء محمود
أخى العزيز جدا المهندس جمال
أنا متفقة مع حضرتك مئة بالمئة، وهذا فعلا هو تفكيرى، ولقد كتبت عدة نقاط، كنت أود أن أطرحها فى المؤتمر لكى تؤخذ فى الإعتبار، وكان منها عديد من النقاط التى طرحتها حضرتك هنا، وبعض النقاط التى أثارها الدكتور مشارى نعيم.
أما بالنسبة لتصميم بيت العائلة الذى قمت بتصميمه فعلا مع نفسى وليس مع جهة متخصصة، فكان فيه ما اقترحت فعلا ولكن بمساحات أقل، وذلك كما قلنا أن الحياة تختلف من بلد إلى بلد، وإمكانيات الدولة، والأراضى المتاحة، والحد الأقصى للتكلفة يختلف من دولة لأخرى، وكذلك الحد الأدنى لدخل الفرد يختلف من بلد إلى بلد، ولذلك فبالنسبة لمصر، الحد الأدنى لكل شئ أدنى بكثير من أى دولة عربية أخرى، مع أن هناك أراضى صحراوية كثيرة، ولكن فرص العمل المتوفرة هناك أقل، وبالتالى إذا نفذت الفكرة فى مكان قريب من المدن، سوف تكون تكلفة الأراضى أعلى.
لن أطيل على حضرتك وسوف أرفق بعض الصور لهذه الفكرة هنا إن شاء الله، فقد وصلت لفكرة بيت مكون من دور أرضى ودورين آخرين، ويمكن أن يصل لثلاثة أدوار على الأكثر، وبه فناء داخلى، واعتبرت السلم ملقف للهواء، لترطيب الهواء داخل المنزل، وطبعا الحديقة الأمامية والخلفية مزروعة، وكذلك الفناء الداخلى، وكذلك أسطح المنازل.
وأيضا اقترحت عند التجميع أن يكون ملاصقين من الجانبين، والتوجيه قبلى بحرى، أو شمال غربى وجنوب شرقى "تجاه القبلة".
وهناك فراغ يتجمع عليه الوحدات، يكون بمثابة حديقة مجمعة للعب الأطفال والترويح عن الساكنين، ولا مانع لعمل نافورة صغيرة فى المنتصف لتلطيف المناخ، وتكون مياه عكرة، المستخدمة فى رى الزراعة.
وكل مجموعة مجمعة تجتمع مع بعضها فى فراغ أكبر يكون فيه السوق الخاص بالمجموعة الكبيرة، وكذلك الجامع، كما كان فى المدن القديمة التى كان يلتف المساكن حول الجامع، فى اتجاه القبلة.
ولكن الفراغات الناتجة عن التجميع لم تكن مربع، ولكنها معين نظرا لتوجيه المنازل لاتجاه معين فقط.
هذه صور لإقتراحاتى بالنسبة للمسكن الإقتصادى، أرجو أن أعرف رأيكم فيها، وهى إجتهاد شخصى
الدور الأرضى والأول واقتراح لتجميع المساكن
أرجو أن تعجبكم الفكرة، وأتمنى أن نناقشها معا إن شاء الله، فبصراحة أنا لست واثقة بأن نقاشنا هنا يمكن أن يتكرر فى أى مكان آخر، حتى فى المؤتمر، فهنا نستطيع بقلب مفتوح وبصراحة مطلقة مناقشة ونقد الأفكار بطريقة إيجابية جدا، ولكن سوف نعمل ما علينا، وأدعو الله أن أستطيع توصيل وجهات نظرنا فى هذا المؤتمر، عل وعسى أن نجد من يسمع وينفذ أفكارنا إن شاء الله، وأن يوفقنا الله لما فيه الخير لبلادنا وأمتنا العربية إن شاء الله.

حسام عبد الله
الاخت العزيزة نجلاء محمود
اتمنى عليك القيام بشرح الاعتبارات التصميمية وكذلك وضع الابعاد على الرسومات
لا اخفيك أمرا بانة يوجد لدى بعض الملاحظات ولكنني افضل الانتظار والاطلاع على الاعتبارات والابعاد
احيى جهدك الرائع واتمنى التواصل لاثراء الموضوع

نجلاء محمود
أخى العزيز حسام
ارجو قبول اعتذارى لعدم وضع أبعاد على الرسومات، بصراحة هذا لأننى فى هذه الاقتراحات لم أقصد بها اقتراح بعينه وبتفاصيله وأبعاده، ولكن هدفى كان هو الفكرة، التكوين نفسه، ولذلك ستجد الفراغات بدون أسماء، فما أود توضيحه وأحبذه، هو أن تكون الفراغات داخل المنزل مفتوحة، ويستخدم الساكن الفراغ كيفما يشاء.
يضع الحوائط أينما يشاء، على حسب المساحة التى يرغب فيها.
وسوف تجد مرفق ملفين للأرضى والأول بأبعاد مع بعض التعديلات.
ولكن فى هذا المقترح مساحة المنزل كلها عبارة عن مربع 12 متر فى 12 متر، يتوسطه فناء داخلى فى الدور الأرضى حوالى 6متر فى 6 متر، والدور العلوى 4متر فى 4متر، ويمكن أن يكون الفناء مفتوح، أو يسقف بأخشاب متقاطعة حتى لا تحجب الضوء والشمس، ويزرع الفناء الداخلى، ويمكن وضع نافورة صغيرة فى وسطه.
وبالنسبة للسلم يتوجه فتحته العلوية تجاه الرياح المحببة، وفى مصر الشمال الغربى والشمال، لكى يعامل معاملة الملقف، هذا معناه أنه لن يكون له سقف.
يمكن استعمال غرفة من الغرف الموجودة على الواجهة الأمامية كمحل، لعمل استثمار بها، ويمكن لا، كما يفضل الساكن.
أحاول استعمال المشربية الغير معقدة، لكى تكون تكلفتها بسيطة، لعمل الشبابيك الداخلة المطلة على الفناء الداخلى، واستعملها فى الأدوار العليا فى غرف الاستقبال أو غرف النوم حسب التشكيل المناسب للواجهة.
أحاول فى فراغ المدخل أن يكون متدرج ولن يظهر إلا فى الواجهة.
سامحونى أصدقائى، فهذا الحل لم اقصد به كما سبق وقلت حل بعينه، ولكن هو توضيح لفكرة التصميم عامة، حتى فى موضوع التخطيط وتجميع الوحدات مع بعضها، كما رأيتم لتوضيح فكرة تجميعهم فقط وليس فرض شكل معين.
فكرة المدينة المترابطة، والموجهة بيئيا ومناخيا وإسلاميا، وفيها احترام للنواحى الاجتماعية سواءا فى البيت الواحد أو فى تجميع المنازل مع بعضها، مثلما كان فى المدن الإسلامية القديمة، هذا ما أود توصيله إليكم، لم اقصد فرض حل معين كما قلت.
فأرجو أن تكون القكرة وصلت لكم، وهناك تفاصيل أكثر عما يجول فى خاطرى فى هذا الموضوع فى الوصلة التى أرسلتها لكم من قبل.
أخوانى الأعزاء
عملت بعض التعديلات على المساقط الأفقية مرة أخرى مع الأبعاد، حيث يمكن بناء الفرش فى بعض الشقق مثل الدواليب فى غرف النوم والمصاطب فى غرف المعيشة، يمكن أن توفر على الساكن ثمن صناعة الأثاث

جمال الهمالي اللافي
الأخت م. نجلاء محمود
اطلعت على المقترح الذي تفضلت بطرحة ومن خلال الشرح المرفق، وجدت أنك تقتربين أكثر من النموذج المثالي لبيت العائلة.
وأنا اتفق معك تماما في أن هناك بلدان عربية وعلى رأسها ليبيا حاليا بدأت أسعار الأرض ترتفع فيها بشكل ملحوظ، يمنع الكثير من العائلات من التوسع في شراء مساحة أكبر لبناء بيت العائلة، وهو ما يتضح من النموذج الذي قمت أنا بإرفاقه في مداخلتي السابقة... فالموقع بعيد جدا عن مركز المدينة ولكن اسعار الأرض في هذه المنطقة في تزايد مضطرد كلما زاد العمران فيها. والناس بدأت تهرب إلى أبعد منها سعيا وراء أسعار أقل للأراضي.

الأمر الذي يجعلني أقف قليلا أمام مقترحك الذي قدمته والمبني على تصميم مجموعة من الوحدات السكنية المتلاصقة، المكونة من دورين بمساحة 12*12 متر مربع وتحيط جميعها بفناء مشترك وحسب ما رأيته في الملف المرفق أنه كبير جدا... وهو ما يمثل خروج بعض الشئ عن فكرة الإسكان الاقتصادي ويقترب من بعيد من تحقيق فكرة بيت العائلة. وذلك راجع إلى أن إنفراد كل فرد من الأسرة بيت مستقل من دورين يعني أنه يصمم بيت عادي لا تتوفر فيه الشروط الاقتصادية وذلك لأنه سيمر بجميع المراحل التي يمر بها تنفيذ البيت غير الاقتصادي، والدولة طرحت نموذج العمارات السكنية بإعتباره الأوفر إقتصاديا.... لهذا فأنا أرى من وجهة نظري إعادة النظر في نموذج العمارة السكنية وإدخال التعديلات عليه من حيث توزع الشقق حول فناء مشترك واختصار بعض الفراغات التي يمكن تحويلها إلى فراغات مشتركة كغرف استقبال الضيوف وحمامات الضيوف.... كذلك معالجة الواجهات وتجنب الشكل المتماثل ومراعاة الطراز والمعالجات المعمارية لكل منطقة جغرافية يطبق فيها هذا النموذج مع عدم التكرار للنماذج في الموقع الواحد بقدر المستطاع.

كما أنه يقترب من بعيد من بيت العائلة لأنه يفترض حسب ما تقدمت به أن تشكل جميع هذه البيوت حلقة مربعة تحيط بفناء مشترك يجتمع فيه أفراد العائلة. وبالتالي يمكننا أن نطلق عليه بيت العائلة، ولكن لا يمكننا أن نطلق عليه إسكان اقتصادي.... أما باقي التفاصيل التي أوردتها في مداخلاتك الأخرى حول التوفير في الأثاث واستخدام المسطحات الخضراء في الفناء لتكون متنفسا للسكان والكتل المتلاصقة للمباني فهي جميعها حلول منطقية تعالج جزء كبير من المشكلة.
بارك الله جهدك.
نجلاء محمود

أخى الكريم جمال
بالنسبة لتعليق حضرتك على اقتراحاتى للمسكن الإقتصادى، حضرتك فعلا عندك حق، هذه المساحة وهذا الحل يكون أقرب لبيت العائلة عن أنه حل اقتصادى، ولكن كنت أحلم أن أجعل حتى الفقراء ومحدودى الدخل يمكن أن يعيشوا فى مكان آدمى ذو مساحة معقولة ومريحة.
بالنسبة للبيت الواحد، يمكن أن تسكنه أكثر من عائلة ولكن يمكن أن يكونوا جيران مقربين، بمعنى أن تتحول العمارة إلى هذا الشكل، بها فناء داخلى، ويمكن أن يجتمع الجيران المقربين مع بعض فيها.
وكذلك تجميع المساكن على حسب قرب الجيران مع بعضهم، ما أقصده هو مراعاة التركيبة الإجتماعية للساكنين.
وهناك فكرتين اقترحهم على أخى الكريم الدكتور يحيى وزيرى، وهما
تجميع كل وحدتين بسلم واحد
أو الرجوع للربع الإسلامى، وهو تجميع عدد كبير من المساكن على فناء كبير واستعمال سلالم مشتركة، ويفتح الفتحات على هذا الفناء الكبير، بمعنى استعمال الفناء ليس لشقتين او داخل شقة واحدة، ولكن تجميع أكثر من شقة على هذا الفراغ.
وأعتقد أن هذا سيكون أكثر اقتصاديا، ولكن لن يكون هناك فناء خاص لكل عائلة.
وسأحاول أن اعرض حل الدكتور يحيى قريبا هنا فى المنتدى إن شاء الله إذا وافق على الفكرة.
وأدعو الله أن يوفقنا جميعا لما فيه الخير لبلادنا جميعا وديننا إن شاء الله
جمال الهمالي اللافي
إخوتي الأعزاء جميعا، حسام عبدالله، خالد صلاح، نجلاء محمود، أحمد حسني رضوان وباقي أعضاء الملتقى
هذه صور لمساقط أفقية وواجهة لنموذج بيت العائلة الذي قمت بتصميميه لأحد المواطنين، حسب مساحة ومتطلبات وشروط المالك والتي قمت بالإلتزام بها إنجاحا للفكرة، وقد تم تنفيذه وفق إمكانياته المحدودة ودون الرجوع إلي في اختيار أعمال التشطيب. وسأرفق لكم قريبا نموذج آخر.... ومن بعده وبفترة طويلة سأرفق النموذج الذي اقترحته من طرفي لنمط بيت العائلة... يرجى الإثراء وعدم التحفظ في توجيه النقد البناء.
نموذج آخر لبيت العائلة
هذا نموذج آخر لبيت العائلة قمت بتصميمه لنفس المواطن، يحتوي هنا على فكرة وجود الفناء والصالة متعددة الأغراض التي تستخدم لضيافة النساء أيضا.... ولكنه اعترض على زيادة المساحة، فتم اللجوء إلى الحل السابق.

جمال الهمالي اللافي
أرجو أن تكون هذه الصور أوضح قليلا للمشروع الثاني لمقترح بيت العائلة والذي تم رفضه من قبل الزبون لزيادة المساحة المسقوفة من خلال إضافة فكرة الفناء الداخلي.
نأمل من الجميع مناقشة هذا المقترح بالذات لأنه يجسد محاولتي المتواضعة لتحقيق بيت العائلة من خلال الفرص المتاحة لقطعة الأرض وقوانين المباني التي تفترض وجود ردود من الجهات وهذا ملخص للفكرة
الدور الأرضي يمثل النواة الأولى لبيت العائلة حيث تتوفر فيه جميع الخدمات الأساسية:
1- استقبال رجال+ حمام للضيوف الرجال
2- استقبال النساء+ حمام للضيوف النساء، وهي كبيرة الحجم نسبيا لتشتغل في المناسبات المشتركة للعائلة كصالة متعددة الأغراض لهذا ألحق بها مخزن.
3- الجزء الخاص والذي يضم فراغ المعيشة+ صالة الأكل+ المطبخ+ حجرتين نوم + حجرة نوم رئيسة بحمامها الخاص.....
الدور الأول والأدوار المكرره:
في هذا الدور تم تكرار مجموعة الفراغات الموجودة في البند -3- بحيث تتحول إلى شقة عن اليمين وشقة عن اليسار. وهو الجزء الذي سيتكرر في الأدوار اللاحقة بحسب حجم أفراد العائلة.
وهنا تم تحقيق بعض النقاط المهمة وهي
- عدم التقيد بالردود الخلفية وذلك في محاولة أولى لكسب مساحة يمكن توفيرها في هذا النموذج إذا ما كانت مساحة القطعة أقل بالنسبة للعرض.
- تم وضع مدخل الضيوف في سقيفة المدخل لتحقيق عوامل الخصوصية والفصل بين الضيوف وأصحاب البيت.
- تم وضع مدخل السلام المؤدي لباقي الأدوار في السقيفة أيضا لتوفير بعض الراحة والخصوصية للأبناء وضيوفهم بحيث تتم الحركة بعيدا عن الفناء الداخلي.
- مراعاة عدم تماثل الواجهة الرئيسية قدر الإمكان من خلال عدم تماثل توزيع الفراغات في الدور الأرضي، والاستفادة من بروز بعض الأبراج بشكل مختلف في باقي الأدوار، بحيث لا نكرر نموذج العمارات السكنية المعتمد على تماثل شكل الواجهات.
إخواني نأمل إثراء الحوار وعدم التوقف، فليس بالضرورة أن نصل إلى نموذج عبقري من المحاولات الأولى، بل سيتم ذلك من خلال النقد والتوجيه البناء.
وسأقدم لاحقا النموذج الخاص لبيت العائلة والذي أشتغل على تعديله وفق رؤيتي الخاصة وليس وفق الظروف التي يفرضها الزبون أو طبيعة الموقع المتاحة.

نجلاء محمود
أخى الكريم والعزيز جمال
بارك الله فيك وبارك فى كل ما بين يديك، تسلم يديك على كل ما صممت وكتبت وابتكرت وفكرت، فعلا الحلول جميلة ورائعة بالنسبة لبيت العائلة:
بالنسبة للحل الخاص بحضرتك:
1- الفراغات وطريقة ترتيبها، أعتقد إنه منطقى ومريح جدا، وفيه خصوصية عالية جدا
ولكن لى رأى صغنون بالنسبة لوضع غرفة النوم الرئيسية ذات الحمام الخاص، أعتقد الأحسن أنه يحدث تبادل بينها وبين المطبخ وقاعة الطعام، حتى تكون بعيدة عن المدخل ويكون المطبخ والمعيشة وقاعة الطعام قريبين أكثر للمدخل، ما رأيك؟
2- بالنسبة للحمام المشترك بين غرفتى النوم، بابه تقريبا أمام باب المدخل سواءا فى الدور الأرضى أو فى الدور المتكرر، فما رأى حضرتك لو وضع الباب على ناحية "يمين أو شمال" ويوضع أمامه فى الحائط بارفان، أو حائط خشبى خفيف "مشربية" لتغطى مدخل الحمام، ويترك مسافة ما يوازى باب للدخول الفراغ الخاص بالغرفتين؟
بالنسبة للحل الذى اختاره العميل:
فيه سؤال صغير، لا يوجد غرفة طعام فى الأدوار المتكررة، فهل هذا معناه أن المطبخ سيكون فيه مساحة للطعام؟ أم أن الدور الأرضى سيكون مشترك بين الأدوار العليا، بمعنى سيكون غرفة الطعام فى الدور الأرضى للجميع؟
بارك الله فى كل ما تفعل يا رب ويعينك على كل خير، وجزاك الله كل خير أخى الكريم

جمال الهمالي اللافي
أختي العزيزة، نجلاء
بارك الله فيك على ردك، وجميع ملاحظاتك بالنسبة للتصميم المقترح من طرفي صحيحة مائة بالمائة وقد وجه لي بعض الزملاء في المكتب نفس الملاحظات، وأحاول أن اشتغل عليها. ولكن كثرة إلحاحكم على ضرورة إرفاق تصور لفكرتي جعلني استعجل بتقديمها، فقط كي أفتح باب النقاش المعماري.... وأنا عادة لا أعرض أفكاري قبل نضجها خوفا من أن تعطي مفعولا عكسيا... وكذا الأمر بالنسبة للمقترح الذي وافق عليه الزبون.... وأنا هنا أعرض أفكار أولية ولا أعرض تصاميم مكتملة.
بالنسبة لغرفة الطعام فلا توجد في الأدوار الأخرى، ونحن في ليبيا عادة ما نستعمل غرفة المعيشة للأكل فهي مساحة متعددة الأنشطة والوظائف، ولكنها بدأت تدخل كفراغ مرتبط بالمطبخ في البيوت الجديدة، ولو على مستوى محدود بطاولة صغيرة في أحد أطراف المطبخ... وصاحب البيت هنا رجل محدود الأمكانيات المادية، لهذا تمّ توفير كل المتطلبات في بيته والاقتصار على الفراغات الأساسية في شقق الأبناء.

أختي العزيزة، نجلاء
ربما يكون حوارنا هنا تحت عنوان البيت الاقتصادي، الهدف منه الخروج بخلاصة القول أنه يجب علينا تجاوز مرحلة الحديث عن البيت الاقتصادي إلى البحث عن المسكن الملائم للأسرة العربية المسلمة بغض النظر عن مستوى معيشتهم، فكما قلتي أنت أنه من حق الفقراء أن يعيشوا في مسكن يليق بآآدميتهم..... ولن نجد عن فكرة تجميع العائلة في مجمع سكني واحدة بديلا أفضل من هذا الحل، أي أننا بطريقة أو أخرى لا نجد مفر من العودة إلى النمط التخطيطي والإسكاني التقليدي الذي عرفته المدينة العربية الإسلامية في عصور إزدهارها.
لأنه وبعد كل هذه التجارب الإسكانية العديدة لم يجد الناس راحتهم واستقرارهم وظل البحث مستمر عن المسكن الذي يحقق الاستقرار ويلبي كافة الاحتياجات الطبيعية والمادية، وكل الجهود بطريقة أو أخرى تتجه نحو بيت العائلة كحل بديل قديم متجدد.
بيت العائلة ليس بالضرورة أن يكون اقتصادي في تصميمه وتنفيذه، ولكنه اقتصادي في ما يترتب عليه من خلال جملة المكاسب التي ستتحقق من خلال تبنيه كمقترح إسكاني لدوي الدخل المحدود وللأغنياء على حد سواء، ولهذا فهو ليس بيت للفقراء بقدر ما هو بيت لكل إنسان يبحث عن الاستقرار العاطفي والنفسي والمادي والاجتماعي.
واعتقد أن فكرة تجميع مجموعة مساكن حول فناء مع الأخذ بعين الاعتبار وجود سلالم مشتركة هو الحل الذي اشتغل عليه بعيدا عن ضغوط الزبائن، وهو عبارة عن مسكن من دور أرضي تتوفر فيه جميع الوظائف الأساسية ما عدا فراغات الاستقبال التي تتجمع في سقيفة المدخل، ويتكرر هذاالمسكن في الأدوار الأخرى مع مراعاة طرح ثلاثة نماذج مختلفة تتكرر على المستوى الرأسي ولكنها تتنوع على المستوى الأفقي لتحقيق شئ من التنوع والهروب من تكرار نموذج واحد يبعث على الملل.
واضح أننا جميعا بدأنا نقترب كثيرا من وضع تصور متكامل للنموذج المثالي للمسكن الملائم وظيفيا واقتصاديا واجتماعيا.

نجلاء محمود
الأخ الكريم جمال
أشكرك على التعليق الجميل فعلا، والذى يبشر بأننا إن شاء الله سوف نصل لفكرة حل يمكن أن تطبق فى معظم البلاد العربية إن شاء الله، وأتمنى المشاركة من الجميع والتعليق حتى نستفيد أكثر ونبلور فكرة إيجابية نستطيع بها أن نصل لما نبتغيه من حل للمسكن المناسب لكل إنسان سواءا كان فقيرا، محدود الدخل أم إنسان ميسور الحال.
فبصراحة، حل العمارات المكدسة بالسكان، والتى تشبه علب الكبريت، ولا يدرى أى منهم ما يجرى عند الآخر، مما قد يتسبب فى بعض الأحيان أن يموت جار ولا يعلم عنه أى إنسان لمدة تصل لثلاثة أيام أو أكثر، هذا الحل غير آدمى، ويقتل بداخلنا الإحساس بالجمال، والإحساس بالعائلة الواحدة والتماسك فيما بيننا، ويشجع على الأنانية وحب النفس، دون الإحساس بالآخرين.
نحتاج للرجوع للعلاقات الطيبة فيما بيننا كما يحثنا ديننا الحنيف، وأن نسكن فى مكان مريح حتى نستطيع أن ننشئ جيل جديد مرتاح نفسيا وجسديا وناضج عقليا وواعى دينيا وصحيح قلبا وقالبا، حتى ننهض ببلادنا ونصل بها لبر الأمان إن شاء الله.
ولكم منى كل تقدير واحترام
أختكم نجلاء محمود

حسام عبد الله
اخواني العزاء
ارجو الاطلاع على البحث الموجود على المقع التالي

http://www.iugaza.edu.ps/ara/researc...id=7&type_id=1
وهو بعنوان
Towards lowering the cost of houses in Palestine: new perspective
هذا البحث منشور في المجلة العلمية للجامعة الاسلامية بغزة

جمال الهمالي اللافي
هذا ملخص للبحث نقلته عن الموقع الذي تفضلت أخي حسام بعرضه علينا
ملخــص البحث/
الهدف الرئيسي لهذه الدراسة تطوير طريقة لتقليل تكلفة المساكن دون الإخلال بالشروط البيئية و الصحية. هذا سيؤدي إلى تمكين عدد اكبر من الفلسطينيين ذوي الدخل المحدود وخاصة في قطاع غزة لامتلاك مساكن خاصة بهم. من اجل تحقيق هذا الهدف تم وضع مجموعة من الأهداف التفصيلية يمكن تلخيصها في التالي:
1. البحث والاستقصاء في العوامل المؤثرة في تكلفة مشاريع الإسكان في جميع مراحل تنفيذها.
2. تحديد معايير للإسكان الاقتصادي.
3. اقتراح طريقة لتخفيض تكلفة المشاريع الإسكانية.
4. البحث والاستقصاء عن العوامل المؤثرة في الطريقة المقترحة من خلال استخدام حالة دراسية واقعية وتطوير واقتراح نموذج مشروع إسكان اقتصادي يحقق المعايير السابقة.
تم تحقيق هذه الأهداف من خلال مراجعة الأدبيات المتعلقة بالإسكان الاقتصادي و دراسة تجربة الإسكان الفلسطينية ومقابلة مجموعة من الخبراء في مجال الإسكان من الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرة العملية للباحثين. تتكون الطريقة المطورة لتقليل التكلفة من خمس مراحل هي مرحلة الإستراتيجية, التخطيط والتصميم, طرق التعاقدات, مرحلة التنفيذ بالإضافة إلى مرحلة التقييم. تعتمد هذه الطريقة في تقليل التكلفة على تطوير معايير تخطيطية وتصميمية جديدة, تطوير نظام إنشاء جديد (التعاقدات), الاستخدام الأمثل لمواد البناء و اقتراح برامج تمويل مناسبة لذوي الدخل المحدود. استخدام هذه الطريقة سيؤدي إلى إيجاد عدد اكبر من الوحدات السكنية وتقديم مساحات وحدات سكنية مناسبة بالإضافة إلى تقليل مدة تنفيذ المشروع وبالتالي تقليل المصاريف الإدارية. إن الحالة الدراسية التي تم انجازها أظهرت تخفيض في التكلفة بنسبة 20% تقريبا من إجمالي التكلفة. من أهم التوصيات للقطاع العام والخاص التأكيد على استخدام هذه الطريقة وأخذها بالاعتبار في عملية إنتاج مشاريع الإسكان الاقتصادي الجديدة سواء في فلسطين أو الدول الأخرى.

أخي العزيز/ حسام عبدالله
لو اعتمدنا على الإسمنت والحديد كمواد للبناء، أعتقد أننا سنقع في ورطة كبيرة، لأن الملاحظ في جميع الدول العربية أن أسعار الإسمنت والحديد في زيادة مضطردة بسبب إحتكار صناعة هذه المواد على فئات محدودة، وحسب مجريات الأمور فإن اسقرار هذه الأسعار يعتبر من المستحيلات.
لهذا أرى أن يتم التركيز على البحث عن مواد بديلة محلية، وأن تجرى عليها الإختبارات المعملية، وهناك مادة الطوب الرملي، فلها خصائص عديدة تحقق الكثير من النتائج المطلوب، كذلك أرى أهمية العودة لنظام الحوائط الحاملة كحل إنشائي، لأنه يقلل من استهلاك مواد البناء وخصوصا الحديد والأسمنت.

حسام عبدالله
الاخ العزيز جمال
البحث الموجود في الموقع يناقش اغلب العوامل المؤثرة في توفير الاسكان الاقتصادي
اتمني من الجميع الاطلاع عليها وابداء الراي
بخصوص استخدام المواد المحلية اود القول بان قطاع غزة يفتقر الى الموارد الطبيعية اضافة الى ان عدد السكان كبير جدا نسبة الى المساحة المتوفرة مما ادى الى حتمية التوسع الراسي، لذلك فالاقتراح يركز على استخدام المواد المصنعة محليا حتى لو كانت المواد الخام مستوردة على ان يتم ضبط الجودة لتكون بمستوى منافس للصناعات المستوردة.

Bakur
كل الشكر لك أخ حسام ....
من أهم العوامل و المحددات للحصول على مسكن اقتصلدي :-
- الاستفادة الكاملة من مساحة الأرض و الحرص على عدم اهدار اي جزء منها .
- التقليل قدر الامكان من استهلاك الطاقة و الستفادة من مصادر الطاقة الطبيعية .
- استخدام مواد التكسية المتناسبة مع الأجواء المحلية و المتوفرة محليا بأسعار معتدلة .
- مرونة التصميم بحيث يكون هناك امكانية للتوسع المستقبلي ، في حالة ازدياد عدد أفراد الأسرة (أي استخدام مبدأ البناء التزايدي) .
- استخدام أنظمة تصريف و ميكانيك بسيطة ، و التقليل من وصلات الأنابيب وذلك بجعل اماكن الخدمات التي تحتاج للتصريف في أماكن متقاربة .
- استخدام لغة معمارية بسيطة في التشكيل من خلال توظيف أشكال ذات خطوط مستقيمة قدر الامكان لتسهيل عملية التنفيذ ، بالاضافة لسهولة استخدام الفراغات الداخلية .
- معالجة الفتحات بيئيا و اجتماعيا للاستفادة من التهوية و الاضاءة الطبيعية .
- الحرص على توجيه المبنى توجيها سليما لتقليل الطاقة المستخدمة في التكييف .
- محاولة دمج فراغات الضيافة بما لا يخل بالمتطلبات الاجتماعية لتحقيق أعلى قدر من الاعتمادية في المسكن .

أحمد عبد العالي رشيد" معماري، مدرس مساعد/ الجامعة التكنلوجية- بغداد"
الاخ حسام عبدالله
دائما ما كنا نطمح ان تكون هناك عمارة في مخيلتنا بالغة التكاليف خصوصا عندما كنا طلابا في الهندسة المعمارية وكثيرا ما يتهم المعماري كونه يريد تحقيق رغباته بالطريقة التي لاتنسجم مع الكلف الواطئة وهذا حال اغلب المعماريين الذين يتصدرون الشهرة فرواد عمارة التقنية العالية high-tech.امثال نورمان فوستر ورينزوبيانو ما كان ليتحقق لهم مايتمنونه لولا الكلف المفتوحة لمشاريعهم ولكن العمارة التي تخص اغلب الناس هي ليست هذه وهذا ماالفت اليه الانتباه المعماري حسن فتحي المولود في صعيد مصر حيث كان غالبا ما يتحدث عن عمارة الفقراء وقد نجح في قطع شوط مهم في ذلك وقد نجد حلول اخرى لو اهتممنا بذلك ونحن ملزمون بذلك وجزاك الله خيرا

خالد صلاح
اري اننا انجرفنا كثيرا عن الاصل الي مناقشة التفاصيل مثل المساقط الافقية والمواد المستعمله وهذه هي المنتج النهائي لتطبيق استؤاتيجية محددة ... المهم في الموضوع هو وضع الاستراتيجية الخطوط العريضة والاساسية .. وتظل التفاصيل لتكون مرنة بحسب كل مجتمع واحتياجاته ومتطلباته وامكانياته اضافة الي المواد المتوافرة.

جمال الهمالي اللافي
أخي الكريم/ خالد صلاح والحديث للجميع
أنا معك في ضرورة الإنطلاق من استراتيجية متينة وعميقة، ولكن ماذا تقصذ أخي خالد من بهذه الاستراتيجية، كما اتفق معك في أن التفاصيل تحددها ظروف كل منطقة أو بلد.
كذلك تكلمت عن ضرورة وضع استراتيجية لمعالجة إشكاليات المسكن الاقتصادي. وحسب ما فهمته من ملاحظتك أنك تريد وضع استراتيجية للخروج بورقة عمل لألية تطبيق الرؤى المطروحة من طرف المجموعة المشاركة في النقاش وتحويلها إلى واقع ملموس.
إذا ما سلمنا جميعا بأن البيت الاقتصادي المثالي والعملي هو في إعادة طرح نموذج بيت العائلة كسكن اقتصادي. يكون علينا تحقيق الخطة الاستراتيجية التالية:
عرض هذه الرؤية من خلال ورقة عمل على الجهات المسؤولة لتبني الفكرة وطرحها في ندوات وحلقات نقاش داخلية ومن تم الدعوة لمؤتمر دولي تقسم محاوره على المواضيع التالية:
1- مواد البناء المحلية البديلة للإسمنت ومدى قدرتها على تقديم حلول إنشائية ناجحة للمسكن متعدد الأدوار. " المواد المتعارف عليها/ الطين، الطوب الرملي" كيف يمكننا توظيف هذه المواد بصورة ناجحة وقابلة للتعميم والانتشار، وإلى أي مدى هي إقتصادية.
2- فكرة بيت العائلة، كمجع سكني يوفر بعض الفراغات وليس المساحات، هل هذا النموذج واقعي وعملي، أم أنه مجرد فكرة مثالية ليس لها علاقة بالواقع ولا يمكن إدراجها ضمن إطار المسكن الإقتصادي.
3- الحي السكني الإقتصادي، كيف يمكن تطبيق فكرة الإسكان الإقتصادي على مستوى المجاورة السكنية حتى نحقق نتائج أكبر.
4- الطراز المعماري للمنطقة التي سينفذ فيها مشروعات الإسكان الإقتصادي، كيف يمكننا مراعاة الخصوصية الفراغية والثقافية والاجتماعية لسكان المنطقة التي سيقام فيها مثل هذا النوع من المشاريع.
كما يمكننا الترويج للفكرة من خلال وسائل الإعلام المختلفة ودعوة رؤس الأموال لتبني هذا الطرح وخصوصا أننا نشهد في هذه الأونة حركة عمرانية كبيرة في أغلب الدول العربية.

تنويه/
واضح أن حماسة الجميع فترت ولم يعد هناك ما يضاف للموضوع لولا مشاركة الأخ bakur وهي تفاصيل مهمة تضاف إلى حلقة النقاش، وهي نقاط جد مهمة وحيوية في صياغة المسكن الاقتصادي.
كذلك أوجه تحية تقدير للمعماري أحمد عبدالعالي رشيد، على إضافته. ولكن أحب التنويه إلى نقطة مهمة تطرقنا إليها في السابق وهي عدم ربط فكرة الإسكان الاقتصادي بالفقر، لأن ذلك يسبب حرجا كبيرا لكل من يعنيه الموضوع، مما يجعله يرفض التعاطي مع أي طرح أو مشروع أو فكرة تأتيه من هذا الجانب" الفقر". فللناس عزة نفس يتوجب علينا احترامها. لهذا توصلنا إلى طرح فكرة بيت العائلة الذي يعالج الموضوع من زوايا مختلفة.

خالد صلاح
الاخ العزيز جمال
كالعاده تأتي مشاركتك كالنهر في فيضانه فيه من الخير ما يغطي من الارض الداني والقاصي .
ما سطرته سابق هونهاية النقاش بدايه التطبيق .. هذا كما اري هوخارطة الطريق _ برغم شؤم المصطلح علينا دائما _ اذا كان هناك امل ان يتحول الحلم الي واقع فمن هنا نبدأ .
ادعوكم جميعا الي تشكيل مجموعه عمل تتولي تحويل ما جاء في استراتيجية الاخ جمال الي خطة واهداف تكتيكية يتم الوصول اليها ثم تجميعها ونشرها .. املين ان يكون في ذلك خير للعرب جميعا .

جمال الهمالي اللافي
أخي العزيز/ خالد صلاح
لك مني فائق التقدير والاحترام، وأثمن عاليا هذا التفاعل والإثراء، وسأسهم بدوري في وضع تصور مبدئي للخطط والأهداف والمنطلقات وبرنامج العمل وعرضها عليكم في أقرب فرصة، إن شاء الله.

بكلي صالح
السلام عليكم
في الحقيقة هده أول مساهمة مني في هدا المنتدى
أشكركم عظيم الشكر على إثارتكم للموضوع و المساهمات الرائعة التي قدمها بعض الأعضاء
كوني مهندس معماري مختص في تصميم السكنات لمدة 12 سنة إستطعت أن أصل إلى صياغة مقاربة منهجية في تصميم المساكن الإقتصادي و التي تخرج من دائرة إقتراح الحلول المجربة و التي نجدها في أدبيات المسكن الميسر و عمال "lqcm" المطبقة حاليا في بعض البلدان الأوربية.
إن المنهج المقترح ينطلق من التكلفة المالية للمسكن ليصل في الأخير إلى التصميم -كأي منتوج إقتصادي موجود في السوق- (طريقة عكسية) و تضبط بأهداف قابلة للقياس و بمؤشرات لقياس مدى نجاعة الحل المقترح في التخفيض الشامل في السعر.
وقد جربت هدة الطريقة في مشروع تافلات بمنطقة ميزاب جنوب الجزائر و توصلت إلى نتائج كبيرة ( تخفيض ب 1/3 من المسكن العادي) .
و سأحاول إن مكنني الله بتخريج الطريقة و تطبيقتها بالعربية و نشر على أعضاء النادي
ثبتكم الله و نحن حتى نصل أن نحول المسكن من حلم إلى مكتسب لكل رب أسرة.

مخطط موهوب
بحث حول تيسير الاسكان بالعالم العربي
ملخص البحث:
تشهد اغلب المدن بالعالم العربي معدلات متزايدة من النمو العمراني والتحضر المطرد نتيجة :
· للنمو السكاني
· تزايد معدلات الهجرة من البيئة الريفية والرعوية إلى المدن.
· وضع الحكومات لمجموعة من السياسات والبرامج للتعامل مع هذه الظاهرة العمرانية
· تلبية احتياجات المجتمعات العربية من تزايد الطلب على الإسكان الملائم والخدمات الأساسي
· إعادة استغلال الموارد المتاحة لتوفير المسكن الملائم من منظور يحقق الاقتصادية والكفاية لمختلف التجمعات بالعالم العربي
· مقاومة النمو السريع للعمران بالمدن العربية

جمال الهمالي اللافي
بارك الله فيك أخي الكريم، مخطط موهوب على إسهامك الرائع والمتجدد. هذه الدراسات القيمة ستسهم حتما في وضع أساسات رؤية معاصرة لمفهوم الإسكان الإقتصادي من منظور عربي وإسلامي إنطلاقا من طرحنا المشترك كمجموعة لبيت العائلة كحل بديل لأنماط الإسكان الاقتصادي السائدة.
لا يجب أن ننسى أو نتناسى أن مشاريع الإسكان الاقتصادي وما يصاحبها من إشكاليات هي مشكلة تعاني منها جميع الدول العربية، حتى وإن اختلفت المسميات. لهذا المطلوب مساهمة كافة الأعضاء من جميع الدول العربية برأيهم وخبرتهم في هذا الموضوع، حتى نستطيع الخروج بنتائج مشتركة يمكن تعميمها للفائدة.

كما أحب التنويه إلى أنني ومن خلال زيارتي لبعض الدول العربية رأيت أن النموذج الإسكاني العام المطروح على أرضية الواقع هو نموذج العمارات السكنية ذات الطوابق التي تزيد عن العشرة، وهو نموذج أثبت فشله وسلبياته على البنية الاجتماعية والأخلاقية، وخصوصا بالطريقة التي ينفذ بها حاليا. وأستغرب جدا هذا الإصرار على تنفيذ هذا النموذج، رغم إنه ليس إقتصادي لا من حيث تكلفة البناء ولا من حيث الأسعار المطروحة على المواطن في مقابل حصوله على شقة في إحدى هذه العمارات. ولا من حيث إستقرار الأسر لمدة طويلة داخل هذه الشقق، أي بمعنى أن كل سكان العمارات يعتبرون وجودهم في هذه العمارات حالة مؤقته لحين تحسن أوضاعهم المادية ومن تمّ يبدأون في التفكير في شراء أرض وبناء سكن خاص، ومن لم يستطع يظل دائما في حالة توتر وعدم استقرار وإحساس بالدونية لعدم تمكنه من تجاوز مرحلة سكنى العمارات.

سأقول لكم عن خاطرة مرت ببالي وأنا أرى هذه العمارات الشاهقة وتوزيعها المتباعد فيما بينها، لقد فكرت أنها ربما تنفذ بهذا الشكل لدواعي أمنية بحثة، بحيث يمكن محاصرة أي عمارة في أي وقت وعزلها، وبالتالي فهي تعتبر سجنا يسمح فيه لنزلائه بالخروج إلى حين إشعار آخر.... ربما تكون خاطرة غير منطقية، ولكنها تستحق الوقوف عندها والتفكير، لماذا الإصرار على نموذج العمارات السكنية كحل وحيد إسكاني للمدن العربية؟ وهل المواطن العربي لا يستحق أكثر من ذلك؟

بكلي صالح
تحية حب و تقدير لكل الإخوة الأعضاء
عندنا في الجزائر مثل شعبي يقول" البركة في القليل" وقوة المشروع لا تقاس بعدد المنتسبين إليه بل بقوة طرحه و نجاعته في الميدان.
أشكر الإخوة جمال وخالدو على التشجيع و أتمنى أن أكون في مستوى أمالهم.وقد أعجبت بمداخلاتهم و أفكارهم حول المشروع.
وأقترح على الإخوة تحضير أرضية للمشروع تكون دقيقة و علمية و هي مبدئيا:
1. ما هي العناصر المحركة التي تكلف المسكن و إدا أمكن ترتيبها حسب الخطورة .
2. الأهداف العملية للمشروع ( حجم و مجال التخفيض) بحيث تكون أهداف مهمة و قابلة للإنجاز و القياس.
3. معايير القياس ( متوسط الدخل السنوي للأسرة/....).

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية