التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أكاديمية الفنون الجميلة والتطبيقية



د. عياد هاشم

مدرسة الفنون والصنائع الإسلامية بطرابلس هي إحدى أول المدارس الفنية التي شكلت الأساس الذي انطلق منه فنانون ليبيا الرواد التشكيليون، فلقد تأسست هذه المدرسة التطبيقية في عام 1897م بمدينة طرابلس خلال أواخر العهد العثماني الثاني، وبدأت تخرج أفواج من الفنانين التطبيقيين من الذكور والإناث، والجدير بالذكر أن الفنون التطبيقية في بلادنا قد لاقت قبولا كبيرا لدى المتذوق الليبي ، ولقد توارثها هؤلاء الفنانون الليبيون عن أجدادهم العرب والمسلمين وخاصة التأثير الأندلسي الكبير عندما عادت كثير من الأسر العربية من الأندلس وانتشرت في شمال أفريقيا بعد خروج العرب منها والذي تكامل مع التأثير المحلي والأفريقي ومن المشرق العربي وقليل من التأثير الأوروبي من الشمال.

وكما نعرف أن معظم مدن الساحل بالذات كانت حلقة وصل خاصة مدينة طرابلس بين الشمال والجنوب وبين الشرق والغرب لقوافل التجارة وغيرها ولا ننسى التأثير التركي والقوة الحرفية المتنوعة، وبسبب الحروب الايطالية - التركية، وكذلك الحروب الايطالية - الليبية قبل وبعد الغزو الايطالي لليبيا عام 1911م فقد هاجرت عدد من الأسر الليبية المعروفة بأعمالها الحرفية الجميلة المتقنة إلي بعض الدول العربية إلي البلاد التونسية القريبة و المعروفين في ذلك الوقت.

مع أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وخلال العهد العثماني الثاني ظهر عدد من الفنانين العرب الليبيين كرواد لحركة الفن التشكيلي على مستوي الوطن العربي الكبير للفن التشكيلي الحديث فخرج كل من سامي عتيق ومحمد علي لاغة (1878-1947 ) م من طرابلس والملقب وقتها بالرسام الكبير الذي عمل مئات اللوحات الفنية والتخطيطية في ما بين ليبيا وتركيا وبعض الدول الأوربية.

أكثر من مائة عام على تأسيس هذه المدرسة العتيقة التي كما أوضحت أولي المدارس الفنية في الوطن العربي وربما على أفريقيا بالكامل للفن اليوم والتي اختصت في الجانب التطبيقي حيث كانت التصميمات الداخلية (الديكور) والنسيج والتجارة والنقش على المعادن والحدادة والزخرفة الإسلامية والرسم والخط والتزويق ورسم المنمنمات والتصوير الجدارى من اهتمامات هذه المدرسة ونشاطها المتميز والسؤال المطروح بالخط العريض :
ماذا قدمنا لهذه المدرسة؟
أو ما هي الأسس التي يجب أن نضعها لها حتى تتطور وتصبح كلية أو أكاديمية للفنون الجميلة والتطبيقية؟

وهذا اقتراح أتقدم به للجهات المسئولة في ليبيا الحرة اليوم بالخصوص.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهوية الطبيعية في المباني

