التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سلطة المال الدكتاتورية ورحيل حلم المدينة



  
د. مصطفى المزوغي

منذ شهور ومعول الهدم يطول عمارة وعمران طرابلس بفعل قوة المال وغياب الدولة .. الحديث يدور بين الوسط المعماري وينتهى الهمس بالأسف والخجل والإحباط .

معذرة أيتها المدينة ، لقد فعل المال بك فعلته وها هو بأيدي من ينشدون المزيد منه متجاهلين حقيقة تحولك إلى كائن غريب لا يحمل في ملامحه أية ذكريات توقد جذوة الحنين في حكاياتنا .

اليوم أدركت أن فعلة السلطة الدكتاتورية الحمقاء مدفوعة بمؤازرة الرأي الفني اللئيم دفعت بشاطئك بعيداً عن قدميك، وحده ذلك الجيل الذي شهد شاطئك وهو يداعب قدميك يحفظ ذكرياته فمن ولد في ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم لا تملك خزائن ذاكرته تلك الصورة بل يجد في صورة شاطئك اليوم الذي يعج بأبواق السيارات المتسارعة لتغتال كل من يحاول الاقتراب من ذلك الشاطئ الغريب، هي صورة طرابلس اليوم المحفورة في ذاكرته.

اليوم الحال تصنعه سلطة المال، حال جديد يولد مع من ولد اليوم ليشب ويجد صورة أحياء المدينة قد تغير لونها وطعمها وحتى قيمها.

لا أدري كيف يكون غدك يا طرابلس ؟ ولكني متيقنا أنني كل يوم أفقد ملامحك. وكأني بك لن تكوني مدينتي غداً بل أنت مدينة الآخرين.

لم أحزن على هدم الدارة السكنية التي قمت بتصميمها في أول التسعينيات بل أحزنني اغتيال شاهد كان يدون جلسات حوارية فكرية بيني ورفاق الدرب محمد القبلاوي وأحمد امبيص ونحن بفراغ مكتب متواضع أسميناه المكتب الرائد .. حوار يشحن الواحد منا ليجلس على طاولة الرسم يتفانى بكل طاقاته في أن يتقن رسم أفكاره. كنا ضمن التيار الذي تأثر برفض الحداثة والدولية وسعى لتكون عمارة المكان . كنا نتلمس خطواتنا بمساندة الواحد منا للأخر .
تصميم د. مصطفى المزوغي في العام 1990 م.
ونفّذت في ذات السنة بمدينة طرابلس. وتمَ هدمها في ديسمبر 2012 

لن أحاجج البديل ولكني أقول كان هذا الشاهد المحطم محاولة لمرحلة سعت لصياغة عمارة الفناء وبمذاق ليبي.

اليوم ماهي المحاولة البديلة ؟

المصدر/ http://mustafamezughi.wordpress.com/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...