التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تأملات في المعمار


    للمعماري الأمريكي فرانك لود رايت (Frank Lloyd right)  مشروع واحد يمكن حصره، فرض احترامه على كل معماريي العالم باختلاف توجهاتهم الفكرية، إلى يومنا هذا، هو منزل أدجار كوفمان المسمى فيلا الشلالات.

فيلا الشلالات(Falling water)   في بيرون ببنسلفانيا 1935م.

     وفي المقابل هناك مشروعين للمعماري الفرنسي، السويسري الأصل لو كوربوزييه ( (Le Corbusie، يشكلان علامة فارقة في تاريخه المعماري، يقف أمامها كل المعماريين في العالم بإجلال واحترام شديد، هما فيلا سافوي وأيضا كنيسة نوتر دام أو كنيسة رونشامب .

فيلا سافوي ( (Villa Savoyeفي بواسي بفرنسا 1928-1931 م

كنيسة رونشامب  (hapelle Notre-Dame-du-Haut de Ronchamp) في إقليم سون العليا، فرنسا 1954م.

     أما المعماري الألماني والتر غروبيوس (Walter Gropius) ، فله عمل واحد، لا يمكن حصر المدى الذي وصل إليه تأثيره على الفكر المعماري المعاصر في جميع أنحاء العالم وانعكاساته على مجالات الفنون الأخرى. وسيبقى تأثيره هذا خالدا، مهما تبدلت أو تجددت الأفكار والنظريات، آلا وهي مدرسة الباوهاوس المعمارية. 

مدرسة الباوهاوس  (Bauhaus) في فايمار 1919م.

     لهذا اتوجه بالنصح لكل معماري ليبي، أن يسعى لبناء مدرسته الفكرية (من الناحية التنظيرية) ويحدد لها مسارها ويرسم لها ملامحها وأهدافها. وأن لا يجهد تفكيره كثيراً بالتلاعب بالكتل في مشاريعه المعمارية، التي يصممها وطلائها بشتى الألوان الزاهية أو القاتمة، كي تستهوي زبائنه وتحظى بقبولهم واستحسانهم. وهو يعلم أنهم لا يملكون من ثقافة تمييز الألوان أو الإحساس بتناسق وجماليات الكتل، أكثر مما يمتلكه راعي إبل عاش حياته كلها في أطراف البادية. أي أنهم لن يستوعبوا قيمة ما تعرضه عليهم، إن كان عملا يستحق التقدير، أم هو مجرد هرطقات لا ترتقي لمستوى العمل المعماري الحقيقي.

     وليعلموا يقيناً، أن معماريو العالم لم يحترموا المعماري فرانك لود رايت أو المعماري لوكوربوزييه، فقط لأنهما قدّما لنا تحفتيهما المعماريتين فيلا الشلالات وفيلا سافوي. بل لأنهما حمّلا هذين المنجزين المعماريين في كل تفصيلة فيهما، فكراً معمارياً، لا يختلف اثنان على قيمته في إعادة صياغة الفكر المعماري المعاصر، وقدما للعالم من خلالهما النظرية العضوية والنظرية الوظيفية.

     ولنأخذ عن المعماري لو كوربوزييه مقولته هذه:"العظمة ليست في الحجم ولكن في القصد". فربما نستغنى بها عن زيادة الشرح والتفصيل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...