الجمعة، مارس 26، 2010

رسائل علمية




العلاقة بين مصادر الطاقة الطبيعية و البيئة المبنية[1]
(دراسة تطبيقية على البيت الساحلي بمدينة طرابلس )


إعداد: م / صباح أبوبكر بالخير*


مقدمة
تعتبر أزمات الطاقة من أهم ما يشغل اهتمامات العالم فى جميع المجالات لما لهما من تأثير مباشر على كافه التخصصات والاهتمامات
التقليديه . هذا فضلا عن أزمات الطاقة المتوقعه مستقبلاً نتيجة الإسراف فى استهلاك موارد الارض من مصادر الطاقة الطبيعيه مثل الفحم البترول، الغاز الطبيعى ... ومالهم من مردود سلبى سواء على البيئه بالانبعاثات الضارة الناتجة عن استهلاك تلك الموارد أو على نطاق استهلاك موارد الأرض الطبيعيه مما يسبب عدم اتزان فى تلك الموارد ونضوب معظم مصادرها الناتج عن التناقص المستمر في عمر المخزون الاحتياطي النفطي العالمي, مما دفع الى الاعتماد على اتحاذ وسائل ترشيد الطاقة اولا و من ثم التفكير الجدي في ايجاد الطاقة البديلة من مصادر جديدة و متجددة و التى تعطي مردود تقني واقتصادي و بيئي جيد .
مشكلة البحث
إن استهلاك الطاقة غير المرشد في العصر الحديث أدى إلى ضرورة وقفة لتصحيح أسلوب التعامل مع الطاقة الذي قد يؤدى تجاهله إلى الوقوع في مشاكل عديدة. علاوة على الزيادة السكانية وما يناظرها من زيادة في استهلاكها , هناك أيضاً الزيادة المذهلة في المجالات التي تستخدم فيها الطاقة ، لذلك فإن الطاقة تعتبر مشكلة المستقبل مما جعلها تتصدر موضوعات البحث العلمي والتطبيقي في مختلف أنحاء العالم في الآونة الأخيرة بحثاً عن أساليب لترشيد استخدام الطاقة التقليدية التي يقل مخزونها في العالم يوماً بعد يوم.
لذا ظهرت الحاجة إلى محاولة استغلال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة في الكون … والشمس هي أصل كل الطاقات الطبيعية مثل الحرارة والرياح وحركة المياه، فهي السبب في كل الظواهر المناخية حيث تشكل مع توزيع مسطحات البحار واليابس على سطح الكرة الأرضية العوامل المؤثرة في حركة الرياح ودرجة حرارتها والأمطار … وغيرها من الظواهر المناخية.
ومن هنا تظهر المشكلة التي ستواجه المعماريين في المستقبل القريب وهى :
أولاً :عدم ملائمة المباني السابقة الإنشاء لتطبيق استخدام مصادر الطاقة الطبيعية المتجددة .وذلك لعدم وجود تلك الفرضية منذ القرارات التصميمية الأولية .ولهذا فإن توجيه المباني لايراعى الاعتبارات التصميمية لمصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقه الرياح)على سبيل المثال.
ثانياً : النظرة القاصرة على التكلفة المبدئية المرتفعة دون وضع الاعتبارات البيئية الايجابية فى الحسبان والاعتبارات الاقتصادية التي لا تكلف المالك سوى التكلفة المبدئية للمعدات فقط أما الصيانة فلا تمثل أكثر من 3% من أجمالي التكلفة على مدى عمر المعدات والتي يتراوح من 15 إلى20 سنه.
ثالثاً : عدم إدراك ووعى المعماريين الكافي بأهمية استخدام تلك المصادر المتجددة وبالتالي عدم إدراك العامة من المستثمرين وأصحاب المشاريع الذين يعطون للمعماري دور الزيادة في اتخاذ القرارات والمقترحات.
هدف البحث
يهدف البحث إلى زيادة إدراك ووعى واقتناع المعماري بالأهمية القصوى لتطبيق تلك المبادئ لمراعاة لمصادر الطاقة المتجددة (الشمس) . وكذلك الوصول إلى أسلوب معماري مبسط يتيح للمعماري سرعة الوصول للقرار باستخدام تلك المصادر المتجددة للطاقة أم لا , في المراحل الأولى للعملية التصميمية في محاوله للتكامل ما بين مصادر الطاقة الطبيعية والعمارة والتي في القريب العاجل ستصبح أحد المصادر الأساسية في توليد الطاقة في العالم وذلك بعد ازدياد أزمات الطاقة العالمية اشتعالاً ,لذا آن للمعماري أن يدرك أهمية استخدام تلك الطاقات والاعتبارات التصميمية الواجب مراعاتها في عملهم المعماري كي يناسب استخدام تلك التطبيقات .
المنهجية المتبعة
  • سوف يتبع البحث في مراحله المختلفة عدة مناهج بحثيه .أولها المنهج التوثيق وذلك من خلال الأبواب الأولى في البحث والتي اختصت بدراسة أنواع الطاقات المختلفة المتاحة ومدى علاقة ذلك لتحقيق التكامل بين تلك المنظومة مع التركيز على البيت الليبي في الشريط الساحلي و بالأخص في منطقة طرابلس.
  • ويتعرض البحث لمنهج التحليل المقارن في أبواب البحث الخاصة بالبحث التطبيقي من خلال عمل زيارات ميدانيه في المنطقة المحددة بالبحث أي على الشريط الساحلي الليبي خاصة بالطاقة وتسجيل البيانات اللازمة ومن ثم تحليلها مقارنة يبعضها وبالمعدلات القياسية العالمية .
  • وأخيراً تعرض البحث للمنهج الإستنتاجى وذلك في الباب الخاص باستنتاج وسيله معماريه تتيح للمعماري تطبيق بنود الطاقة المتجددة بسهوله وتم ذلك عن طريق استنباط العلاقات التكاملية ما بين شدة الإشعاع الشمسي وسرعه الرياح المتوقعة والمسجلة من هيئة الأرصاد الجوية وكذلك العلاقات التصميمية لبنود الطاقات المتجددة المستخدمة في هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والعلاقات التصميمية المعمارية , وإدماجها معاً في صورة برنامج يتيح للمعماري سهولة تطبيق تلك العلاقات بسهوله وسرعه.
فمنذ أكثر من 1,5مليون سنة روض الإنسان النار كيف وأين ومتى بالضبط لا احد يعرف على وجه التحديد ولكن ما هو مؤكد إن النار كانت المرحلة الأولى والمهمة في تطور تاريخ البشرية. ولم يدخر الإنسان جهدا منذ فجر التاريخ في استغلال كافة مصادر الطاقة المحيطة به ، فاستخدم المساقط المائية ، وطاقة الرياح ، والطاقة الشمسية ، والفحم ،والنفط ، والطاقة النووية ، كما استخدم الكتل الحيوية والتي وفرت للإنسان جانبا هاما من احتياجاته المتزايدة من الطاقة.

العناصر المساهمة في استهلاك الطاقة في المبنى السكني[2]
يمكننا حصر العناصر التي تساهم في استهلاك الطاقة الى ثلاثة عناصر رئيسية وهي:
1- التصميم المعماري : لكي يكون التصميم المعماري الملائم للبيئة جيدا لابد من توافر ثلاثة مبادئ رئيسية وهي:
  • حماية المسكن من الطقس البارد والرياح وذلك بالتوجيه الجيد واختيار الشكل المناسب مع العزل الجيد للحوائط.
  • استغلال الشمس في الشتاء والحماية منها في الصيف.
  • التخزين الجيد للحرارة حيث يتم تخزين حرارة الشمس واستعادتها حسب الحاجة إليها.
  • الميكنة.
  • السلوك الإنساني.
أنواع محطات التوليد:
محطات التوليد المستعملة على صعيد عالمي ونركز على الأنواع المستعملة في بلادنا :
محطات التوليد ذات الاحتراق الداخلي. (ديزل – غازية).
محطات التوليد بواسطة الرياح.
محطات التوليد بالطاقة الشمسية.
محطات التوليد النووية.
محطات التوليد المائية.
محطات التوليد من المد والجزر.

الحاجة الملحة في التفكير الجدي لتغير مسار نوع الطاقة المستخدمة:
نضوب النفط :
ذكرت مجموعة اينرجي ووتش الألمانية في تقرير حديث أنه من خلال الأرقام الرسمية المعلنة حول الاحتياطات العالمية للنفط التي
صل إلى 1.255 جيجا برميل، فإن النفط سينضب بعد 42 عاما وذلك بحساب معدل الاستهلاك الحالي, وقد أشارت الأرقام المعلنة مؤخرا أن الطلب العالمي علي الطاقة سيرتفع بنسبة 50% خلال الفترة الممتدة بين عامي 2004 و 2030.
وعلي جانب أخر أوصى المشاركون في البيان الختامي للمؤتمر الدولي للطاقة الذي انعقد بمشاركة أكثر من 68 دولة في شرم الشيخ بضرورة توفير الطاقة ونشر الوعي واستكشاف احتمالات التطور في مصادر الطاقة المتجددة بما في ذلك الطاقة المائية والشمسية والرياح بعرض تسهيل تنمية سوق الطاقة الخضراء في المنطقة.
وطالب البيان بتأمين أساليب مستدامة لتطوير مصادر البترول والغاز بما في ذلك الكتلة البيولوجية من خلال استخدام تقنيات الطاقة النظيفة.

الطاقة الشمسية عالميا
تستقبل الأرض يوميا 174 بيتا وات من اشعة الشمس في الطبقات العليا للغلاف الجوي، عند تقابل أشعة الشمس مع الغلاف الجوي تنعكس منها 6% ويُمتص 16% ، مع ملاحظة أن ظروف الطقس الطبيعية كال( سحب ، غيوم ، تلوث) تنقص بشدة من أشعة الشمس أثناء تنقلها عبر الغلاف الجوي بمقدار 20% بسبب الانعكاس و 3% بسبب الامتصاص
كمية الطاقة الشمسية الكلية الممتصة بواسطة الغلاف الجوي ، المحيطات ، المتكتلات الأرضية تقدر بحوالي 3850 زيتاجولز (ز.ج) zetta Joule في العام.
تمثل الطاقة الشمسية أهم مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة فى ليبيا، حيث يتراوح عدد ساعات السطوع في المناطق المثالية لاستخدام الطاقة الشمسية بين حوالي 2300 إلى 4000 ساعة سنوياً, إلا أن الاستخدام الأمثل للطاقة الشمسية لم يتم بالشكل الكامل حتى الآن , حيث تنطوي الطاقة الشمسية عن إنتاج طاقة كهربائية هائلة في حالة استغلالها .

مفهوم البيئـة :
لقد استخلف الله سبحانه وتعالى الإنسان فى الأرض لعمارتها، ومنحه العقل والقوة وسخرله سائر المخلوقات وأمده بأسباب العيش لأداء هذه
الرسالة .
ويقول تعالى: ( هو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها ) [ الآية 61 من سورة هـود . ]
ويقول تعالى: (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها ليبلوهم أيهم أحسن عملاً) [ الآية 7 من سورة الكهف .]
وعلى هذا فعمارة الأرض وتغيير البيئة المحيطة للأفضل والحفاظ عليها صالحة ونظيفة للأجيال القادمة تكليف إلهي واضح , وقد بدأ العالم الاهتمام الفعلي بالبيئة في تاريخ 5 يونيو 1972. حينما انعقد أول مؤتمر لحماية البيئة في إستكهولم وأتخذ قراراً بتشكيل أول برنامج للأمم المتحدة للبيئة ليكون دافعاً لسياسات بيئية مطورة ومناسباً ليوم البيئة العالمي (UNEP) في أقاليم العالم .
منظومة البيئـة المبنيـة:
ويقصد بها كل ما صنعه الإنسان وشيده في المحيط الحيوي معتمداً على مقوماته المختلفة, ويعرفها العالمان (Baner , Pauche)بأنها التقنية وكل ما هو متأثر بها في مجال بيئة العمل أو المعيشة أو النقل الخاصة بالإنسان. وهذه المنظومة هي حصيلة أو نتاج التعامل بين المجتمعات البشرية والبيئة الطبيعية في مراحل زمنية سابقة، وتتطور تبعاً لتطور العلاقة التبادلية للمواد بين الإنسان والطبيعة. وتشتمل هذه البيئة على أنظمة متعددة تتدرج من أنظمة محورة من قبل الإنسان (Man – Modified System) مثل الأنظمة البيئة الزراعية فهي تخضع لتأثير من الإنسان والطبيعة معاً . إلى أنظمة صنعها الإنسان (Man – Made Systems) فهي تلك الأنظمة التي بناها الإنسان وأنشأها في المجال الحيوي كالمدن والطرق والمصانع .
كما تتعرض العلاقة التبادلية بين الإنسان والبيئة لعديد من السلبيات مثل ما يحدث فى مخلفات العمليات الإنتاجية والاستهلاكية وكذلك بإلقاء النفايات الصناعية والبشرية فى البيئة على أمل أن تقوم الأنظمة الطبيعية من خلال عملية تدويرها للمواد بالقضاء على هذه المخلفات ومنع أضرارها , ومما لا شك فيه أنه يدخل ضمن العلاقات التبادلية .
2- تأثير الأنشطة العمرانية على البيئة :
تؤثر الأنشطة الإنشائية على الأنظمة البيئية بشكل يتزايد باستمرار حيث تقوم المناطق العمرانية بعرقلة الدورات الطبيعية للعناصر الطبيعية كما تؤدى إلى تراكم المواد في صورة فضلات تبقى على الأرض أو تلقى فى المسطحات المائية حيث لا تتحلل إلى مواد أولية ، كما توفر المناطق العمرانية حاجة متزايدة لاستهلاك المواد الأولية غير المتجددة كما تتطلب دائماً مساحات كبيرة من أنظمة غالية الثمن وتخلق مشاكل التلوث والضوضاء . والمناطق العمرانية تستهلك مساحات كبيرة حولها (الغذاء المواد الخام الطاقة ) ثم تتخلص من المخرجات في اتجاه خطى . والمدخلات والمخرجات مثل المواد الخام فتستخرج من التربة وترسل للمدن ويتم تصنيعها فى شكل سلع وخدمات وتتحول مع الوقت إلى قمامة لا يمكن أن تمتصها الطبيعة ، كذلك تستهلك المدن كميات ضخمة من الوقود سرعان ما يتحول إلى أبخرة تزيد من تلوث البيئة، وبهذه الصورة للأداء الخطى تكون المدينة ككيان عمراني دافع للتدهور البيئي .
ومفهوم الاتزان على مستوى النظام البيئي للمناطق العمرانية يبحث فى مدخلات بيئية (Inputs) تأتى من الوسط المحيط كالهواء النظيف والموارد الطبيعية والمياه النقية ، ومخرجات بيئية (Outputs) تطرح في الوسط المحيط وتشمل الأبخرة والغازات والمخلفات الصلبة ونواتج الصرف الصحي , والشكل يوضح المدخلات والمخرجات في المناطق العمرانية .
البيئة الليبية

تعتبر ليبيا من أكثر المناطق في العالم التي مرت عليها حضارات متنوعة، منذ ما قبل التاريخ وحتى وقتنا الحالي وقد تركت هذه
الحضارات بصمات على شكل مباني ومدن تاريخية وأثرية، وتأصلت فيها عمارة بيئية لا تزال مثالاً يستنار به عند التحدث عن الأصالة والهوية والحلول البيئية في العمارة، هذا الإرث المعماري والعمراني على تعاقب فترات التاريخ.
وقسمت الأقاليم المناخية في ليبيا إلى ثلاث أقاليم مناخية رئيسية :
إقليم البحر الأبيض المتوسط و شبه مناخ البحر المتوسط.
مناخ المنطقة الجبلية .
مناخ المنطقة الصحراوية.
مناخ طرابلس:-
هو مناخ جاف حار صيفا دافئ ممطر شتاء , و تشمل هذه المنطقة المناخية الشريط الساحلي الضيق الذي يبدأ من الحدود الغربية للحدود الشرقية لليبيا و تحدد الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط و هدا الشريط يختلف في عرضه كل عدة كيلومترات نتيجة لاختلاف طبيعة الأرض و مناخ هذه المنطقة يشبه مناخ البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا عموما.
أن التعبير المعماري هو نتيجة لعدة متغيرات تساهم في التشكيل الحجمي لمكونات المبنى و هو لا يحدد مسبقا و لاكن يكون نتيجة
للمتغيرات و من أهم هده المتغيرات هي المتغيرات البيئية (الراحة) و يتحقق مبدأ الراحة بملائمة المبنى للظروف البيئية و المتمثلة بمراعاة المعماري و إلمامه بالمتغيرات الحادثة من العوامل البيئية المختلفة و دراستها بطريقة جيدة و ملائمتها من حيث التوجيه الجيد للمبنى و اختيار المعالجات المناسبة في المكان المناسب و التي توفر التهوية و الظلال و تحقيق الخصوصية و الأمان و يكمل العمل الجيد اختيار أسلوب الإنشاء و مواد البناء المستعملة
ولتأكيد على ذلك قمنا بدراسة لثلاث نماذج سكنية داخل المدينة القديمة وتم اختيار حـوش القره مانلي لدراسة التوزيع الفراغي الداخلي وتتبع حركة الشمس والضلال داخل البيت وحوش محسن كنموذج للتتبع حركة الهواء والتيارات الهوائية واثر التصميم على التنظيم الحراري داخل البيت وحوش البحارة اخترت بيت متهالك حتى أقوم بدراسة أهم مواد البناء الداخلة في تنفيذ هذا البناء.

المدينة الطرابلسية القديمة و النسيج العمراني :

يتميز الشكل العام لمدينة طرابلس بخصائص و ملامح المدينة العربية الإسلامية الحاملة للنسيج العمراني المتجانس و الأبعاد
لتخطيطية التي ساعد على و جودها قواعد و أحكام تلقائية فرضتها طبيعة الموقع و المناخ و نظم الإنشاء بالإضافة إلى المفاهيم الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها فجاء المخطط العام للمدينة بتقسيم مثالي لاستعمالات الأراضي بحيث خصص أماكن للسكن و أخرى للتجارة و الحرف اليدوية و الأماكن الإدارية و الأسواق العامة .
و قد جاء التعبير في هذه التجمعات العمرانية بالتكوين المتضام الغني بالتشكيل البصري و اللوحات الفنية و الإحساس بالضوء و الضل من خلال الأزقة المستقيمة و المنحنية و المغطاة و المفتوحة .


الأمثلة العالمية لإستخدام الطاقة الشمسية :
· تعرض البحث لكثير من الأمثلة على مستوى العالم لإستخدام الطاقات المتجددة إستخداماً مباشراً لتحويل تلك الطاقات إلى طاقة كهربائية مما يوضح مدى سهولة التعامل مع الطاقات المتجددة وملائمتها لكافة الإغراض التنموية ومن أهم الملاحظات الجديرة بالذكر أن تلك المشروعات إعتمدت على الطاقات المتجددة بنسب عالية لا تقل عن 50% من إجمالي الطاقة الكهربية المستخدمة ، وبذلك وفر أكثر من 50% من تكلفة إستهلاك الطاقات التقليدية . كما ساهم فى الحفاظ على التوازن البيئي المطلوب لتحقيق التنمية المستدامة ومن أهم تلك الأمثلة :
· مشروع الحكومة الألمانية (مشروع 100.000 سطح شمسى) :
· أطلقت الحكومة الألمانية عام 1999 خطة طموحة لتركيب لاقطات فوتوفولتية PVcells على سطح 100 ألف منزل , وبذلك يصبح كل سطح بمثابة مولد كهرباء.
· ويبيع أصحاب المنازل الكهرباء المنتجة الى الشبكة العامة بسعر قدره مارك ألماني نحو 2 جنيه مصرى لكل كيلو وات ساعة . وتدعم الحكومة الألمانية الخطة وتضمنها مدة 20 سنة ، وتغطى 40% من تكلفة شراء اللاقطات وتركيبها . ويكون هذا الدعم على شكل قروض بفائدة منخفضة حوالى 1.9% على فترة سماح سنتين وتبلغ مدة إسترداد التكاليف لكل مشروع منزلى حوالى 8 سنوات ، يصبح المالك بعدها كما لو أنه أجر سطح منزله لشركة الكهرباء .
· تبلغ تكلفة تركيب لاقطات فوتوفولتية قياسة مساحة 30م2 ، حوالى 40 ألف مارك ألماني والقدرة القصوى لكل سطح (3 كيلو وات) وكل قدرة قصوى من كيلو وات تعادل 800 كيلو وات ساعة فى السنة ، وتشير الحسابات لسنة 2000 أى بعد عام كامل من التشغيل إلى أن هذه الخطة تكلفت بليون مارك ألماني حيث تمت الموافقة على نحو 16500 طلب (حتى سبتمبر 2000) ويقدر إجمالى الطاقة المولدة بها نحو 42 ميجاوات.
· وتقع Linz فى شمال النمسا والمخطط لهذه المدينة أن تستوعب 25.000 نسمة وتم إطلاق هذا الاسم عليها لإعتمادها على الطاقة الشمسية فى كثير من تطبيقات الحياة بها . فمن مرحلة التخطيط روعيت تقنيات توفير الطاقة وحساب الطاقة المستنفذة فى المبانى وحتى فى وسائل المواصلات لحساب أوفر فى الطاقة . وكذلك على مستوى الوحدات السكنية ثم توجيهها للحصول على أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس شتاءاً وحجبها صيفاً والإستفادة من التهوية الطبيعية داخل المبنى والإستفادة من الطاقة الشمسية فى الكهرباء والمياه الساخنة وعمليات التدفئة .
النتائج العامة للأمثلة العالمية :
  • وضح جلياً من الأمثلة التى تعرض لها البحث أن استخدام الطاقات المتجددة ولاسيما الطاقة الشمسية منتشر بشكل كبير فى الدول ذات الإشعاع الشمسي المحدود وفى جميع التطبيقات مما يعطى الأمل فى نجاح تلك الأنظمة فى البلاد ذات الإشعاع الشمسى الكبير ومساهمتها بشكل فعال فى إجمالي الطاقة المولدة بكل دولة ومن أهم النتائج التى تعرض لها البحث :
  • إستغلال الطاقة الشمسية فى كل مكان بالعالم بالرغم من قلة ساعات الاشعاع فى بعض البلدان .
  • التكلفة المبدئية العالية لتلك النظم إلا أنها تعطى الكثير من الأمل فى خفض النفقات على المدى البعيد .
  • التقدم التكنولوجي الحادث فى جميع الإتجاهات العلمية يعطى إشارة كبيرة لخفض تكلفة المعدات اللازمة لتوليد الطاقة المتجددة مما يعطى مؤشر لضمان إستمرارها وإنتشارها وكفائتها الاقتصادية .
  • زيادة عدد محطات توليد الطاقة من الطاقة المتجددة على المستوى العالمى .
  • التدهور البيئي الحاد الحادث فى معظم مجالات الحياة ولاسيما فى مجال الطاقة يعطى إنذاراً ببدء التعامل مع الطاقة المتجددة وبسرعة للحد من هذا التلوث البيئي الخطير .
  • زيادة الوعي البيئي للدول المتقدمة يتضح جلياً فى إتجاههم الى توليد الطاقة من المصادر المتجددة . بينما ضعف الوعى البيئي للدول النامية – فضلاً عن المشاكل الاقتصادية يعتبران من أهم العوامل التى تحد من إنتشار استخدام الطاقات المتجددة بالرغم من انتشار مقومات توليد هذه الطاقات .
  • العمل الفردى فى مجال الطاقة المتجددة واضح وبصورة كبيرة فى الدول المتقدمة إلا انه فى إطار إتفاقيات ومعاهدات على المستوى الحكومى يدعم هذا العمل , وهذا ما نفتقده فى الدول النامية ولعل أثره واضحاً على كثير من مشكلات الطاقة .
  • اتضح جلياً أن العمر الافتراضي للمعدات الخاصة بتوليد الطاقة يتراوح ما بين 20-25 سنة وهو ما يعطى مؤشرًا إلى أن التكلفة المبدئية ستوزع على عدد كبير من السنوات مما يعطى نجاحاً إقتصادياً لتلك النظم .
  • معدل استرداد ثمن المعدات لايتجاوز 7-8 سنوات وبعدها يصبح توليد الطاقة مجاناً مما يحقق نجاحاً إقتصادياً فضلاٌ عن النجاح البيئي لتلك المعدات محققة بذلك تنمية مستدامة.
  • وجود اتصال بين الشبكة الرئيسية للطاقة فى المدينة مع شبكة توليد الطاقة فى المصادر المتجددة المنفصلة بكل وحدة محققاً بذلك تكاملاً ما بين الطاقة المتجددة والتقليدية .
  • وجود دعم فنى ومالى وإدارى من الحكومات الأجنبية لأفرداها لتشغيل وحداتهم بالطاقة المتجددة .
  • الدعم الفنى :المتابعة والإرشاد لإستخدام الطاقة المتجددة .
  • الدعم المادى: توفير القروض لشراء معدات الطاقة المتجددة ، وبفترة سماح كبيرة وبفائدة منخفضة .
  • الدعم الإدارى :وجود مشروع ومخطط كبير على مستوى الدولة للإستخدام الطاقة المتجددة مما يتيح لهذه الطاقات المتجددة النجاح وتحقيق أهدافها .
  • وجود مخططات إقليمية للدول لزيادة محطات توليد الطاقة المتجددة ومن ثم زيادة الإعتماد عليها وتقليل نسب الاعتماد على الطاقات التقليدية .

الأمثلة المحلية فى مجالات إستخدام الطاقة الطبيعية المتجددة .
  • لدراسة الأمثلة المحلية قمت بدراسة التجارب العملية في كل من تونس ومصر لاستخدامات الطاقة الشمسية ودراسة الوضع الطاقى بها وذلك نتيجة لخيبة الأمل التي أصبت بها لعدم وجود مشاريع لإستخدامات الطاقة الشمسية نتيجة اكتشافي أن بلادنا مازالت بكراً إلا من تجارب قليلة وذلك نتيجة متواضعة في المناطق النائية والمتمثلة في بعض القرى النفطية للإمداد للطاقة بعد عجزالامداد الكهربائي لتلك المنطقة لذلك فقمت باللجوء إلى الجارتين الدولتين من الناحية الشرقية والناحية الغربية والسبب للتشابه المناخي والمكاني المتقارب أي إننا نستطيع ان نأخذ نتائج دراسة الأمثلة وأخذها بالقياس وتطبيقها لأجل الاستفادة من التجارب السابقة والتي تحمل نفس المواصفات حيث تتمتع كلاً من مصرو تونس بمقومات مناخية تتيح لها استغلال تلك المقومات فى توليد الطاقة . وبصفة خاصة الطاقة الشمسية لما تتمتع به من شدة إشعاع شمسي عال بصفة شبه دائمة صيفاً وشتاءاً حيث تعتبر من أعلى المعدلات عالمياً وفي هدا البحث سنحاول إستعراض و تقييم التجربة التونسية والمصرية في تغذية الوحدات السكنية بالطاقة البديلة"(الشمس)
تقييم الوضع الطاقي لقطاع البناء (سكن وخدمات) بتونس
  • يحتلّ قطاع البناء (سكن وخدمات) حاليًّا المرتبة الثالثة من حيث الإستهلاك الوطني من الطاقة النهائيّة بنسبة 27% وبإستهلاك يعادل 1,5 مليون ط.ن.م. وذلك على التوالي بعد قطاع النقل بنسبة 30% وقطاع الصناعة بنسبة 36.% ومن المتوقّع أن يتقدّم قطاع السكن سنة 2030 بأن يحتل بالمرتبة الثانية.
  • تقييم الجانب العملي الإقتصادي
  • قيمة وتكلفة الخزانات الشمسية في تونس بقيمة 1500 دينار تونسي في حالة السخانات الشمسية ذات السعة 200 لتر. ويتم دعم الدولة بواقع 30% من قيمة الخزان و ذلك تشجيعاً لإنتشار هذه الطاقة مع تقسيط 65% على هيئة فواتير كهرباء ودفع 15% كدفعة أولى وكانت لهذه السياسة الدور الكبير لتشجيع المجتمع التونسي إن لم نقل كله وأغلبه على اقتناء هذه الطاقة السحرية حسب مقولة احد المستخدمين حيث إن الطاقة الكهربائية مرتفعة تصل إلى 250 درهم للكيلو وات وهذا ما يثقل كاهل الفرد من ارتفاع فواتير الكهرباء الشهرية مما حدا بهم إلى التشجع على إستعمال الطاقات البديلة والمتمثلة بالطاقة الشمسية سواء للكهرباء أو التسخين المائي للتدفئة .(عمادة المعماريين التونسيين)
  • على مستوى الخلايا الشمسية وإنتاج الكهربا فمازالت التجربة تحبو والاستخدام على المستوى العام وبوسائل بسيطة ما عدا تجارب سكنية محدودة لدوي الدخل الجيد ولتوضيح الرؤيا نستعرض إحدى التجارب السكنية للتوليد الذاتى للتيار الكهربائي وهي عبارة عن قيلا بمدينة جربة تم تركيب منظومة شمسية لتغدية المنزل إجمالى الأحمال الكهربائية متمثلة في 30 مصباح كهربائي – ثلاجة- إذاعة مرئية-مضخة خزان المياه.
  • تم تركيب المنظومة مكونة من 12 صفيحة ضوئية لضمان لمدة خمس سنوات وبتكلفةاجمالية شاملة التركيب والصيانة بقيمة 24000 دينار تونسي( شركة سيناس s.in.e.s).

الاتجاهات المستقبلية للتصميمات المعمارية المستقبلية في تونس
  • كان للجيل الجديد من الباحثين والاقتصاديين والمعماريين الدور الإيجابي في التصميمات الأولية واستخدام تقنيات المصادر الطاقية المتجددة بعين الإعتبار ومن المشاريع المستقبلية.
الوضع الطاقي لقطاع البناء (سكن وخدمات) بمصر
  • تتمتع بمصر بمقومات مناخية تتيح لها إستغلال تلك المقومات فى توليد الطاقة . وبصفة خاصة الطاقة الشمسية لما تتمتع به مصر من شدة إشعاع شمسى عال بصفة شبه دائمة صيفاً وشتاءاً حيث تعتبر من أعلى المعدلات عالمياً . وكذلك طاقة الرياح حيث توجد بمصر مناطق متعددة ذات سرعات رياح كبيرة تمثل أعلى المعدلات العالمية وتتيح توليد الطاقة الكهربائية من الرياح . ولكن تلك المقومات الكبيرة لا يقابلها الإستغلال الأمثل والمطلوب لتلك الطاقات بمصر اللهم إلا إستغلال الطاقة الشمسية فى تسخين المياه (السخانات الشمسية) وهى تعتبر أبسط التطبيقات العملية والعلمية لتلك الطاقة الرهيبة التى تتمتع بها مصر .
  • ومن أهم الأسباب التى جعلت المستهلكين تحجم عن إستغلال الطاقات المتجددة بمصر هى الإرتفاع الكبير للتكلفة المبدئية للطاقات المتجددة بالمقارنة بالطاقة التقليدية وكذلك قلة إدراك ووعى المستهلكين للأضرار البيئية الكبيرة لمحطات توليد الطاقة التقليدية وكذلك عدم المساهمة الإعلامية لتلك الطاقات ومدى أهميتها وفاعليتها ومردودها الإقتصادى على المدى البعيد . وكان لابد من عمل دراسة ميدانية لإستكشاف المشروعات التى تعتمد على إستخدام الطاقات المتجددة إلا أنها محدودة للغاية لعدم إنتشار تطبيق تلك الطاقات بمصر بالمستوى الكافى , ولذلك تم توجيه الدراسة الميدانية للوقوف على مدى الأضرار البيئية التى تخلفها إستخدام الطاقات التقليدية.

النتائج العامة : -
  • وجد بالدراسة العملية صعوبة إستيفاء الطاقات المتجددة بالاحتياجات الكهربية لكافة الأجهزة الخدمية وبصفة خاصة أعمال تكييف الهواء، وأحمال أجهزة المطبخ والغلايات ، إلا من وجود محطات مركزية إقليمية للطاقات المتجددة (طاقة شمسية ، طاقة) , ولهذا يفضل توجيه أحمال الإنارة والأجهزة الخدمية داخل الفراغات مثل ( TV و مروحة ، مبنى بار ) وذلك لإمكانية توفير الطاقة المتجددة بصورها المختلفة لهذه الاحمال . ومن ثم توفير كم هائل لايقل عن (40%) من الطاقة الكهربائية المستخدمة للفندق ككل .
  • ضرورة مراعاة أساليب العزل الحراري التلقائى Passive Energy للحد من استهلاك أجهزة التكييف لفترات طويلة وهو ما يستوعبه استهلاك للطاقة الكهربائية بصورة كبيرة .
  • ضرورة مشاركة المشاريع السكنية فى دراسات جدوى لعمل محطات مركزية لتوليد الطاقة سواء من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح لما لها من مردود إقتصادى وبيئى إيجابى على المدى البعيد .
  • مراعاة توفير أساليب ترشيد استهلاك الطاقة بصورها المختلفة من كروت ممغنطة للغرف وضبط ترموستات السخانات ، تخفيف أحمال الإضاءة ، استخدام Photo Cells الخلايا الضوئية واستخدام Timer للأجهزة الخدمية للحد من ارتفاع استهلاك الطاقة الكهربية بلا داع .
  • وجد بالدراسة العملية عدم إدراك المعماريين لأهمية استخدام الطاقات المتجددة وكان ذلك واضحاً من عدم مراعاتهم لاى حدود لاستخدام الطاقات المتجددة فى المشروعات المنفذة . ولهذا يجدر الإشارة الى ضرورة زيادة وعي وإدراك المعمارى بضرورة مراعاة استخدام الطاقة المتجددة فى المشروعات التى يتعرض لها .
  • ضرورة مشاركة الدولة بمساهمات أكبر من ناحية الطاقة بتوفير الاستمارات اللازمة لعمل محطات مركزية إقليمية لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية فى مساهمة لتخفيف الأحمال عن الشبكات الرئيسية وكذلك المحافظة على البيئة .
  • ضرورة مشاركة الأمانات والمراكز العلميةفى وضع خريطة لمصر وليبيا بها تصور لمحطات توليد طاقة متجددة إقليمية للمناطق النائية.

منهجية تطبيق الطاقة المتجددة كمحدد معماري:-
  • إن السيطرة على عوامل المناخ والمحيط من أهم الأساسيات التي تساعد في توفير الراحة للبشر عند التواجد في حيز ما . وهذه الأساسيات تساهم أيضاً في عمليات البحث والتطوير والإنتاج الصناعي لتحقيق المستوى المطلوب في الشعور بالراحة عند السكن في المباني .ومن أهم واجبات المعماري مراعاة الظروف المناخية واستنباط الحلول المعمارية عند تصميمه للمنشآت المعمارية وبصفة خاصة المتعلقة بالسكن (مسكن فيلا ) وذلك بمراعاة اتجاهات الرياح المرغوب فيها وحركة الشمس والرطوبة النسبية وهكذا وهو ما يعرف بـ PASSIVE ENERGY وذلك في محاولة منه لتطويع الظروف المناخية لخدمة تصميمه المعماري ولتكامل التصميم المعماري مع المتغيرات المناخية , بهدف توفير مناخ مناسب للحياة داخل الوحدة السكنية دون اللجوء الى الأساليب الحديثة للمعالجات المناخية . (كتكييف الهواء على سبيل المثال) .
  • هذا ولم تتعرض الدراسات السابقة فى هذا المجال الى النظر لإعتبارات الطاقة حيث أنها من المعطيات الكهربية التى لا دخل للمعمارى فى دراستها , ولكن ومع إستمرار إستهلاك الموارد الطبيعية للطاقة وظهور الكثير من الإحصائيات التى لفتت الأنظار إلى سرعة الإستهلاك الكبير لتلك المصادر وقرب نضوبها . بدأ العالم يعيد حساباته بالنسبة للمصادر الطبيعية للطاقة لاسيما بعد ما ظهرت الكثير من السلبيات لمصادر الطاقة التقليدية وعلى رأسها الملوثات البيئية وهو ما ظهر جلياً فى معاهدة (كيوتو للإنبعاث الحراري) منذ مؤتمر ريودى جانيرو عام 1991 وحتى عام 2000 ومؤتمر جنوة للدول الصناعية الكبرى عام .
على مستوى الإقليم
(1) محطات إقليمية لتوليـــــد طاقــــة شمسيـــة
(وحدات قطع ناقص – وحدات فوتوفوليتة ) :
( 2 ) محطات أقليمية لتوليد طاقة شمسية (قطع مكافئ ) :

( 3 ) محطات إقليمية لتوليد طاقة شمسية (المرايا العاكسة ) :

( 4) محطات إقليمية لتوليد الطاقة من المداخن الشمسية (Solar Chimney) :

( 5 ) محطات إقليمية لتوليد الطاقة من وحدات فوتوفولتية :

على مستوى الوحدة السكنية :
( أ ) مكونات نظام الخلايا الشمسية (Photo Voltaic Cells) :

بدائل المعالجات المعمارية :


النتائج المستخلصة على مستوى المبنى :
  • يجب تقييم الأحمال الكهربية اللازمة للمبنى وتحديد قدرة وحدات الخلايا الفوتوفولتية القادرة على تحقيق تلك الأحمال أو إختيار نسبة الأحمال الهامة التي يمكن تشغيلها بوحدات الخلايا الفوتوفولتية.
  • يجب توجيه وحدات الخلايا الفوتوفولتية (أو المبنى إن أمكن) لتحقيق أقصى إشعاع شمسي محتمل وذلك بمراعاة زوايا ميول وحدات الخلايا الفوتوفولتية على المستوى الأفقي وزوايا الميول على المستوى الرأسي (التوجيه) .
يجب مراعاة نسبة المبنى:
  • طول المبنى إلى العرض إلى ارتفاع المبنى .
  • نسبة مساحة الواجهات المعرضة للشمس ومساحة السقف .
  • مراعاة نسب الظلال على المبنى بدراسة نسب البارز والغاطس في واجهات المباني وذلك لتلافى الظلال على وحدات الخلايا الفوتوفولتية إذا كانت على الواجهة أو لزيادة نسبة الظلال على الواجهات لزيادة نسبة العزل الحراري لتقليل الطاقة المستخدمة في تكييف المبنى .
  • مدى الاستفادة من الواجهات والسقف بمراعاة نسبة إل Solid , Void في الواجهات بمراعاة ميول الأسقف تجاه الشمس وكذلك توجيه الواجهة لمواجهة الشمس أطول فترة ممكنة .
  • استخدام منظومات تتبع الشمس التي تزيد من كفاءة وحدات الخلايا الفوتوفولتية لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية بنسبة 33% وذلك في حالات معينة تستلزم الاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية .
تشكيل المبنى وذلك لتحقيق إحدى حالتين :
  • تلافى الظلال على وحدات الخلايا الفوتوفولتية.
  • زيادة الظلال على واجهات وأجزاء المبنى المختلفة لتقليل الحمل الحراري المتولد داخل الوحدات وبالتالي تقليل الاعتماد على الطاقة لتهيئة مناخ مناسب ومنطقة راحة حرارية داخل المبنى.
العائد الاقتصادي : بالرغم من ارتفاع التكلفة الأولية لوحدات الطاقة المتجددة PV بدرجة كبيرة إلا أنها تعتبر اقتصادية في حال استخدامها على المدى البعيد حيث لا تتطلب سوى صيانة دورية لا تزيد عن( 3-5%) سنوياً من التكلفة الفعلية .

الجانب العملي التطبيقي بما يخص استخدامات الطاقة الشمسية (منزل بمدينة زوارة)
  • مدينة زواره إحدى المدن الليبية الكبيرة نسبيا، التي تعاني حاليا من أزمة الكهرباء المتذبذب، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأزمة مستقبلا. تتمتع المدينة بموقع جغرافي مهم على ساحل البحر الأبيض المتوسط متوسط كثافة الإشعاع الشمسي الساقط على الأراضي الليبية هو حوالي 2200 ك.وات.س./م2، سنويا. ومتوسط سطوع الشمس هو حوالي 3400 ساعة سنويا هذا البحث يهدف إلى تصميم مبدئي لتغدية وحدة سكنية بالطاقة الشمسية بطريقة إستخدام منظومتي الخلايا الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية البديلة للطاقة المتدبدبة والمنظومة الحرارية لتسخين المياه بإستخدام السخانات الشمسية في منطقة زوارة لما لهذه الطريقة من مميزات إيجابية.


تعريف/
صباح أبوبكر بالخير
مواليد 6-3-1973 م
المؤهلات العلمية:
  • بكلوريوس هندسة معمارية للعام الجامعي 1995-1996 مسيحي جامعة الفاتح .
  • دبلوم مهني تخصصي ( حاسب ألي ) المعهد العالي للمهن الإدارية و المالية (طرابلس ) العام الجامعي 1997-1998 مسيحي.
  • ليسانس دراسات اسلامية الجامعة المفتوحة العام الجامغي 2007-2008
  • دورات في الحاسب الالى الهندسي و التصميم الحدسي بالعمارة .
مجالات العمل:
  • انظمت للعمل بالمكتب الوطني الاستشاري 1996-2002
  • إنضمت لجامعة السابع من ابريل من 20003- حتى يومنا هدا


[1] = رسالة مقدمة كجزء من متطلبات الحصول على درجة الإجازة العالية ( الماجستير) في الهندسة المعمارية
تحت إشراف:الدكتور / محمد المجدوبي
الدكتور / رجب عكرة
للعام الجامعي2008\ 2009 إف
[2] = الشكل() عدد حسابات المستهلكين للطاقة الكهربائية حسب نوعية النشاط لسنة 2006
المصدر: موقع الشركة العامة للكهرباء

الأربعاء، مارس 03، 2010

هوس العالمية



جمال الهمالي اللافي


ماهذا الهوس بالعالمية والغرب تحديدا؟ الذي أصبح هاجس كل العرب والمسلمين، وهذا الخلط في المعايير والموازين والأشكال.... القضية تبحث في هذا الصراع المحموم للوصول إلى العالمية من خلال تنفيد أعلى برج، أكبر مطار، أضخم مبنى، أوسع حديقة... والغريب أن يتم تسمية هذه المشاريع بأسماء الحكام والرؤساء. حتى تلك الأبراج القبيحة جدا والتي لا تساوي فلسا مما صرف عليها من أموال طائلة، يطلق عليها أسماً يحمل بعدا سياسياً. وكأن السماسرة الذين يتاجرون بالأوطان يريدون وضع حصانة على مشاريعهم التافهة. بل تعدى الأمر حدود المنطق والعدل إلى الهوس بتحقيق أرقام قياسية يراد بها الدخول إلى موسوعة جينيس بأكبر طبق شوربة في العالم وأكبر تبولة وحمص وكبة وأكبر بوفيه حلويات في العالم.... لماذا هذا السعي المحموم وراء أفعل التفضيل؟ ليس في الموضوع استهزاء أو تقليل من شأن أي منجز حضاري في أي بلد عربي أو إسلامين ولكن أليس هناك أولويات؟

ما يعاب على المعماري العربي اليوم أن يتحول إلى مجرد ناسخ ينقل بدون وعي وإدراك عمائر لا تراعي ظروف البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمناخية، ولا تضيف شيئا مهما في حياتنا، إلاّ ما تحمله وراءها من قيم تتعارض مع قيمنا وعقيدتنا، فهي تحمل بذور الفساد.
بالنسبة لمسألة العالمية، فإنها وعلى قول الكثيرين من مفكرينا الأجلاء، تبدأ من المحلية، وهي نتيجة نصل إليها بتفوقنا وإبداعنا وليست غاية ننشدها من خلال تقليد أحدث الصرعات وآخر الموضات... وعمارتنا العربية والإسلامية في مختلف عصورها خير شاهد على ذلك.

وفيما يتعلق بمسألة الاستفادة من تجارب الآخرين، وتطويع التقنيات الحديثة لخدمة عمارتنا المعاصرة، فهذا أمر لا ينكره إلا جاهل. وبالتالي هناك فرق كبير بين أن نقتبس من الآخر قيمه وأفكاره وطرزه، ولو كانت تتعارض مع قيمنا وظروفنا. وبين أن نستثمر ما استطاع الآخر الوصول إليه من نتائج وتطور في التقنيات وإعادة تطويعها لصالحنا.

لابد من إعادة مراجعة وقراءة للعمارة المعاصرة من جميع النواحي، وأولها الأصول التي انطلقت منها هذه العمارة والفكر الذي تعبر عنه والهوية التي تريد فرضها على العالم. فلا يكفي أننا جلسنا على مقاعد الدراسة وتلقينا علوما من أساتذة لهم منطلقاتهم الثقافية والفكرية. بل الواجب أن نعيد تدريب أنفسنا على مواصلة القراءة ومتابعة المستجدات، ليس في كتب العمارة فقط ولكن يجب أن تشمل مطالعاتنا ومشاهداتنا جميع العلوم والمعارف، فهي مرتبطة ارتباطا وثيقا ببعضها البعض، وأولها وأساسها أن نحصن أنفسنا بالمرجع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأن نتبع منهج الذي لا ينطق عن الهوى.

ولو جعلنا همنا التقرب إلى الله والنظر في صلاح شؤون العباد وأحوالهم، لكان حال أمتنا أفضل مما نحن عليه.

السبت، فبراير 13، 2010

مبانى مدينة مرزق القديمة الصحرواية








اعداد: فائزة احمد الغناي

الهدف من الورقة/
دراسة مبنى او مبانى مدن او تجمعات تقع فى اقليم مناخى محدد كالمناخ الصحراوى هنا مثلا يساعد على معرفة تأثير المناخ والبيئة والمواد بالمنطقة على مكونات ومركبات المبانى فى هذه المنطقة.
موقع مرزق الجغرافى/
تقع مدينة مرزق فى منخفض شبه مغلق على بعد 125 كم تقريبا جنوب غرب مدينة سبها فى الجنوب الليبى (شكل رقم 1)، ويصلها بسبها الان طريق معبد بطول 180 كم تقريبا كما ترتبط حتى القطرون جنوبأ وتمسه شرقا وأوباوى غربا بطرق حديثة معبدة.
وتقع المدينة فى منطقة سبخيه ترتفع عن سطح البحربحوالى 450 مترا يحدها من الجنوب بحرمن الرمال (أدهان مرنق) ومن الشمال صحراء صخرية (حماده) ترتفع عنها 100 مترتقريبا.
ومن الثابت وجود مخزون جيد وشبه سطحى من المياه الجوفية فى المنطقة . وتحيط المدينة القديمة اشجار النخيل والمزارع الصغيرة ضمن نطاق 3 إلى 4 كم فقط لعدم وجود وسائل النقل الآلية فى النقل القديم . ومناخ مرزق صحراوى قاري متطرف حارصيفأ وبارد جاف شتاء.
نبذة عن مدينة مرزق القديمة/
نقصد بمدينة مرزق القديمة تلك المدينة المسورة (شكل رقم 2) التى أسسها حسب الروايات التاريخية احد المرابطين المراكشيين" محمد» في القرن الرابع عشرميلاديا لتصبح عاصمة المنطقة الادارية والتجارية ومحطة رئيسية على طرق القوافل عبر الصحراء الكبرى وقد قام محمد هذ ا واولاده من بعده بإنشاء المدينة من حيين فى اول الامر هما حى الرأسى وشماله حى الزويه غير أن حى الرأسى هجرفيما بعد لكثرة مستنقعاته وهوعبارة عن أثاروأطلال الان والذين انتقلوا من حى الرأسى قد شيدوا مساكن شمال حى الزويه وأنشؤوا حى النزله .


وقد شيد الحصن والمسجد العتيق فى الطرف الشمالى الغربى من المدينة التى أحيطت بسوريضم حى الزويه فى الجنوب وحى النزله فى الشمال يتوسطهما شارع حميده العريض وللسورثلاثة ابواب هى باب الكبير فى الشرق والباب البحرى أوباب الخير فى الشمال وأكبرها باب المغمغم فى الغرب وهكذ ا صارت مرزق مدينة بشارعها الرئيسى الاوسط وسوقها وقلعتها وبواباتها ومساكنها في ذات الدورين احيانا وذات طابع حضارى يشبه مدن الساحل والشرق ، وتمثل مركز العمران الحضرى بالمنطقة بمعنى الكلمة ومن ثم اطلق عليها إسم مدينة فى حين ان التجمعات السكنية الاخرى الصغيرة عرفت بالقري
الطابع العام للمبانى/
هو النسيج العمرانى المتكاثف ذو المقياس الصغير ومادة البناء والهندسة غيرمتينه مما جعل المدينة تتضرر الى حد خطيرمن الامطاروالسيول الجارفه التى حدثت سنة 1963م . . ولقد كانت مرزق عاصمة لفزان الممتدة بين الجفرة وغات قرابة خمسة قرون (من عام 1560م الى عام 1930م ) وكانت مركزا هاما لتجارة القوافل ومن هنا اكتسبت معظم دورها الاقليمى والحضارى كمركزللحكم والادارة والتجارة والعمران وعليه فقد فقدت معظم أهميتها وبريقها بإنتقال عاصمة الحكم الى سبها وباختفاء القوافل وبنمو القرى المنافسة االمجاورة لها فتدهورت وصارت مدينة مرزق القديمة (قرية) محطمة لاتختلف عن سواها من القرى وظلت جامدة هامدة مهملة لاتكاد تنمو الى ان جاءت ثورة الفاتح فتطورفيها مستوى الحياة وصارت تنمو بشكل جديد .
شكل مدينة مرزق القديمة وعمارتها/
إذا حاولنا رسم هيكل اوشكل المدينة التى تحياها مبانى مدينة مرزق القديمة لوجدنا ان معظم هذه المبانى سكنى ثم دينى ثم تجارى تشكل مخططا شبة دائرى ، عفوى فى اغلب الظن ، يناصفه عند قطره من الشرق الى الغرب طريق عريض يؤدى الى القلعة القديمة فى الغرب وتقع عند مركزهذا المخطط الاسواق (شكل 4-5) وحول هذا المركز تقع المساكن ومن حولها السور القديم ببواباته وحوله المقبرة من الشرق واشجارالنخيل وحولها المزارع وكأنها حزام اخضر من بقية الاتجاهات وتقع السبخة والكثبان الرملية جنوب المدينة.
ونجد ان هذا التصنيف اقرب للتداخل منه للتحديد فى مناطق منفصلة عدى ان المدينة تتكون من حى الزوية جنوب الطريق المناصف المذكور
وحى النزله وحى الشريعة المهمل الصغير شمال هذا الطريق وتتصل الزوية بهذا الطريق فى هيئة شوارع او ازقة يسهل التوسع فى امتداده فى الغالب فى حين ان النزله ولعلها الافخم معماريا تتصل بالطريق عن طريق ساحات تحدها المساكن فى الغالب ( شكل 6)هذا رغم ان الشكل العام لشبكة الطرقات والشوارع والزقاق بالمدينة القديمة ذو شكل غير منتظم وابعد مايكون عن شبكات الطرق المجدولة المستقيمة والمتعامدة وكثيرة التقاطعات ورغم ان شبكات الطرق غير المجدولة وغير متعامدة التقاطعات وغيرالمستقيمة لها مزايا منها سهولة حركة المرور والتوجيه السليم له ولكن لاننسى انخفاض مستوى التعليم الفنى فى ذلك الوقت ان شبكة الطرق قد نشأت بصورة عفوية وليس نتيجة الدراسة والتفكير المتسع بمعناه العصرى والمثل يمكن ان يقال على كافة ماكان يتطلب التنسيق فى ذلك الوقت لعدم وجود المختصين الذين من شأنهم الارشاد السليم والتنسيق.

وتتوزع داخل احياء مخطط المدينة القديمة الجوامع وهى من العلامات البارزة بالمدينة وآبار مياه الشرب وتتميز هذه المرافق بالقرب من حيث د ائما فى حدود المسافة التى يمكن ان تسار على الاقد ام .وتتميز المرافق والمبانى العامة إما بموقعها فى ساحة اوجمال بنائها وبهائه اوبإرتفاعها او نوعية استعمالها. والمحتمل ان المبانى القديمة كانت دوما تحت اعمال اعادة البناء والترميم لضعف مادة البناء، لكن المعتقد ان المساكن القديمة القائمة الان كان العمرمايقارب المائة عام.
والشكل العام لهذه المبانى ذومقياس صغير تبرزمن خلاله الغرف تسمية الدور ما فوق الارضي احيانا ولون المبانى طينى رمادى تتخلله الظلال الناتجة عن تشابك المبانى بعضها ببعض . . ويجدر التأكيد على انه يصعب التوسع فى الشكل المقفل المحدد للمدينة القديمة .
ولعل هذا من الاسباب، جعلت اوائل المبانى الحديثة كالمدرسة والمستشفى وخزان المياه وقعت السوروتناثرت بشكل يبدوغيرمدروس من حوله ولعله لهذا السبب في مخطط مدينة مرزق الحديثة اليوم يقع الى الشرق والشمال من المدينة القديمة محيط بها اكثرمن كونه توسعا او امتداد ا لها ولنموها وركز المخطط الحديث على ضرورة كسر حاجز السور القديم فى هذه الاتجاهات وعلى ضرورة احياء الطريق الرئيسى بمرزق القديمة وربطه بالمخطط الحديث كشرط للابقاء على المدينة القديمة وبالفعل لانكاد نجد اثرا للسور القديم من الناحية الشرقية والشمالية اليوم ونجد ثلاثة طرق تصل المخطط الحديث بالمدينة القديمة الاان توأمة وربط الحديث بالقديم لم يتحقق بعد وقد يتطلب اعادة تعمير وإسكان شامليين للمدينة القديمة.
أهم العوامل التى أثرت فى تخطيط وعمارة شكل مبانى المدينة
لقد أثرت كثيرا من العوامل في بناء البيئة المعمارية بمدينة مرزق القديمة ،ولعل أهم هذه المؤثرات هى:
· الاسلام
· المناخ .
· البيئة الصحراوية.
· مواد البناء المتوفرة محليا .
أولا :تأثيرألاسلام على عمارة مرزق القديمة :
يصعب تحديد أصل وأنماط البناء بمدينة مرزق القديمة قد جاء مع العرب من الشرق فى القديم وبعضها قد يكون قد وفد من الشمال كنتاج للحركة والاختلاطات وبعضها واضح كل الوضوح اذ انه من تأثير العمارة الاسلامية ، اما المدينة ككل فيمكن ان تكون قد نمت وترعرعت بصورة مستقلة وتطورت مع الزمن تحت تأثير الظروف البيئية والاجتماعية والجغرافية والاقتصادية المحلية.
ومن المرجح ان الاقواس والقباب والمأذن والاضرحة ترجع الى تأثير الفن المعمارى الاسلامى القديم لان مجتمع مرزق القديم الذى نتحدث عنه مجتمع اسلامى ولان هذه المعالم من علامات البيئة المعمارية الاسلامية .
وكذلك غيبة التماتيل والزينة المبالغ فيها كما ان البساطة كفكرة بناءالمساجد على انها اماكن للصلاة والدرس الدينى اساسا ، والاهتمام بصلاة الاوقات جماعة الى جانب التباهىبماهواسلامى ادى الى وجود العديدمن المساجد بمدينة مرزق القديمة حتىصارت مواقعها ومأذنها من علامات كل حى بل كثيرا ما كانت العلامة المعمارية الوحيدة البارزة فى الحى.

التأثير الاجتماعي للاسلام على شكل المبنى:
كما ان تعاليم الاسلام بضرورة التكامل والترابط الاجتماعى واكرام الضيف الى جانب الواقع الحياتىالاقتصادى ادىالى نظام تجاورالاقارب في السكن الى حد انه كثيرا مايسمى اويعرف شارع بأكمله باسم عائلة واحدة كما ادى الى حساب الضيوف فى التصميم المعمارىلبيوت القادرين كأن تكون فىالبيت غرفة ومرحاض خارجى للضيوف.
ويبرز تأثيرالاسلام في العمارة فيما كان سائدا أنذاك اوحينها عن فكرة فصل الرجال عن النساءوفكرة السترة اوالحياء فلفصل الرجل عن المرأة نجد ان الاجزاء الخاصة بالنساءفى البيت كوسط البيت اومايسمىبالكاودىوالمطبخ تقع فى الجزءالداخلى من البيت بعيدا عن غرفة جلوس الرجال اوالمربوعة التى تقع مع مرحاض خارجى فى مقدمة البيت .ولعل الحرص على سترة المرأة حسب فهم ذلك الوقت كان سببا من اسباب ارتفاع الحوائط والاسيجة وندرة النوافذ المطلة على الشوارع بالبيت وسببا فى خلط المساكن من الداخل بفتحات اوابواب بحيث يمكن ان تتم الصلة بين النساء الجارات ويتم النشاط الاجتماعىللمرأة داخل مسكنها دون الحاجة للخروج الى الشارع.
أماالزخارف الاسلامية المتميزة فلا توجد بمرزق القديمة الااذا أعتبرنا وجودها تجاوزا فى منبرالجامع العتيق والقليل من الابواب والنوافذوبمقاييس ذلك الوقت . ولعل هذايعطىفكرة اكثرمن غيره عن ضعف الامكانيات فى ذلك الوقت وعن المستوى الاقتصادى والحضارى.
ثانيا : تأثيرالمناخ الصحراوى فى عمارة مرزق/
يتضح تأثيرالمناخ الحار فى العمارة بمرزق اذ ان :
· الحوائط بنيت عريضة إذ يصل عرضها الى مايزيدعن 50 سم وهىمبنية من مادة تبدوبسيطة التوصيل للحرارة
· السقف كمايتضح فى تفصيل السقف المرتفع للتهوية وفى قلة النوافذ وصغرهاعكس مايتوقع وفى وجود مكان بالبيت للجلوس فى الظل صيفا واخرللجلوس فى الشمس شتاء الى جانب السطح للنوم صيفا وغرفة الشتاءالمظمة تماما والمندسة وسط البيت للنوم شتاء بل كان للقادرين بيت اوعدد من البيوت داخل المدينة للشتاء وبيت فى منطقة المزارع للصيف والفسحة ..
· الشوارع كما ان ضيق الشوارع وقرب الحوائط بعضها من بعض ووجود المظلات والاقواس احيانا ادى الى وفرة الظل في الشوارع لوقاية المشاة من ضربة الشمس (شكل رقم 3) وضيق الشوارع وتجاورالمساكن بعضهاجنب وقربها من بعض في المدينة والشكل المخروطىللزرائب فى المزارع ادى الى التقليل من تأثيرالرياح .وفى كل الاحوال كان يفضل التوجيه الى الاتجاه البحرى لحصول المبنى على اكبر قدرمن الهواءالبحرى البارد ولتحاشى رياح القبلى .
مما تقدم يتضح ان المبانى القديمة قد أخذت مؤثرات و قسوة المناخ فى الاعتبار وذللت هذه الصعوبة معماريا في حدود الامكانيات الطبيعية المتوفرة الاان جميع المبانىكانت عرضة للانهيارتحت تأثير مياه الامطارلعدم هندسة اساساتها واسقفها ولضعف مادة البناء . ولذا كان المطرعلى ندرته مؤثرا ومهلكا لمبانى المدينة ،فالاسقف مثلا تسرب الماء لعدم فعالية الطبقة الطينية عليهاولعدم وجودميول ومصارف بالسقف .ويبدوان الامطاركانت قليلة إذ انه لاتكاد تبرز اى محإولة معمارية واحدة لصرف مياه الامطارفى المدينة .
ثالثا :تأثيرطبيعة مواد البناء فى عمارة مرزق القديمة/
من أهم المؤثرات التىحددت التصميم المعمارى وشكل البناء وطريقته هى مواد البناء ،فلقد كانت بالضرورة محلية حتى وان وجدت مواد بناء أجود فى اماكن اخرو وذلك لعدم امكانية نقلها لغياب وسائل النقل والمواصلات المتوفرة حاليا .لذا قد حدد مكان وجود مواد البناء الى حد ما موقع البيوت اوالمدينة ككل ولقد تميزت مواد البناء المحلية بالوفرة والمجانية وبالقرب وسهولة الاستخراج وسهولة النقل على الدواب وسهولة الاعداد وهذه المواد هى :_
· الحجارة الصفيرة (الرشاد) : وهىتجمع حجرة حجرة وتنقل لموقع البناء على الدواب ثم توضع فوق بعضها البعض حجرة حجرة لبناءالاساسات والحوائط وتستغرق عملية البناءبالحجارة الصغيرة وقتا طويلا ولعله لهذ ا السبب نجدها فى كثيرمن الاحيان مستعملة للاساسات فقط ، اما البناءبالحجارة الكبيرة من المحاجر فلا يظهر الا فى المبانى الاكثر حداثة .
· شجرة النخيل ومنتجاتها : تصنع من شجرة النخيل الاعمدة (العرس)، وكمرالسقف (القناطروالدندن[1]) وفرش السقف واعتاب الابواب والنوافذوالابواب نفسها وجميعها من جذوع واغصان واوراق شجرة النخيل وهو (الزرب )
· ورغم لها ميزات المواد المحلية الا انها سهلة الاحتراق وسهلة المهاجمة من الآف والحشرات مثل مايعرف بحشرة (الآرضة ولابد لجذوع شجرة النخيل ان تلا قصيرة وبسمك كبير لتتماسك وتؤدى دورها الانشائى . وتعد هذه الجذوع ، يفصل اويقطع منها (الكرناف )وهوالقواعد المتبقية بعد قص ورق النخيل (الزرد فتصبح شبه خشبية ثم تقطع الى قطع طولية مستقيمة .
· الفردغ : هوقطع ملحية شبه صخرية تتخلف من اثر مياه السبخة وهذه القطع توضع قطعة قطعة لبناء الحوائط ومن عيوب الفردغ سهولة التأثربالماء والفردغ هو الاكثر استعمالا كمادة للبناء وله لون طينى رمادى . .
· القالب : هوطوب مصنع من الطين وهوالتراب العادى بعد عجنة بالماء وأبعاد الطوبة الواحدة (25*15 *40سم ) تقريبا .ويوضع القالب على مونه من طين مماثل لبناء الحوائط ،والبناءبالقالب من أسرع الطرق جميعا .ويكلف القالب كلفة الصناعة اوالاعداد (وهوالقص بقصاصة القالب الخشبية ) الى جانب كلفة النقل والبناء ء ويعتبر القالب مادة حديثة بالنسبة للفردغ . .

الطين : وهوالتراب المعجون بالماء ويستعمل فى المونه واللياسة وتغطية السقف . ويكون احيانا من نوع شبه أبيض او أصفرللياسة.
شجرة النخيل كمادة للبناء/
شجرة النخيل شجرة صحراوية منتشرة بمرزق فقد كان يؤخذ من هذه الشجرة الثمار والزرب والجمار وهو لب النخلة فى مراحل تكونها الاولى كغذاء الى جانب هذا كان يصنع من جذوعها مايصنع من الخشب كالأعمدة والابواب والنوافذ ، ومن ليفها تصنع الحبال ، ومن ورقها (السعف ) تصنع السلال والمراوح ومن اغصانها (الجريد) كان الوقود وكانت تقام الاكواخ (الزرائب ) لايواء الكثيرين وتقام الحواجزومصدات الرياح للمزارع .
بهذه المواد التى سبق ذكرها اساسا بنيت مدينة مرزق القديمة ،وبسبب خواص هذه المواد نجد ان طريقة البناء تحددت بنظام الحوائط الحاملة والدورالواحدغالبا ، وتطلبت تعدد الدعامات لحوائط عريضة وأسقف بسيطة كما نجد ان الغرف صارت بعرص بسيط ويمثل للاستطالة فى الغالب . .
وبإختصار إن قلنا ان من ميزات هذه المواد انها محلية ورخيصة وتبدوأقل تأثرا بالعوامل البيئية مثل حرارة الشمس بدليل بقائها رغم ظروف حرارة الشمس الشديدة ، غير ان عيوب هذه المواد هى الضعف وقلة التماسك والاتربة وسهولة الانهيار امام الامطار .
طريقة البناء:
اذا مانظرنا الى العمارة فى مدينة مرزق القديمة لوجدنا انها تتميز بتسهيلها للتقارب الاسرى والعائلى وبقربها من مصدر مادة البناء من حيث الموقع ، ولوجدنا انها تتميزبالتلاؤم مع حياة وطباع ورغبات المستعمل خاصة فى البيوت من حيث انها كانت واقعيا تصمم من طرق اصحابها الذين سيسكنونها وليس من غيرهم ، فهى عمارة دور و وظيفة وليست عمارة شكل اى انها ليست العمارة التى تنشغل بالجمال والشكل الخارجى للمبانى فقط . . كما تتميزبرخص مادة البناء وبسهولة طريقة البناء فهي عبارة عن حوائط قائمة على اساسيات بسيطة أودعامات ينتصب فوقها سقف من الجريد فى النهاية .
فأولا توضع القناطرثم يرتب الدندن محمولا مناصفة فوقها وفوق الحيطان ثم تصب فوق الدندن اعواد القصب الطويلة التى تنبث فى أبار البساتين بحيث تكون متلاصقة ومثبتة بحبال رقيقة وبذلك تشكل شبه حصير يطرح ويدك من فوقه الطين اوالتراب ويتفنن الاهالى فى شكل هذا الحصير .
وللحوائط المبنى معظها من الفردغ خاصية مثيرة تستحق الدراسة وهى ان هذه الحوائط تبقى منتصبة رغم التشقق والتمايل والهبوط وما يشبه الانتفاخ فيها احيانا ، كما ان من ميزات العمارة القديمة أنه لاتحتاج الى خبرة رفيعة فى البناء بل ان بعض المساكن قد بنيت بالكامل بالتعاون العضلى مع الاقارب والاصدقاء .
ومن مميزات العمارة القديمة بساطتها فلا نجد فيها الاسراف فى الابعاد او المواد او الزخارف بل جمالها داخلى يعتمد على الظلال والإنارة الطبيعية والتكرار فى حالة المساجد على سبيل المثال وبعض البيوت رحبة فسيحة رغم اختلاف مساحاتها واحجامها الا انه كان يسكن الكثيرون في الزرائب لاسبأب اقتصادية ، حول المدينة القديمة فى الزرائب تعتبرسكنا محدود المساحة والامكانيات ويتيح فرصة اقل بالطبع للنشاط الحياتى اليومى (شكل 8و9) .
وخطوط العمارة القديمة منحنية وليست مستقيمة ولعل سبب هذا مشترك بين طبيعة مواد البناء وغيبة الخبرة فى البناء فكثيرا مانجد الانحناء والالتواء غير المبرر فى المبانى والازقة والشوارع التى لا تعدو فى شكلها الحقيقى عن كونها ممرات تطل عليها من حين لاخر فتحات الابواب الرئيسية للبيوت وبجانبها الركايات اى الكراسى المبنية من نفس مادة الحوائط للجلوس عليها والحديث والمسامرة وعليه تعتبر البيوت بلا واجهات اوتفاصيل معمارية تذكر ومبانى المدينة القديمة القائمة الان غيركافية لاعطاء فكرة عن مقاييس عمارتها ككثافة البناء اوعدد المساكن فى الهكتارو اومتوسط إبعاد الغرف الاان المرء لايشعر بأنها كانت عمارة مكثفة متزاحمة بل اذا ماإعتبرنا ان العمارة هى المحتوى والشكل المادى المريح للحياة الاجتماعية لوجدنا ان العمارة القديمة بمدينة مرزق كانت واقعية متمشية مع الظروف ومريحة نفسيا لرحابتها ومزاياها الاجتماعية ومريحة ماليا لقلة طفتهاء ومريحة بصريا لجمالها الناتج عن البساطة رغم انها لاتعتبر صحية بالمقياس الحديث لمتانة البناء ونظافته وخدماته .

مقارنة بين مدينة مرزق الصحراوية ومدينة سدوس الصحراوية/
سدوس هي أحدى بلاد نجد بالسعودية وتقع شمال غرب مدينة الرياض بحوالي 70كم وتقع جعرافياً على خط عرض 24.59° وخط طول 46.28° وترتفع عن سطح البحر 626م تقريباً ولهذا الإرتفاع أثره النسبي في إرتفاع معدل كمية الأمطار الساقطة عليها حيث يبلغ معدلها 118.27مللم . وأدى موقعها الجغرافي البعيد بمنطقة نجد عن سواحل البحر وهبوب الرياح الجنوبية الحارة وصفاء الجو وسقوط أشعة الشمس بصورة عمودية وشبه عمودية إلى إرتفاع درجة الحرارة حتى صنفت منطقة قلب نجد مع الجهات الأكثر حرارة على سطح الكرة الأرضية .


وعلى سبيل المثال يصل معدل درجة الحرارة في الخريف من 36° - 44° وفي فصل الصيف من 44 ° - 47° ومن العوامل المناخيةة التي آثرت في إرتفاع الإحساس بدرجة الحرارة هو أن معدل الرطوبة منخفض ويرجع ذلك إلى قلة الأمطار ، كما أنه للموقع الجغرافي للمنطقة فإن فترة سطوع الشمس طويلة تصل إلى 6 شهور من 21 مارس إلى 21 سبتمبر ونظراً لصفاء السماء فإن الأشعة تصل إلى الأرض فتسبب في إرتفاع كبير لدرجة الحرارة في النهار كما تتسرب الحرارة من سطح الأرض المتشبعة بالحرارة .

مواد الإنشاء:
الطين - الطوب اللبن - الطوب النيىء – الحجر – الجص – جذوع النخل والجريد والخوص.

طرق البناء:
هناك طريقتان للبناء هما / البناء بالعرق وطريقة البناء العادية بالحجر أو الطوب اللبن .
العناصر الإنشائية الحاملة:
الحوائط الحاملة - الأعمدة .
عناصر التغطية ( الأسقف ):
الأسقف المستوية من الطوب اللبن وبسمك مابين 30 – 40 سم لإقلال التصويل الحراري والوقاية من حرارة الشمس .
البحور ضيقة وإذا زاد إتساع البحر عن 3 أمتار فإنه يتم إستخدام الجوائز الخشبية ( الجائزة عبارة عن عرق خشبي يصل قطره من 17 – 22سم ) التي تقسم السقف إلى قسمين متساويين وتحمل مع الجدران عروق السقف ، ويكون في الغالب جذع شجرة او نخلة أثل أي بها إلتواءات لتجنب الإرتخاء أو التقوس أي بشكل قوس محدب .

عناصر التهوية والإضاءة:
للظروف المناخية تأثير واضح على عناصر التهوية والإضاءة فعددها قليل والأبواب الخارجية وصغر حجمها ، كما يميل إلى توفير اكبر نسبة من الظل لتقليل الحرارة ولظروف المساحة خلت الدور من الأفنية الوسطية التي تنتشر في المناطق الحرارة عادة للتخفيف من الحرارة واستخدمت بعض المناور السماوية في بعض الدور المتسعة المساحة .
جدول يوضح مقارنة بين مبانى مختلفة تقع فى المناخ الصحراوى/
عنصر المقارنة
مبانى المدينة القديمة
مرزق-ليبيا
مبانى المدينة القديمة سدوس -السعودية
مواد البناء
الحجارة –الطين –الفردغ- النخيل
الطين –الطوب اللبن –الطوب النيئ-الحجر –الجص-جذوع النخيل والجريد والخوص
تقنية او طريقة البناء
توضع القناطرثم يرتب الدندن محمولا مناصفة فوقها وفوق الحيطان ثم تصب فوق الدندن اعواد القصب الطويلة التى تنبث فى أبار البساتين بحيث تكون متلاصقة ومثبتة بحبال رقيقة وبذلك تشكل شبه حصير يطرح ويدك من فوقه الطين اوالتراب
طريقتان هما البناء بالعرق وطريقة البناء العادية بالحجر او الطوب اللبن
الحوائط
الحوائط المبانى معظها من الفردغ وهىتبقى منتصبة رغم التشقق والتمايل والهبوط .
اعتمد انشاء الدور فى سدوس على طريقة الحوائط الحاملة وبهذه وهكذا تنتقل الاحمال الى الارض
سمك الحوائط
يبلغ حوالى 30-40سم
حوالى 50سم واكثرتقليلا للحرارة
الطابع العام للمبانى
النسيج العمرانى المتكاثف ذو المقياس الصغير
نسيج متضام بشكل واضح تحكمه المساحة (
الاسقف
اسقف عالية سميكة بسمك 50سم او اكثر .
الاسقف المستوية من الطوب اللبن وبسمك مابين 30-40سم لاقلال الحرارة والشمس
العمالة
البناء كان يتم عن طريق الاشخاص أنفسهم وبعض المساكن قد بنيت بالكامل بالتعاون العضلى مع الاقارب والاصدقاء . .
البناء كان يتم عن طريق الاشخاص أنفسهم
الخـــلاصة/
نستخلص مما سبق أن :
· تأثير مناخ المنطقة الصحراوى والمواد المحلية والبيئة الاجتماعية لها دور كبير فى تكوين شكل ومركبات المبنى .
· تأثيرالمواد المحلية على المبانى فهى تعتبر الانسب فى تنفيذ المبانى نظرا لملائمتها للمناخ والبيئة المتواجدة بها رغم عيوبها .
· تأثيرالعامل الاجتماعى والنفسى والبيئى فى عملية التخطيط والتصميم واشراك المستعمل فى الاعتبار فى عملية التصميم للمبانى والبيوت خاصة .



[1] - الدندن :قطع شبه خشبية تنتج من قص جذع النخله الى قطع طوليه والدندن يستعمل في سقف البيت وفى صنع الابواب ويستعمل كدعامات للسقف وهويشبه شكل خشب المرتك الجارى استعماله الان.

ورقة بحثية بإشراف : د/عبد الجواد سويسى

الجمعة، فبراير 05، 2010

مدينة مرزق القديمة




التاريخ ، الواقع والآفاق



أ . منصور السنوسي حمادي
د. أحميد محمد ساسي
قسم الجغرافيا – جامعة سبها


نشأة المدينة :تضاربت الآراء والروايات حول تاريخ نشأة مدينة مرزق كما أشار إلي ذلك كثير من الرحالة الباحثين ويعزي ذلك إلى عدم احتفاظ المدينة بشواهد أثرية وذلك لعدم متانة هندستها العمرانية ، أو سجلات مدونة تحدد تاريخ نشأتها ، علي الرغم من قدم الاستيطان بها .
وترجح أغلب الآراء أن تأسيس مدينة مرزق القديمة ، التي تبدو أطلالها بارزة إلى العيان حتى الوقت الحاضر ، جاء علي يد أولاد محمد الذين وصلوا إلى السلطة في فزان في نهاية القرن الخامس عشر وأصبحت مرزق العاصمة السياسية لدولة أولاد محمد في عهد المنتصر بن محمد الفاسي في سنة 1577 ف (2) حيث بنى قصبة مرزق ( القلعة ) الحصينة التي اتخذها مقرا للإدارة والسكن .

ونرى أن الظروف الطبيعية للمنطقة من حيث وفرة المياه الجوفية وصلاحية التربة للزراعة قد ساعدت علي انتشار المزارع ونمو غابات النخيل مما جعل الزراعة الحرفة الأساسية للسكان قديماً . كما أن موقعها في المنطقة الوسطي من حوض مرزق ، الذي يشتمل علي سلسلة من الأودية التي يتصل بعضها ببعض حيث يمتد وادي عتبة في الاتجاه الغربي منها متصلاً بوادي الحياة ( الآجال ) سابقاً وفي الشرق تقع الشرقيات التي تضم أم الأرانب وزويلة وفي الجنوب الشرقي وادي الحكمة ، إضافة إلى موقعها المميز بين بحيرة تشاد جنوباً وسواحل البحر المتوسط شمالاً ، مما جعل أولاد محمد يختارونها عاصمة لملكهم .

مورفولوجية المدينة القديمة :-
يقصد بالمدينة تلك المباني التي يحيط بها السور القديم بما فيها القلعة التي يتداخل جزء من سورها مع السور القديم في الجهة الشمالية الغربية للمدينة ، وتأخذ المدينة في مجملها شكلا بيضويا وتقسم إلى أحياء سكنية وإدارية ومناطق خدمية .

الســـــور :
كان يحيط بالمدينة سور من جميع جهاتها ويشير بعض الرحالة إلى أن ارتفاعه في المتوسط يتراوح بين 3 إلى 6 أمتار ويتسع عرضه عند الأساسات ويأخذ في الضيق حتى يصل 20 سم تقريباً في أعلاه ويذكر أن الجهة الجنوبية أقل جهاته ارتفاعاً حيث لا يتجاوز المترين نظراً لوجود المستنقعات التي ربما كانت توفر حماية لهذا السور .
يلاحظ من الرسوم التخطيطية التي وضعها الرحالة أن السور كان اكثر امتدادا ناحية الجنوب وبسبب انتشار المستنقعات في حي الرأس هجر هذا الحي وتم بناء سور آخر إلى شمال السور القديم تفاديا لهذه المستنقعات ( انظر شكل 2 ) .
هذا وتتباين الروايات حول عدد أبواب السور ولكنها تكاد تجمع علي أن عدد الأبواب الرئيسة ثلاثة أبواب تنتاقل الأجيال أسماءها ، وهي الباب الشرقي ( الباب الكبير ) وباب الخير في الجهة الشمالية وباب المغمغم في الجهة الغربية (3) ويبد أن هناك أبواباً فرعية صغيرة يستغلها السكان في الدخول والخروج من المدينة مما جعل بعض الرحالة يعتقد أن للمدينة سبعة أبواب.
وتتكون مادة بناء السور من المواد المحلية المتوفرة في البيئة المتمثلة في الترسبات الملحية التي تتكون في الأسباخ التي يطلق عليها محلياً اسم الفردغ *وذلك لعدم توفر الأحجار بالمنطقة ونظراً للوظيفة الدفاعية للسور فقد زود بأربعة أبراج للمراقبة التي وصفها بعض الرحالة بأنها مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها نحو 30 قدماً وقد نصبت في هذه الأبراج المدافع لحماية المدينة من الاعتداء كما يشير إلى ذلك الرحالة الألماني رولفس (4)
ومما يجدر الإشارة إليه أن السور في الوقت الحاضر لم يبق منه إلا بعض المعالم البسيطة التي توضح مساره نتيجة للعوامل الطبيعية والهدم ( صورة رقم 1)

الشــــــــــوارع :
تشير الرسوم التخطيطية التي وضعها بعض الرحالة الذين زاروا مدينة مرزق خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى وجود شارع رئيس واحد يمتد من الشرق إلى الغرب ويقسم المدينة إلى قسمين ويطلق عليه شارع الحميدة ** المعروف بشارع الدندل*** ويصل هذا الشارع بين الباب الشرقي أو الباب الكبير وبين القلعة ويعد شريان الحياة في العهد العثماني حيث توجد في بدايته نقطة للجمارك وعلى يمين الشارع المخفر الرئيس ومنزل القائمقام ومقر القنصلية الإنجليزية وبعدها يستمر الشارع محفوفاً بالحوانيت الصغيرة المبنية من الطين أو الخشب وهي تمثل منطقة السوق إلى ينتهي في ميدان مكشوف كما أشار إلى ذلك ( رولفس ) (5) ويوضح الشكل رقم (2) تفرعات جانبية ضيقة ومنحنية تخرج من الشارع الرئيس تؤدي إلى الأحياء السكنية .

الأحياء السكنية :سبقت الإشارة إلى أن الشارع الرئيس للمدينة يقسم الأحياء السكنية إلى قسمين وهما حي النزلة وحي الزوية ويبدو أن حي الزوية هو الأقدم حيث أن تأسيس حي النزلة جاء مع هجرة السكان من حي الرأس في الجنوب بسبب انتشار المستنقعات ومع تطور المدينة أيضاً .
ونظراً لأهمية المدينة التجارية فقد استقطبت العديد من العائلات الليبية من مناطق مختلفة مثل هون وسوكنة وأوجلة (6) وزويلة ومناطق أخري بالإضافة إلى سكان مرزق القدامى وقد استوطنت هذه العائلات المدينة وامتهنت حرفة التجارة والوظائف الإدارية وكانت تقطن داخل سور المدينة . أما التجمعات السكانية خارج سور المدينة فكانت بالمزارع المحيطة بها وبعض القرى القريبة لتشكل ظهيراً زراعيا يمد المدينة باحتياجاتها الحياتية .

البيـــــــــوت :
علي الرغم من اختلاف الطبقات الاجتماعية لسكان المدينة من حيث الثراء والمكانة الاجتماعية فإن البيت المرزقاوي القديم كانت وظيفته الإيوائية والاجتماعية بارزة في تصميمه وعلي الرغم من اختلاف مساحات المساكن إلا أنها تتقارب في التصميم وتتوحد في مادة البناء ويتكون النمط التقليدي لخريطة البيت المرزقاوي من الحجرات والمرافق كما يوضحها الشكل رقم (3) ، ويتزايد أو يتناقص عدد الحجرات حسب الحالة الاقتصادية لحالة مالك البيت .
وتتكون بعض البيوت من طابقين أو دورين، حيث يخصص الدور العلوي لسكن أفراد الأسرة والدور الأرضي سكنا للرقيق ومخزناً للبضائع والمرافق الأخرى (7)
أما أغلب البيوت فتتكون من طابق واحد ، وتتميز مساكن الطبقة الفقيرة ببساطة بنائها حيث تتسم أبوابها بمحدودية الارتفاع وقلة منافذ دخول الضوء إليها أما بعض المنازل الكبيرة لطبقة الإثرياء فأبوابها الخارجية واسعة مما يمكن جملاً محملاً من الدخول إلى السقيفة* (8) .
ويلاحظ في تصميم المنازل تأثير العوامل المناخية على هذا التصميم وذلك باتجاه أغلب مـــــداخل البيوت وحجراتها ناحية الشمال تفادياً لرياح القبلي ولاستقبال رياح الشمال ( البحري ) الباردة صيفاً .

أما مادة البناء فقد حددتها ظروف البيئة الطبيعية وذلك لندرة المحاجر القريبة من المنطقة فكانت المساكن تبني من مادتي الفردغ والقالب**، وتتم طريقة بناء أساسات الجدران بوضع طبقة من الحجارة الصغيرة لأنها أكثر مقاومة للرطوبة ، وتجمع تلك الحجارة من الأماكن القريبة وتنقل على الدواب لمواقع البناء ، ثم توضع قطع الفردغ أو القالب بطريقة متناسقة لبناء الجدران . وبالرغم من أن البناء بالقالب يعطي الجدران أكثر استقامة أكثر مما يعطي البناء بالفردغ الذي يتميز بنتوئاته البارزة إلا أن البناء بالفردغ أكثر انتشاراً . من البناء بالقالب وتعطي الجدران بطبقة من الطين وتطلى بمادة ترابية يميل لونها إلى البياض وتخلط بالماء وتسمي محلياً البافا ويلاحـــظ علي جدران البيوت أن أساساتها تتميز بالاتساع ثم تأخذ بالضيق كلما ارتفع البناء إلى أعلي . وتفادياً للتشقق والانهيار تدعم الجدران الخارجية للبيت بحوائط جانبية قليلة الارتفاع تعرف بالتبغيل.

وتعتمد أسقف البيوت علي الخامات المتوفرة محليا من أشجار النخيل ونبات القصبة ، وفي حالة الحجرات المتسعة يتم وضع قنطرة من جذوع النخيل بين الجدارين مدعومة بعرصة في منتصف المسافة وهي جذع نخلة متثبت بالأرض لتستند عليه القنطرة تفاديا للسقوط أو الانكسار ثم يرتب فوق القنطرة عدد من قطع جذوع شجرة النخيل متساوية الطول والأبعاد ، ثم يصف علي هذه الجذوع أعواد القصب أو جريد النخيل وتضم هذه الأعواد إلى بعضها البعض بحبال رقيقة من ألياف النخيل وتصبح كالحصير المحبوك ، وتغطي هذه الأعواد بطبقة من سعف النخيل تعلوها طبقة من الطين تخلط بالتبن أحيانا لزيادة مقاومتها لتساقط الأمطار.

أما النوافذ في المنازل فهي فتحات للتهوية والإضاءة وللخصوصية تطل علي الساحات الداخلية للمسكن ولا تطل علي الشوارع أو الأزقة . أما في حالة المساكن ذات الدورين فإن نوافذ الطابق العلوي تطل علي الشوارع والأزقة ، صورة رقم (2) ولوحظ أن أجنحة النوافذ وأقفاصها في عهد الإدارة العثمانية تصنع من خشب الصناديق التي يأتي بها التجار من طرابلس . وكل الأبواب والنوافذ مطلية باللون الأخضر الداكن ، كما أدخلت الشبابيك الحديدية التي لا تري في مناطق أخرى من فزان (9)

أما الأبواب فإنها تصنع من جذوع أشجار النخيل التي يتم تسويتها وتنظيمها وربط أجزائها بسيور من جلود الإبل.

القلعـــــــة :وهي من المعالم الأثرية بالمدينة القديمة التي لا تزال قائمة بالرغم من إصابتها بالشقوق والتصدعات ، وتقع بالطرف الغربي للمدينة عند نهاية شارع الدندل ويوجد فيها مقر الحكم وقصر السلطان في عهد دولة أولاد محمد وهي في ركن بعيد عن باقي المدينة ويحيط بها سور يفصلها عن بيوت السكان ويعد خط الدفاع الثاني بعد السور الذي يحيط بالمدينة ويصفها ( عبد القادر جامي ) في عهد الإدارة العثمانية أنه عند الدخول إليها من الباب الرئيس ( باب الشريعة ) في الجهة الشرقية صورة ( 9 ، 10 ) حيث يوجد مقر القضاء ، يوجد المعسكر والمطحن والفرن والجامع الكبير ، وفي الوسط ميدان صغير يوجد في منتهاه قصر الحكم ، صورة (11) الذي يبلغ ارتفاعه 12 متراً تقريباً ويتكون من ثلاثة طوابق ، الطابق الأرضي مملوء بالتراب وبما أن ارتفاع المبني عال بالنسبة لوسائط الإنشاء في فزان فقد دعمت جدرانه وأركانه وزيد في عرض الأساسات إلى نحو متر ونصف انظر سورة (12) ويصعد إلى مقر الحكم بسلم ارتفاعه متران ، وعند الدخول من الباب والمرور عبر دهليز طويلة أربعة أمتار تقريباً توجد ساحة صغيرة تطل عليها كل نوافذ القصر وأبوابه ، وبعد السير في ممر مسقوف على أعمدة من جذوع النخل تشاهد مقام المتصرف والمجلس الإداري والمحاسبة وغيرها من المكاتب الحكومية . ويمثل الطابق الثالث أعلى برج في القلعة حيث ترتكز سارية العلم ، ويمكن مشاهدة مدينة مرزق وما يحيط بها من بساتين وأراض(10) .

الســــــــــــوق :
انفردت مدينة مرزق دون سائر مدن فزان بأنها تعد مركز العمران الحضري وكان السوق يعد أحد المعالم الحضرية بالمدينة . ويميزه شارع الدندل الذي يعد أطول شوارع المدينة و أكثرها اتساعا ، يمتد من الشرق إلى الغرب ويقسم المدينة قسمين ، قد اصطفت الحوانيت علي جانبيه ويتركز السوق ذو الأقواس المميزة في المنطقة الوسطي منه منتهيا بمنطقة الحميدة .
ويبدو أن الحركة التجارية لهذا السوق تتذبذب وفق الظروف الاقتصادية التي مرت بها المدينة اعتباراً من فترة حكم أولاد محمد إلى العهد العمثاني ، ففي عهد ازدهار التجارة مع برنو و واداي تشير الروايات المتواترة أن هذه السوق كان يزخر من أوله آخره بقوافل التجار .
وبالرغم من أن حركة التجارة بسوق مرزق مستمرة طوال العام إلا أن ذروة ازدهارها تمتد في الفترة من شهر التمور ( اكتوبر ) إلى شهر النوار ( فبراير )
حيث تغدو مرزق سوقاً عظيمة وملتقى لمختلف القوافل القادمة من القاهرة وبنغازي وطرابلس وغدامس وتوات والسودان بالإضافة إلى حركة التجارة الداخلية من المناطق المجاورة (11)
ويبدو أن ازدهار السوق خلال الفترة المشار إليها قد تحكمت فيه ظروف البيئة بتفادي تجار القوافل السفر خلال أشهر الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة .

أما عن حركة السوق اليومية فيبدو أنها مقسمة إلى فترتين : الفترة الأولي وتبدأ منذ الصباح الباكر وحتى فترة الظهيرة وتتركز في الجهة الغريبة من شارع الحميدة وفي الفترة المسائية تنتقل الحركة إلى سوق النساء في منطقة الباب الكبير .
ونظراً لاتساع مساهمة المرأة العاملة في النشاط الاقتصادي في منطقة السوق جعل النساء يفكرن في حماية أنفسهن والدفاع عن حقوقهن عن طريق استخدام نوع من الإضراب عن البيع في السوق بما يسمي ( النو )* الذي يؤدي أحياناً إلى تعطيل سوق النساء عن النشاط لمدة يوم أو يومين أو ساعات ويبدأ الإضراب عندما تطلق المرأة المظلومة زغرودة طويلة مميزة تسمعها ( شيخة النسوان ) فتقوم الشيخة بدعوة جميع النسوة بمنطقة السوق بزغرودة خاصة معينة تستجيب لها كل نساء السوق فيتعطل العمل ويمتنعن عن الأكل والشرب ويغنين أغاني خاصة بالنو .
وبما أن تعطيل العمل في السوق والبساتين له خطره علي اقتصاد المدينة ، يبادر بعض الرجال بالتوسط في حل هذه الأزمة وفي حالة تعذر الوصول إلى حل تتدخل الجهات المسئولة بالمدينة المشكلة بما يرضي نساء السوق .

من خلال استعراض أهم السلع المتداولة في السوق في نهاية العقد الثاني من القرن التاسع عشر نجد أنها تتمثل في الخرز بجميع أنواعه ، والمرجان ، والأقمشة الحريرية والقدور النحاسية ، المرايا ، البسيط ، البرانيس الخيول ، الأساور الزجاجية ، البارود (13) بالإضافة إلى ريش النعام ، الذهب ، الطيب ، جلود النمور ، الطرابيش الحمراء ، ومن خلال استعراض هذه السلع يتضح لنا أنها لا تنتج محلياً مما يدل علي أن مرزق القديمة كانت تمارس تجارة العبور ، أما الإنتاج المحلي فيتمثل في المنتجات الزراعية بالمنطقة كالتمور والحبوب والخضراوات وبعض الصناعات اليدوية المحلية مثل أدوات الإنتـــاج الزراعي والأثـــاث المنزلي البسيط وأدوات الزينة والملابس والأحذية .

الأهمية الاقتصادية :يتمثل تجارة العبور محور اقتصاد مدينة مرزق ومصدر عائداتها، حيث كانت المدينة مركزاً لتجمع السلع المدارية الإفريقية وكذلك البضائع الواردة من مناطق الشمال ذات المنشأ الأوربي عن طريق طرابلس والأسيوية عن طريق مصر، وبهذا نستنتج أن النمو الاقتصادي لمدينة مرزق القديمة لم يكن مرتكزاً على مقومات اقتصادية محلية وإنما كان اعتمادها علي تجارة العبور ومن ثم كانت وظيفتها تأمين سلامة طرق القوافل وتزويدها بما تحتاجه من مؤن.

طرق القوافل الداخلية والخارجية :ارتبطت مرزق بعدد من طرق القوافل الداخلية مع المناطق الليبية المجاورة إضافة لطرق القوافل التي ربطتها بالأقاليم الخارجية ، مما جعلها حلقة وصل بين هذه المناطق ، وأدى ذلك إلى زيـــــادة صادرات هذه المدينة ووارداتها ، وكانت الطرق الداخلية تتخذ ثلاثة مسارات هي :-
أ‌- طريق طرابلس – غريان – مزدة – القريات – الجفرة – مرزق .
ب‌- طريق طرابلس – مصراته – ودان – الزيغن – تمنهنت – سبها – دليم – مرزق
ج- طريق البريد *: ( طرابلس – بن وليد – بونجيم – سوكنة – الزيغن – تمنهنت – مرزق ) .
أما ارتباط مرزق بالجهات الشرقية من البلاد فيمتد عبر أوجلة – زلة – الفقهاء – تمسه – زويلة – أم الأرانب – تراغن – مرزق . وهذا الطريق يربط بنغازي بمرزق .
أما بالنسبة لطرق القوافل الخارجية التي كانت مرزق تمثل همزة وصل لها وكان لها دور بارز في تجارة العبور الصحراوية والإشعاع الحضاري مع بلاد السودان ، شكل (4) يمكن تصنيفها إلى نوعين :
1- طرق التجارة :وهي تمثل منافذ تجميع وتوزيع للبضائع الواردة إلى مرزق ومن أهمها ما يلي :-
أ‌- طريق طرابلس – سبها – مرزق – برنو .
ب‌- طريق مرزق – مصر ماراً بحميرة – زويلة – تمسة – سيوة إلى مصر .
ج- طريق مرزق – القطرون – وادي .

2- طريق الحج :تمثل مرزق ملتقى قوافل الحج الجماعي التي ازدادت بكثرة بانتشار الإسلام بالممالك السودانية التي تعبر الصحراء من الغرب إلى الشرق والعكس ومن أهمها كما يوضحها الشكل (4) مايلي :
أ‌- طريق من بلاد الهوسا ( كانو – كاتيسنا ) – مرزق – أوجلة إلى مصر .
ب‌- طريق من برنو – بلما ثم مرزق فأوجلة إلى مصر .
ج- طريق وادي ( وارا ) – مرزق – أوجلة .
د- طريق توات – غات – مرزق ثم تتصل بشبكة طرق عبر أوجلة ومنها إلى مصر .

ومن الواضح أن الأهمية التي اكتسبتها مرزق تعود في الاساس إلى موقعها الجغرافي المتميز ، فهي من ناحية تقع في وسط الصحراء ولها صلات مع باقي المناطق الجنوبية مثل : القطرون ، وزويلة ، وغات ، غدامس ، وسبها ، ومن ناحية ثانية شكلت اتصالا مع المحطات والمراكز التجارية الأفريقية فيما وراء الصحراء مثل ( كانو) وبرنو ( برنوح ) ما جعل منها منطقة تجارية علي غرار ما يعرف في الوقت الحاضر بالمناطق الحرة (15)

وقد أعطى هذا العامل مدينة مرزق أهمية دولية تمثلت في فتح قنصلية إنجليزية بها بل إن الدولة العثمانية جعلت منها عاصمة لإقليم فزان بأكمله كما كان الحال عندما اتخذها أولاد محمد عاصمة لملكهم بفزان .

الأهمية الثقافية :
لقد واكب الأهمية السياسية والإدارية والاقتصادية لمدينة مرزق القديمة دور ثقافي وفني بارز، حيث كان لانتشار المساجد والزوايا في أحياء المدينة القديمة عبر تاريخها دور تعليمي ، تمثل في تحفيظ القرآن الكريم والأحكام الشرعية التي كانت تؤهل لتولي القضاء والإفتاء والتعليم في الزوايا في بقية المناطق ، وقد استقطبت زاوية مرزق عدداً من العلماء وفدوا من خارج المنطقة للتدريس بها .

وقد أنشئ في عهد الإدارة العثمانية ما يسمي بالمدرسة الرشدية التي يتم فيها دارسة الخطوط والعلوم العصرية ويتم إيفاد المتميزين من خريجي هذه المدرسة إلى طرابلس لاستكمال تعليمهم وربما يتم إيفادهم إلى تركيا لزيادة التحصيل العلمي .

وبهذا كانت مرزق مركز إشعاع تعليمي للمناطق المحيطة بها وكان لها اتصال ببعض الزوايا الدينية في أفريقيا وراء الصحراء كما كان لموقع مرزق ومكانتها التجارية دور في تمازج حضاري شكل نسيجاً ثقافيا نظراً لتأثيرات الوافدين إليها من مناطق مختلفة.

الهوامش والمراجع/
1- فنماب ، أقليم سبها : بلدية مرزق . التقرير النهائي ، 1998 ،ص3 .
2- رجب نصير الأبيض ، مدينة مرزق وتجارة القوافل الصحراوية خلال القرن التاسع عشر ، دراسة في التاريخ السياسي والاقتصادي ، مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية ، 1998 ، ص 52 .
3- عبد القادر جامي ، من طرابلس الغرب إلى الصحراء الكبرى ، ( ترجمة : محمد الأسطي ) ، دار المصراتي ، طرابلس ، 1974 ، ص 104 – 105 .
4- رجب نصير ، الأبيض ، المرجع السابق ، ص 60 .
5- رجب نصير ، الأبيض ، المرجع السابق ، ص 63 .
6- رجب نصير ، الأبيض ، المرجع السابق ، ص 78 .
7- عبد القادر جامي ، مرجع سابق ، ص 112 .
8- ر.ع.ف ليون ، مدخل إلى الصحراء ، ( ترجمة : الهادي أبو لقمة ) ، منشورات جامعة قاريونس ، بنغازي ، 1993 ، ص ( 74 – 75 )
9- عبد القادر جامي ، مرجع سابق ، ص 111 .
10- عبد القادر جامي ، مرجع سابق ، ص 108 – 110 .
11- فردريك هورنمان ، الرحلة من القاهرة إلى مرزق عاصمة فزان عام 1977 ( تعريب : مصطفي محمد جودة ) ، دار الفرجاني ، طرابلس ، 1993 ، ص 87
12- عبد القادر جامي ، مرجع سابق ، ص 124 .
13- الهادي أبو لقمة ، التطور التاريخي والظروف الجغرافية في مرزق التحضر القاعدة الاقتصادية ، سلسلة التحضر بليبيا ، ( تحرير منصور محمد البابور ) ،منشورات جامعة قاريونس ، بنغازي ، 1995 ، ص 25 .
14- رجب نصير الأبيض ، المرجع السابق ، ص 226 .
15- محمد المبروك يونس ، دور ليبيا في مسار العلاقات العربية الأفريقية 196 – 1977 ، الشركـة العامــــة للـــورق والطباعـــة ، مطابع الوحدة العربية الزاوية 1994 ، ص 34 .
16- محمـــد سليمان أيـــوب ، مختصر تــــاريخ فزان منذ أقدم العصور وحتى 1811 م ، 1967 ، ص 106 .
17- رجب نصير الأبيض ، المرجع السابق ، ص 67 .
18- مؤسســـة وايتنج العالمــــية ، مرزق مخطط عام ، المجلــد 6-1 طرابلس 1970 ، ص 10 .
19- عبد العزيز طريح شرف ، جغرافية ليبيا – مؤسسة الثقافة الجامعيــة الإسكنــدرية ، 1962 ، ص 558 .
20- سعد القزيري ، التركيب المكاني " في مرزق التحضر والقاعدة الاقتصادية " سلسلة التحضر في ليبيــــا ( تحرير منصور محمد البابور ) ، منشورات جامعة قاريونس بنغازي ، 1995 ص .
21- فنماب ، مرجع سابق ، ص 33 .
22- مؤسسة وايتنج العالمية ، المرجع السابق ، ص 28-29 .

المصدر/ بحوث ندوة المحافظة علي المدن القديمة، بنغازي : 8-9- / 12 / 2004 ف* الفردغ : هو قطع ملحية شبه صخرية تتخلف من أثر مياه السبخات .
** الحميدة باللهجة المحلية تعني المكان أو الميدان الذي تتفرع منه عدد من الأزقة والشوارع الفرعية .
*** الدندل كلمة في لغة الهوسا وتعني مكان للالتقاء والجلوس والترفيه والتبادل التجاري ، وربما ترجع أصول تسمية هذا الشارع للغة الهوسا .
* السقيفة ممر مسقوف بعد الباب الرئيس مباشرة .
** القالب عبارة عن طوب مصنوع من الطين علي هيئة مستطيلات أبعادها 25 × 1.5 × 40 سم .
* وهو نوع الإضراب عن ممارسة النشاط التجاري بمنطقة السوق تتخذه النساء عندما تتعرض إحداهن لأي إهانة أو اعتداء فتتضامن معها بقية البائعات بالسوق حتي تسر .
* كان لهذا الطريق دور اقتصادي هام وقد حرصت السلطات علي ضمان سلامته دائماً نظراً لما يحمله من مكاتبات هامة علي المستويين السياسي والاقتصادي ।
المصدر/
ندوة المحافظة علي المدن القديمة
بنغازي : 8-9- / 12 / 2004 ف
جهاز تنظيم وادارة مدينة بنغازي القديمة

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...