الأربعاء، سبتمبر 18، 2019

الذاكرة التشكيلية







ناصر المقرحي


شهدت الساحة الفنية السنوات الأخيرة رحيل أربع فنانين تشكيليين ليبيين وهم على التوالي الفنان يوسف معتوق الذي ظلت ريشته تنوس ما بين الرمزية والأنطباعية والواقعية والمحاولات التجريدية بحماس قل نظيره وغزارة في الإنتاج ومشاركات لا تتوقف داخل الوطن وخارجه.

والفنان الطاهر المغربي صاحب التجربة التي تميل إلى الفطرية بألوانها الاولية – من الأنبوب إلى السطح مباشرة – وخطوطها التحديدية الواضحة واتساع مساحة لوحاته وتناوله للحياة الأجتماعية والزوجية في أبسط صورها لنحصل في نهاية المطاف على لوحة مشبعة بالدفء والحب والمودة، خاصة مع تلك اللوحات التي تحاول أن تقبض على معنى التنزه أو ( الزردة ) باللهجة العامية، إذ لا ينفك الفنان يصور أفراد العائلة في نزهتهم الربيعية في أماكن طبيعية مختلفة في جو من المحبة والأُلفة والهدوء.

ثالث هؤلاء الراحلين هو الفنان خالد حمد بن سلمه صاحب الأسلوب الواقعي السلس بلوحاته متنوعة المواضيع والتأثيث بما فيها احتفاءه بالطفولة.

رابع الفنانين هو عمران بشنة الذي يختلف عن الفنانين الآخرين بأنه صاحب قلم تم تسخيره للنقد التشكيلي بجميع أنواعه إذ كتب عن الكثير من الفنانين وأضاء بكلماته الجادة والمسئولة تجاربهم الفنية في محاولة منه لإثراء المشهد التشكيلي ليس محليا فقط بل على مستوى الوطن العربي، إذ كتب عن فنانين من جل أقطاره تقريباً.

هذا عن كتاباته وتنظيراته التي تعكس حبه للفن وانشغاله الدائم بتفاصيله، أما عن ممارساته الفنية فقد اتخذت تجربته أبعاداً عدة وسارت بالتوازي في مسارات شتى، ذلك أن الفنان رسم إلى جانب الطبيعة والطبيعة الصامتة البورتريهات واللوحات التي تصور التراث الليبي الأصيل والحياة اليومية البسيطة خاصة تلك التي عرفها الفنان صغيراً ببدايات عمره وتفتح وعيه، بدافع من الحنين والأشتياق إلى تلك الأيام المليء بالمحبة والتآلف الأجتماعي والأنسجام الأسري، رسمها الفنان، إلى جانب كل هذا الفضاء الذي طرقه الفنان بريشته التي لا تكاد تجف لتتالي لوحاته وتدفقها بغزارة، رسم الفنان بتعبيرية عالية لوحات تجريدية ورمزية، ولم يكتفي بذلك إذ اتجه إلى إنجاز أعمال شبه تكعيبية تعتمد الخطوط المستقيمة والزوايا الحادة، هذا ناهيك عن لوحات الكولاج في خطوة تنحو في اتجاه التجريب سيراً وراء التوق والتطلع واستماعاً لذلك الصوت الذي يسكن روح الفنان والداعي إلى خلق معالجات جديدة وطرق أداء مبتكرة كل مرة وكأن الفنان كان يعي بأن تطوير الفن وخلق أسئلة تجدده هو أحد أهم أهداف التشكيل عامة إلى جانب أهدافه الأخرى.

ولا شك في أن رحيل هؤلاء المبدعين يشكل خسارة كبيرة للمشهد التشكيلي الذي يعاني من الركود والأرتباك، سيما وأن الفنانون الراحلون وبغض النظر عن اختلاف أساليبهم ورؤاهم يجمعهم معاً ويضعهم في خط واحد حبهم الشديد للفن بل عشقهم الكبير له وانحيازهم التام أو تعصبهم لعوالمه ودفاعهم عنه ومحاولاتهم المستميتة لإحياءه وتوعية الناس والمجتمع بضرورته، من خلال إنتاجهم الغزير أولا ثم من خلال مشاركاتهم المتتالية في المعارض في كل مناطق ليبيا وخارجها وتشجيعهم للمواهب الجديدة وسعيهم الدؤوب لمتابعة المعارض والورش والملتقيات الفنية.

والملاحظ في أمر هؤلاء الفنانين أنهم انتقلوا إلى رحمة الله تعالى وهم في أوج عطاءهم وفي ذروة حيويتهم وعنفوان تجربتهم الفنية، ولهذا السبب تعتبر الخسارة مضاعفة والفقد كبير، وتظل الحسابات المفتوحة على الفيس بوك لثلاثة منهم تذكر بأنهم مروا من هنا غير أن مرورهم لم يكن كأي مرور بطبيعة الحال بالنظر إلى ما تركوه من سير مضمخة بالعطاء وإبداعات تقاوم الزمن.

وهنا نستثمر الفرصة لنذكر بإبداعات هؤلاء الفنانين ونستحضر بعضا من مآثرهم الفنية ومجهوداتهم لخدمة بلادهم بواسطة هذا الإبداع، إذ لا يمكن أن نعتبر ما أنجزوه وتركوه خلفهم من أعمال إرثاً شخصياً بل هو إرث جماعي يخص ليبيا والإنسانية ككل وهذ يرتب على الورثة ومؤسسات الدولة المختصة مسئولية الحفاظ عليه وصونه وإتاحته للمتلقين من خلال المعارض والمتاحف.

هذه إذن مجموعة لوحات للفنانين نرفقها بهذا المقال حتى تتضح الأفكار المطروحة فيه ولا ننسى في الختام أن نستمطر شآبيب الرحمة على أرواح الفنانين وندعو الله أن يشملهم بواسع عفوه وغفرانه.


المصدر: صفحة بلد الطيوب على موقع الفيسبوك

الجمعة، مارس 08، 2019

طغيان المرافق السياحية



لا تهتم الدولة (في العالم العربي عموما) بالتخطيط السليم والمدروس. وبالعمارة الجميلة التي تهتم بالهوية المعمارية المحلية. وبتنسيق الحدائق ونظافة الطرق. وبالبنية التحتية. وبالخدمات الراقية والمعاملة الحسنة للمقيمين بها، إلاّ في المرافق السياحية، هناك فقط يجد المواطن أنه يعيش الحياة التي يحلم بها كل يوم ولا يجدها في غير هذه الأماكن في وطنه.
.
.
.

هناك فقط يجد بعضاً من كرامته المهدورة في مدن العشوائيات، التي يلف شوارعها قبح المباني وفوضى التخطيط وقصور في البنى التحتية والمرافق الخدمية. 

الخميس، ديسمبر 27، 2018

متابعات





بمحاضرة الأمس الاربعاء الموافق 27 ديسمبر 2018 ، التي ألقاها الأستاذ/ يوسف خليل الخوجة، بدار حسن الفقيه حسن للفنون بمدينة طرابلس القديمة، تعلن الجمعية الليبية لإحياء التراث الثقافي عن انتهاء الموسم الأول لبرنامج المحاضرات للعام 2018، بحمد الله سبحانه وتعالى وتوفيقه. ويسعد مجلس إدارة الجمعية أن يتقدم بالشكر والعرفان لكل من:

·   جهاز إدارة المدينة القديمة بإطرابلس، ممثلا في الأستاذ محمود النعاس رئيس اللجنة الإدارية للجهاز، والأستاذ يوسف الخوجة عضو اللجنة الإدارية للجهاز، على استضافتهم الكريمة لهذا البرنامج بدار حسن الفقيه حسن للفنون.

·   الأخت الكريمة فوزية عريبي مديرة دار حسن الفقيه حسن للفنون والأخوة الأفاضل رجب وأحمد وميلود على حسن ضيافتهم ومساهمتهم في تسهيل ترتيبات برنامج المحاضرات بكل تفاني وإخلاص.

·        جميع الأستاذة الأفاضل الذين أسهموا في هذا البرنامج بمحاضراتهم القيمة وهم:

§        المهندس/ سيف الدين الحسناوي.

§        المهندس/ عبدالمطلب ابوسالم.

§        المهندس/ أحمد الترهوني.

§        الأستاذ/ محمد الخروبي.

§        الدكتورة/ أروى المسعودي.

§        الأستاذ/ يوسف الخوجة.

·        الأستاذ، مختار دريرة على حسن إدارته لهذا البرنامج وإثرائه لكل محاضرة بمقدمة مختصرة وقيمة عن موضوعها.

·   والشكر الجزيل لمؤسسة إرادة للأعمال الخيرية، ممثلة في المدير التنفيذي للمؤسسة الأخت الفاضلة إيمان الشابع، والأستاذ عادل السني، على رعايتهم لهذا البرنامج والتغطية الإعلامية لمناشطه.

·   والشكر موصول للصحافية المتألقة أحلام الكميشي على المتابعة الإعلامية لهذا البرنامج ولكل من وقف معها وساهم في هذه التغطية من مواقع ومحطات فضائية.

·        جميع المحطات الفضائية الليبية التي كان لها حضورا طيبا في التغطية الإعلامية لهذا البرنامج.


مع فائق التقدير والاحترام لكل الحضور الكريم الذي توج هذا النشاط بوجوده وإثرائه لكل المحاضرات بالتعقيبات وطرح التساؤلات.

وستنطلق بعون الله وتوفيقه فعاليات الموسم الثاني لبرنامج المحاضرات للعام 2019 في موسم الربيع القادم، بدار حسن الفقيه حسن للفنون.

الجمعة، نوفمبر 09، 2018

إشكالية البيت الليبي المعاصر



جمال اللافي

لن اتحدث في هذا المنشور عن الهوية المعمارية للبيت الليبي المعاصر ولا على مواد البناء والتشطيب ولا على المعالجات البيئية، فهذه المواضيع تأتي لاحقا. بل سأتحدث عن ما هو أهم منها. وهو ماهية هذا البيت الفراغية من وجهة نظر المتخصص (المعماري/ المصمم الداخلي) من جهة والمجتمع الليبي من جهة أخرى.

حتى هذه اللحظة لا نفقه كمختصين في مجال العمران ولا كمجتمع حقيقة ما نحتاجه فعلا وما لا نحتاجه في بيوتنا المعاصرة، ما يفترض أن يكون عليه وما لا يفترض. فبعضها يفرض علينا عندما نضطر لشراء بيت جاهز. والبعض الآخر نصممه باختيارنا وبقرار صادر عنا دون إكراه، ولكننا لا نعي حاجاتنا الحقيقة منه ولا الغاية من وضع أساساته ورفع أركانه. ولا نمتلك رؤية واضحة لماهيته كفراغ وكتلة.

لهذا وجب علينا أن نطرح بعضا من التساؤلات الضرورية حول ماهية البيت الليبي المعاصر (ملامحه العامة ومواصفته ومعاييره) فربما تقودنا بعض الإجابات للخروج برؤية عامة يتفق حولها المجتمع ويعمل على أساساتها المصمم المعماري ومخطط المدن، فنعيد بذلك بعضا من كياننا الاسري والاجتماعي المهتري:
ما هي الفراغات (الحجرات) الضرورية التي لا غنى للأسرة الليبية عنها في البيت حتى تتحقق أسباب الراحة فيه؟
1.       ما هي المساحات الضرورية واللازمة لهذه الفراغات التي تتناسب وحجم الأسرة الليبية ومتطلباتها الحياتية اليومية؟
2.  ما هو التوزيع الأمثل لهذه الفراغات حسب التراتبية من المدخل وحتى نهاية البيت، حتى تؤدي هذه الفراغات وظيفتها على الوجه الأكمل؟
3.   ما هي عناصر التأثيث الملائمة لاحتياجات الأسرة الليبية، وهل هي متوفرة محليا أم لا، وهل تصنع في الورش المحلية وفق الطلب أم تستورد من الخارج؟
4.    وهل تستوجب منا الظروف الاقتصادية والأمنية الراهنة إعادة التفكير في إعادة الاعتبار لبيت العائلة أم لا؟
5.     ما هي مواد البناء والتشطيب والمعالجات البيئية الأنسب له؟

وهذا يقودنا إلى طرح هذين السؤالين بعد الإجابة عن كل التساؤلات السابقة:
1.   هل البيت المثالي للأسرة الليبية هو البيت المكون من دور أرضي فقط، أم هو البيت المكون من دورين، أم هو المجمع السكني لعائلة ممتدة، أو أنه لا فرق بينها جميعا والأمر متروك لمتطلبات الساكن؟
2.  ما هي المساحة الأمثل والتي لا غنى عنها لقطعة الأرض بحيث لا تزيد ولا تنقص، التي يمكن من خلالها توفير المسكن الملائم للأسرة الليبية المعاصرة (في حالة كان المسكن مكون من دور أرضي، وفي حالة كان المسكن مكون من دورين)؟


هذا الطرح هو مقدمة لورشة عمل ستنظمها بعون الله وتوفيقه الجمعية الليبية إحياء التراث الثقافي في الفترة القادمة. وأي تساؤلات أو أفكار تطرح على هذا المنشور سيكون لها التأثير الكبير في محاور ورشة العمل.

السبت، نوفمبر 03، 2018

معارض تشكيلية


تتشرف مؤسسة دواية للفنون بدعوتكم لحضور معرضها الثالث لفن الحروفيات، بمشاركة محلية وعربية ضمن مشروع Breaking The Ice وذلك يوم السبت 10 نوفمبر 2018. على تمام الساعة 04:30 بدار حسن الفقيه للفنون، طرابلس.

الفنانون المشاركون في معرض دواية لفن الحروفيات:
·          أحمـد البـارودي
·          أشــرف سويسي
·          تقوى أبوبرنوسة
·          رضـوان الزنــاتي
·          عدنـان معيتــيق
·          عمــــر الجمـــني
·          محمد بن الأمين
·          محمد الخــروبي

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...