م/ آمنه العجيلى تنتوش المقدمة تتوقف الراحة الفسيولوجية للإنسان على الثأتير الشامل لعدة عوامل ومنها العوامل المناخية مثل درجة الحرارة والرطوبة وحركة الهواء والإشعاع الشمسي . وللتهوية داخل المبنى أهمية كبيرة وتعتبر إحدى العناصر الرئيسية في المناخ ونق الانطلاق في تصميم المباني وارتباطها المباشر معها فالتهوية والتبريد الطبيعيين مهمان ودورهما كبير في تخفيف وطأة الحر ودرجات الحرارة الشديدة ، بل هما المخرج الرئيسي لأزمة الاستهلاك في الطاقة إلى حد كبير لأن أزمة الاستهلاك في الطاقة مردها التكييف الميكانيكي والاعتماد عليه كبير والذي نريده فراغات تتفاعل مع هذه المتغيرات المناخية أي نريد أن نلمس نسمة هواء الصيف العليلة تنساب في دورنا ومبانينا ونريد الاستفادة من الهواء وتحريكه داخل بيئتنا المشيدة لإزاحة التراكم الحراري وتعويضه بزخات من التيارات الهوائية المتحركة المنعشة . فكل شي طبيعي عادة جميل وتتقبله النفس وترتاح له فضلا عن مزاياه الوظيفية . وعلى المعماري كمبدأ منطقي عام البدء بتوفير الراحة طبيعياً ومعمارياً كلما أمكن ذلك ومن تم استكملها بالوسائل الصناعية لتحقيق أكبر قدر ممكن ...

بيوت الحضر: رؤ ية معاصرة للمسكن الطرابلسي التقليدي

تصميم وعرض/ جمال الهمالي اللافي في هذا العرض نقدم محاولة لا زالت قيد الدراسة، لثلاثة نماذج سكنية تستلهم من البيت الطرابلسي التقليدي قيمه الفكرية والاجتماعية والمعمارية والجمالية، والتي اعتمدت على مراعاة عدة اعتبارات اهتم بها البيت التقليدي وتميزت بها مدينة طرابلس القديمة شأنها في ذلك شأن كل المدن العربية والإسلامية التقليدية وهي: · الاعتبار المناخي. · الاعتبار الاجتماعي ( الخصوصية السمعية والبصرية/ الفصل بين الرجال والنساء). · اعتبارات الهوية الإسلامية والثقافة المحلية. أولا/ الاعتبار المناخي: تم مراعاة هذا الاعتبار من خلال إعادة صياغة لعلاقة الكتلة بمساحة الأرض المخصصة للبناء، بحيث تمتد هذه الكتلة على كامل المساحة بما فيها الشارع، والاعتماد على فكرة اتجاه المبنى إلى الداخل، وانفتاحه على الأفنية الداخلية، دون اعتبار لفكرة الردود التي تفرضها قوانين المباني المعتمدة كشرط من شروط البناء( التي تتنافى شروطها مع عوامل المناخ السائد في منطقتنا ). وتعتبر فكرة الكتل المتلاصقة معالجة مناخية تقليدية، أصبح الساكن أحوج إليها من ذي قبل بعد الاستغناء عن البنا...

المعلم/ علي سعيد قانة

موسوعة الفن التشكيلي في ليبيا 1936- 2006 جمال الهمالي اللافي الفنان التشكيلي" علي سعيد قانة " هو أبرز الفنانين التشكيليين الذين عرفتهم الساحة التشكيلية في ليبيا... انخرط في هذا المجال منذ نحو أربعة عقود. ولد بمدينة طرابلس الموافق 6/6/1936 ف ترعرع في منطقة سيدي سالم (باب البحر) بمدينة طرابلس القديمة.والتحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما- إيطاليا سنة 1957 وتخصص في مجال النحت بمدرسة سان جاكومو للفنون الزخرفية، كما حرص خلال وجوده في روما على دعم قدراته الفنية من خلال دورات تخصصية في مجال الرسم الحر والطباعة والسباكة وبرز في هذه المجالات جميعا.• التحق عند عودته إلى ارض الوطن بمعهد للمعلمين ( ابن منظور ) للتدريس سنة 1964ف• انتقل للتدريس بكلية التربية جامعة الفاتح سنة1973 ف• انضم إلى كلية الهندسة/ جامعة الفاتح بقسم العمارة والتخطيط العمراني سنة 1974- وتولى تدريس أسس التصميم و الرسم الحر لغاية تقاعده سنة 2001 ف• عمل مستشارا للشئون الفنية بمشروع تنظيم وإدارة المدينة القديمة. مساهماته الفنية/ اقتنى متحف مدينة باري للفنون بإيطاليا لوحتين من أعماله الفني...