التخطي إلى المحتوى الرئيسي

كتب ومراجع



عمارة الأرض في الإسلام

دراسة (أكبر – 1995) (عمارة الأرض في الأسلام - مقارنة الشريعة بأنظمة العمران الوضعية)

تناولت هذه الدراسة البيئة التقليدية القديمة في المدن الأسلامية التقليدية بالنقد والتحليل، لأستنباط أفكار معمارية وتخطيطية ومحاولة تطبيقها في البيئة الحالية، وعرضت للأزمات البيئية المعاصرة في العالم الأسلامي وما نتج عنها من سلبيّات تحتاج لحلول آنية بعد الوقوف على أسبابها، وذكّرت الدراسة بأهمية موضوع الطاقة كأحد المقوّمات الضرورية لتحقيق إستدامة البيئة التقليدية ضمن إطار الحلول المطروحة لتقييم الماضي من وجهه نظر الحاضر المتأثّر بتيّارات العولمة وثورات التكنولوجيا، وناقشت مشكلة الهوّة الواسعة بين العالمين الغربي والأسلامي، فالأوّل إعتمد على أنظمته الأقتصادية والسياسية والأدارية في تسيير أموره وبلورة مخطّطه الحضاري من خلال تصارع هذه العوامل وتحديد دوره الأنساني ذي المسؤوليات المحدّدة والمعروفة في إطار تلك النظم، أمّا الثاني فقد اختلف الوضع بالنسبة له، فالشريعة الأسلامية تختلف عن تلك النظم الوضعية، ومن هنا كان لابد أن يختلف دور المهندس والمخطط في العالم الأسلامي، ولكن الذي حدث هو أنّ ذلك الدّور الذي تبلور نقل كما هو إلى العالم الأسلامي ممّا سبّب الكثير من الأشكالات، وعدّت الدراسة - وفق المنهج التحليلي الذي - إتبعته الغالبية العظمى من البيئة العمرانية في المدن التقليدية تتكون من مبانـي عادية من وجهه نظر الكثيرين، لكنّها في الحقيقة قد بنيت لتكون مباني فوق إعتيادية، وبدراسة هذه المعالم التاريخية قام بعض المهندسين – ومن ضمنهم المعماريون – والمخططين بأستنباط أسس العمارة والتخطيط الأسلامي، ومن هذه الأستنباطات الأعتقاد السائد والخاطيء أنّ البيئة تنتظر من يصمّمها من المهندسين لأن تلك المعالم التأريخية كانت قد صمّمت، ولكن في الواقع، البيئة التقليدية لم تعتمد في نشأتها على تخصص العمارة أو التخطيط فقط ولكن على أسس وضعتها الشريعة أيضاً. وطرحت الدراسة عدّة تساؤلات للمناقشة إرتبط أغلبها بمقوّمات تحقيق الأستدامة للبيئة العمرانية، ومن بين هذه التساؤلات: ما الذي نعرفه كمخططين ومهندسين عن البيئة؟ وما هي المهارات التي نحتاجها وبأستطاعتنا تقديمها للبيئة العمرانية لنرفع من نوعيّتها وعطائها في أطر المفهوم الأسلامي؟ أي أنّ المهندس عليه أن يتعامل مع ما هو موجود في البيئة وما هو معطى له ضمن محدّدات البيئة في الحاضر وعلى المستوى البعيد، خاصةً لتلك الجوانب القابلة للنفاد، وهنا تبرز ظاهـرة الأستدامة في البيئة العمرانية كهدف أمام المصمّم في جوانب مستنفدة قابلة للأستهلاك كالطاقة، فما الذي يحرك البيئة العمرانية ويحكمها في هذه الحلقة المفقودة؟ وما هي المهارات التي يجب أن نتعلّمها لنساهم في الرفع من كفاءتها؟
وتطرقت الدراسة إلى موضوع ( حركية البيئة ) وكيف تنمو وتتغير بواسطة الأفراد والمؤسسات، مع توضيح نماذج المسؤولية في البيئة التقليدية، والتي إنبثقت من الشريعة الأسلامية وبيان مدى إختلافها الكبير عن البيئة الحالية، وتأرجحت الدراسة في سرد تفصيلي بين البيئتين التقليدية والمعاصرة مستخدمةً مصطلحات عديدة تصب بمجموعها نحو تحقيق فكرة الأستدامة وفق مقياس إنساني تحكمه الحاجات وتسيطر عليه جملة متغيّرات ذات أبعاد كثيرة، فأظهرت الفرق بين كل ما هو تقليدي ومعاصر في البيئة العمرانية مستخدمةً عدّة مفاهيم تدعم هذا التوجه ومنها مفهوم الطاقة من خلال الجوانب التي تقود إلى هذا المفهوم، وقد عالجت الدراسة هذا الأمر في عدّة مدن إسلامية تقليدية من خلال التركيز على فكرة الأستدامة بين التقليدي والمعاصر وقد وصفت الجوانب السلبية التي تقف كعقبات أمام تحقيق هذه الفكرة – وفي مقدمتها الأضرار التي يسبّبها الأنسان للبيئة – بأنّها من الممكن تصحيحها وفق توجهات جديدة للعمارة القابلة للأستمرار
وخلصت الدراسة إلى أنّ الأنسان هو المساهم الأول في صياغة البيئة بعد أن أجابت عن تساؤل هل أنّ البيئة تمثّل وسيلة أم غاية؟ فقسّمت باحثي البيئة بناءاً على عقائدهم إلـى صنفين متناقضين، صنف يرى أنّ البيئة غاية، وصنف آخر يرى أنّها وسيلة، وبين هذين النقيضين يقع الباحثون، فالذين يرون أنّ البيئة غايـة يقولون أنّ في هذا تعبير عن الحضارة، فبناء البيئة بالنسبة لهم غاية لابد وأن يراعيها المهنيون ليتمتع المجتمع، أمّا الذين يرون أنّ البيئة وسيلة فهم المقتنعون بأنّ البيئة وسيلة في الأرض لبلوغ الآخرة، فكيف يمكن بناء بيئة توصل إلى ذلك الهدف؟ والجواب يكمن في عدم الأسراف – الذي هو من ضمن شروط الأستدامة – مع مراعاة الحاجات البيئية الأساسية، فالشريعة لم تستثمر البيئة إلاّ بالقدر الذي يفي بالغرض الأساسي من وجود البشر بما لايلحق الضرر بالبيئة، وقد أفرزت هذه الدراسة مايلي:
-وضع الضوابط الأجتماعية والوظيفية كمحدّد مهم للطاقة.
-إعتماد الأشكالات التنظيمية كعامل مؤثّر.
-وضع الجوانب البيئية في مقدّمة إهتمامات المصمّم فيما يخص الطاقة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...