تغطي الأراضي الليبية رقعة من اليابس تمتد فيما بين خطي طول 25 , 9 درجة شرقا، وبين دائرتي عرض 45 - 14، 33 درجة شمالا، وتبلغ مساحتها نحو 1.750.000 كليومتر مربع. يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب جمهوريتي تشاد والنيجر ومن الشرق جمهورية مصر العربية ومن الجنوب الشرقي جمهورية السودان ومن الغرب جمهوريتي تونس والجزائر.
لقد أهل هذا الموقع المميز ليبيا بأن تشارك وتمتزج فيها حضارات البحر الأبيض المتوسط مع حضارات عصور ماقبل التاريخ التي شهدتها الصحراء الكبرى.
وردت تسمية ليبيا لأول مرة في نقيشة ترجع إلى الألف الثانية ق.م. في عهد الدولة القديمة في مصر. ويبدو أن الأسم أشتق من اسم احدى القبائل ( الليبو) التي كانت تسكن غرب نهر النيل. ولقد استخدم اليونانيون القدماء كلمة ليبيا لتشمل المنطقة الممتدة من غرب نهر النيل حتى المحيط الأطلسي. وفي العهد الروماني أصبح مدلول (أرض اللوبيين) ينحصر في ولاية أفريقيا الرومانية وكان اقليم المدن الثلاث ( لبدة ، أويا ، صبراته ) جزءا منها، والذي أطلق عليه خلال القرن الثالث الميلادي مصطلح اقليم طرابلس.
تأسيس المدن الثلاث:-
من المعلوم أن الكنعانيين ــ وهم سكان بلاد الشام والذين عرفوا باسم الفينيقيين وقد أطلقه عليهم الاغريق وتعني اللون الارجواني لاشتهارهم بصناعة الأصباغ والملابس الأرجوانية ــ اشتهروا بركوب البحر بغرض التجارة مع شعوب البحر الأبيض المتوسط منذ أواخر الألف الثاني قبل الميلاد. فأنشأوا مجموعة من المراكز التجارية من أهمها قادش (اسبانيا) نحو عام 1100 ق.م. وعتيقة (عنابة حاليا) ثم مدينة قرطاج في تونس سنة 814 ق.م.
لقد عرف الفينيقيون الشواطئ الليبية منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد ثم قاموا بإنشاء مجموعة من المدن التجارية به اشتهرت من بينها (لبدة) التي يحتمل أنها انشأت في القرن السابع ق.م. وأويا وصبراته اللتان يحتمل أنهما انشأتا في القرن السادس ق.م. كما تدل المخلفات الأثرية المكتشفة فيهما.
لقد ارتبطت المدن الثلاث بقرطاج التي فرضت هيمنتها عليها اقتصاديا، وتأثرت تلك المدن بتيار الحضارة القرطاجية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ودينيا، وان تمتعت بإستقلال ذاتي شأنها شأن المدن الآخرى الخاطعة لقرطاج في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي.
بعد قضاء الرومان على مدينة قرطاج سنة 146ق.م . خضع اقليم المدن الثلاث لمملكة نوميدياوفي القرن الأول ق.م. فرض الرومان سيطرتهم على الأقليم الذي أصبح جزءا من الأمبراطورية الرومانية.
مدينة طرابلس:-
تردد الفينيقيون على موقع مدينة طرابلس منذ الألف الأول قبل الميلاد، إذ كان يتمتع بمرفأ آمن وهو ما يحتاجونه لسفنهم وللتزود بالمؤن والماء والتعامل مع سكان المنطقة، ان تأسيس مدينة أويا (طرابلس فيما بعد) يعود لموقعها المميز، وقد نمت وتطورت حتى أصبحت من أهم مدن حوض البحر الأبيض المتوسط. ظلت أويا تابعة للمدينة الفينيقية قرطاج منذ القرن الخامس ق.م.إلى سنة 146ق.م حيث حكمها النوميديون ومع نهاية القرن الثاني ق.م. بدأ النفوذ الروماني بها الى أن تم احتلالها من قبلهم سنة 46 ق.م. وخضعت لحكمهم إلى أن سقطت بين الوندال سنة 439م، وفي سنة 543 تمكن القائد البيزنطي بليزاريوس من الإستيلاء عليها فخضعت للحكم البيزنطي حتى سنة 23هـ / 643 م عندما تمكن القائد العربي عمرو بن العاص من فتحها، وتعتبر هذه السنة نقطة تحول حاسمة في تاريخ مدينة طرابلس إذ أقبل أهلها على اعتناق الاسلام وتعلم اللغة العربية وأصبحت احد الرباطات التي انطلق منها العرب المسلمون لفتح باقي الشمال الافريقي.
تنفرد مدينة طرابلس عن شقيقتيها لبدة وصبراته بأنها مدينة مأهولة تواصلت الحياة فيها مما لم يمكنها من الاحتفاظ بكثير من المعالم الآثرية التي تعود للحضارات الفينيقية والرومانية والبيزنطية.
ولقد احتفظت طرابلس بآثر روماني وحيد هو قوس ماركوس اوريليوس بمنطقة باب البحر، وهو قوس نصر ذا أربع واجهات زخرف بمجموعة من النقوش التي تمثل بعض الآلهة الرومانية (ابوللو، منيزفا، فيكتوريا) وبعض الاسرى والاسلاب. وقد شيد سنة 163م تكريما للامبراطوريين الرومانيين ماركوس اوريليوس ولوكيوس فيروس. فى حين أنها تزخر بالمعالم العربية الاسلامية التي تعود لفترات تاريخية مختلفة.
قوس ماركوس اوريليوس وجزء من ميناء طرابلس |
زار الكثير من الجغرافيين والرحالة مدينة طرابلس وتركوا مدوناتهم عنها . ونشير هنا أن المدينة عرفت منذ الفتح العربي باسم ( أطرابلس ) سنة 23 هـ / 643 م بزيادة ألف ، اذ ورد هذا الاسم فى الكتاب الذى أرسله القائد عمرو بن العاص الى الخليفة عمر بن الخطاب بالمدينة المنورة يخبره بفتح مدينة شروس عاصمة جبل نفوسة ويستأذنه في فتح أفريقية ومما جاء فيه " ان الله قد فتح علينا أطرابلس ، وليس بينها وبين أفريقية الا تسعة أيام ، فان رأي أمير المؤمنين أن يغزوها ويفتحها على يديه فعل". وقد ذكرها الكثير من المؤرخين والرحالة العرب باسم أطرابلس الا أنه مع استمرار الزمن حذفت الألف للتخفيف واشتهرت باسم طرابلس الغرب قبل العهد العثماني (1551 م.) بقرنين من الزمن الا أنه التصق بها أكثر في ذلك العهد تميزا لها عن طرابلس لبنان .
وصف المؤرخ اليعقوبي في كتابه البلدان مدينة طرابلس في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي بقوله :- " أطرابلس مدينة قديمة جليلة على ساحل والبحر عامرة آهلة ".وفى القرن الرابع الهجري /العاشر الميلادي نجد لها وصفا فى كتاب أبن حوقل ( صورة الأرض ) جاء فيه :- " فأما أطرابلس فكانت قديما من عمل أفريقية ... وهى مدينة بيضاء من الصخر الأبيض على ساحل البحر خصبة حصينة كبيرة ذات ربض صالحة الأسواق...".
منظر عام لمدينة طرابلس |
أما الرحالة البكري صاحب كتاب المسالك والممالك فيصف المدينة وأهلها فى أواخر القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي بقوله :-" فان أهل طرابلس أحسن خلق الله معاشرة وأجودهم معاملة وأبرهم بغريب ... وتسمي مدينة أطرابلس مدينة أناس ...".
وزار بعد تلك الفترة العديد من الرحالة مدينة طرابلس وأثنواعليها ووصفوا أوضاعها الاقتصادية والعمرانية واشادوا بحسن معاملة أهلها وكرمهم وبنظافة أعراضهم وثيابهم.
ولقد عرفت مدينة طرابلس بالمدينة البيضاء فالرحالة التجاني الذي زارها في سنة 706 هـ/ 1307 م. يذكر في كتابه ( تقييد الرحلة ) :- " ولما توجهنا الى طرابلس وأشرفنا عليها كاد بياضها مع شعاع الشمس يغشي الأبصار فعرفت صدق تسميتهم لها بالمدينة البيضاء...". وترك لنا التجاني وصفا وافيا لمعالم المدينة ؛ مساجدها ، مدارسها ، قصبتها وأسوارها ، حماماتها ،أسواقها ،شوارعها ، القوس الروماني والحياة العلمية والثقافية بها .
وقعت طرابلس في سنة 1510 تحت الاحتلال الاسباني اذ تمكن قائد الاسطول الاسباني بيدرو دى نفارو((Pedro di Navarro من احتلال طرابلس وقلعتها يوم 25 يوليو 1510 وتعود أسباب الاحتلال الى الصراع الديني الاسلامي المسيحي في تلك الفترة ورغبة ملك اسبانيا فرديناند Ferdinand في جعل طرابلس نقطة انطلاق وتموين للاساطيل الاسبانية لضرب المسلمين في المشرق وتعميرها برمتها بالنصاري. كما أن طرابلس حظت بموقع استراتيجي مهم جعل منها مركزا تجاريا وحلقة وصل بين أوربا ومدن ماوراء الصحراء الكبرى، فكانت تنعم برفاهية العيش وقوة الاقتصاد واستقرار وامن في الحياة مع فراغ سياسي وعدم وجود سلطة قوية قادرة على الدفاع عنها.
لم يتجاوز احتلال الاسبان أسوار مدينة طرابلس وقلعتها، واقتصر تواجدهم بهما ونظم الاهالي مقاومة شعبية اتخذت من تاجوراء مركزا لها، وأمام تلك المقاومة والظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بهما اسبانيا قرر ملكها التنازل عن طرابلس وقلعتها لمنظمة فرسان مالطا سنة 1530 الذين استمر احتلالهم لها الى سنة 1551 عندما تمكن الاهالي بمساندة الاسطول العثماني من طرد فرسان مالطا وخضعت ليبيا للسيادة العثمانية.
طرابلس خلال العهود العثمانية والقرمانلية:-
تميز منتصف القرن السادس عشر الميلادي بسيطرة العثمانيين على طرابلس من عام 1551 – 1711 وعرفت هذه الفترة بالعهد العثماني الأول ثم حكمت طرابلس الاسرة القرمانلية من 1711- 1835 عادت طرابلس وخضعت للحكم العثماني من 1835-1911 . وقد حظيت طرابلس خلال تلك العهود باقامة مجموعة من المنشآت الدينية والمدنية والحربية ، شيدها الولاة والمتنفذون والموسرون من أهل البلاد.
رسم لمدينة طرابلس سنة 1559 |
شيدت مجموعة من المساجد من أهمها ؛ جامع درغوت باشا (1560) جامع الناقة (اعادة بناء 1610) جامع شايب العين (1699) جامع أحمد باشا (1738) جامع قرجي (1834) . وشيدت مجموعة من المدارس ؛ مدرسة عثمان باشا (1654) مدرسة جامع ميزران (خارج المدينة 1880) مدرسة الفنون والصنائع (1898).
وفي مجال العمارة المدنية أقيمت مجموعة من المنشآت ؛ فنادق ، أسواق ، حمامات ، مدارس ، مستشفيات ، قصور وبيوت مميزة، وستحدتث شوارع خارج أسوار المدينة وزودت طرابلس بالمياه العذبة وأقيمت الأسبلة.
وأهتم الولاة بتحصين المدينة فأنشاوا الحصون والقلاع والأبراج ودعموا الأسوار ،وأولوا عناية كبيرة بقلعة طرابلس ( السرايا الحمراء) التي كانت مقرا لهم ومنها يديرون شؤون الولاية.
وفى أواخر القرن التاسع عشر استحدتث خارج أسوار المدينة بعض الشوارع والأحياء (بلخير ، ميزران ).
طرابلس في ظل الاحتلال الايطالي:-
في اليوم السابع من شهر أكتوبر 1911وطأت أقدام الجنود الايطاليون مدينة طرابلس ووقعت تحت الاحتلال الايطالي الذي استمر حتى سنة 1943 . واثر الاحتلال قام الايطاليون بتهديم معظم أسوار المدينة ، وأنشاوا سورا عرف باسم ( الكردون ) حول المنطقة المحيطة بمدينة طرابلس ، يمتد من باب قرقارش ( الحمامجى سابقا ) الى باب العزيزية ثم باب عكارة فباب بن غشير ثم باب تاجوراء لينتهى عند أبي ستة لحماية أنفسهم ضد هجمات المجاهدين الليبيين . وأزال الايطاليون عددا من المعالم العربية التى كانت تحيط بالقوس الروماني ليعطوا له حرما ويبرزوا التواجد الروماني بالمدينة . وفتحوا طريقا عبر القلعة بعد ازالة جزءا من مبانيها ليربط بين الميناء بالمنطقة المحيطة باسوار المدينة، وقاموا باستحدات بعض الشوارع والمباني وأجروا تحويرات بدار البارود والتى هيات بتصميم وضعه المعماري دي فاوستو لتكون سوقا للصناعات التقليدية المحلية.
عاش أهل طرابلس داخل أسوارالمدينة القديمة ، ومارسوا كافة الأنشطة الاقتصادية خاصة التجارة ، اذ تمتعت بموقع جغرافي متميز وبمرفأ مكنها من أن تكون من أهم المدن التجارية فى البحر الابيض المتوسط وحلقة وصل مع مدن ما وراء الصحراء ، وأرتبطت مع الكثير من مراكزالتجارة كغدامس ،غات ، مرزق وغيرها بطرق سهل لها الوصول الى المدن التجارية فيما وراء الصحراء . وحفلت طرابلس بمجموعة من من المنشآت التى ساهمت فى أثراء التجارة كالاسواق والفنادق والوكالات التجارية وأماكن للحرف والصناعات المتنوعة ، فكانت طرابلس تجمع تحف البر والبحور. وأمتلك أهلها البساتين التى كانت تحيط بالمدينة والمعروفة باسم المنشية ، وكانت تزود المدينة بمختلف الخضروات والفواكه ، كما كانت متنفسا لهم وأماكن ترفيه تدخل البهجة الى النفوس.
كانت تعقد خارج المدينة سوقان أسبوعيان ، هما سوق الثلاثاء وسوق الجمعة وهما من أهم الاسواق التجارية فى ليبيا .يعقد السوق الأول يوم الثلاثاء من كل أسبوع وكان فى العهد العثماني يعقد فى المنطقة المعروفة الآن بمنطقة الغزالة ، وهو سوق متنوع يأتى اليه الناس من المدن والقرى القريبة من طرابلس ولم ينعقد هذا السوق فى مكانه فى فترة الاحتلال الايطالى اذ أستغل الموقع فى تنفيذ مشاريع لصالح المستعمرين . وبعد سنة 1920 دبت الحياة فى الأسواق وأمام ذلك أضطرت السلطات البلدية بتخصيص أماكن غير دائمة لاقامة الأسواق ، فكان سوق الخضروات ينعقد تحت أسوار المدينة والى جانبها سوق فى العراء لبيع الطيور والأرانب وغيرها. وكانت الأسواق تنقل من مكان الى أخر دون استقرار أو نظام حتى فى فترة الانتداب البريطاني وما بعده . ومن أهم الاماكن التى شغلها سوق الثلاثاء كانت منطقة العيون (برج الفاتح وما حوله الآن ) ونظرا للتطور العمراني لطرابلس فقد نقل السوق مرة أخرى الى المنطقة المعروفة بسوق الثلاثاء الجديد فى ستينيات القرن العشرين واستمر يؤدى وظيفته الى أن شملت المنطقة أعمال التطويرفأزيلت مبانيه السنة الماضية لتكون منطقته جزءا من الحزام الأخضر الذى سيطوق مدينة طرابلس .
المخطط التاريخي لطرابلس :-
أشار الكثير من المؤرخين والآثريين أن مخطط مدينة طرابلس يعود الى الفترة الرومانية ، وأن قوس ماركوس أوريليوس هو ملتقى الشارعين الرئيسيين بها ( الكاردو والديكومانوس ) . ان المتمعن فى المخطط التارخي للمدينة يلاحظ اختفاء سيمات التخطيط الروماني فيها وبوضوح الملامح العربية الاسلامية فى مخططها فتوزعت المساجد الجامعة بها والتى بالقرب من كل واد منها مسجدين أو ثلاثة لأداء صلاة الأوقات . في حين تعددت المساجد الجامعة فى منطقة الأسواق لاكتظاظها بالناس.
تميز مخطط طرابلس بوجود طريقين عرضين وطريقين طوليين وتتداخل معهم شبكة من الطرق الفرعية لتربط أطراف المدينة بعضها ببعض . وقد وصف الكثير من الرحالة شوارع مدينة طرابلس ومنهم التجاني (1308م.) الذى قال :- "فلم أر أكثر منها نظافة ولا أحسن اتساعا واستقامة ، وذلك أن أكثرها تخترق المدينة طولا وعرضا من أولها الى أخرها على هيئة شطرنجية". ومما يلاحظ على المخطط أن منطقة الأسواق بالمدينة تخلو أو تكاد من البيوت ، وان وجدت فانها تنزوى فى الأزقة المتفرعة من الأسواق.
ساهم المخطط العام للمدينة فى اكساب شوارعها الظل الذى يحتاجه أهلها فى فترات فصل الصيف القائضة ، فيمكنهم اختراق العديد من شوارعها دون أن تلفحهم حرارة الشمس ويعود ذلك الى أزورار الشمس عنها كما أن معظم مبانيها تتكون من طابقين فتنكسر ظلالها لتغطى الشوارع اضافة الى ما تميزت به المدينة من كثرة العقود التى دعمت المبانى وألقت الظل بالشوارع . وساهمت الساباطات فى توفير الظلال ووفرت مساحة للبيوت ونسمات تنساب من خلال الشبابيك التى تفتح على جهتى الشارع.
سوق الترك في فترة الاحتلال الايطالي |
ساباط في مدينة طرابلس |
كما غطيت بعض الشوارع والمحلات بانواع من المظلات ، وكانت بعض الأسواق مسقوفة كسوقي الربع واللفة.
أعطى أهل طرابلس لمدينتهم نوعا من الاخضرار ليكون مع جدران المبانى البيضاء تناغما محببا للنفوس فأقاموا العرائش التى ترتكز عليها الكروم مع تناثر فى أرجاء المدينة لأشجار الفل والياسمين فأعطـت للشوارع شكلا ومنظرا أخاذا ورائحة فواحة.
احدى العرائش بطرابلس |
عريشة بطرابلس |
أما خارج المدينة فى البساتين فقد استظل اهلها بالنخيل والتي بجريدها الأخضر المقوس وبعراجينها في فترة نضوج ثمارها مع خليفة لأشجار الزيتون والبرتقال والليمون والرمان وغيرها وأرضية صفراء ممزوجة باحمرار والتى تخترقها جداول المياه الرقراقة التى تنساب من حوض بئر تقليدي ( أبوجناحين) لتشكل هذه المناظر لوحة تشكيلية أبدعتها الأيدي السمراء.
لقد فضل أهل طرابلس لطلاء واجهات بيوتهم ومحلاتهم اللون الأبيض الذى كان مع شعاع الشمس يغشى الأبصارفعرفت طرابلس فى العصور الوسطى بالمدينة البيضاء . أمتا اللون المحبب لهم لطلاء الأبواب والنوافذ والمشغولات الخشبية والحديدية فكان اللون الأخضر الداكن ولتكتمل اللوحة فينبهر زوارها مع نظافة ثياب أهلها وأعراضهم وكرم ضيافتهم وفى ذلك يقول الشاعر:-
لأهــل طرابلس عــادة من البر تنسي الغريب الحميما
حللت بها مكرها ثم اذا أقمت بـهـا أبدلوا الـهـاء ميـما
باب بمدينة طرابلس |
وهذا جيد إيفاد آخر ساعدني كثيرا في دراستي assignement. الامتنان لكم والمعلومات الخاصة بك.
ردحذفحقا مثل تصميم الرسومات والملاحة للموقع ، وسهل على العيون ومحتوى جيد. مواقع أخرى ليست سوى وسيلة تفيض جدا مع يضيف
ردحذفك جديد ، وأنا دائما البحث على الانترنت عن المواد التي يمكن أن تساعدني. شكرا لكم نجاح باهر! شكرا لك! أردت دائما أن أكتب شيئا في موقعي من هذا القبيل. يمكن لي أن أعتبر جزءا من مشاركتك لبلدي بلوق؟
ردحذفGreat blog here! Additionally your website a lot up very fast!
ردحذفWhat host are you using? Can I get your associate link on
your host? I desire my web site loaded up as fast
as yours lol
my web site :: causes of back pain
شكرا جزيلا استمتعت بالقرأة
ردحذفالشكر موصول لك على اهتمامك بمتابعة منشورات المدونة
ردحذفشكرا استاذي الفاضل على المعلومات القيمة
ردحذفشكراً عالمعلومات فعلاً استفدت
ردحذفالشكر موصول لكم جميعا
ردحذف