صحبة زملاء الدراسة في ضيافة الفنان التشكيلي الطاهر الأمين المغربي |
في مرحلة الدراسة الجامعية بقسم العمارة والتخطيط العمراني. كثيرا ما كانت
تدور بيني وبين زميلي الدراسة عبدالمنعم السوكني وعزت خيري وفي بعض الأحيان يشاركنا
الزميلين رشيد كعكول ونوري عويطي حواراتنا الفكرية حول العديد من القضايا المعمارية
المختلفة. وكانت أغلب هذه الحوارات تدور في المساء وتأخذ منا في بعض الأوقات ساعات
الليل بطولها في محاولة لإقناع أحدنا الآخرين برأيه المعماري في القضية المطروحة في
تلك الليلة على مائدة الحوار. كنا نتجاذب الحجج والبراهين التي يعتقد كل منا أنها ستفحم
الطرف الآخر أو تقنعه بصحة رأيه، دون أن يؤدي ذلك إلى إحداث أي تغيير في قناعاتنا التي
تبدو للوهلة الأولى متضاربة.
وقد تعودت في كل مرة اختلي فيها بنفسي أن أعيد استرجاع تلك الحوارات. وأنا
اتساءل، لماذا لم استطع إقناع أي واحد من المشاركين في الحوار بصحة رأيي؟ وأحدث نفسي
بأن هناك خللا ما، إما في عقولهم أو في بضاعتي الفكرية التي أطرحها عليهم. فقد تكون
بضاعة بائرة. مضى عليها الزمن ولم تعد صالحة لهذا الزمان. فلا أجد بدا من مراجعة ما
عندي بكثرة الاطلاع على آراء من سبقني في هذا المجال من رواد العمارة العربية والغربية
ومن آراء الفلاسفة والأدباء وعلماء الاجتماع وكل ما يقع تحت يدي من كتب ومراجع. وعلى
رأسها رأي الإسلام فيما أعزم على الخوض فيه.
أعتبر نفسي اليوم نتاج كل تلك الحوارات، التي دفعتني لمراجعة كل ما أحمله
من قناعات فأعيد إصلاح ما بلي منها. وأرمي بعقيمها بعيدا عني. وأثري حصيلتي المعرفية
بما وصل إليه الأولون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق