أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الأربعاء، مايو 13، 2020

المسكن الغدامسي المعاصر




تمهيد/
          في مايو 1991 م. تعرفت على ملامح العمارة الغدامسية التقليدية، من خلال زيارة ميدانية لمدة 10 أيام.

لمحة عن خصائص المسكن الغدامسي التقليدي/
الطراز المعماري:
         نظام تخطيطي متضام وشوارع مسقوفة.
         تداخل كتل المباني مع البساتين المحيطة بالمدينة.
         ثراء في المفردات المعمارية والزخرفية.
         مواد بناء وحلول إنشائية من طين الأرض وجدوع النخيل.
         كفاءة عالية في معالجات البيئية الصحراوية.






التوزيع الفراغي:
         ارتفاع رأسي ضمن مساحة محدودة.
         تقسيم البيت إلى طوابق متفاوتة الارتفاع، تشكّل في مجملها ثلاث مستويات، وهي:
الطابق الأرضي:
         مدخل وسقيفة البيت.
         مخزن الغلال ومعدات الزراعة.
         سلالم إلى الطابق الأول.
         بستان وحضيرة مواشي.

الطابق الأول:
         فراغ المعيشة يتوسط غرفتي النوم، يستقبل إضاءته من فتحة مربعة في السقف، أبعادها 60 سم.× 60 سم.
    منسوبين: من 7-5 درجات، يتوزعان على جانبي فراغ المعيشة، أحدهما يضم غرفة النوم الرئيسية والآخر غرفة نوم الأبناء.

الطابق الأخير:
         مكان المطبخ في جميع البيوت الغدامسية في سطح البيت.
    يتم الوصول إليه عبر غرفة المعيشة من خلال سلالم مقسمة على مرحلتين، الأولى تقود إلى إحدى غرفتي النوم، لتتواصل بعدها  درجاته حتى تصل إلى السطح.

غدامس الجديدة

المتغيرات والإشكاليات/
         انتقال المجتمع الغدامسي المعاصر للعيش في أحياء خارج المدينة القديمة.
         مخططات جديدة لمشاريع سكنية بشوارع واسعة مكشوفة، تسيطر عليها حركة السيارات.
         نماذج سكنية متكررة، لا تختلف في شيء عن مثيلاتها في المدن الأخرى.
         قطيعة تامة مع النموذج التقليدي في الطراز المعماري والتوزيع الفراغي.
         انعدام الخصوصية السمعية والبصرية على مستوى البيت والشارع.
         مواد بناء غير ملائمة للظروف البيئية الصحراوية.
         غياب المعالجات البيئية الصحيحة على المستويين السكني والتصميم الحضري.
    تغير في النسيج الاجتماعي الغدامسي في بعض جوانبه، منها خروج المرأة الغدامسية إلى التعليم والعمل وبالتالي إلى شوارع المدينة المعاصرة.

محاولة لتأصيل المسكن الغدامسي المعاصر/
سنفهم العمارة المحلية عندما نحسن قراءتها. وعندما نفهمها سنحسن التعبير عنها بأدواتها ومفرداتها.
         
فهم العمارة المحلية، يتأتّى من استيعاب منظومة القيم التي شكلتها، فبها تتحقّق معادلة المواءمة بين:
         الشكل والمضمون.
         الجمال والمنفعة.
         المتانة والاقتصاد.
         الأنا والمجتمع.

في 1993م. كانت المحاولة الأولى- بمشاركة من الزميل المعماري عزت خيري- لتلمس ملامح المسكن الغدامسي المعاصر، على قطعة أرض بمدينة غدامس، بطلب من أحد ابنائها. تلتها محاولات فردية متكررة لإعادة النظر في التصميم الأول ومعالجة المآخذ عليه. ومحاولات أخرى مستقلة عن التصميم الأول جذرياً- خلال  السنوات اللاحقة- لم تسفر جميعها عن نتائج مرضية.

في مارس 2020 م. اقتربت أكثر من مرحلة التأصيل للبيت الغدامسي المعاصر، اعتمدت فيها على:
         تفهّم المتغيرات الاجتماعية والمتطلبات المستجدة.
         معالجة الإشكاليات في المسكن التقليدي.
         التعاطي مع التطور التقني والكمي في مواد البناء وطرق الإنشاء والمعالجات البيئية.

حيث اتجه نمط التفكير في التصميم إلى منحى جديد، آخذاً في اعتباره التوفيق بين:
الشكل، المتمثل في الطراز المعماري المميز لمدينة غدامس.
المضمون، الذي يعكسه نمط التوزيع الفراغي للبيت الغدامسي التقليدي.


التوزيع الفراغي للمسكن الغدامسي المعاصر/
الطابق الأرضي:
         مدخل وبهو البيت.
         صالة استقبال الرجال+ حمّام+ ميضأة.
         صالة استقبال النساء+ حمّام.
         سلالم إلى الطابق الأول.
         بستان بمساحة مناسبة.
         مخزن تحت فراغ السلالم.
         جراج للسيارات. 


الطابق الأول:
         المستوى الأول:
§        فراغ المعيشة.
         المستوى الثاني:
§        حجرة النوم الرئيسية + حمام.
§        حجرتي نوم الأبناء + حمام مشترك.
         المستوى الثالث:
§        يمثل امتدادا للسلالم بفارق درجتين ويضم المطبخ + شرفة.
§        يستمر السلالم في الصعود إلى السطح.






 
أخيراً/
          سيتم في مرحلة قادمة- بعون الله وتوفيقه- النظر في المسكن الغدامسي على المستوى الحضري، بما يحقق التوافق البيئي والمطلب الاجتماعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية