التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2020

حيرة المعماري بين الحداثة والاصالة!

  حوش القره مانللي- مدينة طرابلس التاريخية جمال اللافي      عندما يُطرح هذا العنوان على مائدة الحوار كإشكالية معاصرة تواجه المعماري المسلم (ليس كل العرب بالضرورة مسلمين، وبالتالي طرحي هذا لا يعنيهم).   هنا نقف حائرين فعلاً كمعماريين مسلمين أمام غرابة هذا العنوان ومستدعيات طرحه كإشكالية تستدعي النقاش أو الحوار وربما الجدل حوله. ولا نجد بُداً من طرح علامات التعجب الكبيرة على شكل تساؤلات مستهجنة ومستنكرة أن يقف هذا المعماري ولو للحظة وجيزة حائراً في اتخاذ موقف واضح من مسألة الحداثة الغربية:   ·         ما هي مُستدعيات الحيرة عند المعماري المسلم والعربي؟ ·         أليست الأمور واضحة عنده! ·         أليس لديه مرجعية يقيس بها ما يعترضه من إشكاليات ويتخذ منها موقفا واضحا وصارما بلا أدنى تردد! ·    ما الذي يجعل المعماري المسلم والعربي يقف حائرا أمام الحداثة كفكر والأصالة كانتماء عقائدي قبل أن تكون انتماءً حضارياً له جذور ممتدة في عمق وجدان ال...

المفهوم الخاطيء لعصر الحريم والعودة إلى الماضي.

حوش العائلة - بين الأصالة والتجديد   جمال اللافي        بعد إلقائي لمحاضرة بعنوان(نحو رؤية جديدة ومعاصرة لمفهوم المسكن الاقتصادي) وذلك في العام 1993 بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة بطرابلس. وكان خلاصتها الدعوة للعودة إلى مسكن العائلة الذي يضم في رحابه الأجيال الثلاثة الأب والأبناء والأحفاد، كطرح بديل عن البيوت الاقتصادية المتعارف عليها في المشاريع الإسكانية والمعتمد على تكرار النموذج السكني والارتفاع الرأسي في البناء. بعد انتهاء المحاضرة وخروجي من القاعة، خاطبتني زميلة معمارية مُبدية تحفظها على هذا الطرح، قائلة بلهجة منفعلة: شن بتردنا لعصر الحريم!  لم أجبها في تلك اللحظة حتى لا أفتح باباً للجدل العقيم.       خلال السنوات التي أعقبتها تم ملاحظة أن الحديث عن الهوية المعمارية بصفة عامة والهوية بمفهومها الشامل، المتعلقة بمعاملاتنا وتعاملاتنا وما يرتبط بها من تطبيقات في كافة المجالات العلمية والفنية والأدبية، تُقابل من عامة أفراد المجتمع بتحفظ شديد هو أقرب للرفض المطلق مصحوباً أيضا بالقول: شن بتردنا للماضي!      ...

نظرة خاطفة على المعمار الإسلامي في ليبيا

  مدينة غدامس جمال اللافي أحدهم يتساءل: أين هي العمارة الإسلامية في ليبيا؟             الاعتقاد أن صروح العمارة الإسلامية في ليبيا تشبه في وضعها القائم صروح العمارة الإغريقية والرومانية في ليبيا، حيث يمكن حصرها وتحديد مواقعها في منطقتين أو ثلاث، فقد جانبه الصواب في تفكيره. لأننا عندما نتكلم عن العمارة الإسلامية في عمومها فيقصد بها العمارة التي أنشأها المسلمون في بلدانهم استناداً إلى توجيهات نبوية انطلقت أولاً من إعادة تخطيط الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة، حيث بنى مسجده في مركزها وقسّم المدينة إلى قطائع اختطّها لكل قبيلة( مناطق حضرية)، التي بدورها تم تخطيطها أيضا وفق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار"، الذي سنّه عليه الصلاة والسلام، كمبدأ عام في التخطيط العمراني والمعماري للمدن الإسلامية، وما تمخّض عنها من أحكام للبُنيان استنبطها علماء المسلمين من آيات القرأن الحكيم وسُنّته الشريفة .        هذا الأمر هو ما أسّس لإعادة تخطيط النسيج العمراني والمعماري أولاً لمدينة طرابلس القديمة، عندما فتحها المسلمون. ومن بعدها في وضع أُسس بناء...

القاتل الصامت

    الحوش السماوي بمدينة طرابلس التاريخية جمال اللافي ما هو الشيء الذي يستحق أكثر من غيره لقب القاتل الصامت؟   يستحق البيت الذي تغيب عنه صفة السكينة لقب القاتل الصامت، لأنه يُساء تصميم فراغاته واختيار مواد تشطيبه وعناصر تأثيثه، وهو ذلك البيت الذي: ·         لا تتم دراسة توزيع فراغاته ومساحتها وارتفاع سقفها بالصورة التي توفر الراحة للساكن . ·         لا تدخله الكمية المناسبة من أشعة الشمس المباشرة ولا يمكن تهويته بصورة جيدة . ·         لا يتم توزيع عناصر الإضاءة فيه بالصورة التي تحقق الراحة والهدوء في الليل . ·    يتم طلاء جدرانه بكثرة الألوان في الفراغ الواحد، التي في ظاهرها شيء جميل وفي حقيقتها تسبب التوتر والانفعال والقلق والكآبة . ·         يُساء تشطيبه بمواد غالية أو رخيصة ولكنها متنافرة في شكلها وألوانها وحجمها . ·         يُساء فيه اختيار عناصر تأثيثه وعددها وحجمها مع...