محمد الهادي جمعة الغرياني*
اهتم الإنسان منذ القدم بأناقته ، فالرغبة فيها فطرية لديه منذ فجر تاريخه ، وتدل الآثار القديمة على أنه حتى في مرحلة الوحشية كان يميل إلى الأناقة ، فزين جسده بأنواع من الوشم ، ثم استخدم بعد ذلك الحلي المختلفة.
واهتمت الحضارات القديمة بصياغة الذهب والفضة منذ فترة تعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد وماتركته لنا الحضارة المصرية القديمة وحضارة بلاد الرافدين من تحف فنية وحلي مختلفة تدل على مقدرة كبيرة ، وإبداع حرفي متميز لدى صانعي تلك الحلي (1) . ليس هناك تاريخ محدد أومعروف يخص صياغة الذهب والفضة في طرابلس إلا بما يستوحي من مصنوعات أثرية محفوظة في المتاحف المحلية كالسرايا الحمراء وما تحتويه من مصكوكات فينيقية أو رومانية أو عربية والتي يرجع تاريخها إلى ما بعد الفتح الإسلامي على يد القائد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ إذ لم تضرب النقود في عهده ، فقد كانوا يتداولون الدراهم الفارسية ( الدرهم البغلي ) والدنانير البيزنطية " الدينار الهرقلي " المضروب في سوريا .
وفي ليبيا نجد أن المؤرخ الإغريقي هيردوتس الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ، يصف حياة بعض القبائل الليبية ويشير إلى حٌلِي بعضها فيقول : " إن قبائل الأدرماجندي تلبس الواحدة من نسائهم خلخالاً برونزياً في ساقيها ". واشتهر الجرامنت في الجنوب الليبي بصناعة الحٌلِي الذهبية والفضة مثل المشابك والأساور إضافة إلى ما صنع من الحٌلِي من الأحجار الكريمة الملوَنة كالفيروز والزمرد الأخضر والعقيق الأحمر ، مما يدل أن صناعة الحٌلِي ونقشها وزخرفتها كانت صناعة رائجة وفناً شعبياً قائماً شائعاً لديهم ، وتدل المخلفات الأثرية على استخدام الليبي للحٌلِي في الفترة الفينيقية والرومانية ؛ إذ عثر على الكثير منها في المقابر المكتشفة ، كما تدل بعض النقوش الموجودة على بعض المعابد والأضرحة على استخدام الليبي للحٌلِي منذ فترة تعود إلى ما قبل القرن الثاني الميلادي . ولقد ازدهرت صياغة الذهب والفضة في ليبيا في العهد العثماني الثاني ( 1835 – 1911 م ) وكانت سبائك الذهب تستورد من أفريقيا ومصر إضافة إلى ما يعاد صهره من الحٌلِي والمسكوكات الذهبية القديمة ، أما سبائك الفضة فقد كانت تستورد من فرنسا ، وقد كانت صياغة الفضة أكثر تطوراً من صياغة الذهب نظراً للظروف الاقتصادية للبلاد ؛ إذ كان الإقبال على المصوغات الفضية كبيراً والأهالي يقبلون على شرائها خاصة عندما تكون مواسم الحصاد مزدهرة .
وقد اشتركت ليبيا في بعض المعارض الدولية منها معرض باريس 1867 ومعرض النمسا 1873 ، ومعرض فيلادلفيا بأمريكا 1875 ، عرضت فيها بعض المصوغات الذهبية والفضية المصنعة محلياً (2).
ولكن من العهدين العثماني الأول والثاني وإلى بداية الحكم الإيطالي كانت صياغة المعادن الثمينة في ليبيا حكراً على اليهود حيث بقيت في أيديهم إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية ، ونظراً لأن الطرابلسيين كانوا يأنفون من مهنتي الصياغة والحدادة ويعتبرونها منقصة تحد من قدرهم ذلك لما يعلق بحرفييها من قذارة وسخام ، من أجل ذلك كان الطرابلسيون يميلون إلى الاشتغال بالتجارة وحبهم للسفر والمغامرة إلى الأقاليم الصحراوية النائية ومنها إلى بلاد الســـــودان × ، هذا بينما كان سكان الضواحي والأرياف يفلحون الأرض ويقومون بتربية المواشي وتسويق المحاصيـل الزراعيـــة ، وإن كـــان البعض منهم يزاول حرفة الحيـاكة أو صناعــة الأخفــاف الجلديـة ولكن على سبيـــــل الهوايـة لا الاحتراف المستديم .
يرجع البعض أن حرفة صياغة المعادن الثمينة ازدهرت مع مجيء اليهود إلى طرابلس وهم أولئك اليهود الذين فروا من وجوه محاكم التفتيش الاسبانية ، وأنا مع هذا الرأي ، ذلك لأن بعض اليهود الصاغة يحملون أسماء وألقاباً أندلسية مثل الصائغ ( خلافو حكمون ) – ( موشي فضلون ) على نسق سحنون وابن زيدون ،وما هذا الا مجرد رأي .
ومن ضمن هؤلاء النازحين من اليهود مجموعة استقرت في جنوب جادو والجبل الغربي في منطقة وادي سروس (3). قد يكون ذلك حرصاً منهم وخوفاً على سلامتهم من ملاحقة الإسبان إن هم استقروا متاخمين لشواطئ طرابلس ، وقد دلَت بعض أعمال الحفر والتنقيب على وجود آثار عرف منها أنها دكاكين صاغة تزيد في العدد على خمسة وسبعين دكاناً يقال إن البعض منها كانوا يصنعون القناديل الفضية يصدرونها إلى مملكة فينيسيا بشمال إيطاليا لوضعها في الكنائس وكان ذلك في القرن السادس عشر الميلادي (4).
أنواع الحٌلِي
الحٌلِي أنواع عديدة وقد يتفق بعضها في الإسم وإن إختلف في الشكل والوزن وذلك حسب البلدان والقرى ؛ فالمصوغات النسائية بطرابلس تختلف عن بقية مصوغات النساء اللاتي يقطن بالأرياف والصحارى ، وكما أن المناطق الحدودية والتي لها ثقافة مشتركة تظهر آثارها في العادات واللهجة والقيافة كل منطقة بحسب ما يجاورها ، ويكاد ينسحب التشابه على المتاجرين ، ماعدا مصوغات نساء الصحراء الكبرى ؛ فالاختلاف ظاهر ، كما أن عيار الفضة متدن ٍ يصل الى أقل من عيار 600 ، ولذا ذلك تجد لونها حائلاً يغلب عليه الإصفرار أو الإخضرار.
مصوغات نساء طرابلس
فإذا ما حاولنا استعراض مصوغات نساء طرابلس فهي تتكون من الإكليل المسمى " بالشنبير" تشده المرأة على أعلى الجبهة ، وتضع في اذنيها أكثر من قرط وهو عيار اثنى وعشرين محلَّى بحبات من اللؤلؤ ويسمى القرط الذي يشبك بشحمة الأذن بالخرص ، ويليه قرطان أعلى منه يسميان بالونيسة ، وفي أعلى الأذن قرطان يسميان بالتكليلة ؛ وهذا النوع من الأقراط تتساوى في اقتنائه نساء الضواحي ونساء طرابلس ، بينما تنفرد نساء طرابلس بأقراط أخرى تلبس للمناسبات وهي ماتسمى ( بالمناقش ) ، وهي من عيار تسعة مرصعة بالأحجار الكريمة تتدلى منها حبات اللؤلؤ على هيئة عناقيد صغيرة.
مايلبس في العنق
العقود ، تضع المرأة الطرابلسية في عنقها عقد اللؤلؤ غالباً ماتلبسه في الأيام العادية ، وبعض النساء تضع عقد الصخاب وهو منظوم يحتوي على خرزات على هيئة مثلثات صنعت من معجون المحلب العطري وهو يتخشب بفعل الزمن وتتصاعد رائحته بتفاعله مع العرق ، وتنظم بين حبات المحلب حبات صنعت من ذهب عيار اثنى عشر يطلق عليها اسم حب الزيتون. ومن النساء الميسورات من تضع في عنقها عقد الماجارات ، وهو يحتوي على مجموعة من المسكوكات النمساوية القديمة وهي من عيار أربعة وعشرين . وفي بداية الخمسينيات كان هذا العقد يعتبر رصيداً توفره الأسرة لسد ثغور الاحتياج ولفك الأزمات ووضعه في العنق للحفاظ عليه أكثر من التزين به ولأنه ليس به مايمت الى الناحية الجماليــة بأيـة صلة ؛ فهو عبارة عن قطع ذهبية مخرومـة ومخاطة بقطعة متينة على هيئة سير من القمـــاش الأسود ، والمرأة إذا ما اضطرت إلى مغادرة البيت في أي مناسبة كانت فهي حريصة على لبسه ولاتخرج بدونه.
وفي المناسبات تتحلى المرأة الطرابلسية بالعقد الفضي المسمى باللبة وقد تضيف عليها لبة ( القرون ) وهي من عيار 12، وتلبس في معصميها ما يسمى بالحدايد وهي فضية وذلك في سائر الايام ، أو حدائد ذهبية عيار 18 تسمى بـ "قلوب البطيخ "، أو أساور فضية تسمى بالطرابلسي وهي مموهة بماء الذهب ، والميسورات منهم يضعن أساور ذهبية عيار 22 تسمى بـ "الاستنبولي". وتشد على وسطها حزاماً يسمى بـ" حزام البشكتي " وتضع في قدميها الحذاء المُغشَّى بالفضة من عيار 900 وهو مايسمى بـ" التليك ".
وقبل نصف قرن لم يكن النساء يستعملن المشابك الذهبية لشد الأردية وهي مايعرف عند الجميع بالخلال SPILLO-BROCE ) ) ولكن يشبكن أرديتهم بالخلال المعدني العادي .
وأما في الوقت الراهن فإن العقد المسمى باللبة فقد جرى عليه تطوّر تدريجي من أوائل السبعينات؛إذ حل محل اللبة عقد الليرات الإنجليزية من عيار 21، ثم جرى تحوير هذا العقد، فقد أحيطت هذه الليرات بأسلاك ذهبية بـ"الفيلوجرين " أي السلك المحبب ، وبعد مدة حدثت التفاتة إلى عقد المجارات المثبت بقطعة القماش الأسود فجرى عليه التعديل نفسه ؛ إذ أحيطت تلك المجارات بالطريقة نفسها كما الليرات وتكوُُّن من ذلك العقد المسمى بعقد الشجرة ، وهو إلى الآن لم يغير ولم يستبدل طيلة ربع قرن . ذلك لأن سر الاحتفاظ بمكانته هو إبداع الصائغ الذي غالباً ما يغيّر من تشكيله في عملية التركيب وكذلك تغيير أشكال الزهور والتفنن في إظهارها بالمظهر الجميل ، كما أن جو المنافسة بين الصاغة يتمثَّل في من يبتكر العقد الأجمل شكلاً و الأخف وزناً والأكبر حجماً .
من المصوغات لم يعد لها اليوم أي استعمال وقد تناساها كثير من النساء وخاصة الشابات منهنَّ ، فهنَّ لا يعلمن عنها شيئاً وهو ( البوشمار ) اشتق له اسم من التشمير ، وهو حبل صغير من نسيج الفضة يشَّد به أطراف الصدرية المطرزة وأغلب الظن إنه يعتبر من الاستعمالات الوافدة إلينا من بلاد القوقاز عم طريق القيافة التركية كالصدرية والسراويل النسائية الفضفاضة .
من المصوغات الفضية ما تقتنيه نساء طرابلس من الطبقات الميسورة كأدوات وتحف منها أدوات الزينة كالمكاحل وعلب المساحيق وقوارير العطور وهي تسمى بالبخاخات والمجامر وتسمى أيضا المباخر والأمشاط المضببة و المرايا المضببة وأطر الصور . وأمَّا الأواني فهي تشمل على الصحون و الأباريق و الأكواب و الأواني وعلب السكر والشاي والملاعق وهذا غالباً ماتجلبه العروس معها إلى بيت الزوجية
مصوغات نساء الريف
من المتعارف عليه أن نساء الريف لا يقتنين إلا المصوغات الفضية ويضعن الكثير منها مشدودة إلى شعر الرأس ومنهن من يُضرب بها المثل حيث يخبر عنها بأن فلانة ليميل عنقها لما تحمله فوق رأسها من قطع فضية .
أول قطعة تسمى بـ "الحلقة التاجورية" وهي تثبت على أعلى العصابة ×، ثم يلي ذلك مجموعة من الصوالح وهي على شكل دوائر تتوسطها نجمة وهي تثبت بجدائل شعر الرأس ، كما يثبت عدة أنصاف كرات فضية متصل بعضها ببعض تسمى " أملوز أو قباب " كما يثبت بالشعر قرطان كبيران مربوطان بسَير من الجلد يتأرجح كل منهما بجانب أذن.
تضع المرأة الريفية في عنقها عقداً يسمى الشعيرية وهو يتكون من عدة أسلاك فضية متشابكة ويشبه إلى حد بعيد عقد اللبة الطرابلسي ولكن بصورة أصغر . والريفية تشبك ردائها بمشبكين في جهتين بأعلى موضع الصدر ويتّخذ المشبك شكل الهلال قطره حوالي خمسة عشر سنتيمتراً وعلى سطحه نقوش جميلة ، وتشدّ على خصرها حزاماً صنع من صفيحة فضية بعرض ثمانية سنتيمترات على سطحه نقوش جميلة . وتضع الريفية على كاحليها الخلخال من صفيحة سميكة نسبياً كل قطعة منه تزن نصف رطل أي مايعادل 625 غراماً بينما تضع في قدميها " الترليك " وهو الحذاء الجلدي المغشَّى بالفضة وهو صنو التليك الطرابلسي .
مصوغات نساء البادية
هناك تشبه إلى حد كبير بين مصوغات نساء البادية ونساء الريف وأما الاختلاف فإنه يقع في بعض المقتنيات ؛ فالبدوية تشبك في شعر رأسها قطعة تشبه الخاتم العملاق مكوَّن من حلقة مثبت عليها مسكوكة فضية عثمانية تسمى بـ"المجيدي" وبعض الصوالح الصغيرة وقرطان مربوطان بسير من الجلد صغيران نسبياً بالإضافة إلى قرطين صغيرين بشحمة الأذن ، وتضع في عنقها ما يسمى بـ"الزرافة" أو القلادة تتخلل قطعها الفضية بعض حبات المرجان ولا تتخصَّر بالحزام الفضي ولا تضع خلخالاً. وأما الحذاء فهو كناية عن خف جلدي طويل العنق يقي الساق وخز الأشواك البرية وهو مطرز بالحرير الملوَّن.
مصوغات نساء الصحراء
مصوغات نساء الصحراء بسيطة جداً فهي تشتمل على مايسمى بـ"القصة" وهي صفيحة بعرض خمسة سنتيمترات مشدودة بأعلى الجبهة وتتأرجح على محيطها السفلي قطع فضية صغيرة على هيئة كف اليد ، وتضع في أذنيها قرطين فضّة منظوم فيهما خرزات من المرجان وكل قرط بقطر ستة سنتيمترات ، وتضع في عنقها قلادة من جلد منظوم به بعض الخرز الملوَّن من الحجم الكبير ، كما تضع في عنقها قلادة إضافية منظوم بها بعض الأحجية والتعاويذ وبعض القطع الفضيّة وهي غالباً ما تكون من العيار المتدنّي . وتلبس في معصميها أساور من جلد منظوم على محيطها خرز دقيق ملوَّن ولا أعلم فيها إذا كانت المرأة الصحراوية تضع في كاحليها ما يشبه الخلخال.
نبذة عن تصنيع المصوغات الذهبية والفضية المحلية
ذكرت في مقدمة هذه الكلمة أن الطرابلسيين يأنفون من حرفة الصياغة نظراً لما يتعرض له الصائغ من قذارة وسخام ؛ذلك لأن عملية صهر المعادن تكون بواسطة استعمال الكير التقليدي الذي يوقد عليه الفحم ( الكوك ) وأن قوالب السباكة ( الدرازق ) والمحتوية على الطين فيها تجاويف لنموذج الصيغة المعدّة لاحتواء المنصهر من المعدن . هذه القوالب بعد تجفيفها تُعرض على فتائل قماشية ومغموسة في مادة تسمى (PESCI GRECA ) يتصاعد منها دخان يغطّي سطح الطين بسناج كثيف . بذلك تسهل عملية تسرب المعدن المنصهر خلال تجاويف القالب ويُمنح سطح الطين نعومةً تنعكس بدورها على سطح المعدن المصوغ . ولكن عندما يقوم الصائغ بهذه العملية فإنه تكون مضنية فيما إذا تجاوز عدد القوالب مائة قطعة ؛ ذلك لأن الدخان والسناج المتصاعد من الفتائل المذكورة يتخلّل جميع منافذ الوجه ويخلص إلى الرئتين ويتخلّل شعر الرأس وينال من سلامة صحة الصائغ ، ويغلب الظن أن هذه العملية مقتبسة من الأحافير الجيولوجية ( FOSSELS ).
طريقة سحب الصفائح الفضية
كن سحب الصفائح يُؤدَّى بواسطة المطرقة والسندان في جميع الأحوال مما يتطلب جهداً ووقتاً كبيرين ، والجدير بالذكر أن أول ما يفكر به الصائغ الناشئ هو حصوله على هذه المعدات الأساسية باعتبارها رأس مال لا يستهان به ومنها المطرقة والسندان والكير والراد والمقراض والمبرد.
ذكرت في السابق أن عملية سحب الصفائح تكون بالمطرقة والسندان واستمرت هذه العملية إلى مابعد الاحتلال الإيطالي سنة 1911 م ، حيث بدأت الميكنة تأخذ مكانها في كثير من مجالات الصناعة، وصار سحب الصفائح بالدولاب الاسطواني (LAMI NATOIO ROLLING MILLS ) ×.
وفي ما بين عامي 1935م و 1936م ، حدثت نقلة يجب أن لاتغفل في تاريخ صياغة المعادن الثمينة ، فقد أسست مدرسة نموذجية حديثة نسبياً في هذا المجال وكان ذلك بموقع ضمن مبنى سوق الصناعة المحلية بسوق المشير قام بالتدريب فيها والإشراف عليها الإيطالي الأستاذ قويدو أنجليني ، وكانت هذه المدرسة امتداداً لمدرسة الفنون والصنائع الإسلامية .والدليل على ذلك أن أغلب الطلبة الملتحقين بها هم من المدرسة المذكورة فكانوا من الرواد السابقين في الالتحاق بهذه المدرسة الحديثة . وقد أُسس برنامج التدريس على قدر كبير من الحداثة نسبياً ، الأمر الذي رغَّب بعضاً من أُسر الأعيان في أن يكون من أبنائهم ضمن منتسبيها . والبرنامج الذي انتهجه أنجليني في طريقة التدريس كان على مراحل متعاقبة وملزمة لكل طالب مبتدئ ؛ فأول ما يتلقي الطالب دروساً في الرسم وقد تطول هذه المدة إلى سنة كما أخبرني بذلك الأستاذ الكبير المرحوم مبروك الشكشوكي.
ثم يدرّب الطالب على تصميم المصوغات البسيطة وعلى نوع من المعادن الرخيصة يشبه النحاس الأبيض يسمى ARGENTONE أو LAPPACCA ويسمّيه العامة المعدن وهو فضة الفقراء ، والسر في التدريب على هذا المعدن أنه غي مكلف من الناحية الاقتصادية وأما من الناحية الفنية فإن أي خطأ من الطالب لا يؤدي إلى فساد المصوغ الذي يصوغه ، لأن هذا المعدن غير قابل للصهر مهما كان رفيعاً ، ولأنه يتحمل الحرارة الشديدة بخلاف الفضة فإن أي زيادة في معدل الحرارة يعرض القطعة للانصهار.
وبعد ذلك يتم التدريب على النقش أو الحفر وهكذا بالتدريج فإذا ما أتقن الطالب هذه الدروس العملية الأولية عند ذلك تسند إليه عملية صهر الفضة وسحبها بآلة السحب ، وبذلك يطبّق الطالب جميع ما تعلمه.
* حرفي صياغة الذهب
1ـ سعيد علي حامد" النقش والصياغة عبر العصور " . مجلة تراث الشعب ، لسنة 15 العدد 4، 1900 : طرابلس ، اللجنة الشعبية العامة للثقافة .
2- سعيد علي حامد : المرجع السابق . × وادي بورتو مملكة قومبارو ، كانو تمبكتو.
3- عن مجلة التراث
4- الاستاذ علي حسنين
× قطعة طويلة من الصوف الأحمر تضعها المرأة على رأسها.
× قطعة طويلة من الصوف الأحمر تضعها المرأة على رأسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق