مشاريع تخرج طلبة قسم العمارة- جامعة طرابلس

إعادة تصميم قاعة عرض فنون تشكيلية

بمدينة طرابلس القديمة

An Art Gallery at Old City of Tripoli, Libya

الدكتور/ مصطفى المزوغي*

لم تتجاوز عدد المشاريع الخريف 2012/2013، التي تناولت مواضيع لصيقة بالمدينة القديمة طرابلس الغرب عن أثنين، فالموضوع حين يتم طرحه كموضوع مشروع تخرج لنيل درجة البكالوريوس في هندسة العمارة والتخطيط العمراني بجامعة طرابلس، يشكل جملة من المحاذير، ويتطلب إلمام كبير بعمارة العمران التقليدي المحلي. وعلى الرغم من بعض جوانب القصور في التفاصيل المعمارية والانشائية لمقترح مشروع التخرج المطروح من قبل مروة علي عاشور ، إلا أنه يشكل مغامرة تحمل في طياتها جوانب التحدي في تقديم حلولا معاصرة لرأب الصدع القائم في نسيج المدينة المتهالك في ظل تدنى القيمة الاستعمالية وغياب كامل للصيانة والترميم الموضوعي فضلا عن سوء إدارة المدينة ردحا من الزمن.

          كانت مروة عاشور بطرحها لموضوع إعادة تصميم قاعة عرض فنون تشكيلية ضمن أحد الخلايا العمرانية المتهالكة، مؤشر لعدة قضايا، تأتي على عدة مستويات، فبكل أسف لم يتجاوز الطرح جدران قسم العمارة والتخطيط العمراني، وهو أيضا لم يحفز الطلبة أو أعضاء هيئة التدريس بالشكل المطلوب  ولم يكن ذلك بسبب الطرح وإنما لغياب الحماس في تناول قضايا المدينة القديمة كما ينبغي ، كما أنه لم يكن للمعالجة المقترحة صدى في استقطاب جهاز إدارة المدينة القديمة، ويعزى ذلك للضعف السائد في تواصل القسم مع الجهاز، كما أن إدراك القيمة المعمارية والعمرانية للمدينة القديمة حضاريا واقتصاديا واجتماعيا وجماليا لم يشد اهتمام الا عدد محدود من أعضاء هيئة التدريس الأمر الذي كان له الأثر السلبي في دفع الطلبة للاهتمام بهذا الرصيد التاريخي لمدينتهم. 

قامت المصممة مدفوعة بتوجيه الأساتذة إلى البحث في تاريخ المكان ومحاولة قراءة الحالة الفراغية والمعمارية للمبنى قبل تهالكه، وهو الأخر شكل صعوبة نسبية لغياب التوثيق من قبل الجهات المسؤولة، فكان أن تمت محاولة تتبع الأثر الباقي وفهم المنظومة الانشائية التقليدية إضافة إلى متطلبات التوظيف المقترح كقاعة لعرض الفنون التشكيلية ..

 يشكل المشروع نموذجا تقليديا لموضوع مبنى ضمن نسيج المدينة القديمة العمراني، فهو يحمل ذات الصعوبات، الفراغية والانشائية والجمالية .. فلقد شكل المساحة المحدودة المتاحة وضوابط الارتفاع بالمبنى وأحكام المباني المجاورة، عبئا ليس من السهل التعامل معه، فالحلول تتطلب دراسة متأنية وبمقاييس رسم متباينة بما يخدم مستوى السنتيمتر المربع، كما أن قضايا التهوية والإضاءة ومواقع الفراغات الخدمية، وتناسب موقعها والفراغات المساندة والرئيسية للمشروع تطلبت الخوض في سلسلة من دراسات الحلول التقليدية في تنظيم الفراغات وترتيبها بشكل توافقي ، ولم يتم تشجيع الطرح في تقديم معالجات تخالف المدخل التوافقي كمبدأ يجب التعامل به كخطوة آمنة لمحاولة طلابية . إن ملء سطح الواجهة الوحيد يجب أن لا يشكل صيغ تنافسية بالقدر الذي يجب أن تكون فيه تكاملية.

  

عملت مروة عاشور بجهد ومثابرة، لتقديم ناتج عملي يجب أن يتم قبوله كمحور لنقاش السبل والصيغ لإعادة تأهيل عمران المدينة القديمة بطرابلس، فموضوع تبني مشروع بالمدينة القديمة كمشروع تخرج يتطلب شجاعة، وصبر وقناعة، لا يملك معه المرء سوى التحية لكل الطلبة الذين حملوا على عاتقهم وبمسؤولية قضايا المدينة القديمة بطرابلس .

 * مشرف المشروع

المصدر/ http://mustafamezughi.wordpress.com/