مفردات وطراز
إعداد / مائسة
محمد الهمالي
لمحة تاريخية عن مدينة
طرابلس/
طرابلس
هي عاصمة ليبيا و أكبر مدنها الحديثة .تعرف بطرابلس الغرب و تقع جغرافيا على خط
طول 13.12 شرقا وعلى خط عرض 32.52 شمالا في الشمال الغربي لليبيا وهي كذلك ميناؤها
البحري الرئيسي. وتحتل المدينة رأس صخري مطل على البحر الأبيض المتوسط و تقع مقابل
الرأس الجنوبي لجزيرة صقلية يحدها شرقا تاجوراء والقره بوللي، غربا جنزور، جنوبا
السواني.
وتعود تسمية المدينة إلى انها
واحدة من مدن ثلاث بناها الفينيقيون وهي أويات "طرابلس الحالية" و لبدة
و صبراته.
شهدت
مدينة طرابلس حقبة إسلامية خالصة لمدة تسعة قرون ، هي الفترة ما بين 23 –
916هجري,( 43- 1510ميلادي).. وحفلت بعصور تاريخية إسلامية هي العصر الأموي
والعباسي والأغلبي والموحدي والفاطمي وغيرهم.
موقع المدينة القديمة-
طرابلس/
تتمتع
طرابلس الغرب بحماية حاجز صخري طبيعي، يدل دلالة واضحة على أن المدينة كانت دائماً
هناك، منذ الرحلات المبكرة للبحارة الفينيقيين. ولقد قيل أن طرابلس تنتصب، وكأنها
حاجز بين تونس ومصر. وسورت المدينة سنة 1900 تسويراً هائلاً. وبحكم موقعها ، وواقع
مواجهتها للبلد المسيحية الأوروبية يمكن تحديد وظيفة هذه المدينة باعتبارها كمركز
للإدارة ، ومقر للحكم، وعاصمة للبلاد، وكموقع استراتيجي عسكري، وحصن منيع لرد
الهجمات الأوروبية المسيحية عن البلاد المسلمة.
أخذت
مدينة طرابلس طابعها المميز من العمارة الإسلامية في ليبيا حيث يوجد نظام
التسقيف بالمساجد، وسمي هذا النسق بالمسجد
ذي القبيبات أو المسجد المتعدد القباب المتساوية، وهو طراز نشأ من ملائمة هذا
التصميم للبيئة ومادة البناء المحلية، ولافتقار المنطقة لمواد بناء كالأخشاب أو
الحجارة الجيدة التي تتحمل عمل أسقف متسعة أو قباب كبيرة .. وأضفت هذه الأمور
طابعاً معمارياً خاصاً لمدينة طرابلس يتمثل بهذه القباب أو القبيبات. كما تميزت
تلك المساجد إضافة إلى ذلك بوجود مآذن
بارزة ومرتفعة تظهر للمشاهد من خارج أسوار المدينة واشتهرت شوارع المدينة بمظهر
الأقواس أو العقود السائدة والممتدة على معظم الشوارع والأزقة ، وكانت أيضاً هناك
الحوائط المائلة وعمل الأكتاف الساندة أو الركابات .. لمنع انهيار الحوائط المبنية
أساساً بمواد ضعيفة أو الحوائط الرفيعة أو التي تحمل الأبواب ولقد كونت هذه
المجموعة من التشكيلات طابعاً معمارياً مميزاً لمدينة طرابلس.
موقع مسجد عبد الوهاب
بالنسبة لمركز المدينة/
نبذة تاريخية عن مسجد عبد
الوهاب القيسي/
هناك روايتان عن نشأة هذا المسجد فهناك من يقول بأنها تعود
إلى القرن الخامس عشر ميلادي في بدايات الحكم العثماني لولاية طرابلس الغرب.
والرأي الآخر يعود بهذا المسجد إلى الفترة الحفصية 1227، 1510م. وينسب إلى الشيخ
عبدالوهاب القيسي.
مسجد سيدي عبد الوهاب/
·
تمثل المساجد أماكن ربط بين الخالق والمخلوق بأبسط أسلوب
وأعمق تأثير وأعظم وسيلة .. لذلك رأيناها أماكن جمعت الجمال والتواضع والإبداع
والبساطة.
·
امتاز هذا المسجد كباقي المساجد الإسلامية الأولى
بالبساطة المستقاة من نظام بيت ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم ..
يقع
المسجد بالتحديد عند السور الشمالي الشرقي الملاصق لباب البحر، وكان الباب يتكون
من مدخلين مزدوجين غير متقابلين يدار كل منهما على ساند نحاسي منصوب في الأرض
يستعمل لدخول وخروج المارة من وإلى المدينة وكان أغلب هؤلاء من البحارة. ويبعد عن
البحر مسافة80 متر .ويبلغ
متوسط الارتفاع عن سطح البحر ما بين ( 4.60-5.57م ).
وهو
عبارة عن مساحة لا تزيد عن 203م2 مسقوفة بالكامل ولا يحتوي على فناء صحن
المسجد.
الإحداثيات والأعمال
المساحية/
يقع
المسجد تحديدا وحسب المخطط الشامل 2000 في اللوحة الجوية رقم (7e-55-8-48) وحسب ماهو موضح.
·
والأجهزة المستعملة :-TOTAL STATION
·
GPS
·
LEICA DISTO
·
متر الشريط
·
كاميرا
·
قائم خشبي
·
سلك بلاستيكي
ويقع
مدخل هذا المسجد بين هذين المدخلين، حسب ما ذكره التيجاني في رحلته إلى طرابلس سنة
1308م.
بيت الصلاة/
·
يحتل بيت الصلاة الواجهة الجنوبية الشرقية والذي نصل
إليه مباشرة من المدخل وفراغ الميضأة وتبلغ مساحته( 85 متر مربع )
·
ويتوسط قاعة الصلاة عمودان رخاميان مختلفان في طراز
التاج وترتكز عليها أربعة أقواس نصف دائرية.
·
كما يوجد ببيت الصلاة "مطبق" بالأرضية تحديداً
بين النافذتين بالواجهة الشمالية لخزان مياه شرب أرضي أو ما يسمى (بالماجن).
·
وتقسم قاعة الصلاة إلى ثلاث أقسام مغطاة بثلاث أقبية شبه
نصف دائرية تقريباً اثنان منها بطول ( 10متر طولي ) تغطي الجزء الجنوبي الغربي من بيت
الصلاة وإلى الشمال الشرقي منهم يمتد القبو الثالث بطول (16.30
متر طولي ) إلى شمال بيت الصلاة ليغطي المدخل وفراغ الميضأة.
سقف المسجد/
يغطى
هذا المسجد قبة دائرية ترتكز على قاعدة ثمانية بثماني نوافذ معقودة ويرتكز الشكل
الثماني على مربع بأربع عقود.
تم استغلال
الجزء السفلي من السلالم لجلسات الوضوء ( الميضأة( . وعند الزاوية الشمالية الغربية وفي داخل الجامع يوجد بئر مياه
وتم تغطية أرضية المدخل ببلاط إسمنتي
مزخرف.
المئذنة/
أخذت
المئذنة زاوية المبنى من الناحية الشمالية الغربية، ويصل ارتفاع المئذنة إلى 10 أمتار. وتأخذ المئذنة الشكل المربع ابتداء من الأرض حتى ارتفاع 6.60 ، ثم تأخذ الشكل الثماني في الأعلى ، ويتم الوصول إليها عبر سلالم
خشبية عددها 18 سلمة (القائمة=0.21 / النائمة=0.28
).
حجرة القيم/
في
الناحية الشمالية الشرقية من المبنى توجد حجرة القيم وهي بمساحة ( 5.50متر مربع) ولها على الضلع الشمالي نافذة دائرية داخل
فتحة مستطيلة.
سقف حجرة القيّم: على ارتفاع 3.19
من ارضية المسجد من الداخل وتم تنفيذه من الآجر بالإضافة إلى الدعامات الحديدية.
أرضية حجرة القيّم: ترتفع على منسوب مدخل الجامع ب20 سم وهي مكسوة ببلاط إسمنتي أبيض وأحمر.
النظام الإنشائي ومواد
البناء/
·
حوائط حاملة: ولبناء هذه الحوائط استعملت الأحجار الجيرية الرملية
الهشة ( كسر حجارة) وتشذب بحيث تأخذ شكل مخروطي لتحقيق التداخل بين الحجارة وتم
لصق هذه الحجارة بمونة مكونة من خليط الجير والرمل.
·
أسقف الأقيبة والقباب: أما الأعتاب والعقود والتسقيف فكان من الحجارة المالطية
+ الخشب للأسقف.
هذا
وتم معالجة الأضرار التي لحقت بالجامع جراء الحرب بالطوب الأحمر + مادة لاصقة.
·
تأكيد تواصل الماضي بالحاضر وتوجيه الأنظار إلى الاهتمام
بهذا التراث ودراسته وتوظيفه.
·
إمكانية استعمال المعلومات المتراكمة سواء في نسب
العناصر المعمارية أو استخدام مواد البناء المحلية.
·
لمدينة طرابلس طابعها الخاص الذي يستوجب احترامه، متمثلاً
في القباب والقبيبات ، وامتيازها بوجود مآذن بارزة ومرتفعة .