أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

السبت، يونيو 21، 2025

مدن الجبل الغربي

 


مدينة الجوش

الأستاذ/ سعيد حامد

باحث تاريخي

تبعد عن طرابلس بنحو 200 كم وقبل الوصول إلى مدينة نالوت بنحو 70 كم وتقع في منطقة الجفارة وتبعد عن قدم الجبل بنحو 10 كم. كانت المنطقة تابعة لقضاء نالوت (سنجق الجبل ) وفي سنة 1876 أصبحت مع النوائل  وشكشوك وقصر الحاج تؤلف قضاء الحوض حل هذا القضاء 1899 فعادت الجوش إلى نالوت وأصبحت في سنة 1902 ناحية وفي سنة 1909 أصبح قضاء باسم نجاد تكريما لنجاد ابن رجب باشا (1904- 1908)  احتفظت الاستعمار الايطالي بهذا القضاء.

إذا رجعنا إلى الفترة القديمة الرومانية فإننا سنعتمد على فرانشسكو كورو وهو قائد إيطالي كلف من قبل القيادة الإيطالية بالجوش باحتلال الجانب الغربي من منطقة جبل نفوسة سنة 1922 وهم مهتم بالآثار الرومانية يذكر أن المكان كان في القديم مزدهرا جدا وتشهد بقايا الأنقاض في حفرة الحمير والحجار ورأس الجبس وقصر الحمير والاخير كما يذكر عبارة عن كدس من من الحجارة تبرز بينها أسوار ضخمة طويلة وبقايا آثار بروج وهي خاصية أمازيغية شيدت بحجارة صغيرة مملطة بجبس وكلس يعتقد أنها من بناء الأهالي ويحتمل أن هناك قصر روماني تحت الأنقاض وهناك بقايا بنايات منفصلة لعلها كانت في الأصل مقرا لقوات المنطقة وقائدها وآثار مقابر وبقايا ضريح برأس الجبس ويشير أن السكان المحليين يقبلون على المكان في ذلك الوقت لصناعة الجبس وأن آثاره ستختفي مع مرور الزمن هذا في سنة 1922.

من أهم المعالم الحالية في المدينة القصبة  وهو عبارة برج مراقبة شبه مربع يستدق كلما اتجه إلى الأعلى بارتفاع قدره نحو 10 متر بنى بالحجارة الصغيرةوالطين والجبس ولا يوجد بوسطه  درج وعلى أن المرء ان يتسلق و استعمال حبل لذلك. وبناء المدينة بنى بالنفس المواد المستعملة في مدن جبل نفوسة من حيث مواد البناء من الحجار الصغيرة والطين والجبس وطرازها المعماري واستعمال جذوع النخل وأغصان شجر الزيتون في الأسقف والأبواب والنوافذ ويلاحظ استعمال العقود والتسقيف البرميلي ومن أهم معالمها الجامع القديم ولا يوجد تاريخ محدد للبناء.

وهناك جامع بجوار الطريق المعبد الرئيسي يعرف باسم المستغيات وحسب روايات من رافقنا من أعيان الجوش والروايات الشفوية المتداولة بينهم أن المستغيات ينحدر أصله من نواحي الجزائر بينما يذكر دي اوغسطيني أنه نازح من نفزاوة من الجنوب التونسي ودفين الجوش وهنا جامع الجوش الكبير. وجوامع الجوش بنيت بنفس المواد وتتشابه في معمارها وجميعها  بها انهيارات بسيطة وفي  حاجة ماسة لان تقوم الأيدي الخبيرة بأعمال الصيانة والترميم بها حتى لا تفقد الجوش وليبيا بعض معالمها نتيجة الإهمال. كانت الرحلة إلى الجوش يوم 8 يونيو 2023 وزيارة المدينة القديمة و القصبة والجوامع رفقة الأساتذة طلال بريون و يسرى بن يعلا و عبد المطلب بوسالم وسيف البى وبعض أعيان المدينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية