أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

السبت، مارس 22، 2014

تأملات في المعمار


    للمعماري الأمريكي فرانك لود رايت (Frank Lloyd right)  مشروع واحد يمكن حصره، فرض احترامه على كل معماريي العالم باختلاف توجهاتهم الفكرية، إلى يومنا هذا، هو منزل أدجار كوفمان المسمى فيلا الشلالات.

فيلا الشلالات(Falling water)   في بيرون ببنسلفانيا 1935م.

     وفي المقابل هناك مشروعين للمعماري الفرنسي، السويسري الأصل لو كوربوزييه ( (Le Corbusie، يشكلان علامة فارقة في تاريخه المعماري، يقف أمامها كل المعماريين في العالم بإجلال واحترام شديد، هما فيلا سافوي وأيضا كنيسة نوتر دام أو كنيسة رونشامب .

فيلا سافوي ( (Villa Savoyeفي بواسي بفرنسا 1928-1931 م

كنيسة رونشامب  (hapelle Notre-Dame-du-Haut de Ronchamp) في إقليم سون العليا، فرنسا 1954م.

     أما المعماري الألماني والتر غروبيوس (Walter Gropius) ، فله عمل واحد، لا يمكن حصر المدى الذي وصل إليه تأثيره على الفكر المعماري المعاصر في جميع أنحاء العالم وانعكاساته على مجالات الفنون الأخرى. وسيبقى تأثيره هذا خالدا، مهما تبدلت أو تجددت الأفكار والنظريات، آلا وهي مدرسة الباوهاوس المعمارية. 

مدرسة الباوهاوس  (Bauhaus) في فايمار 1919م.

     لهذا اتوجه بالنصح لكل معماري ليبي، أن يسعى لبناء مدرسته الفكرية (من الناحية التنظيرية) ويحدد لها مسارها ويرسم لها ملامحها وأهدافها. وأن لا يجهد تفكيره كثيراً بالتلاعب بالكتل في مشاريعه المعمارية، التي يصممها وطلائها بشتى الألوان الزاهية أو القاتمة، كي تستهوي زبائنه وتحظى بقبولهم واستحسانهم. وهو يعلم أنهم لا يملكون من ثقافة تمييز الألوان أو الإحساس بتناسق وجماليات الكتل، أكثر مما يمتلكه راعي إبل عاش حياته كلها في أطراف البادية. أي أنهم لن يستوعبوا قيمة ما تعرضه عليهم، إن كان عملا يستحق التقدير، أم هو مجرد هرطقات لا ترتقي لمستوى العمل المعماري الحقيقي.

     وليعلموا يقيناً، أن معماريو العالم لم يحترموا المعماري فرانك لود رايت أو المعماري لوكوربوزييه، فقط لأنهما قدّما لنا تحفتيهما المعماريتين فيلا الشلالات وفيلا سافوي. بل لأنهما حمّلا هذين المنجزين المعماريين في كل تفصيلة فيهما، فكراً معمارياً، لا يختلف اثنان على قيمته في إعادة صياغة الفكر المعماري المعاصر، وقدما للعالم من خلالهما النظرية العضوية والنظرية الوظيفية.

     ولنأخذ عن المعماري لو كوربوزييه مقولته هذه:"العظمة ليست في الحجم ولكن في القصد". فربما نستغنى بها عن زيادة الشرح والتفصيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية