أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

السبت، يونيو 20، 2009

التنمية المستدامة للمدن القديمة






أ. د. رمضان الطاهر أبو القاسم



تقديم:

تشكل المدن التاريخية القديمة نواة لتطور العديد من المدن الحديثة في العالم. في كثير من الدول النفطية النامية تجاوزت مخططات التنمية المدن القديمة و اعتبرتها عبئا على متطلبات الحياة العصرية.
كان الاعتقاد بأن القديم يرمز للتخلف و أن متطلبات التطور تستوجب الاهتمام بالاحتياجات العصرية و هو ما أدى في كثير من الحالات إلى إهمال نسيج المدن القديمة و عدم إدماجها في المخططات الجديدة للمدن.
لقد انعكس هذا الإهمال في ازدياد تردي حالة المدن القديمة و تغير بنيتها الاجتماعية في عدد كبير من المناطق نتيجة هذا التجاوز. ضعف وهشاشة برامج المحافظة على المدن التاريخية و حصر أهداف مخططات إعادة إحياء المدن التاريخية القديمة على عمليات الترميم ساهم أيضا في تدهور حالة المدن القديمة و جعل هذه البرامج عاجزة عن تحقيق الأهداف الكاملة المطلوبة منها. إن هجرة ألسكان الأصليين للمدن القديمة و تراجع مستوى خدمات البنية التحتية المتوفرة و غياب استراتيجية شاملة و واضحة للتعامل مع المدن التاريخية القديمة شكك في جدوى برامج و مشاريع إحياء المدن القديمة و بالتالي دور المدن التاريخية القديمة في حياة المدن المعاصرة. لازال الكثيرون ينظرون إلى المدن القديمة كرمز للفقر والتخلف الذي يعيق مخططات التنمية.

إن المدن القديمة تمثل إرثا حضاريا زاخرا ببعده التاريخي، و نمطه الحياتي المميز و نسيجه العمراني المتماسك و أهمية المدن القديمة جاءت من كونها نتاجا يحتوي على طبقات متوالية من التاريخ البشري طبيعيا و معنويا والمشاكل التي تواجه المدن الحديثة يمكن التعامل معها باعتبار المدن التاريخية القديمة سبيلا لتذليل تلك المصاعب و ليس تعقيدا لها.
ان إعادة تأهيل المدن التاريخية القديمة و إدماجها في محيطها الحضري بطريقة فاعلة يضمن استمرارية الدور الحضاري لهذه المدن و يحافظ على مواردها و يساعد في التغلب على بعض المشاكل الاقتصادية. إن النمو الملحوظ في حركة السياحة لفت الاهتمام بالمدن القديمة و الموروث العمراني حيث رأى الكثيرون في هذا التحول فرص اقتصادية جيدة. لقد أصبحت السياحة عنصرا فاعلا في تنمية المدن التاريخية القديمة و برامج صيانة مركباتها. هذا التوجه نحو تهيئة المدن التاريخية للاستثمار السياحي يتطلب خطة أو استراتيجية محكمة لضمان تحقيق أكبر قدر من النجاحات.

استراتيجية تنمية المدن التاريخية القديمة يجب أن تعتمد على فكرة التنمية المستدامة كمدخل للمحافظة عليها و إعادة تأهيلها للتغلب على بعض مكامن الضعف التي تواجه برامج أجهزة إدارة و تنمية و صيانة المدن القديمة في الجماهيرية و حتى لا تقتصر الاهتمامات على المكاسب السريعة. إن استراتيجية التنمية المستدامة للمدن القديمة يجب أن تتضمن ثلاث محاور أساسية لنجاحها: الاعتبارات البيئية والاعتبارات الاقتصادية و الاعتبارات الاجتماعية. الاعتبارات الأولى تشمل الإعداد الجيد للمخططات والتداخلات المعمارية المقترحة للمحافظة على المدن القديمة و أثر هذه التداخلات و غيرها على السكان و نسيج المدينة بشكل خاص و البيئة بشكل عام. أما الاعتبارات الثانية فتشمل إدارة الموارد المتاحة و تطويعها لإنجاح برنامج التنمية بطريقة فاعلة. الاعتبارات الاجتماعية تتضمن تأثير المخطط على الشرائح الاجتماعية المختلفة و مدى تفاعل و مشاركة هذه الشرائح مع برامج الصيانة و المحافظة على المدن القديمة. إن اختلال أحد هذه العوامل أو التقصير في التعامل معها بطريقة علمية صحيحة سيؤثر على البرامج الرامية لتفعيل حيوية المدن القديمة و إدماجها في محيطها الحضري.

- التنمية المستدامة و المدن القديمة:-
ترتكز فكرة التنمية المستدامة على مقدرة المخطط أو المصمم على العمل بتوافق مع المحيط بحيث تكون التداخلات المقترحة منسجمة مع احتياجات الناس وملائمة اقتصاديا و حسب الموارد المتوفرة. إن ذلك يعني باختصار مراعاة المصمم للاعتبارات البيئية و الاعتبارات الاقتصادية و الاعتبارات الاجتماعية بحيث تتوافق مقترحات المصمم و المخطط و الاحتياجات المعاصرة و لا تكون على حساب احتياجات الأجيال المستقبلية أو على حساب الموارد المتاحة بحيث لا يتم هدر أو استنزاف تلك الموارد.

إعادة التأهيل أو المحافظة على المباني التاريخية يمكن تعريفها بالبرامج و الجهود الرامية للمحافظة على الموروث العمراني و المعالم التاريخية المهمة. و هذه تشمل العديد من الطرق و التقنيات المختلفة. بينما المعالم التاريخية تشتمل على خليط من المباني و الرموز الحضارية المتباينة و تتضمن أيضا عدد من المواضيع المتشابكة و الأفكار المعقدة و بغض النظر عن ما يمكن أن تتضمنه فكرة المحافظة على المدن القديمة أو المعالم التاريخية فان المدن التاريخية القديمة ليست مجرد مجموعة مباني قديمة أو ما قد يسميه البعض معالم عمرانية نادرة انتهت صلاحيتها الوظيفية بينما "قيمتها" التاريخية لازالت عالية مما يستوجب معه المحافظة علي بعض المباني التاريخية أو أجزاء من تلك المباني لتكون بمثابة القطع النادرة التي تتواجد في المتاحف. النشاطات الحضارية المختلفة Urban Activities علامة من علامات حيوية المدن.
ان المدن القديمة لم ترتبط صلاحيتها بفترة زمنية محددة كما أن مكوناتها لا يمكن اعتبارها قطع استهلاكية. المدن القديمة كيان حضاري و معيشي معمر قد تتغير وظائف المباني فيها و تتغير ملامح فراغاتها و لكنها تستطيع دائما أن تحتفظ بوجودها و ملامحها الحضارية و تتلائم مع احتياجات السكان المعاصرة بحيث لا يمكن رؤية المدن القديمة بمعزل عن محيطها الحضري و احتياجات زوارها و حياة سكانها.

المدن التاريخية القديمة فضاءات تم تكوينها بجهود الجميع و عبر فترات طويلة من الزمن و هي أماكن أسس فيها الناس مجتمعاتهم على مدى قرون طويلة فهي أماكن لها مكانتها و كيانها. المدن القديمة تمثل إرثا حضاريا زاخرا ببعده التاريخي، و نمطه الحياتي المميز و نسيجه العمراني المتماسك. و هي لم تنشأ بين عشية و ضحاها أو بناء على مخطط وضعه شخص واحد قد يتمثل في المعماري أو غيره. المدن القديمة إنجاز حضاري يصنعه الجميع ويعيش فيه و يتفاعل معه الجميع عبر تاريخ طويل.
تشترك فكرة إعادة التأهيل أو المحافظة على المعالم التاريخية و فكرة التنمية المستدامة في أنهما يستهدفان المدينة و بالذات الجزء التاريخي من المدن في كافة التدخلات. كما يشتركان في طريقة العمل فكلتا الفكرتين تتضمن مجهود مستمر، استمرار المدينة، و يعتمدان على الموارد المتاحة و المشاركة الأهلية.

قد تعني الاستدامة أشياء متباينة لشخصيات مختلفة فبالنسبة ( لفيلدن) الاستدامة هي اطالة عمر المبنى بغرض المساعدة في اقتصاد الطاقة و التكلفة و المواد، أما المحافظة على المباني القديمة فهي حفظ التراث بغرض استعماله الاستعمال الأمثل. في حين فكرة الاستدامة بالنسبة الى المستثمر أو رجل الأعمال فان فكرة الاستدامة تعني الحصول على أفضل معدل للتنمية و بالتالي أفضل العوائد لما يتم إنفاقه أو صرفه على مباني قائمة أو مشاريع جديدة أو أية مشاريع استثمارية أخرى. هنا يبرز الجانب الاقتصادي كأحد الاعتبارات الرئيسة لفكرة الاستدامة. و هو ما يجعلها تطغى على أية اعتبارات اجتماعية أو بيئية أخرى مما يجعلها تتعارض مع فكرة المحافظة على المباني القديمة لسيطرة الجانب الاقتصادي على بقية الاعتبارات الأخرى. و هذا قد يبدو واضحا من زحف الكثير من مشاريع التنمية الحديثة على العديد من المدن التاريخية القديمة أو الاستعمال الغير مناسب للمباني التاريخية بغية تحقيق بعض المكاسب المادية. إن تفضيل الجانب الاقتصادي أثر على نسيج الكثير من المدن القديمة و جعلها في بعض الحالات جزر محاصرة بالمباني الحديثة ذات الطوابق العالية.

تردي حالة المدن التاريخية القديمة لم يكن نتيجة تدهور حالتها الإنشائية فقط بل أيضا نتيجة توزيع و توظيف أغلب الموارد الوطنية لبناء المشاريع الحديثة و عدم تخصيص جزء من الموارد لتنمية المدن التاريخية القديمة. لقد كان للمشاريع الحديثة العديد من التأثيرات الاجتماعية الاقتصادية و البيئية السلبية على المدن القديمة و يبدو هذا واضحا في الأبراج الخرسانية التي زرعت في وسط المدن القديمة وحولها بدعوى القضاء على المناطق المتردية و بناء مباني حديثة و عصرية. لقد أثرت المباني الحديثة و طرق التخطيط المعاصر على تنوع الخدمات التي كانت موجودة في المدن القديمة و استبدلتها بأحياء "عصرية" ذات وظائف منفصلة (نظرية لوكوربوزيية لتخطيط المدن الحديثة) كما أثرت في نمط الملكية الفردية و استبدلتها بالملكية العامة و زادت من تكلفة البنية التحتية و هو ما أثار العديد من الأسئلة حول المفهوم الصحيح للتنمية.

التنمية المستدامة لا تعني بالضرورة املاء بعض النظريات المجردة مثل نظرية المدينة المعاصرة أو نظرية مدينة الحدائق على النسيج العمراني للمدن القائمة بل محاولة فهم المعطيات و الموارد المحلية الموجودة و تطويع هذه الموارد لتنمية المدينة و صياغة ملامحها بطريقة اقتصادية و بأقل قدر ممكن من التأثيرات السلبية على المحيط و ذلك لإيجاد بيئة معيشية أفضل للسكان و دون التأثير في احتياجات الأجيال المستقبلية. يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستخدام المحكم للموارد مع التدخل الموزون على النسيج العمراني و على القيم الحضارية و الاجتماعية للسكان (الهوية الحضارية للمكان).
كما يمكن تحقيق ذلك بإيجاد توازن بين الجديد و القديم دون أن يطغى أحد الاعتبارات على الجانب الأخر. يعني هذا أن تحتفظ المدن القديمة بخصائصها الطبيعية و المتمثلة في كثافة المباني داخل النسيج الحضري و توزيع الخدمات على كامل النسيج العمراني وعدم تجزئة المدينة إلى أحياء وظيفية "متخصصة" (سكن و ترفيه، و عمل و مواصلات) بل وظائف متداخلة تكمل بعضها البعض لراحة الناس. كما يعني هذا أن تحتفظ المدن القديمة بفعاليات سكانها المختلفة و لا تكون مدينة مهجورة أو للزيارة فقط. أي أنه يمكن تنمية المدن القديمة مع الاحتفاظ بالمساكن الفردية و المتاجر و الورش الحرفية الصغيرة و لا تكون مكان لتركيز بعض الخدمات التجارية أو الإدارية على حساب بقية المناشط الأخرى. يتطلب هذا توافق بين خطط التنمية و مقترحات الصيانة و الحفاظ على المباني القديمة.

الخلاصة:-
إن تجاوز مخططات التنمية للمدن التاريخية القديمة و عدم تنميتها باعتبارها " موروث" قديم أو أنها مناطق "خاصة" انتهت صلاحيته الوظيفة تتضمن رؤية غير صحيحة. كما أن بعث مشاريع "ترميم" داخل المدن التاريخية القديمة بغرض المحافظة على "القديم" فقط دون إمكانية استعمال المباني التاريخية القديمة أو تطويعها للاحتياجات المعاصرة المختلفة هي جهود غير مكتملة. إن التوجه الملائم لتنمية المدن يكمن في إيجاد توازن بين القديم و الحديث من خلال إيجاد حوارمتواصل بين الماضي و الحاضر و ترجمة هذا الحوار إلى مخططات موضوعية متوازنة تعيش الحاضر و تتطلع إلى المستقبل و لا تنفي الماضي. فإعادة إحياء المدن القديمة على أساس تبني فكرة التنمية المستدامة و المحافظة على المباني القديمة كمحرك أساسي للتنمية يمثل أحد المخارج الآمنة للتنمية الحديثة. هذا المحرك يستوجب مراعاة ثلاث جوانب.
الجانب الأول/ يتعلق بالاعتبارات البيئية من خلال الاهتمام بالترميم و المحافظة و إعادة استعمال المباني و المناطق القديمة في مراحل التنمية. فالتوسع في أعمال الصيانة الدورية و اقتراح وظائف بديلة للمباني التي تم ترميمها يوفر فرص للعمل لكثير ممن يعانون من البطالة و يزيد من حيوية المدينة من خلال انتشار ورش العمل بها.

الجانب الثاني/ يرتبط بالاعتبارات الاقتصادية حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال بناء نشاط استثماري اقتصادي اجتماعي متكامل و متوازن يستهدف الجزء القديم و الحديث للمدينة. يتضمن هذا فتح أجزاء من مباني المدن التاريخية القديمة للاستثمار المتنوع (خدمي، حرفي، ترفيهي الخ) دون حصر هذه المباني على نوع واحد من النشاط التجاري و إيجاد مناطق عامة داخل و حول المدن القديمة للاستثمار تكون فضاءا مفتوحا لبعث مشاريع استثمارية جديدة تخدم السياحة وسكان المدينة على مدار السنة. كما يشمل تأكيد أهمية اتصال المدن القديمة بالحديثة وذلك ببعث مناطق للنشاطات التجارية و الترفيهية بين المدينة القديمة و الحديثة لتكون محور الجذب الرئيسي للمدينة بشكل عام. قد يشمل النشاط الاستثماري أيضا تبنى برنامج تطويرالصناعات التقليدية و صناعة المباني و مواد البناء التقليدية و تطويعها لأعمال صيانة المباني القديمة و بناء مشاريع جديدة مناسبة.

الجانب الثالث/ يشمل الاعتبارات الاجتماعية و تأثير مقترحات التنمية على الناس. دور السكان بكافة شرائحهم الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية في تنمية وإحياء المدينة التاريخية القديمة و مشاركتهم في مراحلها المختلفة يعتبر أحد مقومات النجاح لهذه البرامج. المشاركة يمكن أن تكون على أكثر من مستوى. أحد هذه المستويات قد يشمل إيجاد برنامج لإحياء الفراغات العامة مثل الشوارع و الميادين وإعادة استعمالها من خلال إعداد برنامج سنوي لعدد من ألمنا شط الاجتماعية و الدينية و الترفيهية في هذه الفراغات بهدف تشجيع الناس على التردد على هذه الفراغات و التمتع بهذه المناسبات. مستوى آخر يتمثل في بعث أماكن لمزاولة بعض الحرف التقليدية و "المعاصرة" مثل الأعمال الفنية كالخزف و الرسم" داخل نسيج المدينة القديمة.

هذه المقترحات يمكن تحقيقها مرحليا و بعد تمحيص دقيق للموارد المتاحة و بعد قراءة متأنية لمستلزمات كل مرحلة على حدة و تأثير هذه المراحل على السكان المحليين. التعامل مع الماضي باحتياجات الحاضر يتطلب الحذر و دون تفريط للظروف البيئية و التاريخية للمكان.
مما سبق يتبين أن الدعوة لم تكن لإعادة الماضي من خلال بعث قوالب جامدة أو اتخاذه وعاء لاحتواء احتياجات عصرية بقدر ما كانت دعوة لمواجهة التاريخ و قراءته بذهنية ناقدة. يجب توخي الحذر أثناء تحقيق الأهداف السابقة لأن إعداد مخطط للمحافظة على المدن التاريخية القديمة وإعادة تأهيلها قد يستوجب مهام إضافية مثل:
1- تحديد المناطق و المباني ذات القيمة المعمارية التاريخية و رسم برامج حمايتها و إعادة تأهيلها حسب الإمكانيات المناسبة و محاولة إدماجها في النسيج الحضري لبقية المدينة دون عزل هذه المباني و المناطق عن أوجه الحياة الحضرية المحيطة و دون تأثير على قيمتها التاريخية.
2- تقديم المقترحات التخطيطية الملائمة مع المحافظة على قيمة المدينة التاريخية.
3- تشجيع المقترحات التصميمية المعاصرة التي تراعي القيمة التاريخية للمدن القديمة و ترفع من مستوى خدماتها و لا تشوه النمط المعماري للمكان. يتأتى هذا بالتوسع في برنامج المسابقات المعمارية التي تعنى بالمباني التاريخية القديمة.
4- تعمير المناطق المتهدمة من المدن القديمة و المحافظة عليها كتجمعات سكنية حضارية مستدامة من خلال تشجيع رجال الأعمال و شركات المقاولات للمساهمة في برامج التطوير.
5- إصدار قوانين ولوائح خاصة بتنظيم نشاط البناء ة الترميم والتعامل مع المدن و المباني القديمة و احتياجات الحياة المعاصرة و متابعة تطوير القوانين و اللوائح الحالية. Building laws and building codes)
6- تطوير وتوفير الاحتياجات اللازمة من متطلبات البنية التحتية مع المحافظة على النمط المعماري للمدن القديمة.( المواصلات، شبكة المياه،الكهرباء، الصرف الصحي).
7- تشجيع السياحة الثقافية و تنظيمها بما يتلاءم و العادات و التقاليد العربية و الإسلامية للمجتمع لتزيد من حيوية المدن القديمة مع مراعاة عدم سيطرتها أو السماح لها بالسيطرة على طبيعة المدينة و قيمها الحضارية.
8- المحافظة على البيئة و التقليل من التأثيرات السلبية ( تلوث هواء، مصادر الضوضاء، القمامة) على النسيج الحضري على المدن القديمة.
9- تفعيل مشاركة السكان من أجل تقدير ما يقومون به و تحسيسهم بالمسؤولية تجاهه و مشاركة بقية شرائح المجتمع من رجال أ عمال و مثقفين و مختصين في مختلف برامج الصيانة و المحافظة على المباني و المدن القديمة إذ لا يمكن لجهاز إدارى بمفرده أن يقوم بدور الوصاية و أن يتحمل مسئولية إحياء المدن القديمة بمفرده.
10-تنظيم الأعمال الاستشارية المرتبطة بالمدن التاريخية القديمة من خلال عمل فرق علمية ذات تخصصات متنوعة و تنسيق المهام بين هذه الفرق التخصصية المختلفة و صياغة مقترحاتهم و آراءهم في شكل عملي متوافق و منسجم.
11- نشر ثقافة معمارية تقدر قيمة المباني القديمة و تشجع استثمارها الملائم بحيث تستهدف هذه الثقافة عامة الناس ولا تنحصر في فئة اجتماعية محدودة. يمكن تحقيق ذلك باستثمار كافة الوسائل المتاحة للرفع من مستوى الفهم و التعامل مع الموروث الحضاري و إبراز قيمته للمجتمع المعاصر و العمل على تأصيل القيم الحضارية من خلال إبراز النسيج الحضري.
12- تشجيع الأعمال ألإبداعية المتنوعة( فنية ومعمارية و حرفية و ثقافية ) داخل المدن التاريخية القديمة و التي تهدف لترسيخ القيم الحضارية و الإنسانية للمجتمع.
13- تبادل المعلومات و الآراء في كل ما يتعلق ببرامج صيانة و المحافظة على المدن التاريخية القديمة بين الأجهزة المحلية و الأجنبية.
14- تشجيع المشاريع الاستثمارية التي تحترم الموروث الحضاري للمدن القديمة و ترى فيه القوى المحركة للتنمية المستدامة الواعدة و تقديم المعونة المادية و الفنية لها.
15- الاهتمام بالجانب الإداري من خلال إيجاد إطار إدارى كفء يراعي ظروف المكان و ينسق عمليات الترميم و الصيانة للمباني التاريخية و علاقتها بالتنمية المستدامة و يقدم المصلحة العامة على المنفعة الذاتية.

المراجع:-

*** المقالة عن ورقة قدمها الباحث بعنوان نحو تنمية مستدامة للمدن القديمة تم تقديمها بندوة المحافظة على المدن القديمة بمدينة بنغازي بتاريخ 8-9 الكانون 2004.

[1] التنمية المستدامة يختلف تعريفها باختلاف الغرض المستعمل فيه التعريف انظر
Bill Leland definitions of sustainability in Arkin, L., “Taking about Sustainability and sustainable Communities or what is an Ecovillage anyway?” Communities Magazine, No. 91, Summer 1996.
[1] Arkin, L., “Taking about Sustainability and sustainable Communities or what is an Ecovillage anyway?” Communities Magazine, No. 91, Summer 1996.
[1] Rodwell, D. “Sustainability and the Holistic Approach to the Conservation of Historic Cities,” Journal of Architectural Conservation, No. 1 March 2003, pp. 58-73.
[1] Feilden,B., “Conservation-Is there No Limit?-A Review”, Journal of Architectural Conservation, Vol 1, No., 1, March 1995, pp. 5-7. in Rodwell, D., “Sustainability and the Holistic Approach to the Conservation of Historic Cities,” Journal of Architectural Conservation, No. 1 March 2003, p. 59.
[1] Rodwell, D. “Sustainability and the Holistic Approach to the Conservation of Historic Cities,” Journal of Architectural Conservation, No. 1 March 2003, p. 59.

[1] Nasser, N., “Cultural Continuity and Meaning of Place: Sustaining Historic Cities of the Islamicate World”, Journal Of Architectural Conservation No1 March 2003, PP. 74-89


تعريف بالكاتب على هذا الرابط/ http://mirathlibya.blogspot.com/2008/10/blog-post_17.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية