جمال اللافي
في
كل المراحل التاريخية الماضية كانت العمارة المرآة العاكسة لحالة مجتمع ما بأكمله.
فإذا بها تضحى اليوم المرآة العاكسة لحالة فرد ما في مجتمعه.
العمارة
اليوم أصبحت مجموعة متناثرة من المرايا التي تعكس حالات فردية متنافرة داخل
المجتمع الواحد. مرايا تعكس تضارب القيم والمفاهيم والرؤى والقناعات والتوجهات
والعلاقات.
وهي
بذلك إنما تعكس في حقيقة الأمر تضارب المرجعيات التي ينطلق منها كل فرد داخل
المجتمع الواحد في تقييمه لما هو موجود وما يريده أن تكون عليه العمارة حاضرا
ومستقبلا.
هي
تعكس اليوم وبكل مرارة تفسخ المجتمع الواحد في قيمه ومعتقداته ورؤاه. في مقابل سطوة
الأنا والفردية على روح الجماعة.
وفي
جميع الأحوال ستبقى العمارة دائما وأبدا المرآة العاكسة لحالة المجتمع في وحدته،
وفي تفسخه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق