المعاصرة، هي كل منجز إنساني تحقق في وقتنا الحاضر بغض النظر عن منطلقاته الفكرية ومرجعيته التاريخية وقيمته المعمارية.
أما الحداثة، بمختلف
نظرياتها المتفرعة عنها. فهي فكر انطلقت إرهاصاته الأولى من أوروبا. يستهدف في مجمله
تدمير القيم الأخلاقية قبل الثقافية للمجتمعات الإنسانية أينما كانت بما فيها اوروبا نفسها. وجعلت العمارة
وسائر الفنون والآداب وسيلته في تحقيق هذه الغاية.
وما إطلاق صفة الحداثة على هذا الفكر، إلاّ للتدليس على العقول التي لا
تميز الطيب من الخبيث. ولا السمين من الغث. ولا الصالح من الطالح. ولا النافع من الضار.
فما عقلوا أين يضعوا أقدامهم فزلت بهم إلى الهاوية.
والحداثة في حقيقتها
لا تناصب العداء للأنماط المعمارية التراثية كما تدعي، بقدر ما تسعى لتدمير القيم العقائدية
والأخلاقية التي تستند عليها وشكلت صورتها. بل توظفها لصالح تحقيق أغراضها الهدامة.
لهذا نراها توظف الموروث المعماري الثقافي للشعوب في المشاريع السياحية، حيث ينتشر
العري ويتحول الفسق والمجون تحت أسقف هذه العمائر إلى المورد الاقتصادي الوحيد للكثير
من الدول والمجتمعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق