التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الوطن




دكتور/ العارف عكعك

هناك من يسكن الوطن. وهناك من يسكنه الوطن.

الوطن، ليس غنيمة نبحث عنها إن وجدناها أحببناه وإن تعذّرت كرهناه .

الوطن،  ليس بيتاً فارهاً إن اقتنيناه قدسناه وإن سكنّا في فلاةٍ نظل نلعنه كلّ حين.

الوطن،  ليس حياة رغيدة تخلو من المشاكل والمنغصات.

هو، ليس فقط خدمات مجانية... وتوظيف حكومي من أجل مرتب بدون عمل.

هو ليس شعاراً يرفع وليس جنسية تحمل على جواز السفر وليس مجرد أوراق ثبوتية. وفوق كل ذلك هو ليس الحكومة، ولا موظف الدولة، ولا نائب البرلمان وبالتأكيد هو ليس المؤتمر الوطني.

فما الوطن ؟!
هو جغرافية المكان الممزوجة بروح تاريخ الأجداد و جهادهم.
هو تضحيات الآخرين من أجل أن تنعم بالحياة أنت وأنا.
هو التراب المخلوط برميم عظام الأسلاف، نمشي عليه وتتعفر به ثيابنا ووجوهنا. هو عبقهم.
هو الأزقة الضيقة والشوارع الواسعة وهو طوابي الهندي وأشجار النخيل والزيتون.

هو شط البحر. هو، الجبال الشامخة والصحارى والواحات والسهول والوديان. هو، الجنوب بمُرزقهِ الجميلة و كُفرتهِ الشامخة وأوباريه الهادئة. هو، جغبوب السنوسية في شرقه وغدامس العراقة في غربه. هو، الساحل بكافة مدنه وقراه. هو، كل حبة رمل فيه. هو، كل شيئٍ فينا وفيه.

هو ذكريات الصبا و لعبة تنقيز الحبل والنقيزة والزربوط والبتش بتيره الضخم. هو، أصدقاء الدراسة وقصصهم. هو، ذكريات لمات الزرادي والسمر. هو لحظات الفرح ولحظات الحزن.

هو دعوات الوالدين لك وأنت تغادر بيتك لتتعلم حرفا أو تكسب رزقا. هو، تجمع أسرتك في الظهيرة و بعد مغيب الشمس أمام التلفاز وحول أكواب الشاي .

هو جلسات مع الأصدقاء على ركابات البيوت وفي المقاهي على فناجين القهوة ورائحتها المميزة. هو، ضحكات وقفشات الأهل والأحباب .

هو الجار الذي يبتسم لك كلما قابلك ويزورك في فرحك وحزنك .

هو أولاد شارعنا القديم .... هو محطات قطار العمر بحلوها و مرها.

هو الحنين .. الدفء .. الحب .. العشق ..

هو والدتك .. ووالدك .. و جدتك و جدك ..

هو كل ذلك وأكثر ..

هو انتماؤك لكل ما سبق ، وإيمانك بهويّتك، بأنك جزء من كل ذلك، تؤثر وتتأثر .

باختصار،

الوطن، هو أنت بسحنتك وملامحك وثقافتك وإرثك  .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...