جمال اللافي
1. الخصوصية السمعية والبصرية،
تقع في المقام الأول
في تصميم البيت الليبي. وهي تتحقق من خلال عزل الرجال عن النساء على مستوى الجيرة والضيوف
من جهة. وبين الذكور والإناث في المنامة على مستوى العائلة من جهة أخرى.
2. تكامل العلاقات الوظيفية
بين الفراغات ومرونة الاستعمال، وهذا
الأمر يتأتى نتيجة لمتطلبات واحتياج وطريقة استعمال. وهي تبنى على إدراك أفراد المجتمع
الليبي لماهية الوظيفة التي يحققها كل فراغ في البيت وللإمكانيات المتنوعة لتوظيف الفراغ
الواحد لأكثر من استعمال، بحيث يتم التوفير في المساحات والتكلفة. كذلك إدراكهم للعلاقة
التراتبية بينها من حيث اتصالها بالمدخل الرئيسي أو الفراغات الأخرى.
·
فاستقبال النساء والأكل في فراغ المعيشة يحقق ثلاثة وظائف في فراغ واحد.
·
استخدام الفراغ تحت السلالم وربطه بالمطبخ يوفر مخزن للمؤن والمعدات وأيضا
فراغ لغسالة الملابس.
·
عزل استقبال الضيوف الرجال عن البيت يوفر الاستخدام الأمثل للبيت ولحجرة
الاستقبال في جميع الأوقات والظروف.
·
توفير سدة للنوم منعزلة داخل حجرة المعيشة واستقبال الضيوف الرجال يوفر
فراغ لمبيت الضيوف من الرجال والنساء.
3. عناصر التأثيث، تتنوع في البيت الليبي عناصر التأثيث بين الثابتة والمفروشة، والتصميم
المحكم يعتمد على حسن اختيار عناصر التأثيث المناسبة لكل فراغ في البيت بقدر حاجة الأسرة
منها. وتحقق الغاية من وجود كل فراغ بشكله وحجمه (في أبعاده الثلاث) والفرص المتاحة
لتعدد استعمالاته الوظيفية بالصورة المثلى. وهي تنقسم لنوعين:
·
عناصر التأثيث الثابتة، تؤخذ
في الاعتبار عند تنفيذ المسكن ضمن تجاويف الحوائط. أو تبنى بالطوب في مرحلة التشطيب.
وتصنع أبوابها وأدراجها من الخشب. كدواليب تخزين الملابس والأواني والمعدات والمؤن.
إضافة إلى المكتبة الحائطية. كذلك استغلال فكرة السدة كأسرَّة للنوم تسع لأكثر من شخص
ولا تشغل مساحة كبيرة من الحجرة.
·
عناصر التأثيث المتنقلة، وهي المفروشات القابلة لعدة استعمالات، وتعرف عند الليبيين (بالمندار).
كذلك الحصائر والسجاد بأنواعه ومسمياته المحلية. والمندار في حالة استخدامه في حجرة
الضيوف والمعيشة يحقق وظيفتين أو أكثر داخل فراغ واحد (الجلوس، الأكل، النوم).
4. المعالجات البيئية ومواد
وتقنيات البناء، المتوفرة والمتاحة محليا، تمثل جزءا مهما في تحديد التكلفة الاقتصادية للمسكن الليبي وتشكيل صورته
النهائية وعمره الافتراضي ومدى قدرته على التكيف الطبيعي مع ظروف البيئة المناخية السائدة.
5. العمالة الفنية الماهرة
المحلية، هي ركيزة أساسية
لتحقيق عمارة ليبية معاصرة. لهذا وجب الاهتمام بتأهيلها وتدريبها.
6. الهوية المعمارية المحلية،
وهي ترتبط بالعلاقة
بين الشكل والمضمون، بين الشكل المعماري ممثلاً في العناصر والمفردات المعمارية والزخرفية
التقليدية، بموادها وأشكالها ونسبها المتفق عليها وأحجامها ومسمياتها المحلية الموحدة.
وبين المضمون العقائدي والفكري والثقافي الذي يختفي خلف هذه الأشكال بتنوعاتها. وهما
علاقتان متلازمتان في عمارة البيت الليبي، يصنع أحدهما الآخر في عملية تبادلية تعكسها
الصورة النهائية للبيت الليبي. يدخل من ضمن إطارها مراعاتهم للتنوع الجغرافي والثقافي
بين البيئات المحلية المتعددة (الساحلية/ الريفية/ الجبلية/ الصحراوية).
7. اللون في العمارة المحلية،
يمثل جزءا أصيلا
في الثقافة المعمارية المحلية، كتعبير رمزي عن انتماء المجتمع لموروث متجذر في التاريخ
ومرتبط بالعقيدة الإسلامية. حيث يحرص المسلمون في هذا البلد وخصوصا في المدن الساحلية
على طلاء الحوائط باللون الأبيض. وطلاء الأبواب والشبابيك وعناصر التأثيث باللون الأخضر.
كرمز للحياة والنماء في الدنيا وكلباس لأهل الجنة في الحياة الآخرة. بينما تتحرر المفروشات
من أحادية اللون، تدعمها عناصر الخضرة المرتبطة بالأشجار المثمرة والأزهار ذات الروائح
الزكية في تنسيق حديقة البيت. بينما تتحكم المواد الطبيعية التي تبنى بها المساكن في
المدن الجبلية والصحراوية في تشكيل ألوانها الترابية أو الصخرية. ولكن يبقى الطلاء
الأبيض جزءاً مهما في هذه الثقافة بالنسبة للمسلمين في تلك المناطق.
أما اللون الأزرق بدرجاته المختلفة فهو يمثل جزءا أصيلا من الثقافة اليهودية المتعلقة بحلمهم التاريخي بدولة تسيطر على بحار ومحيطات العالم وشعوبه. في حين يمثل اللون الأصفر أساسا مهما في عقيدة الديانة المسيحية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق