د. مصطفى المزوغي نعم .. الحرفية دون غيرها مفتاح الارتقاء بالحياة العمرانية في بلادنا .. الحرفية هنا هو أن يتم صنع أشياؤنا بمهنية عالية وصدق وتفان واخلاص، ذلك يشمل ملاعقنا وحتى مدننا. لقد فعل غول الارتزاق فعلته، ودفع بكل حرفي فنان متمكن ينزوي في ركن لا تدركه الأضواء. نحن لا نندهش من الأخرين في ما تعارفنا على تسميته بالغرب بل ما يدهشنا إتقانهم وحرفيتهم في صنع اشياؤهم وعمرانهم، ونعتقد أنه احد الأسرار التي يقفلون عليها في خزائنهم ويضعون آلاف الحراس متناسين حقا أن تقاليد الحرفية وحدها سبب كل ذلك، فلقد كانت هناك منذ قرون تماما كما كان حالها في ربوعنا، إلا أنهم تنافسوا على حمايتها لأنها تحمل في طياتها قيم موروثة شكلت ناموس لا يقبل المساومة لكل من يرغب في العيش بذلك الوسط العمراني وأشياؤه !! ما الذي فعلناه نحن بنواميسنا، العبث طالها شيئا فشيئا، حتى صارت عبئاً على الناس في القبول بها فانحدرت القيم وتدنت ليكون العمران وأشياؤه يحمل في طياته تقاليد غريبة تحمل في باطنها كل شيء إلا القيم . في طفولتي لا زالت النظرة الحانية التي كان يرمقني بها رغم صرامة وعبوس ملامح وجه...
مدونة تعنى بمستقبل العمارة والحرف الفنية في ليبيا