أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الجمعة، ديسمبر 11، 2020

نظرة خاطفة على المعمار الإسلامي في ليبيا

 

مدينة غدامس


جمال اللافي


أحدهم يتساءل: أين هي العمارة الإسلامية في ليبيا؟     

    الاعتقاد أن صروح العمارة الإسلامية في ليبيا تشبه في وضعها القائم صروح العمارة الإغريقية والرومانية في ليبيا، حيث يمكن حصرها وتحديد مواقعها في منطقتين أو ثلاث، فقد جانبه الصواب في تفكيره. لأننا عندما نتكلم عن العمارة الإسلامية في عمومها فيقصد بها العمارة التي أنشأها المسلمون في بلدانهم استناداً إلى توجيهات نبوية انطلقت أولاً من إعادة تخطيط الرسول صلى الله عليه وسلم للمدينة المنورة، حيث بنى مسجده في مركزها وقسّم المدينة إلى قطائع اختطّها لكل قبيلة( مناطق حضرية)، التي بدورها تم تخطيطها أيضا وفق مبدأ "لا ضرر ولا ضرار"، الذي سنّه عليه الصلاة والسلام، كمبدأ عام في التخطيط العمراني والمعماري للمدن الإسلامية، وما تمخّض عنها من أحكام للبُنيان استنبطها علماء المسلمين من آيات القرأن الحكيم وسُنّته الشريفة. 

    هذا الأمر هو ما أسّس لإعادة تخطيط النسيج العمراني والمعماري أولاً لمدينة طرابلس القديمة، عندما فتحها المسلمون. ومن بعدها في وضع أُسس بناء جميع المدن التاريخية الإسلامية المنطلق المنتشرة في جميع أنحاء المدن الليبية، قبل أن يهجرها سكانها إلى المناطق الحديثة، فتعرض بعضها للإزالة الكاملة وبعضها الآخر لا تزال أطلالها باقية وقلة قليلة احتفظت بكامل عمرانها ومعمارها الإسلامي المنطلق المحلي الهوية والخصوصية العمرانية والمعمارية.

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية