حين كان الإنسان في الماضي اكثر التصاقا وانسجاما مع الطبيعة تأثر أسلوب تنفيذ المباني واختيار مواد البناء الداخلة في تشييده وفي مختلف مراحل إنشائها تصميما وتنفيذا بعدة عوامل ومن أهمها .
1. العامل البيئي .
2. العامل الاجتماعي والثقافي.
3. العامل التقني والاقتصادي.
( 1 ) العامل البيئي.
تمتد بلادنا على مساحة جغرافية واسعة وتتميز بوجود مناطق مناخية متعددة تم تصنيفها حسب الدراسات المناخية إلى مناخ البحر المتوسط في أجزائها الشمالية ومناخ الإستبس شبه الصحراوي التي تقع مباشرا جنوب المنطقة الأولى تم المناخ الصحراوي الذي يشمل غالب البلاد حتى أقصى الجنوب، أما عن أماكن توزيع المواد الخام المستعملة قديما في البناء فنجد الرواسب الطميه منتشرة في اغلب الساحل وتتوفر الأحجار الجيرية الرملية الهشة بشكل كبير في المناطق الغربية الساحلية أما المناطق الجبلية فتتوفر بها عدة أنواع جيدة من الأحجار الجيرية الصلبة الصالحة لاستعمالها لأغراض البناء وتنتشر في المنطقة الصحراوية الواسعة الترسبات الطينية في بعض الواحات بالإضافة إلى تواجد أحجــــــــــار أخرى جيدة للبناء منتشرة على سطح الأرض في أماكن الصحراء الصخرية هذا وفي المنـــاطق الجبلية وبشكل خاص منطقة الجبل الغربي توجد احتياطات ضخمة من الجبس بالإضافة لوجود الأحجار الجيرية المستعملة في تصنيع الجير ونظراً للظروف المناخية السائدة وتوزيع المواد الخام المستعملة قديما في البناء ولاعتماد السكان على مصادر قريبة ومحلية لمواد البناء قبل عصر الصناعة والآلة حتّم كل ذلك على الحرفي المهندس التقليدي الاستجابة بشكل مباشر لهذه العوامل الطبيعية وتحددت المواد التي من الممكن استعمالها بما تجود عليه الطبيعة بالقرب منه ويشكل تلقــــــائي مع بعض المعارف البسيطة في علم الهندسة تشكل أسلوب التنفيذ وتبلور الطابع المعماري كاستجابة الإنسان مع الطبيعة .
( 2 ) العامل الاجتماعي الثقافي.
لا يخفى على أحد التأثير الكبير لهذا العامل على اختيار التخطيط المناسب للسكن ولطرازه المعماري فالاحتياجات الاجتماعية وتوفير بعض المتطلبات في التصميم مثل توفير الخصوصية تؤثر بشكل مباشر في المصمم أو الحـــــــــرفي المنفذ قديما وحلت هذه المسألة قديما باعتماد المنزل ذو الفناء المفتوح للداخل أو ما يعرف محليا ( بالحوش العربي ) ولا ننسى الدور الرئيسي الذي لعبه الإسلام في تكييف تخطيط المنازل طبقا لتعاليم وقيم الديــــــــن الإسلامي الحنيف وفي هذا السياق يلاحظ إن السكان قديما استطاعوا تطويع سكناهم وفقا لمعتقداتهم وثقافتهم ومجتمعهم الأمر الذي لم تنجح فيه مجتمعاتنا العربية الإسلامية المعاصرة التي اضطرت إلى القبول بطرق التخطيط الغربية بدون إن تستطيع ملاءمتها تماما مع ثقافاتها .
( 3 ) العامل التقني والاقتصادي:
لا شك أن توفر المعارف والخبرات الهندسية اللازمة تجعل من عملية تخطيط وتصميم المباني عملية أكثر يسراً وسهولة وفي الماضي كان الاعتماد على فنيين حرفيين لصناعة البناء وكانت الخبرات والمعلومات تتوارث من جيل إلى جيل وكان الحرفي الماهر يجمع في شخصه المعماري المصمم والمهندس الإنشائي والفني المنفذ ويتم كل تصميم وتنفيذ استجابة مباشرة لمواد البناء المتوفرة محليا ووفقاً لأغراض المبنى الوظيفية وحتى أحاسيس الســـــكان الذي يعتبر هو نفسه واحداً منهم فكان المسكن اكثر إنسانية الأمر الذي افتقدناه في الزمن الحاضر رغم أن التكنولوجيا الحديثة وضعت تحت أيدينا إمكانيات أكبر وخبرات متعدد ة وقد طوعتها المجتمعات الغربية لثقافتها ووقفنا نحن في حيرة وهذا بارز في شكل مدننا العربيــة الحديثة التي تختلط فيها الأنماط المعمارية بشكل سافر وينقصها الكثير من الانسجام، ولا ننسى أخيرا عامل هام يؤثر في صناعة البناء وهو العامل الاقتصادي وبدراسة عدة نماذج من المباني التقليدية في عدة مناطق من حيث أسلوب التنفيذ والمواد المستعملة والطراز المعماري نستخلص نتائج مبدئية في محاولة لوضع تصنيف لأنواع المباني يعتمد العوامل التي أشرنا إليها كأساس للتصنيف، خلصنا للتالي توجد ثلاثة أنواع من المباني متباينة في المواد المستعملة وأسلوب التنفيذ و في الطابع المعماري وهذه الأنواع هي :
( 1 ) مباني طراز المنطقة الساحلية .
( 2 ) مباني طراز المنطقة الجبلية .
( 3 ) مباني طراز المنطقة الصحراوية .
مراجع الصور/
صورة 1/ م. عزت خيري
صورة 2/ م. أحمد الترهوني
صورة 3/ جمال الهمالي اللافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق