لحظات أحببت أن اشارككم متعتها، تتعرفون فيها على فنان عشق الرسم بعيداً عن الأضواء ولسنوات طويلة.
الفنان التشكيلي عبدالرزاق الغرياني |
جمعتني به محاسن الصدف في العام 2002 م. عندما كنّا نصور شريطا وثائقياً لسيرة المعلم والفنان التشكيلي علي قانة، فقد كان أحد تلامذته النجباء في عالم الرسم بالمرحلة الإبتدائية. وتوثقت صلتي به، فعرض علي جانباً من إبداعاته على شكل كراريس جمعت أروع الأعمال التشكيلية التي لا يقدر عليها إلاّ فنان متمكن من حرفته، فعرضت عليه أن يقيم معرضا شخصيا له بقاعة الفقيه حسن للفنون بمدينة طرابلس القديمة، فقبل الدعوة، وقدم لنا تجربة انصهر فيها إبداع الفنان بأصالة الأمكنة التي رسمتها ريشته والمواضيع التي تناولتها لوحاته.
ولكن عاشق الرسم الذي يكره الأضواء، حمل لوحاته بعيداً بعد الافتتاح بيوم واحد... سألته لماذا؟ فلم يجب. فعذرته واحترمت خصوصيته. ولكن ظل في النفس شئ من إبداعه يطوف بخيالي كلما تذكرت تلك الكراريس. كانت شيئا خاصا لم أجده عند غيره.
وتحت تأثير البهجة والفرح، الذي ولّدته ثورة 17 فبراير في نفوس كل الليبيين، وعلى وجه الخصوص المبدعين منهم، قرر فناننا أن يسمح للضوء أن يطل على لوحاته، لوحة، لوحة، هكذا قرر... ليشاهدها الجميع، جميع الليبيون دون استثناء. من خلال صفحته على الفيسبوك، لتمتزج أفراح النصر بألوان الجمال الذي رسمته على جدران الوطن يد الفنان التشكيلي عبد الرزاق الغرياني. إلاّ أنه وكعادته، لا يحتمل وهج الأضواء فيقرر وبسرعة أن يعود لينزوي في ركنه الهادئ.
واليوم وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات، مررت صدفة على بعض من لوحاته، التي تمكنت من اقتناصها من صفحته تلك، قبل أن يقرر إغلاقها على نفسه وعلى كل من احترم موهبته الفذة في التعاطي مع اللون واللوحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق