أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

السبت، فبراير 18، 2012

جماعة الأستاذ، أحمد إمبيص






1.  كان وحيدا يحمل ملامح بلاده، ينتظر المجهول، يداه معقودتان خلف ظهره، مستسلم، لا يقوى على شيء، رغم القوة الكامنة، والنار التي تستعر بداخله، كله إيمان بأن الله واحد.

لا يحب أحداً، ولا يستجدي الحب من أحد، يظهر وكأنه مستغني عن الجميع، وهو في حاجة للجميع، يشاطرهم السؤال دائماً " شن فيه".

أصعب كلمة تستعصى على النطق عند استاذنا المرحوم د. محمد العجيلي حماد رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته( شن فيه، شن صار). ورغم ذلك لابد أن يطرح السؤال، ولا ينتظر الإجابة المعروفة سلفاً.

2.  عقد اليدين خلف الظهر تعني الاستسلام لأمر خارج نطاق السيطرة، في الوقت الذي يحمل الجسم همة أكبر وطموح أكبر (ويقول شيابينا يديّا مكتفات) معنوياً.

أما عقد اليدين أمام الجسم فهو وضع استعداد للحركة ورد فعل، وكبت انفعال، وتمعن في الشئ. في المدرسة عندما يكون التلميذ في هذا الوضع، فهذا يعني أنه منتبه وليس مشاغباً( شيطان). أما عند الكبار فهو وضع دال على التفرج دون المشاركة، وفي الحزن ترى أغلب المشيعين للجنائز يأخذون هذا الوضع. أو عندما يجاملك أحدهم ويظهر نفسه أنه يصغى لما تقوله أو ما تعرضه من فكرة. أو عندما تكون في معرض أو متحف وتريد أن تُظهر اهتمامك وفهمك العميق وإعجابك بأعمال أنت لا تفهمها، وليست داخلة ضمن دائرة اهتماماتك أصلاًً .

هذا يجرني الى البحث عن الأقنعة التي يرتديها الأنسان، فمنّا من له قناع واحد، ومنّا من لهُ ألف قناع.


هذا حديث آخر له شجون. 


أحمد إمبيص


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المواضيع الأكثر مشاهدة

بحث هذه المدونة الإلكترونية