التخطي إلى المحتوى الرئيسي

جماليات المكان



من الملاحظ في المساكن الشعبية التي ينفذها المستثمرون أنهم يعتمدون في توفير تكلفة التنفيذ وزيادة نسبة الأرباح على اختيار نموذج واحد وتكراره، بعد أن يقوموا فقط بتغيير ألوان الحوائط. فتجد نفس النموذج بلون ياجوري للكتل البارزة مع الترابي لباقي الحوائط الخارجية، بجانب نموذج بني للكتل البارزة مع الأصفر لباقي الحوائط. أو يختارون أنواع مختلفة من بلاطات الحجر الصناعي ويوزعونها على مجموعة النماذج... وهكذا.

الأمر الذي يخلق حالة تنافر ونشاز في الشكل العام للحي السكني من خلال اختيار نموذج تكثر فيه البروزات المفتعلة لغرض طلائها بألوان مختلفة أو تلبيسها بهذه الأنواع الرخيصة من بلاطات الحجر الصناعي.

وكان من الأولى بهم في حالة رغبتهم في التوفير في عدد التصاميم المعمارية للنماذج السكنية أن يقف اختيارهم على نموذج مثالي أكثر بساطة وأقل كلفة في التنفيذ، بحيث يخلو أولا من هذه البروزات المفتعلة. والاكتفاء ثانيا بطلاء جميع الوحدات السكنية بلون موحد وهو اللون الأبيض للحوائط ولون آخر بدرجاته المختلفة للأبواب والشبابيك. بحيث يتم اختيار درجة واحدة لكل بيت ودرجة أخرى لبيت آخر... وهكذا. مع الحرص على أن يكون عرض الرصيف لا يقل عن 1.50 متر، مما يسمح بغرس أي نوع من الأشجار المثمرة والمزهرة بجانب كل بيت، وهي كشتلات أقل كلفة من أشجار الزينة التي لا يقل سعر بعضها قبل ارتفاع الدولار عن 300 دينار.


هذه المعالجات البسيطة، في حالة نفذها المستثمرون ستسهم في الارتقاء بالمستوى المعماري والجمالي للأحياء السكنية. وبالتالي سترفع من فرص البيع والاستثمار إلى الحد الأعلى.

ملاحظة/ لم اتطرق هنا للبنى التحتية أو توفير الخدمات لهذه الأحياء، لعلمي أنه أمر سابق لأوانه بالنسبة لرؤية المستثمرين الحالية.

ويمكننا من خلال الصور المرفقة للأحياء السكنية في مدن اليونان وجزرها أن نستوعب كيف يمكننا أن ننشئ أحياء سكنية بسيط وغير مكلفة وفي ذات الوقت تمتاز بطابعها المعماري الذي يجعل منها أحياءا راقية وقابلة للعيش دون أن يشعر سكانها أن مناطقهم تصنف تحت إطار الأحياء الشعبية المتدنية المستوى في مقابل أحياء أخرى راقية.


مع لفت النظر إلى معالجة الشوارع بحيث يؤخذ في الاعتبار سهولة حركة سيارات سكان الحي وزوارهم وتوفر مواقف للسيارات في إطار الحي أو في كل وحدة سكنية. وهو ما لا نراه في الصور المعروضة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...