أ. م/ آمنه العجيلى تنتوش
الموقع/
تقع مدينة غدامس على الحد الغربي من ليبيا في الصحراء الليبية وتشكل جزءاً
من الاقليم الفرعي لمدينة غريان ، أحد الأقاليم الفرعية لإقليم
طرابلس وهي قريبة جداً من نقطة الوصل مع الحدود
الجزائرية والتونسية وتبعد تقريباً 700 كم من الساحل وتقريباً
تبعد 750 كم عن مدينة طرابلس وتقع على ارتفاع 350 م فوق مستوى سطح
البحر بالإضافة إلى ذلك ، تعتبر واحدة من أهم الطرق التجارية والتى تربط وسط
افريقيا مع شاطئ البحر الأبيض المتوسط . كل هذه العوامل جعلت من مدينة غدامس
أهم المدن الليبية . وفى عام 1987 ف تم تسجيل مدينة غدامس في قائمة المدن
الأثرية العالمية وذلك من قبل منظمة اليونسكو.
المناخ/
مناخ مدينة غدامس يتميز بانخفاض الرطوبة وانخفاض سقوط المطر والعواصف
الرملية المألوفة نسبياً. معدل الرطوبة النسبية في السنة 34% وأحياناً تقل
حتى تصل إلى 10 % عندما تهب الرياح الجافة من الجنوب وسقوط المطر كأحدى الرغبات المنتظرة فى المناخ الصحراوي ومعدل سقوط المطر فى
السنة يكون 32 مم ( أقل من عشر معدل سقوط المطر في مدينة طرابلس ) ، وحسب
التجربة تعتبر غدامس أكثر عواصف رملية من أى مدينة أخرى في ليبيا وبمعدل 23 يوم
في السنة وهذا نتيجة الرياح الحارة الجافة أو مايعرف بالقبلى التى تهب من
الجنوب فى فصل الربيع وبداية الصيف.
شكل وحجم المنزل الغدامسي/
عندما تنظر إلى المسكن لأول مرة ، فإن الانسان يعجب به لأن العين تشاهد
شيئاً لم يسبق لها أ بداً مشاهدته من قبل ، أيضاً فأنك تشعر بإحساس غريب عن
المكان ، لأن المساكن صممت بطريقة جدية جداً ومبنية بطريقة جميلة أيضاً ولقد
وضع الغدامسيون كل قدراتهم ومهاراتهم فى سبيل بناء مساكنهم ، لقد قاموا ببناء
منازل مريحة آخذين في الاعتبار الظروف المناخية والاحتياجات الاجتماعية .
أما الشكل العمراني لمدينة غدامس ، فإنه يناسب الاحتياجات المحلية، والظروف
المناخية، والاحتياجات العرفية ، وهى عبارة عن عمارة تم بناؤها من أجل حماية
مستخدميها من البيئة المعاد ية . كل المبانى تم بناؤها من مواد البناء
المحلية ، إن شكل المبنى يسمح فقط لواجهات مرئية قليلة جداً ترتفع بعلو 10
أمتار .
تصميم المنزل والمساحة المستعملة/
إن تخطيط المسكن الغدامسي يضمن الحرية الشخصية ويسمح لأفراد المسكن من
الاتصال بالطبيعة من خلال السطح . إن مستوي السطح يعتبر من أهم أجزاء المنزل
فهو يلعب دوراً اجتماعياً مميزا حيث يحتوى على المطابخ وساحات اللعب وشرفات
محجوزة من أجل النساء حتى يمكن لهن من أداء الانشطة الخاصة بهن مثل الطهى
وتنظيف الملابس .....الخ .علاوة على ذلك ، فإن أفراد الأسرة يستخدمون السطح
فى فصل الصيف للنوم وذلك للاستمتاع بالهواء الليلى البارد.
زخرفة المسكن الغدامسي/
زخرفة للمسكن الغدامسي مواصفات ينفرد بها من حيث الزخرفة فلقد اهتم
الغدامسيون اهتماماً خاصاً بزخرفة مساكنهم ، فهم يستخدمون مواد تعبيرية مثل
الطلاء المصنوع محلياً والزجاج والنحاس وصور القديسين وأدوات حرفية وكذلك
تذكارات تم توارثها من تجار القوافل وغالباً ماتقوم النساء بتعليق هذه
الأشياء على الحائط وخاصة في حجرة المعيشة علاوة على ذلك فإن الباب الداخلي
يتم زخرفته من قبل النساء الذين يقومون باختيار الألوان ويزخرفون الحوائط
بقوالب الجص .
ونجد الحوائط الداخلية مغلفة بالجبس ومبيضة و مزخرفة باللون الأحمر الهادئ
ويعتبر اللون الأحمر اللون المفضل ،
حيث يستخدم فى داخل الحجرات أما الحوائط الخارجية فلديها مواصفات ظاهرية
عامة فهى ممصنوعة من القرميد ذو اللون البنى والأصفر ، إضافة إلى المشهد
المرئي الجميل ، فإن هذه المقاييس تدعم من قدرة الجدران على تحمل الظروف
المناخية ومن التلف .
المواد وطرق البناء الغدامسية/
جميع المباني تم بناؤها باستخدام المواد المحلية التى هي غالباً ما تكون من
الآجر . اما الأسقف والسطوح فهى من جذوع أشجار النخيل . وقد أدمجت المبانى فى
وحدة بنائية تجعل من الصعب تمييز مبنى عن آخر . أن بنية المسكن الغدامسي قوية
نتيجة للمواد المستخدمة في البناء والتى هى متوفرة فى الواحة أو بالقرب من
غدامس مثل الجير والآجر الذين ينتجان فى قرية تونين والتى تبعد 3 كم عن غرب
غدامس فى الطوابق العمودية فإن التقسيمات قد بنيت باستخدام جذوع أشجار النخيل
حيث يتم حفظ الخشب جاف لمدة عام قبل استعماله ومن تم يتم معالجته عن طريق
مادة حافظة للخشب مصنوعة من محلول النمور والملح والجير وهنالك حوالى ثلاثون
نوعاً من أشجار النخيل التى توفر مواد مختلفة الاختصاصات : نجد الجبس والآجر
يستخدم للتلصيق وهذه المواد متوفرة فى المناطق المجاورة لغدامس ولكن نجد الآن
قليل من الناس يستخدمون هذه الحرفة القديمة وذلك عن طريق حرق هذه المواد
ومثال على ذلك نجد أن الحرفيين يفضلون استخدام شجر النخيل ( التمودى ) لأنه
يوفر مرونة أكثر وصلابة أكبر أما ضلوع أوراق النخيل فهى تترك فى
الماء لمدة ثلاثة أشهر قبل طيها وذلك حتى توفر الدعم الكافى لبلاط الطابق
الأول بجانب السلالم الرئيسية
مواد البناء/
وتتكون مواد البناء المتوفرة لبناء مساكن المدينة القديمة مما يلي :-
1- الوحل
2- حجر جير الصلب
3- أحجار خفاف ( مخلوطة بالزجاج )
4- أشجار النخيل ، الجذوع والأوراق
5- الجير
6- حبال مقطعة.
بهذه المواد البسيطة يقوم الغدامسيون ببناء مساكنهم فى وسط الصحراء ، هنالك
العديد من العوامل التى تحدد اختيار أنواع محددة من المواد وهى :-
- البناء الاقتصادى للمجتمع
- الخبرة في استخدام بعض هذه المواد وطرق البناء
- مستوى التقنية
- الحاجة لتطبيق بعض النماذج السكنية
- الظروف المناخية.
الحوائط التى تستخدم للجلوس مبنية من آجر الطفل الجاف على قاعدة مبنية من
الحجر الجيري الصلب . أما كثافة الحوائط فتقل من أسفل المسكن إلى أعلاه وذلك
طبقاً لحجم الآجر الذى تم بناؤه والذى هو بمقياس
60 × 40 × 15 سم فى الطابق الأرضى
50 × 40 × 15 سم فى الطابق الأول
40 × 40 × 15 سم فى الطابق الثانى
ويصنع الآجر من خليط من الوحل والقش أما المواد الخام فيجب تركها تحت ظروف
مناخية رطبة لمدة سنة على الأقل قبل انتاج الآجر . المواد الرئيسية التى
تستخدم فى الطوابق وفى الأسقف هى من جذوع الأشجار المستخدمة كعوارض أإما يتم
استخدام القطع بأكملها أو يمكن أن يتم تقطيعها إلى قطع تبعد الواحدة عن
الأخرى 50 إلى 70 سم . بالإضافة إلى ذلك ، فإن المساكن الغدامسية التقليدية
تم بناؤها بالمجهود الذاتى الذى يستغرق جوالى سنة للإنتهاء منه .
المساكن الغدامسية الصغيرة تحتوى على 10 أبواب وما بين 3 - 5 نوافذ فى كل
مسكن . وأخيراً فإن المسكن الغدامسي التقليدى يعكس طريقة بارعة فى تصميمه
وذلك باستخدام الإمكانيات المحدودة والمساحة لمواجهة الإحتياجات الطبيعية
الوظيفية والإقتصادية والاجتماعية وكذلك لتخفيف حدة الظروف المناخية الخشنة
من أجل صالح الكائن الحي . وقد انتجت الوحدات السكنية التقليدية باسلوب
يتماشى مع جميع الإحتياجات ويستجيب بنجاح للمشاكل المناخية
والتغلب عليها .
الحلول التي وضعت لتهوية مدينة غدامس/
المدينة مؤسسة أو مبنية على أساس الحماية من الظروف المناخية ( المناخ
الصحراوى الحار الجاف ) كما أن سكان مدينة غدامس استفادوا من الطبيعية حيث أن
واحة غدامس محاطة بالنخيل من جميع الجهات مما جعل الواحة محاطة بالظل وهده
العناصر الثلاثة وهى الماء والظل والرياح تعمل على تلطيف مناخ المنطقة
بالكامل لأن الرياح تمر عبر الظل وهده التيارات الهوائية الباردة تدخل
المدينة من خلال فتحات التهوية الموجودة بشوارع المدينة وتطرد التيارات
الهوائية الساخنة عن طريق تيارات الحمل الطبيعي كما أن الممرات المغطاة
للحماية من أشعة الشمس والفتحات الموجودة بها لجدب الهواء البارد من الخارج
وتحريكه داخل هده الممرات .
وتصميم المدينة ومساكنها منظم حسب مناخ المنطقة
فهناك النوافذ في الأسطح وهى النافذة الوحيدة فى الحجرة الرئيسية المفتوحة فى
السقف ومساحتها 75 سم2 والتى تزود الفراغات السفلية بكمية كافية من الضوء
.
هذه النافدة لا يوجد بها زجاج ومفتوحة إلى السماء
ويوجد بها واقي screen من سيقان النخيل لتعطى حماية لأولئك
الدين يمشون على السقف .
مستوى السقف مربوط بسلم ويحتوي على مطبخ
ومخزن ووجود المطبخ على السطح للتخلص من الهواء الساخن حيث أن
وجوده فى الدور الأرضى يسبب سخونة وارتفاع فى درجة الحرارة في
الداخل، خلال أشهر الصيف ، السقف يكون أكثر فضاء مريح للنوم كما موضح بالشكل
(28) .
تؤدى النافذة الموجودة فى السقف عدد من الوظائف فهى
كما تضئ وتهوي الغرفة التى تحتها فهى تحمي القاطنين من الوهج والدى يعتبر من
المشاكل المتكررة في المناخ الصحراوي بطريقتين
أولا : وضعها
خارج زاوية النظر الطبيعي ( فوق مستوى النظر )
ثانياً : تعطى
المنظر العام للسماء الزرقاء الغامقة التى تسر العين وتريحها أكثر من النظر
إلى ضوء الشمس اللامع والمباشر والذى يمكن أن نراه بالوضع التقليدى أو
المعروف للنوافذ. وهده النافذة تضيق الأشعة العمودية لنور الشمس الداخلة والسقف يكو ن كالسطح
الكشوف للشمس . وهدا النور يشبه الضوء المنعكس بواسطة الشاشة عند الفتح
أما الوظيفة الثانية للنافدة والأهم هى تهوية الحجرة وتبريدها
فهي تسمح للهواء البارد بالدخول والتخلص من الهواء الساخن فهي تأخذ مزايا
تيارات الحمل الطبيعى وهده إحدى الطرق التى تحقق تدفق الحرارة عند الليل سطح الاسقف يكون بارد ودلك لنقص الاشعاع وصفاء السماء فيبرد الهواء
الدى اصبح كثيف وانحدر من خلال النافدة إذا كان ابرد من الهواء الداخلي والهواء
الساخن الموجود بداخل الحجرة يرتفع بتيارات الحمل.
وفي النهار درجة الحرارة في الداخل تكون اقل من درجة الحرارة في الخارج
التهوية تقل والهواء البارد في الحجرة يكون محفوظ .
خلال النهار الهواء الساخن يرتفع
ويتجمع تحت السقف حيث لا يكون له تأثير على الساكنين الموجودين تحت 4
امتار.
في الشتاء تعمل النافدة كصمام للحرارة والحوائط الضخمة وشكل المدينة لمتراص
يضمن عدم سقوط أو نزول الحرارة الداخلية الى المستويات المنخفضة الممرات
السفلية ( تحت المنازل ) في الدور الأرضي تحافظ أيضاً على انتظام الحرارة طول
السنة عن طريق massive وclosely
المسالك او الممرات تكون دافئة نسبيا في
الشتاء ومحمية من الرياح وباردة في الصيف مع الحماية التامة من الاشعة
الشمسية
وهنالك بعض المقاعد حيث يتمكن الرجال
من الجلوس والمحادثة والاستراحة فى السلوى خلال الأيام
الحارة.