التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قراءة في عمل تشكيلي

معرض الفنانة هادية قانة

 

الأستاذ/ يوسف الختالي

من بين ورقاتي المدونة التي احتفظت بها منذ أيام الثانوية، كان اقتباسٌ رائعٌ، لأقوال الناقد الروسي " الكسندر سولتــزيـنيـتسين " يصف فيها طبيعة الفن، ولقد دونها في مذكرتي وبقلمه، صديق عزيز من زملاء مدرسة النصر الثانوية في الصف الأول- من خريف عــــام " 1972 " – ألا وهو الصديق "البدري الضبع". وهو الآن دكتور مشهور في الطب، حفظه الله، كان معلمي في دنيا العلم والفن، والأدب. مخطوطة كانت قريبة من قلبي، معجب ومبهور بها ضللت أحافظ عليها من نوازل الزمان حتى الآن.

وكنت أود أن أنشرها في إحدى المقامات المناسبة، ولكني لم أعثر على عمل فني يرتقي إلى تحقيق هذه المقولات الخالدة... حتى تسنى لي يوما أن شاهدت أعمال الفنانة الليبية المبدعة " هادية قــانة " في أحدى معارضها بالقنصلية الفرنسية – سابقاً. وفي تلك الحظة تذكرت تلك الاقتباسات، ولكن الظروف حالت دون نشري لتلك المقاربة. وها هي الآن تأتي سانحة جديدة لم أشأ أن أفلتها هذه المرة. في معرض البوتقة الذي أقامته "مؤسسة نون"، بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، بدار حسن الفقيه حسن للفنون "القنصلية الفرنسية – سابقاً" بمدينة طرابلس القديمة. والذي اتخذ مكانه في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر الحالي.





حري بي، وبعد هذه المقاربة أن أصف أعمال الفنانة "هادية قــــانة" بـــــ " العبقرية".!

يقول الناقد الروسي " الكسندر سولتــزيـنيـتسين " في وصفه للفــن:
"كإنسان بدائي أمسك في حيرة وارتباك مخلوقاً بحرياً غريباً، شيء مخفي في الرمل أو شيء غير معروف يسقط من السماء، شيء محفور بشكل معقد، شيء يلمع بكآبة وأحياناً يلمع بأشعة براقة، وأخذ يقلبه في كل اتجاه باحثاً عن طريقة لاستعماله استعمالاً عادياً بدون أن يتوقع منه فائدة تفوق مقدار معرفته، بهذه الطريقة، أو بهذا الشكل نمسك الفن في أيدينا. "

إن وظيفة الفنان هي أن يحس بدقة كبيرة وأكثر بكثير من غيره، التناسق والانسجام في هذا الكون وكذلك الجمال والروعة التي أضافها الإنسان إليه وأن يجعل لآخرين حيثما كانوا في السقوط أو في الأعماق في الفقر أو في السجن أو في المرض أن هناك حالة انسجام واعية و ثابتة لا يمكنها أن تنزلهم أو تنساهم".

كل من يتوقع أن الفن قد ذاب وتحلل و أنه في حالة سقوط أو موت هو مخطئ وسوف يكون مخطئا، نحن سوف نندثر ولكن الفن سيبقى، سنزول قبل أن نفهمه، وندرك جميع جوانبه".



"الكسندر سولتــزيـنيـتسين الكاتب الروسي المتحصل على جائزة نوبل في الأدب لسنة – 1970".

Alexander Solzhenitsyn
Nobel prize winner Alexander Solzhenitsyn dies aged 89 Books theguardian.com


المصدر صفحة الأستاذ يوسف الختالي على الفسبوك:

تعليقات

  1. This piece of writing will assist the internet visitors for creating new website or even a blog from start to end.



    My web page: free css editor download

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...