حوش القره مانللي- مدينة طرابلس التاريخية |
جمال اللافي
عندما يُطرح هذا العنوان على مائدة الحوار كإشكالية معاصرة تواجه المعماري المسلم (ليس كل العرب بالضرورة مسلمين، وبالتالي طرحي هذا لا يعنيهم).
هنا
نقف حائرين فعلاً كمعماريين مسلمين أمام غرابة هذا العنوان ومستدعيات طرحه
كإشكالية تستدعي النقاش أو الحوار وربما الجدل حوله. ولا نجد بُداً من طرح علامات
التعجب الكبيرة على شكل تساؤلات مستهجنة ومستنكرة أن يقف هذا المعماري ولو للحظة
وجيزة حائراً في اتخاذ موقف واضح من مسألة الحداثة الغربية:
·
ما هي مُستدعيات
الحيرة عند المعماري المسلم والعربي؟
·
أليست الأمور
واضحة عنده!
·
أليس لديه
مرجعية يقيس بها ما يعترضه من إشكاليات ويتخذ منها موقفا واضحا وصارما بلا أدنى
تردد!
· ما الذي يجعل المعماري المسلم والعربي يقف حائرا أمام الحداثة كفكر والأصالة
كانتماء عقائدي قبل أن تكون انتماءً حضارياً له جذور ممتدة في عمق وجدان المسلم راسخة
البنيان في عقله وتفكيره وتوجهه؟
· هل المسألة مرتبطة بالأصالة في حد ذاتها - التي تعني بالضرورة منظومة
القيم التي نؤمن بها ونعتنقها- كونها تقف عائقاً في مواجهة متطلبات العصر؟
· وهل الحداثة تعني بالضرورة المعاصرة وكل ما يرتبط بها من متطلبات مستجدة وتقنيات متطورة؟
في حالة كان المقصود بالحداثة هو المنهج الفكري الذي ظهر في أوروبا، فهو بالتأكيد يتصادم مع قيمنا الإسلامية قبل أن يتصادم مع أصالة معمارنا وتميزه. وبالتالي قرارنا هنا واضح وهو الرفض المطلق لكل ما يطرحه هذا الفكر، دون أن تنتابنا الحيرة بين الرفض والقبول به.
وفي حالة
كان المقصود بالحداثة تطور التقنيات وتجدد الاحتياجات، فهذا لا يستدعي أبداً الحيرة،
بقدر ما يستدعي من المعماري المسلم والعربي أن يتفاعل معها. لأن هذا هو ما حصل بالضرورة
في كل زمان ومكان، حيث تتجدد احتياجات الناس ومتطلباتهم وتستجد التقنيات، فيتفاعل معها
المعماري. وهكذا هي سُنّة التطور في الحياة.