التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2016

في غياب مشروع الحداثة

  كنيسة رونشامب بفرنسا، من أعمال المعماري لوكوربوزييه، واحدة من مشاريع الحداثة في القرن 20 جمال اللافي أود اليوم التركيز على نقطة مهمة أو الإشكالية الأهم التي تحدد لنا الفيصل بين الاتجاه بالعمارة نحو الحداثة الغربية ومواكبة كل إرهاصاتها أولا بأول دون الشعور بالحرج أو تأنيب الضمير أو المساءلة التاريخية. أو الاحتفاظ بماء الوجه والاكتفاء بتأصيل عمارتنا المحلية شكلا ومضمونا ومواد بناء وطرق إنشاء . على مستوى التعليم المعماري، ترتكز الدراسة على تجاهل التطرق للقيم الفلسفية والاجتماعية والاقتصادية ومبرراتها التي بنيت عليها مدارس عمارة الحداثة الغربية منذ بروزها كمشاريع معمارية في أواخر القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا. والاكتفاء بالمرور العابر عليها كأشكال هندسية ملفتة للنظر بموادها الحديثة والمتنوعة، المصنعة وفق تقنيات عالية الجودة وبأيدي فنية ماهرة. وتشجيع الطالب على الاتجاه إليها بكل جوارحه، دون أن يسأل نفسه لماذا وكيف؟ على المستوى الفكري، لا رؤية معمارية ليبية معاصرة تواكب نظيراتها في الغرب. ولا عمل جماعي يسعى لتحقيق منجز يحمل قيمة معمارية تعبر عن روح العصر. ...

منظومة القيم

مدخل سوق الظلام بمدينة بنغازي جمال اللافي         قَيِّم، في معجم المعاني الجامع هي، صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قامَ / قامَ إلى / قامَ بـ / قامَ على / قامَ لـ . وهي تعني السيِّدُ وسائس الأمر وقيِّمُ القوم، الذي يقوم بشأنهم ويَسُوس أَمرَهم. وهي جمع لكلمة قيمة وقائم وقائمة. لكل ثقافة قيمها التي تستند عليها نظم وقوانين وضوابط تحكم العلاقات والمعاملات والتعاملات بين أفراد المجتمع الواحد أو الأمة الواحدة. كما تسهم بدورها في التأسيس لهوية محلية وقومية ذات خصوصية متفردة تميزها عن المجتمعات الأخرى .           دائما ما يتم الحديث عن مجموعة من القيم وليس قيمة واحدة فقط، لأنه لا يستقيم مجتمع بدون منظومة من القيم التي تتناول كل مناحي وتفاصيل حياته، كبيرها وصغيرها، حاضرها ومستقبلها، يجتمع حولها وتوحد صفوفه وكلمته تحت راية واحدة تعبر عن تلك القيم وتحميها من أي تهديد خارجي، سواء كان ثقافيا أو عسكريا. وفي غالب الأحيان تشكل منظومة هذه القيم مسألة حياة أو موت مجتمع، تستدعي منه التضحية بالغال...

نهاية رحلة - دلالة اللون ولغة الحروف

ناصر سالم المقرحي عبر تجربته الفنية الغنية التي امتدت لسنوات طويلة يطالعنا الفنان الراحل " محمد الحاراتي " الذي انتقل إلى جوار ربه أواخر شهر اكتوبر العام 2007 , بعمق مدلول ابداعاته وقوة طرحها , إذ أن الناظر إلى لوحة الفنان يُعاين إلى جانب الأستغلال الأمثل للإمكانيات الجمالية التي يُتيحها الحرف العربي بانسيابيته ورشاقته , الزخارف الإسلامية بخطوطها المستقيمة والمتكسرة وانحناءاتها والتواءاتها والمستمدة مفرداتها من البيئة المحلية كتلك النقوش والزخارف المستلهمة من نباتات المُحيط وبعض مظاهر وسمات المعمار الذي أسفرت عنهُ الحضارة الأسلامية كالقِباب والمآذن والأقواس والأهِلة , أيضاً بلوحة الراحل قد نجد إضافة إلى ما تم الإشارة إليه غزارة في طرح اللون وتوزيعه بمقادير ونسب متقاربة على السطح , إذ تتجاور بكثرة الدرجات الحارة والمُشعة مع الباردة والمُعتمة دون أن تطغى إحداها على الأخرى ودون أن تخل بالبناء العام , الأمر الذي جعل اللوحة تتراءى للمشاهد بهيئة فسيفسائية مبهجة للنظر بألوانها الطافحة التي يُخيل للرائي بأنها ستطفر أو تقفز بين لحظة وأُخرى من الإطار لشدة حيويتها وتعدد درجاته...