التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2017

التجربة النقدية المعمارية في ليبيا

جمال اللافي يظن عموم المعماريين في ليبيا أنه ليس هناك حركة نقدية معمارية في ليبيا بتاتا. والحقيقة غير ذلك. فهي موجودة بدءا بتأسيس أول قسم للعمارة في ليبيا في جامعة طرابلس في العام 1969 م. ومع أول مشروع لمعماري خريج من هذا القسم ينفذ على أرض الواقع. هذا في حالة لم نعتبر مناقشة مشاريع الطلاب داخل قسم العمارة حالة نقدية تستهدف الارتقاء بالعمل المعماري وتحسين جودته . أول مشروع معماري ينفذ، تعرّض هو وما بعده من مشاريع لحالة إهمال شديدة وتجاهل تام من طرف زملائه، لم يحتفوا به، لم يعلقوا عليه، لم ينشر حوله ولا مقالة صغيرة تبشر بمرحلة جديدة للعمارة في ليبيا، لم يتم تسجيله كسابقة معمارية ليبية. (مشروع المجمع السكني بزاوية الدهماني الذي صممه المعماري الطاهر الزلوزي، رحمه الله- كمثال) وغيره من المشاريع والمعماريين الذين تركوا بصمتهم المعاصرة على العمارة الليبية (أ. م. أحمد انبيص، م. خالد عجاج، م. جلال بن محمود، د. مصطفى المزوغي، أ. م. محمد القبلاوي. د. عبدالجواد بن سويسي. د. محمود دازة. م. عزت خيري، م. نوري عويطي، م. صالح المزوغي، م. ظافر الحميدي، م. حسام بورزيزة، م. أحمد ...

عمارتنا بين المادة والروح

    المعماري/ رشيد كعكول للعمارة عدة اتجاهات معمارية كل منها تحمل فكرة وتوجه خاص بها ، تيارات ومدارس ونظريات استمدت سيماتها من الثقافة والبيئة والظروف الاقتصادية والسياسية لمكان و مرحلة ما (الكلاسيكية – الوظيفية - العضوية – الحداثة – التفكيككية – الديناميكية – الخضراء ... الخ) هي ما  يمثل الجانب الفلسفي و الروحي لاي عمارة وهي الرابط السحري بين العمارة كفراغ وبين الانسان المستخدم لهذا الفراغ ليعطيه بعداَ يتجاوز فيه الزمان والمكان ، نظريات هي امتداد وتطوير لعمارة سابقة قديمة تشكلت هي الاخري تحت ظروف معينة ، نظريات تتسم بالتطور والتجدد حيناَ وبالاحياء والانتقاء حيناَ اخر عمارة يغديها الفكر والتجربة وهما عاملان مهمان للعملية الابداعية  وهو ماحدت في اوروبا خصوصاَ في الفترة مابين القرن الثامن عشر والعشرين ويستمر هذا الحراك الفكري المعماري الذي يتناول   الظروف التي نشأت فيها العمارة في عصر ما والعوامل التي أثرت عليها والاشكال المعمارية والطرز التي انتجتها لديهم الي يومنا هذا ، عالمنا العربي عموما وفي ليبيا خصوصا نفتقد إلى هذا الجانب وهذا الحراك حتي في الت...

الهمجية نقيض الحضارة

جمال اللافي إمتدادا لمقالتي السابقة التي تناولت فيها مفهومي (الحضارة والمدنية) وإلحاقا لها. سأتطرق في هذه المقالة إلى مفهوم الهمجية كنقيض الحضارة والمتصادم معها والمقوض لأركانها ومعول هدمها. ومثلما تقترن المدنية بالحضارة فهي أيضا رديف الهمجية. وقناعها الذي تتستر خلفه بوجهها القبيح ووسيلتها في فرض قوتها الغاشمة، من خلال تطوير المدنية لتقنياتها العسكرية، وشرعنة المفكرين والمنظرين لها لمنطلقاتها وأهدافها وغاياتها ووسائلها القمعية. ولهذا يحصل الخلط عند عامة الناس وبعض مثقفيهم ومتعلميهم حين يرون مظاهر المدنية والتقدم الصناعي والتكنولوجي مزدهرة في بعض البلدان، مقرونة بالتحلل الخلقي والفساد القيمي فيحسبونه من الحضارة في شيء وما هو كذلك. وإنما تزول الحضارات وتندثر عندما تعم الفاحشة وينتشر الفساد القيمي المدعوم بنظم وقوانين ظاهرها خير وباطنها الشر. والهمجية كعقيدة وفكر وسلوك وممارسة تعتمد في منهجها على مبدأ إقصاء المغاير ورفض فكرة التعايش السلمي أو المساواة معه في الحقوق والواجبات، إلى درجة التصادم والتعدي عليه وإبادته عرقيا ومسخه ثقافيا ونهب مقدراته الطبيعية وإهدار موارده ...

الحضارة والمدنية

جمال اللافي ترتبط الحضارة ارتباطا وثيقا بقيم ومعتقدات الشعوب وعاداتها وتقاليدها المتوارثة. بينما ترتبط المدنية بالتقدم التقني وتطور الأساليب والمعالجات لكل ما يمس حياة الناس ويتعاطى مع احتياجاتهم المادية ويسهل عليهم سبل العيش ويعينهم على تكاليف الحياة . لهذا نجد أن البون شاسع بين مفهومي الحضارة والمدنية وتطبيقاتهما وانعكاساتهما على الشعوب، فالحضارة ترتبط بالشق القيمي والثقافي من حياة الشعوب، وهو الشق الذي تتراكم فيه التجارب والخبرات والمفاهيم والمعتقدات والقناعات والرؤى التي تشكل أسلوب حياة وطريقة عيش، تتوارثها الأجيال للحفاظ على كينونتها وتمايزها عن الشعوب الأخرى، وبالتالي تشكل لها ملامح لهوية دامغة في مواجهة هوية الآخر. ليس من باب التضارب ولكن من نافذة التعارف، الذي ينتج عنه التلاقح والتزاوج في غالب الأحيان دون أن يفقد كل طرف هويته المستقلة بذاتها عن باقي الهويات . أما المدنية فترتبط بالشق المادي وهو بدوره جانب متغير يتطور بتقدم التقنيات وزيادة الاكتشافات العلمية. والشق المادي قابل للتصدير والاستيراد دون أن يترتب عنه إخلال بمنظومة قيم أي مجتمع بقدر ما يدعمها وي...

جدلية التأثر والتأثير

  ردا على من ينسبون عمارة الحوش الطرابلسي إلى تأثيرات عثمانية : 1.     من خلال اطلاعي على كتاب(جولة تاريخية في عمارة البيت العربي والبيت التركي) لمؤلفه المهندس المعماري محمود زين العابدين، الذي استعان فيه من خلال تواجده للدراسة بتركيا بعدة أمثلة تاريخية من فترة الحكم العثماني المنتشرة في العديد من المدن التركية ومقارنتها بنماذج مختلفة من البيوت الحلبية بسوريا. حيث يستعرض في هذا الكتاب أنماط البيوت التركية وهي كما تظهر في الصور المرفقة، لا وجود لأنماط غيرها في أي مدينة من مدن تركيا. إلاّ أن بعضها يبنى بأكمله بالخشب والبعض الآخر يبنى نصفه السفلي بالحجر وباقي الأدوار بالخشب والنمط الثالث يبنى بأكمله بالحجر وجميعها تتفق في الطراز المعماري. وفي توزيع فراغي يطل على أروقة، لا توجد فيها لأفنية . حيث تأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه ليست هناك أي ملامح معمارية ولو بصورة غير مباشرة تربط بين الحوش الطرابلسي والبيت التركي، سواء تعلق الأمر بالتوزيع الفراغي أو بمفرداته المعمارية وتفاصيله الفنية والزخرفية أوبعناصر تأثيثه ومفروشاته أو بمواد بنائه وطرق إنشائه . 2. ...