التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رحيل معلمي.. Andy MacMillan


د. مصطفى المزوغي


كأن لنهاية الأسبوع الماضي موعدا لرحيل آندي ماكميلان، رجل عرفته في يناير العام 1993، أخذ بيدي في رحلة المعرفة قاربت الثلاث سنوات ونصف، معه عرفت أشياء كثيرة منه وأشياء أكثر عنه

هذا الرجل يملك وحده شرف تأسيس أحد أفضل مدارس التصميم المعماري في المملكة المتحدة عرفت باسم مدرسة ماكنتوش للعمارة، وكان على يقين أنها كانت وستكون دائما “مدرسة آندي” هكذا كان يخبرني مازحا حين حان موعد تقاعده.

ذات يوم لفت انتباهي تجمع طلابي بقاعة المحاضرات، بدا لي وكأنه تظاهرة جمعت كل طلاب مدرسة ماكنتوش، فاقتربت لأتبين الأمر فكان الكل في حالة ترقب وانتباه لأحد أجمل وأقوي محاضرات آندي ماكميلان حول مدينته جلاسكو، وكيف يراها، لم أملك بعد هذه المحاضرة التي دونت عديد المقتطفات منها إلا القرار لحضور كل محاضراته التي كان يلقيها على مسامع طلبة السنة الأولى في مقرر تاريخ العمارة وأنا الدارس لدرجة دكتوراه الفلسفة، فكان أن ابتسم لي في أول مرة وأستمر في محاضرته.

ثاقب الرؤيا، حاد القراءة، لا يجامل ولا يدعي، حين وددت رأيه عن مشاركتي في مسابقة معمارية لمعلم في لندن، تمعن لبرهة وتمتم عليك بالمشاركة أكثر في المسابقات !، وحين تجاوزت مرحلة متعمقة في رسالة الدكتوراه حينما واجهتني عقبة ما، أجابني عن سؤالي بقوله “اليوم انت وحدك من يعرف عن موضوعك فلا تتوقع إجابات لدي” وأدركت معها كنه التخصص.

منذ أشهر كان لي اتصال هاتفي، أسعدني كثيرا وأخبرته أنني أدرجت بكتابي (حوار على هامش نظريات العمارة) رؤيته في اكتشاف العمود في تاريخ العمارة.. قهقه ضاحكا بصوته المميز معلقا “نعم أتذكر ذلك”.

في أحدى رحلاتي معه، همس لي ” مصطفى على المرء دائما أن يتعلم فن الحياة”..

رحل آندي وتبقى أعماله وأقواله، سيرته كمحارب اسكتلندي قوي وشجاع كريم محب ومعطاء للعمارة والإنسانية على حد سواء.





Has Andy already left ?
As if the end of last weekend, is the date for the departure of Andy MacMillan to his eternal life. A man I knew in January 1993, when guided me in a journey of knowledge for a nearly three and a half years. I learned many lessons from him and more about him.
Andy MacMillan, alone, has the honor of establishing one of the best architectural design schools in the United Kingdom known as the Macintosh School of Architecture, it will always be, “Andy’s School”, Humorously he told me, when it was time for his retirement.
One day, in the crit space at MAC school, I noticed the gathering of students seemed to me like all the students of the school Macintosh were there, all-in a state of alert and attention. I came closer and realised that it was one of the most beautiful and the knowledgeable lectures by Andy MacMillan about his hometown of Glasgow.After the lecture, I have decided to attend all the lectures by Andy, even the ones delivered to the first-year students in the history of architecture .

Visionary, and sharp reader, he was.
Months ago I had a phone call with Andy, and I told him that I hereby incorporated in my book “A dialogue on the margins of Architectural theories” his view of the discovery of the column in the history of architecture .. he giggled in his  distinctive voice, laughing, commenting, “Yes, I remember that.”

In one of my trips with him, Andy whispered to me, “Mustafa .. one has to learn the art of life” ..

Andy is gone and left behind him a rich journey of life and deeds. He was a Scottish warrior, strong, brave and generous to architecture and humanity. God bless his sole



المصدر/ http://mustafamezughi.wordpress.com/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...