التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2024

من التراث إلى المعاصرة- رؤى فكرية في العمارة المحلية:

  المعماري/ جمال الهمالي اللافي تمهيد / تمثل العلاقة بين التراث والمعاصرة في العمارة موضوعًا غنيًا يحتاج إلى فهم عميق وتوجه فكري واضح. إن التقليد، الاقتباس، أو المحاكاة من الموروث المعماري لا تمثل بالضرورة عيوبًا أو قصورًا في المنهج الفكري للمعماري. بل يمكن أن تكون هذه الممارسات وسيلة فعّالة للحفاظ على ما تم تحقيقه في الماضي من حلول بيئية واجتماعية لا تزال تلبي الاحتياجات الوظيفية بفاعلية. يجب أن نكون واعين أيضًا أن التجديد أو الحداثة ليستا دائمًا إيجابيتين، خصوصًا عندما يترافقان مع تدمير عناصر تراثية دون مبررات منطقية أو منهجية واضحة، مما يؤدي إلى آثار سلبية على استقرار المجتمع وتماسكه. في هذا السياق، ومن خلال رؤاي الفكرية حول العمارة المحلية، ينبغي على المعماري الليبي الذي يسعى للتواصل مع تراثه المعماري أن يأخذ بعين الاعتبار عدة جوانب أساسية مساعدة في تأسيس عمارة معاصرة تعكس الهوية الثقافية للبلاد: ·      الإلهام من الحرفيين التقليديين : يجب أن نستمد إلهامنا من الحرفيين التقليديين الذين تمكنوا من التوفيق بين القيم الاجتماعية ومطالب الحياة اليومية. إن نج...

رؤية جديدة للمدينة الإسلامية المعاصرة

  تونين القديمة بمدينة غات- إحدى المدن الصحراوية بالجنوب الغربي لليبيا جمال الهمالي اللافي   مقدمة عُقدت العديد من الندوات التي نظمتها مؤسسات ثقافية وعلمية في فترات متباعدة لمناقشة مستقبل العمارة وصورة المدينة في ليبيا في العقد الأخير من القرن الماضي. ورغم اتفاق المشاركين على القيم الاجتماعية والثقافية والروحية التي يحملها مخطط المدينة الإسلامية التقليدي، ورغم اتفاق المشاركين على القيم الاجتماعية والثقافية والروحية التي يحملها مخطط المدينة الإسلامية التقليدي، إلا أنهم أبدوا تحفظهم حيال قدرته على التكيف مع متطلبات العصر الحديث. مثلما اتفقوا على أن المخططات الحديثة التي استوحيت من النماذج الغربية لم تكن قادرة على التفاعل بفعالية مع ظروف البيئة المحلية. وبيّنت النقاشات أن المخطط الإسلامي التقليدي لم يعد كفؤاً في مواجهة تحديات المجتمع المعاصر، دون تحديد دقيق لماهية الجوانب التي فشل المخطط التقليدي في استيعابها، والتي لا يمكن التغلب عليها، إلا في حالات استثنائية كالتغيرات البيئية أو التحولات الاجتماعية، التي تتسبب في هذا العجز. هذه نفس الاتهامات التي استدانها رجال التخطي...

جدلية المعمار الإسلامي في ليبيا

  دار نويجي للثقافة"القنصلية الانجليزية سابقاً"- مدينة طرابلس القديمة جمال اللافي   طرح أحد الزملاء من المعماريين المستجدين هذا الموضوع على صفحته على موقع الفيسبوك متضمنا بعض التساؤلات (التي تحمل معها بذور التشكيك، أكثر مما هي فضول باحث يبحث عن الاستزادة من المعرفة حول تاريخ عمارته وخصائصها المحلية). ولحساسية الموضوع رأيت أن أجيب عن تساؤلاته بعيدا عن صفحته تجنبا لأي إحراج له ولي من بعده ولكل من دعمه بالردود التشكيكية والمقصية لوجودها من حملة رسائل الدكتوراه. رغم وجود العديد من المؤلفات والبحوث والدراسات والمقالات التي تناولت التعريف بخصائص هذه العمارة .   وهذا نص مشاركته : قبل فترة ليست بالبعيدة كنت قد كتبت في ورقة سؤال وجدته في كتاب (المعمار الإسلامي في ليبيا) وهذا السؤال هو .. ·                      هل في ليبيا فن معماري إسلامي ؟ ·                      فإذا وج...

تعريف ماهية العمارة،

مدينة طربلس القديمة  المعماري/ جمال الهمالي اللافي      ما قد يخفى عن الغالبية العظمى من المعماريين، أن تعريف العمارة ليس أمراً بسيطاً أو واضحاً. فهو يتأرجح بين مفاهيم متعددة وتفسيرات مختلفة تعكس تنوع الرؤى والتوجهات الفكرية المعمارية. "العمارة"، ليست مجرد عمل فني أو هندسي، بل هي فلسفة وعلم يجمع بين تصميم الصروح والمدن وصياغة الحياة الاجتماعية. إنها تمثل محاولة مستمرة للإنسان للتعبير عن ذاته وإيجاد حلول مبتكرة لتلبية احتياجاته المتزايدة.       "العمارة"، ليست مسألة نسبية أو مجرد تعبير عابر، بل هي نتاج رحلة طويلة من الاستكشاف والبحث المستمر عن التوازن بين الإبداع والوظيفة العملية. إنها حوار دائم بين الماضي والحاضر، بحثاً عن الأصالة والابتكار في آن واحد. "العمارة"، تمثل استخداماً مبدعاً للتكنولوجيا والموارد المحلية، لخلق بيئات تسهم في رفاهية الإنسان وراحته وتعزز من تواصله مع البيئة المحيطة. "العمارة"، ليست مجرد بناءً من حجارة وطين، بل هي تعبير عميق عن الهوية والتراث والتطلعات البشرية. إنها فن تشكيل الفضاءات بحيث تجمع بين الجمال والو...