أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الخميس، ديسمبر 10، 2020

القاتل الصامت

 

 

الحوش السماوي بمدينة طرابلس التاريخية

جمال اللافي

ما هو الشيء الذي يستحق أكثر من غيره لقب القاتل الصامت؟ 

يستحق البيت الذي تغيب عنه صفة السكينة لقب القاتل الصامت، لأنه يُساء تصميم فراغاته واختيار مواد تشطيبه وعناصر تأثيثه، وهو ذلك البيت الذي:

·        لا تتم دراسة توزيع فراغاته ومساحتها وارتفاع سقفها بالصورة التي توفر الراحة للساكن.

·        لا تدخله الكمية المناسبة من أشعة الشمس المباشرة ولا يمكن تهويته بصورة جيدة.

·        لا يتم توزيع عناصر الإضاءة فيه بالصورة التي تحقق الراحة والهدوء في الليل.

·   يتم طلاء جدرانه بكثرة الألوان في الفراغ الواحد، التي في ظاهرها شيء جميل وفي حقيقتها تسبب التوتر والانفعال والقلق والكآبة.

·        يُساء تشطيبه بمواد غالية أو رخيصة ولكنها متنافرة في شكلها وألوانها وحجمها.

·        يُساء فيه اختيار عناصر تأثيثه وعددها وحجمها مع النمط المعماري للبيت وحجم فراغاته.

·        يُكثر أصحابه من استخدام ديكورات الجبس بأشكال لا تنسجم مع بعضها البعض وبأحجام ضخمة جدا.

·        تُسمع فيه الأصوات بشكل مزعج بين الحجرات من جهة وضجيج الشارع من جهة أخرى.

·   الفاقد لهويته المعمارية المرتبطة بجذور المجتمع. ويعتمد نمطه على تقليد أنماط تنتمي لشعوب وثقافات أخرى، فيعزز لدى ساكنه شعوراً داخليا لا واعيا بمسبباته بالنقص والولاء لتلك الشعوب، ويفقد معه روح الانتماء لمجتمعه وثقافته الأصيلة. 

فيؤدي بذلك إلى غياب السكينة عنه وتوتر العلاقات بين سكانه، حتى يصل الأمر في الكثير من الأحيان إلى حدوث المشاحنات والهروب الدائم من التواجد فيه، بسبب الشعور بالضيق والتوتر وعدم الراحة. 

بيوت تؤدي بأشكالها وموادها وسوء توجيه فراغاتها وواجهاتها وقلة تهويتها إلى انتشار الأمراض العضوية والنفسية والعقلية، التي قد تُنسب لأسباب طبية،لا علاقة لها بالحقيقة.

مصدر الصورة:

تصوير: كميلة الأسطى- صفحة زوايا طرابلسية، موقع فيسبوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية