أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الأحد، مارس 04، 2018

جماليات المكان



من الملاحظ في المساكن الشعبية التي ينفذها المستثمرون أنهم يعتمدون في توفير تكلفة التنفيذ وزيادة نسبة الأرباح على اختيار نموذج واحد وتكراره، بعد أن يقوموا فقط بتغيير ألوان الحوائط. فتجد نفس النموذج بلون ياجوري للكتل البارزة مع الترابي لباقي الحوائط الخارجية، بجانب نموذج بني للكتل البارزة مع الأصفر لباقي الحوائط. أو يختارون أنواع مختلفة من بلاطات الحجر الصناعي ويوزعونها على مجموعة النماذج... وهكذا.

الأمر الذي يخلق حالة تنافر ونشاز في الشكل العام للحي السكني من خلال اختيار نموذج تكثر فيه البروزات المفتعلة لغرض طلائها بألوان مختلفة أو تلبيسها بهذه الأنواع الرخيصة من بلاطات الحجر الصناعي.

وكان من الأولى بهم في حالة رغبتهم في التوفير في عدد التصاميم المعمارية للنماذج السكنية أن يقف اختيارهم على نموذج مثالي أكثر بساطة وأقل كلفة في التنفيذ، بحيث يخلو أولا من هذه البروزات المفتعلة. والاكتفاء ثانيا بطلاء جميع الوحدات السكنية بلون موحد وهو اللون الأبيض للحوائط ولون آخر بدرجاته المختلفة للأبواب والشبابيك. بحيث يتم اختيار درجة واحدة لكل بيت ودرجة أخرى لبيت آخر... وهكذا. مع الحرص على أن يكون عرض الرصيف لا يقل عن 1.50 متر، مما يسمح بغرس أي نوع من الأشجار المثمرة والمزهرة بجانب كل بيت، وهي كشتلات أقل كلفة من أشجار الزينة التي لا يقل سعر بعضها قبل ارتفاع الدولار عن 300 دينار.


هذه المعالجات البسيطة، في حالة نفذها المستثمرون ستسهم في الارتقاء بالمستوى المعماري والجمالي للأحياء السكنية. وبالتالي سترفع من فرص البيع والاستثمار إلى الحد الأعلى.

ملاحظة/ لم اتطرق هنا للبنى التحتية أو توفير الخدمات لهذه الأحياء، لعلمي أنه أمر سابق لأوانه بالنسبة لرؤية المستثمرين الحالية.

ويمكننا من خلال الصور المرفقة للأحياء السكنية في مدن اليونان وجزرها أن نستوعب كيف يمكننا أن ننشئ أحياء سكنية بسيط وغير مكلفة وفي ذات الوقت تمتاز بطابعها المعماري الذي يجعل منها أحياءا راقية وقابلة للعيش دون أن يشعر سكانها أن مناطقهم تصنف تحت إطار الأحياء الشعبية المتدنية المستوى في مقابل أحياء أخرى راقية.


مع لفت النظر إلى معالجة الشوارع بحيث يؤخذ في الاعتبار سهولة حركة سيارات سكان الحي وزوارهم وتوفر مواقف للسيارات في إطار الحي أو في كل وحدة سكنية. وهو ما لا نراه في الصور المعروضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية