التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإخراج المعماري للمشاريع

أسلوب الإخراج الذي تميزت به مشاريع المعماري حسن فتحي




جمال اللافي


الإخراج المعماري للمشاريع، هو في حد ذاته جزء أصيل في تصميم المشروع ولا يخرج عن أهدافه في شئ. وهو انعكاس صريح لفلسفته وطرح مضاف إلى طرح المشروع العام.

لهذا فهو مطلب حيوي لإنجاح رسالة المشروع، لا يمكن تجاهله. وبالتالي لا يمكن تفويض الأمر فيه لأي كان. ولأنه تصميم في حد ذاته، نابعا من فكر خلاق ومبدع، فلابد أن يوكل أمره لمن لديه القدرة على استيعاب طبيعة المشروع والفلسفة القائم عليها. بل هو امتداد لما نسمية الطراز المعماري للمشروع.

هذا الأمر قد يكون شيئا بديهيا ومسلّمة عند مصممي الجرافيك في العالم المتحضر فكريا والمنفتح عقليا والمتعطش دوما للإبداع. فلا يكفي الإلمام بتقنية إخراج المشاريع، فهي أداة تنفيذ يحركها عقل واعي أو عقل ساهي.

ولهذا يبقى إخراج المشاريع واحدة من المعضلات التي تواجه المعماري عند استكمال مراحل تصميم المشروع واقترابه من مرحلة التسليم النهائي. وأذكر في هذا الصدد أن الدكتور عبدالجواد بن سويسي باعتراضه على الإخراج المعماري لأحد مشاريع الطلبة ووصفه بالكرنفال، قد وضع إصبعه على ما يمكننا أن نقول عنه هوية المشروع من خلال اسلوب إخراجه المعماري. فلا يكفي أن تكون فنانا في التلاعب بالألوان لتحقق حالة الإبهار دون أن يكون هذا التلاعب (لو صح التعبير) منطلقا من الفهم الدقيق لطبيعة المشروع والمستهدف من عملية الإخراج المعماري له. فهو في حقيقته ليس عملية تلاعب بقدر ما هي حالة تفكير عميق، واعي ومتزن يستلهم من المشروع منطلقاته الفنية والتعبيرية والجمالية. هو أيضا وسيلة خطاب تضيف للمشروع معنى آخر، يعطي له بعدا فكريا داعما ومساندا للأبعاد الفكرية التي يطرحها المشروع نفسه.

التقنية الحديثة أثرت أساليب الإخراج ببرامج فائقة الجودة.وغياب العقل المفكر افقد هذه التقنية فاعليتها فتحولت إلى وسيلة بدائية سمجة، قد تسئ للمشروع أكثر مما تخدمه.


مصمم الجرافك، يفترض بك أن تكون مفكرا مبدعا، قبل أن تكون فنيا منتجا لإسلوبك الخاص والسهل والمكرر في إخراج المشاريع المعمارية. وعندما تصبح كذلك فمرحبا بك... فأنا ابحث عنك منذ زمن بعيد. ومشاريعي المتواضعة تحتاج لبصمتك لتكمل رسالتها الفكرية والثقافية.

تعليقات

  1. نقطة مهمة جداااا جدا : الاخراج المعماري للمشروع ،،، او الاخراج الفني لأي مشروع قائم للعرض ، فلا يكتمل المشروع الا لو وضع في شكل يلائم حجمه و ابداعه الفكري .
    مقالة رائعة جداا .
    ذكرتني عندما احاول ان احفز الطلبة لإخراج المشروع بشكل جميل فأقول لهم : ( الابداع في طريقة الاخراج سيجعلكم تصرفوا نظري عن بعض الاخطاء )

    ردحذف
  2. سعدت بمرورك استاذة تانية وبتعليقك على الموضوع. وسيبقى الإخراج المعماري للمشاريع جزءا من طرح المشروع يتأثر به ويؤثر فيه، سلبا وإيجابا.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...