ممرات مدينة غدامس المسقوفة |
·
عندما ترى أن المجتمع الذي تعيش فيه قد انقسمت
ولاءاته بين الدول، هذا ينحاز للإمارات ومصر والسعودية والآخر لقطر وتركيا وآخرون
لأمريكيا وفرنسا وبريطانيا. وقررت أنت أن تنحاز إلى وطنك فقط ولا انتماء عندك لغيره.
وتعمل جاهدا على قدر ما تستطيع أن تخرجه من محنته وتنهض به من كبوته. فأنت هنا
تفكر خارج الصندوق.
·
عندما تكون طالبا أو مهنيا في مجالات ترتبط
بالثقافة وتطبيقاتها العملية (عمارة، تصميم، فنون، أداب، حرف...إلخ) وتجد أن
المنهج الذي يدرس لك والمراجع التي تحيط بك من كل جانب لا علاقة لها بواقعك
الثقافي والبيئي والاجتماعي والاقتصادي. وتجد أن الأساتذة والطلاب ومن بعدهم زملاؤك
في المهنة وكل من تتعامل معه أو تسمع عنه غارقين حتى قبعة رؤوسهم في هذا المنهج ومتفقين
جميعهم في سلوك طريق التغريب والتخريب. وتقرر أنت أن تنحاز لواقعك وبيئتك وثقافتك
وتجعل منها مرجعيتك التي تستند إليها في طرح رؤاك وأفكارك وحلولك المعاصرة لمشاكل مجتمعك.
ولا تبالي بالمستهزئين. ولا بأصوات المستنكرين. ولا تلتفت للمحبطين، فاعلم أنك
تفكر خارج الصندوق.
·
عندما تجد أن واقع الحال في وطنك قد أصبح يتعامل
مع معطيات وأدوات ومواد وموارد وقدرات بشرية تستجلب من خارج حدود البلاد بلا حسيب
أو رقيب. وأنها قد أصبحت تهدد وجود المجتمع الذي تنتمي إليه في عقيدته ومقدراته
وصحته وأمنه واستقراره ومستقبل حياته. وقررت أنت أن تنظر تحت قدميك وإلى ما حولك
من موارد طبيعية وبشرية، لتصنع منها شيئا يحرك العقول الصدئة والنفوس الواهنة،
فأعلم أنك تفكر خارج الصندوق.
التفكير خارج الصندوق،
حالة أخلاقية واعية بذاتها وملتزمة بقيم مجتمعها وقادرة على استيعاب مفهوم كل
مصطلح يطرح على ساحة الفكر وأبعاده وتشكلاته وتطبيقاته. وهو حالة وجودية نابعة من
إحساس الفرد بهموم المجتمع الذي ينتمي إليه واحتياجاته. وليس حالة بوهيمية تُستورد
من خارج الحدود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق