جمال اللافي
يعتقد
البعض أنني استحضر الماضي بتصاميمي المعمارية، ويعزون ذلك إلى مشاعر الحنين التي
تربطني به، بما يحمله معه من ذكريات راسخة في الوجدان.
والحقيقة،
أنني أستحضر في جملة أعمالي هويتنا المعمارية، التي تعكس جزءاً لا يتجزأ من ثقافة
مجتمعنا الليبي.
والهوية
بطبيعة الحال لا ترتبط بالضرورة بزمن محدد، فهي يمكنها أن تنشأ في الماضي كذلك
يمكنها أن تتشكل في الحاضر، عندما يكون المجتمع في قمة عنفوانه وعطائه، مثلما
يمكنها في حالات الجمود والانحسار أن تتأجل إلى المستقبل حيث يظهر جيل يسعى
لتأصيلها وصناعة صورتها وتثبيت أركانها في وجدان المجتمع كجزء من صناعة الذات.
هي
لا تقبل بهذا القيد (الماضي)، لأنها ولدت لتتواصل مع المتغيرات والمستجدات
والمؤثرات البيئية المختلفة.
كما
أنها لا ترفض الآخر دون طرح المبررات المقنعة لأسباب الرفض، ولكنها ترفض فكرة أن
تتماهى معه بحيث يصبح هو الهوية وتصبح هي العضو المرفوض أو المهمش في كيان المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق