أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الثلاثاء، مارس 13، 2018

عناصر التأثيث



جمال اللافي


تعتمد منهجيتي في التصميم المعماري والتصميم الداخلي للبيوت بصفة خاصة والمباني العامة والخدمية على وجه العموم وما يعقبها من أعمال مختلفة في مرحلة التنفيذ، على قاعدة الحفاظ على كل ما ثبت صلاحيته لكل عصر. ومعالجة ما يمكن معالجته وإصلاح أمره بما يتناسب مع متطلبات العصر. والتخلص من كل ما يشكل مشكلة أو عائق أمام راحة الإنسان الليبي المعاصر في بيته وفي مكان دراسته أو عمله أو تسوقه.

"تكررت كلمة العصر ثلاثة مرات في الفقرة السابقة لأن هاجس العصر والمعاصر هو ما يقض مضجع المعماري والزبون على حد سواء ولا شئ آخر، وإن كان بعضهم يرددها دون أن يعي معناها وأبعادها ومتطلباتها، بل ومخاطر سوء توظيفها نظريا وعمليا".

ومن الأشياء المهمة التي رأيتها وتعاملت معها مباشرة خلال مسيرتي المهنية ورأيت فيها العديد من الفرص المتاحة إلى جانب بعض الإشكاليات التي لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها تحت أي مبرر هو التصميم الداخلي لهذه المباني وما يسبقه في مرحلة التشطيب من تجهيزات مرتبطة به.

والتصميم الداخلي لأي مبنى يتعلق بالدرجة الأولى بعناصر التأثيث لارتباطها المباشر باستخدامات المستعملين اليومية والتي كما أسلفت تشكل إما فرص أو عوائق تعيق راحته. لهذا سأفرد في هذه المشاركة موضوعا يتعلق بعناصر التأثيث من خلال رؤيتي الخاصة لها، والتي تستمد مرجعيتها من الشواهد المعمارية الحية لعمارتنا الليبية التقليدية بالدرجة الأولى وكل ما يقاربها أو يكملها من عناصر ومفردات معمارية أو تفاصيل أو عناصر تأثيث في عمارة البحر الأبيض المتوسط.

فمن المعتاد أن يواجه المواطن الليبي عند وصوله إلى مرحلة تأثيث بيته تلك التكلفة العالية جدا لعناصر تأثيثه ومفروشاته وهي تكلفة أصبحت تفوق قدرة السواد الأعظم من أفراد المجتمع الليبي على تحمل أعبائها المالية. ناهيك عن أن المتاح لهم رغم ارتفاع أسعاره فهو يقع ضمن قائمة المواد متدنية الجودة، سريعة التلف، مما يعني أن على أصحابها التعايش معها لفترة زمنية طويلة أو سرعة استبدالها في كل مرة، وهو ما يزيد في معاناة أعبائهم المالية.

لهذا رأيت أن أعرض بعض الأفكار التي توضح كيف استطاع الإنسان البسيط أن يتعاطى مع مسألة توفير عناصر تأثيث لبيته بأقل كلفة، مع توفر الديمومة وسهولة الصيانة دون الحاجة لاستبدالها على المدى القصير والبعيد. وهي ما يعرف "بعناصر التاثيث المبنية" أو بمعنى آخر "عناصر التأثيث المستدامة". وهذه الحلول يمكن استخدامها في البيوت التي تعتمد الطرز والمواد المحلية المعاصرة في تصميمها وتنفيذها لتحقق عنصر الانسجام والتناغم بين تفاصيل الكتلة وعناصر التاثيث.

1.                 جلسات الصالون والمعيشة والفناء والحديقة: تبنى بالطوب فتحقق الديمونة والمفروشات تتجدد.


2.                 المطبخ: استعمال الخشب لا يكون إلاّ في فردات الدواليب وبعض الرفوف أما التقسيمات فتبنى بالطوب.


3.       حجرات النوم: السدة، الخشب يستعمل في الواجهة كديكور أما فراغ النوم فإما يبنى بالطوب أو في حالة الرعبة في الاستفادة من الفراغ الذي تحته فيبنى من عوارض خشبية مصفوفة بجانب بعضها البعض.


4.                 الحمامات: شراء حوض الوجه والكرسي.


5.       الفراغ تحت السلام: أما بخصوص استغلال الفراغ تحت السلالم، فأغلب المباني التي صممتها وتم تنفيذها كان هذا الفراغ يشتغل كمخزن ملحق بالمطبخ. وفي البيت الذي تم تنفيذه في شارع بن عاشور، فقد استغليت هذه المساحة كحمام في الصالة التي تطل عليها المعيشة والمطبخ. في نفس البيت تم استغلال هذا الفراغ في الدور الأول كدولاب ملابس. أما التصماميم التي وضفت فيها جزء من هذا الفراغ كمكتبة فلم يتم تنفيذها حتى هذه اللحظة. وأنا دائما أحرص على استغلال هذا الفراغ بأي صورة ممكنة.

6.                 سمك الحوائط: بالإمكان استثمار سمك الحوائط في عمل دواليب الملابس والمكتبات ورفوف المطبخ.
 

لمزيد من الصور:

 https://www.facebook.com/jamalallafi/media_set?set=a.1853372894673095.1073741874.100000012065161&type=3



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية