أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الاثنين، يوليو 02، 2012

مدينة غدامس





منظر عام لمدينة غدامس

المهندس/  خالد مصطفي افتيته


مقدمة/
تتميز مدينة غدامس بخصائص المدن الصحراوية بشكل عام .وهي تقع على الحافة الغربية للحماده الحمراء على ارتفاع 360 متر فوق سطح البحر .وهي اقصى مدن الواحات الليبية تطرفا ناحية الغرب و اقصاها أيضاً في اتجاه الشمال وتلتقي عندها حدود ليبيا والجزائر وتونس, ولقربها النسبي من مدن الجبل الغربي والمراكز الحضرية الساحلية الغربية وحجم سكانها الذى وصل إلى حوالى 7750 نسمة سنة 1988 م. فهي تعتبر من الواحات الرئيسية ومركز حضري مهم في الجزء الشمالي الغربي من ليبيا.

موقع مدينة غدامس

تدل الآثار الموجودة بالواحة على تعاقب الحضارات على الموقع الحالي للمدينة فترة ما قبل التاريخ (الجرمنتي) مروراً بالعهد الروماني وحتى فترة العصور الوسطى عندما ضمت الواحة مثل بقية مدن شمال أفريقيا إلى الدولة الإسلامية في منتصف القرن السابع الميلادي. وبعد وقوعها لفترة من الزمن ضمن نفوذ الدولة العثمانية, مرت بها تجربة الاستعمار الأوروبي الحديث (الايطالي والفرنسي) الذى استمر حتى منتصف القرن الحالي.

مدينة غدامس القديمة من الأمثلة القليلة الباقية في ليبيا التي تعتبر نموذجاً للمدينة الإسلامية التقليدية والتي قاومت الزمن محتفظة بطابعها الأصيل المستمد من التراث العربي الإسلامي الذى يظهر في شكلها العام المتميز بالتماسك ووحدة الأجزاء, كما يظهر في تكويناتها المكانية الداخلية. فالمدينة بأكملها محاطة بسور تتخلله عدة بوابات ومقسمة إلى دورين لكل منهما وظيفة محددة. فقد شبهها البعض بمنزل وأحد كبير تتخلله في جزئه الأرضي الشوارع الضيقة المسقوفة التي هي شبيهة بالأنّفاق.

تنقسم مدينة غدامس القديمة اجتماعياً ومكانياً إلى عشيرتين رئيسيتين هما ( بنو وليد ) و (وبنو وازت)، تقيم كل منهما في محلة منفصلة وتتفرع كل عشيرة إلى مجموعة من القبائل تتوزع على عدد مماثل من الشوارع أو الأحياء السكنية التي تسمى بأسماء القبائل التي تسكنها وتتوزع المساجد في هذه الأحياء السكنية مع وجود المسجد الجامع ( المسجد العتيق ) والسوق والساحة الفضاء المحلقة بهما في موقع متوسط هو بمثابة نواة المدينة أو مركزها الذى تتفرع منه الشوارع والطرق الملتوية, كما يشكل أيضاً الحد الفاصل بين أحياء العشيرتين الرئيسيتين .
تقسيم مدينة غدامس بين قبائلها

وإذا كانت مصر هبة النيل كما يقال, فمما لاشك فيه أيضاً أنّ غدامس هي هبة العين التي باتت تعرف باسم (عين الفرس), فقيام نواة المركز العمراني الذى قامت حولة مدينة غدامس الأثرية, ما كان له أن يرى النور لولا ذلك النبع الذى نشأ لسبب جيولوجي. ربما ارتكز اساساً حول توفر نقطة ضعف أو شرخ في الطبقة الكريتاسية, والتي تعلو سطح منسوب الماء الجوفي, الذى ثبت أنّه لا يتوفر بوفرة إلاّ على عمق كبير من مستوى الطبقات الحاوية للمياه السطحية في العديد من الأراضي الليبية.
عين الفرس


تخطيط مدينة غدامس/
1-    المركز:
مخطط مدينة غدامس
يظهر جليّاً التكوين العضوي في مدينة غدامس وبشكل قوي. وقوة سيطرة ووضوح المركز والمتمثل في الساحة( ساحة السوق العام) أو ما تعرف باسم ( ميدان القادوس) ويقع هذا المركز في قلب الهيكل العام للمدينة وهو عبارة عن ساحة كبيرة نسبيّاً مقارنة ببقية الساحات, وهي أي الساحة غير مسقوفة وعندها تلتقي الشوارع الرئيسية للمدينة, فهي تعتبر المركز التجاري الرئيسي الذى يخدم المدينة بمجموعها, وموقعها في قلب المدينة زاد من اهميتها, وهذه الساحة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجوامع والمجالس, فهي شمالاً مرتبطة بساحة جلوس للشيوخ وهي بمثابة الجيب لهذه الساحة العامة, ومن الركن الشمالي الغربي يوجد مباني سكنية يفصل بينها وبين شارع ( امزى), ومن الجهة الغربية يوجد جامع يونس الذى يتميز بمأذنته العالية نسبيّاً والتي تعتبر أعلى بناء بالمدينة و نقطة مميزة ومن الجهة الشرقية يوجد الجامع العتيق وهو أقدم بناء بالمدينة مما يدل على أنّ المدينة قد انطلقت في توسعها من هذه النقطة, ومن الجنوب الشرقي تلتحم بمبان سكنية, أمّا الجنوب فهناك أيضاً مجمع أو ساحة ملحقة بالساحة العامة ومفتوحة أيضاً وهي امتداد للشارع الرئيسي وهي للجلوس ومنها يتفرع شارع فرعى يسمى ( فم الجامع ) والشارع الرئيسي يتجه شمالاً و جنوباً ويربط كل المدينة ومنه يتفرع بقية الشوارع الفرعية.

وساحة السوق تأخذ شكلاً مستطيلاً بامتداد الشارع و أبعادها 14م ×12م تقريباً على المحور. وقد ارتبطت ساحة السوق ارتباطاً قوياً بالعنصر الديني وهو الجامع, فالسوق و الجامع مرتبطان جدا تماماً كأي مدينة إسلامية, كما أنّ المأذنة تظهر وكأنها تعانق السماء وهذا يظهر البعد الروحي و العمق الفلسفي وراء التخطيط. كما أنّ هذه الساحة وبوجودها في هذا الوضع بالذات قد جاء تحت تأثير وجود منبع الماء الرئيسي وهو عين الفرس فهي تقع غرب الساحة بأمتار, كما أنّ هذه الساحة تتميز بوجود القادوس الذى منه استمدت اسمها. والقادوس مقياس أو ساعة مائية بها يتم تقسيم و توزيع المياه على المساهمين. وهو عبارة عن بناء قبوي صغير يقع تحت جامع يونس مباشرة وهو تجويف تمر تحته المياه ومنه تتفرع على السواقي وهي خمسة سواقي لسقاية المزارع و شرب السكان و الدواب و الغسيل ولكل من هذه مكان مخصص حسب الأهمية لشرب الإنسان أولا ثم الحيوان ثم السقاية والغسيل، بترتيب منظم و مراعى فيه النظافة .
ساحة السوق
2-    الشوارع المغطاة /
شوارع مدينة غدامس عبارة فراغات مسقوفة تشكل ممرات ضيقة تتسع أحياناً, فعرضها يتراوح ما بين 1.5 إلى 3 متر وهذا يعتمد على موقع الشارع ونوعيته وهي تتميز بتعرجاتها وتكسراتها الشديدة في بعض الأمّاكن, وهذه التعرجات لاعتبارات التهوية لتتحول الرياح الشديدة إلى  نسمة مرغوبة . وبسقف الشارع توجد فتحات للتهوية والإضاءة بعد كل مسافة متقطعة تصل إلى 15 متر بين الفتحة والأخرى , وعلى حافة الشارع توجد مباني، التي يشكل امتدادها فوق الشارع عنصر التغطية, وامتداد الشارع يتخلله مجموعة من المجالس والساحات المفتوحة والمغطاة. ومن هنا يمكن لنا أنّ نصنف الشوارع إلى:



·        الشارع الرئيسي/ وهو الوحيد ويتجه شمالاً و جنوباً ليربط أجزاء المدينة ببعضها. وتعتبر ساحة السوق نقطة الانطلاق ليتجه منها جنوباً ليرتبط بمحلة وازيت. وينتهي بباب النادر وشارع حودة. ويتجه شمالاً ويربطها بمحلة وليد وينتهي عندها بتفرعين الشمال الشرقي و ينتهي أيضاً بتفرعين هما شارع تعدوين وشارع أندعلاد. والشمال الغربي الذى ينتهي بزنقة حودة.
·        الشوارع المغذية/ وهي تتفرع من الشارع الرئيسي بشكل غير منتظم.
·        الشوارع الموصلة/ وهي تتفرع من الشوارع المغذية لتخدم مجموعة من المنازل يصل عددها من 3 إلى 9 منازل, وهي مسدودة النهايات وهذا ما يعطيها الخصوصية .

الانطلاق النجمي لمحاور الشوارع:
يتكون الشارع الرئيسي من أربع محاور رئيسية هي/
·        المحور الأول، يبدأ من باب النادر وينتهي بباب جرسان ويأخذ اتجاه من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي.
·        المحور الثاني، ويبدأ بباب جرسان لينتهي عند المركز ويأخذ اتجاه من الجنوب إلى الشمال.
·        المحور الثالث، ويبدأ من المركز لينتهي بزنقة( حودة ) ويأخذ اتجاه من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي.
·        المحور الرابع، ويبدأ من المركز لينتهي بشارع( أندعلاد ) ويأخذ اتجاه من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي.

مميزات الشوارع:
تتميز شوارع غدامس بوجود الجلسات على طول الطريق
هذا وتتفرع الشوارع الفرعية من محاور الشارع الرئيسي وتأخذ في التعريج والالتواء بعد نقطة التفرع بمسافة قصيرة وهي غالباً تنتهي ببوابة داخلية, كذلك هي الشوارع الموصلة إلاّ أنّ قصر المسافة ما بين بدايتها و نهايتها المسدودة لا تسمح عادة بتعرجها أو انكسارها وبهذا حافظت على أشكالها القائمة والمتعامدة على محورها .وقد اثرت أشكال التفرعات وكيفيتها على توزيع الكتل البنائية وأشكالها واحجامها.

كما تتميز الشوارع بوجود جلسات على طول الطريق، بها قاعدة ثابتة من الحجر للاستراحة أثناء المسير وهي مناسبة جداً لكبار السن الذين لا يستطيعون مواصلة السير دفعة وأحدة. الميزة الأخرى وهي نتيجة للتأثير الديني وانعكاسه على أسلوب التخطيط هو تخصيص شوارع وممرات خاصة بالنساء فوق أسطح المنازل حتى يمنع الاختلاط بين الرجال و النساء ولا تنزل المرأة للشوارع الأرضية إلاّ في أوقات محددة من النهار. ولكن يمكن للنساء الاتصال ببعضهن البعض من جميع الأطراف عن طريق هذه الممرات وعلى أسطح المنازل التي تلعب دور الساحة أو المجلس.
ومن هنا نجد أنّ الشوارع قد خصصت للمشاة فقط ولم يكن للمركبة (السيارة) أي نصيب فيها وذلك لاعتمادهم على الأقدام و الدواب كوسائل نقل.



الطرق المستخدمة في ربط الكتل البنائية/
عندما ترى هيكل المدينة بوجه عام ومن منظور علوي تجده في مجمله جسماً وأحداً مترابط الأجزاء لا تعرف له إلاّ الحدود الخارجية فالكتل البنائية المكونة له غير واضحة الحدود وذلك بسبب تغطية الشوارع. كما أنّ المباني فيما بينها قد تداخلت و تشابكت بشكل معقد وغير منتظم وهذه الكتل قد تلاحمت مع بعضها على مستويين, مستوى أرضي ومستوى علوي, فالمستوى الأرضي عن طريق التلاصق المباشر والتسلسل على طول ممرات الشارع أمّا المستوى العلوي فعن طريق تغطية الشوارع لأنّ هذه الشوارع مغطاه بفعل المباني التي بنيت فوقها مباشرة.


المصاطب و الجلسات:
وهي توجد بكل شارع تقريباً علاوة على وجودها بالمجلس والساحات ويكون موقعها قريباً من فتحة سماوية لأجل الإضاءة ولكن هذه المصاطب لا توجد بالشوارع الموصلة وذلك لضيقها كذلك قصر مسافة الشارع كذلك عامل الخصوصية للمنازل .
وهي أي المصاطب أجسام حجرية ثابتة يتراوح ارتفاعها ما بين 30 إلى 40 سم أمّا عرضها فقد يستمر عدة أمتار, والمحدد الأساسي لأبعاد المصطبة هو سن مستخدميها


تسلسل فراغات الساحة العامة:
الساحات بالمدينة عبارة عن فراغات مفتوحة بها جلسات من الأحجار بالإضافة لوجود حجرة تعرف بحجرة الأعيان كما أنّها تحوى العديد من المحلات التجارية وهي موجودة بكل شارع وتؤدى دور السوق كما أنّها تستخدم في المناسبات والأفراح لأبناء الشارع ألواحد أمّا الساحة العامة فهي تخص كل المدينة ومثال ذلك ساحة السوق وساحة الألعاب وساحة غاسوف وساحة تيلوان. أمّا المجالس الخاصة فهي في كل شارع وغالبا ما تكون مسقوفة, وهي منظمة حيث لكل فئة من الكهول والشيوخ والشباب والاطفال مجلسها الخاص بها. حيث نجد أنّ الجامع هو المتحكم في عملية التوزيع، حيث تكون مجالس الشيوخ هي الأقرب للجامع ثم الشباب ثم الاطفال.

  
التوجيه وعلامات التمييز:
إنّ ما يزيد في حيوية وقوة ظهور الفراغ هو وجود الأبواب الداخلية التي تقسم الشارع الطويل إلى فراغات عديدة, كذلك بتكرار الأبواب القوسية والمترادفة خلف بعضها البعض كذلك عن طريق الفتحات السماوية التي تعطى بقعة مضيئة. ومن نقاط التمييز وجود علامات التنبيه مثل خروج كتلة بنائية محيطة بالشارع على النظام الخطي و المنتظم وبروزها في الشارع قبل أن يتغير مساره, كذلك الدرجات التي تظهر كمدرج في ساحات الشوارع.    





3- الأسوار و البوابات/
كانت مدينة غدامس في السابق محاطة بسور من جميع الجهات بما في ذلك المزارع المتاخمة للمدينة ويبلغ طول هذا السور 6 كيلو مترات وهو يأخذ شكل دائري وقد أزيل هذا السور مع مرور الزمن ولم يبقى منه إلاّ بعض الآثار التي منها ما يحيط بجزء من شارع أولاد دليل من باب جرسان إلى باب النادر, وقد أزيل جزء كبير من هذا السور في أواخر عهد الاستعمار الايطالي .

وعلاوة على الأبواب الرئيسية الخارجية هناك أبواب أخرى كأبواب ثانوية داخلية وهي غالباً ما تقع عند بدايات ونهايات الشوارع الفرعية و الرئيسية ومنها باب البرج و باب أندعلاد وغيرها كثير.
   
4- البيت الغدامسي/
يعتبر البيت الغدامسي أحد النماذج النادرة التي عمرت منذ القرن الخامس عشر ورغم التطور العام فأنّ هذا النموذج من الطرز المعمارية التي لم تتأثر بما يجرى حولها من تغيير وتحديث. 
















المظهر الخارجي/
يتراوح ارتفاع المنزل من 10 إلى 13 متر. وتطلى الجدران الخارجية بالون الابيض, أما المنطقة العلوية من الجدار فتغطى بالجبس ثم تبيّض وتشكّل بالأشكال المثلثة, للمنزل الغدامسي عدد قليل من الفتحات يتراوح من 2 إلى3 لكل واجهة على الأكثر .
ثانياً، فراغات البيت/
( مغلقة ): وهي متمثلة في فراغ الحجرات الداخلية و الممرات والمطبخ .
( مفتوحة ): وهي متمثلة في فراغ السطح الذى لا تقل ارتفاعات جدرانه عن المترين وكذلك حجرة الشرفة و ممرات النساء.

عناصر الإنشاء/
الحوائط: المادة الاساسية لبناء الحوائط هي الطوب ويعتبر سمك الحائط ومادته عند البناء وحسب الارتفاع فعند سطح الارض يكون بسمك 75 سم وبعد ارتفاع 3 متر يتم تغيير الطوب ليصبح سمكه 60 سم ومن 5 إلى 6 أمتار يصبح سمكه 50 سم فقط .

السقف: يصنع من أخشاب النخيل والجريد عدا بعض الأسطح البسيطة التي يصنعونها بالأحجار الجيرية الخفيفة والجبس .

الأبواب: عادة تصنّع من خشب النخيل ( السنور ) ويرص على هيئة ألواح متتالية ومثبتة على ألواح من الخشب المحلي وتكون جميعها مربوطة بواسطة الحبال.
مدخل أحد البيوت الغدامسية المصنوع من السنور

الشبابيك: عبارة عن فتحات صغيرة ومرتفعة في الجدار, وتأخذ عدة أشكال منها ما هو مستطيل أو مربع ومنها ما هو مثلث.

الطاقات: وهي عبارة عن فتحة داخلية في الحائط غير نافذة ولكنها مستخلصة من الحائط ولها عدة استعمالات كوضع وسائل الإضاءة فيها أو جرار الماء أو المباخر وغيرها.



الأثاث:
يتميز الأثاث بالبساطة والأناقة وكثيرة الزخارف وهو عبارة عن( البساط الغدامسي – الوسائد – الحصير).


الزينة و الزخارف الداخلية:
الزينة عبارة عن رسومات نباتية أو هندسة كذلك تأخذ أشكال كتابات دينية وغيرها كما يتم استخدام الأواني النحاسية والأعمال الجبسية، امّا المرايات التي تستخدم بكثرة فهي لها عدة وظائف بالإضافة لكونها عنصر زينة فهي تعكس الضوء الساقط عليها من فتحة السقف وتنشره في الفراغ الداخلي ليكون أكثر إضاءة.



    
مواد البناء/
تبنى المباني في غدامس من مواد أغلبها متوفرة محليا ومن نفس البيئة  وأهمها:
·        الحجارة: تستخدم بقلة في البناء حيث استخدمت في القواعد أو في المنطقة السفلى من الجدران حتى ارتفاع متر ونصف.
·        الطوب الطيني: وهو الذى يستخدم في بناء الجدران و التقسيمات والسلالم والاقبية.
الطوب الطيني
·        الجبس: ويستخدم في الأرضيات وفي الجدران وكذلك في بناء القباب .
·        الجير: يستخدم في تبييض الجدران.
·        النخيل: وتستخدم جذوعه في السقف كما تستخدم في لوحات الأبواب والخزائن الحائطية, كما يستخدم الجريد في الأرضيات وبعض الأبواب, أمّا سعف النخيل فيستخدم وحده لمنع تسرب الجبس إلى الطابق الأسفل.
مواد البناء المستخدمة في مدينة غدامس
5- الجوامع و المساجد/
بمدينة غدامس القديمة أكثر من سبع جوامع رئيسية هي( العتيق / يونس / عمران الفقيه / تندرين / أولاد بليل / السنوسية / الظهرة) بالإضافة إلى جامع عقبة الذى يعتبر شبة مهجور, وجميع المباني بنيت بنفس المواد و بنفس الطريقة التي بنى بها البيت.

                   
6- الزوايا/
يوجد بمدينة غدامس ثلاث زوايا كبيرة للشيخ عبد القادر الجيلاني وزاويتان للشيخ محمد بن عيسى وزاوية للشيخ مولاي الطيب وأخرى للشيخ المدني وثانية للشيخ عبد السلام الأسمر وأخرى للشيخ محمد السنوسي رحمهم الله جميعهم , وكانوا يتلون القرأنّ ويقيمون الشعائر الدينية والزاوية عبارة عن حجرة أو صالة قد يوجد بها قبة ولكن ليس لها صومعة أو مأذنة كما للمسجد، فهي مجرد فراغ مغروس .
 
ملامح غدامسية/
يقول ( بشير قاسم يوشع ) في كتاب "غدامس … ملامح وصور: " أنّ الذى اختار موقع غدامس و أنشأ فيه المدينة الخالدة، لا يعدو أنّ يكون أحد رجلين إمّا مهندساً بارعاً و مفكراً ناضجاً, أو رجلاً صالحاً ألهمه الله سبحانه وتعالى الصواب ليسكن بهذه الارض الخصبة الآمنة من العوارض الطبيعية الشديدة" .


7- عين الفرس/
ألمحنا إلى أنّ عين الفرس هي سبب إنشاء مدينة غدامس, وقد أوردنا أسطورة تكوينها, وهذا ليس بغريب فإنّ هذه العين الأثرية القديمة لا تذكر غدامس إلاّ وذكرت معها بحيث ظل اسمها مقترناً باسم البلد مدى الدوام .

سواقي عين الفرس:
فيما مضى كان لها خمس سواقي ( مصارف ) وهي( تصكو, تاروط، أو تبلروط، تنقبشين، تندفران، تنجناون) .هذه السواقي الخمس لم يبق منها الآن سوى( تصكو ) وقبل فترة قريبة من القرن الماضي كانت( تاروط و تنقبيشين) تجريان, وتصكو هي الأقوى ثم تاروط  فتنقبيشين , أمّا تندفران و تنجناون فقد انخفضت عنها المياه منذ زمن بعيد. إنّ العين تقلصت وهي لا تزال تتقلص بمر الأيام.

طريقة ضبط حسابات عين الفرس:
كان الأوائل يضبطون حسابات مياه عين الفرس بواسطة القادوس, وهو سطل متوسط الحجم في وسطة ثقبة صغيرة, ويقيسونه بعد ثلاثمائة عدة يتنفس العاد بعد عشر عدّات, وإذا لم يفرغ السطل في العدة الأخيرة يزيدون توسيع الثقب شيئا قليلا, وهكذا حتى تكون الثقبة على الوضع الذى يريدونه. ولديهم قياس آخر لصحة هذا القياس وهو أن يملا السطل ويفرّغ عشرين مرة في الساعة الواحدة. والقادوس هو طريقة قديمة لحساب توزيع المياه, وقد ذكرها الأب لويس معلوف في المنجد. ومكانه بسوق غدامس القديم ( ميدان الحرية ) الآن وهو يقع بجانب حائط جامع يونس و تحت الصومعة مباشرة.

القادوس


المراجع/
كتاب غدامس منشورات جامعة قاريونس
كتاب غدامس ملامح وصور
منهج تاريخ العمارة بقسم العمارة بكلية الهندسة جامعة قاريونس
شكر للأستاذة عزيزة صفور أستاذة مادة تاريخ العمارة بكلية الهندسة جامعة قاريونس كذلك الشكر مصول للأستاذ فتحي رمضان بدر.



المصدر/ موقع الليبي: http///www.ellebe.0catch.com/gad.htm


* تمّ دعم الموضوع بمجموعة صور من عدة صفحات على facebook منها:
صفحة إبراهيم بشير مالك.
المصور الفوتوغرافي/ م. أحمد الترهوني
 صفحة أينير _اغدامس/ Aynare_Ghdames
أرشيف مدونة الميراث

الجمعة، يونيو 29، 2012

إعلان


إعلان

يعلن مكتب إدارة المدن التاريخية عن رغبته في إتاحة الفرصة لتأهيل مجموعة من المعماريين الليبيين للعمل ضمن كوادره الفنية في مجالات الحفاظ على المدن التاريخية وترميم المباني وصيانتها وفق أسس منهجية وعلمية تحت إشراف أساتذة متخصصين في هذه المجالات.

كما سيتيح العمل بمكتب إدارة المدن التاريخية للعاملين به فرص المشاركة في جميع برامجه العلمية والثقافية، ودورات التدريب والتأهيل في مجالات الحفاظ على المباني والمدن التاريخية.

فعلى من يأنس في نفسه الكفاءة والرغبة في العمل بمدينة طرابلس القديمة، تقديم طلب الالتحاق إلى إدارة الجهاز بمقرها الكائن بمدرسة جامع محمود بمدينة طرابلس القديمة، ويشترط فيمن يرغب في الالتحاق تمكنه من:
·      استخدامات برامج الحاسوب في العمارة، وسيدعم قبوله تمكنه من الإخراج المعماري باستخدام برامج الجرافيك.

·      كما ستؤخذ في الاعتبار كافة المهارات والخبرات والدورات وطبيعة المواد الدراسية التي يمتاز بها المتقدم عن أقرانه.


قسم شؤون العاملين بالمكتب

الخميس، يونيو 28، 2012

إعادة إعمار ليبيا وتطبيقات الطاقة الشمسية






أحمد المجدوب


بعد انتهاء الحرب الليبية التى دمّرت فيها العديد من المدن والمبانى بشكل كبير أو جزئى. والمباشرة في إعداد المخططات والسياسات والافكار لإعادة الإعمار، يتم تقديم هذه السطور كمساهمة فى هذا المجال الحيوي الذى يحتوى على العديد من مشروعات الإعمار التى ينتظرها الليبيون ويتمنون الإسراع فى تنفيذها.

وهذه بعض الأفكار التى تحتاج للمشاركة فيها من كل من يطلع عليها لتكون مقترحاً متكاملاً، والذى أتمنى من صحيفة الوطن الليبية إحالته لجهات الاختصاص لإمكانية الاستفادة منه.

لا يخفى على أحد ما تمتاز به الطاقة الشمسية من ميزات تجعلها من أفضل مصادر الطاقة، وخاصة لموقع بلادنا الجغرافى الذى تشرق عليه الشمس فى أغلب أيام السنة، ومن بين هذه الميزات الآتى:
1- التكنولوجيا المستخدمة للاستفادة منها أقل تعقيدا من مثيلاتها المستخدمة فى مصادر الطاقة الاخرى.
2- طاقة نظيفة وغير ملوثة للبيئة.
3- مصدر مجانى للطاقة متجدد وغير قابل للفناء.
4- كم هائل من الوقود.

ومن بين الاستخدامات للاستفادة من الطاقة الشمسية كمصدر لتشغيلها أي كوقود لها الآتى:
1- الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء للاستخدامات المختلفة.
2- السخانات الشمسية لتسخين المياه والتدفئة.
3- المجفافات الحرارية.
4- معدات الطهى الشمسية.

ويعتبر مجال الخلايا الشمسية من بين المجالات التى تحضى بانتشار واسع وصناعتها فى تطور مستمر لما تتميز به وخاصة الاتى:
1- لا وجود لأجزاء أو قطع متحركة بها.
2- لا تتطلب صيانة كبيرة.
3- عمرها العملى والافتراضى طويلان.
4- لا تستهلك اى نوع من الوقود.
5- غير ملوثة للبيئة.

وهنا ياتى الاقتراح بشان الاستفادة من تطبيقات الطاقة الشمسية وخاصة الخلايا الشمسية فى المجالات الاتية:
1- توليد إحتياجات المبانى من الكهرباء.
2- إنارة الشوارع والطرقات.
3- تسخين المياه.
4- التدفئة.
5- تشغيل أجهزة الاتصالات.
6- ضخ المياه.

يضاف الى ذلك التوفير فى مشتقات النفط والتقليل من إستهلاك الطاقة الكهربائية التقليدية. ولتطبيق المقترح يمكن إتباع الخطوات التالية:
أولا: يكون من ضمن برامج إعادة الاعمار إدخال الخلايا الشمسية لتوليد الكهرباء لاكبر عدد من المبانى والانارة للشوارع والطرقات.

ثانيا: بدلا من الاستيراد تتولى وزارتى الصناعة والكهرباء والطاقات المتجددة القيام بطرح مشروعات متكاملة لتصنيع الخلايا الشمسية وأخرى لاعمال التركيب والاستبدال وذلك للشباب، وبقروض بدون فوائد وبإجراءات ميسرة.

ثالثا: إستحداث مركز متخصص للتدريب على تكنولوجيا تصنيع وتركيب الخلايا الشمسية ويكون بيت الخبرة والداعم والراعى لها.

رابعا: التوعية والتشجيع على إستخدام الخلايا الشمسية وخاصة ما يتعلق بالاسعار لتكون فى متناول الجميع.


المصدر: ايراسا / الوطن الليبية

الجمعة، يونيو 22، 2012

مدخل إلى علم الجغرافيا




المدن التاريخية
ودور الجغرافي في ديمومة هويتها



د. مفتاح علي دخيل*


مقدمة/
يختص علم الجغرافيا بدراسة الإنسان وبيئته معا وهذا ما يميزها عن غيرها من العلوم وتشترك مع عدد كبير منها في جزء من اختصاصاتها فهي تشترك على سبيل المثال لا الحصر مع:
·        علم الأرصاد الجوية في دراسة الطقس والمناخ وأثارهما المترتبة على الإنسان والبيئة.
·        مع الطب في دراسة توطن الأمراض وانتشارها.
·        مع علم الاجتماع في دراسة عادات الأفراد وتقاليدهم وثقافتهم وتركيبهم الاجتماعي.
·        ومع التاريخ في دراسة البيئة التي تحرك التاريخ.
·        ومع علم النفس بتعمقها في ذهن الأفراد لمعرفة أسباب اتخاذ قراراتهم ورغباتهم  وأفضليات تنقلاتهم وإقامتهم.
·        وترتبط مع علم الاقتصاد في دراسة الأنشطة الاقتصادية المنظور منها وغير المنظور وارتباط كل منها بالبيئات الجغرافية المختلفة ... الخ.

كما انها تتميز عن غيرها من العلوم بأنها تختص برسم الحروف التي يتكلمها الجميع بغض النظر عن لغاتهم الأصلية والمتمثلة في  "الخريطة"، لان مضمونها يتم إعداده بأسس ورموز مقننة عالميا سواء أكان ذلك متمثلا في:
·        الخرائط السكانية.
·        الخرائط الاقتصادية.
·        الخرائط الجيولوجية.
·        الخرائط الطبوغرافية.
·        الخرائط الســــــــياحية.
·        الخرائط السياسية.
·        خرائط المدن واستعمالات الأراضي.
·        خرائط النقل والمواصلات....... ألخ.

وهذا ما جعل الجغرافي متميزاً في عمله ويتم الاستعانة بقدراته وخبراته في العديد من المجالات خاصة في العالم الغربي بدرجة لا تخلو معها مؤسسة اقتصادية أو تخطيطية أو خدمية أو عسكرية من إقحام الجغرافيين في أعمالها خاصة الاستشارية والبحثية منها.

الحفاظ على المدن التاريخية:
المدن التاريخية عبارة عن بيئة جغرافية متميزة وإقليماً جغرافياً يختلف عن كل ما جاوره بعمقه التاريخي وتصميمه المعماري(مبان وشوارع وأزقة) ووظائفه الخدمية والتجارية والسياحية والترفيهية، بالإضافة إلى موقعها وموضعها الجغرافي، كل تلك الخصائص تجعلها بيئة خصبة للدراسة والبحث بهدف المحافظة عليها وديمومة هويتها.

وفي هذا السياق يمكن إبراز دور الجغرافي بإمكانياته المتاحة ان يلعب دورا باستشاراته وبحوثه في المجالات الآتية:
في مجال جغرافية المدن:
1-     الدراسة التاريخية للمدينة القديمة من منظور جغرافي وذلك من خلال :
·        ابراز التراث الحضاري لهذه المدينة.
·        التطورات المورفولوجية للمدينة والتغييرات الناجمة عنها وأثرها على شكل المدينة وامتدادها.
·        وظائف المدينة من خلال البعد الزمني والتطور التاريخي.
·        دراسة الموقع والموضع للمدينة.

2-      دراسة التركيب الداخلي للمدينة  وذلك من خلال:
·        استعمالات الأراضي داخل المدينة القديمة.
·        وظائف المدينة في الوقت الحاضر والبحث في امكانية انتظامها وتطويرها.
·        التخطيط الداخلي للمدينة والمتمثل في:
-         دراسة نمط  وتخطيط مساراتها وأزقتها.
-         نمط مبانيها وإمكانية المحافظة على النسيج الحضري فيها.
-         البناء العشوائي ( ظاهرة حضرية ام طمس للهوية)
-         إقليمها الوظيفي ( منطقة نفوذها وعلاقتها بظهيرها).
-         العلاقة المتبادلة بين المدينة والميناء .
-         المدينة القديمة طاردة أم جاذبة.
-         هوية المدينة القديمة ودرجة وعي السكان بقيمة ديمومتها.

في مجال جغرافية السكان:
·        أصليون مالكون أم مستأجرون.
·        ليبيون أم غير ليبيين.
·        معدلات نموهم الطبيعية وغير الطبيعية.
·        تركيبهم العمري والنوعي.
·        تركيبهم ونشاطهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي.
·        مستوى دخلهم.
·        الخدمات المتاحة ( صحية، وتعليمية......... ألخ).
·        البدائل المتاحة لمكان الإقامة ودور الدولة في ذلك.
·        المشاكل التي تواجه السكان والحلول المقترحة.

في مجال الجغرافيا السلوكية:  
·        أســـباب اختيار القاطنين بالمدينة القديمة للإقامة بها (رغبة أم اضطرار).
·        الإدراك البيئي لسكان المدينة القديمة لمكان إقامتهم الحالية.
·        أفضليات الإقامة المستقبلية لسكان المدينة القديمة.
·        صورة المدينة القديمة الذهنية لدى القاطنين خارجها.
·        درجة وعي سكان المدينة بدور ذوي العلاقة في المحافظة على ديمومة هويتها.

في مجال صناعة السياحة (المقومات السياحية المتاحة):
·        المعالم السياحية الجاذبة.
·        المكاتب السياحية والمرشد السياحي.
·        الخرائط السياحية.
·        الصناعات التقليدية.
·        الدعاية والأعلام .
·        الخدمات ذات العلاقة.
·        درجة وعي السكان بجدوى صناعة السياحة
·        المعوقات وسبل التغلب عليها.

في مجال المشكلات البيئية:
·        مشكلة انتشار الكائنات الحية الضارة ( حشرات وقوارض).
·        مشكلة التلوث:  أنواعه ومصادره:
-         تلوث هوائي.
-         تلوث بصري.
-         تلوث ضوضائي.
-         المخلفات الصلبة والسائلة..........ألخ.
·        الآثار المترتبة عن المشكلات البيئية.
·        درجة وعي السكان بها وكيفية تعاملهم معها.
·        دور ذوو الاختصاص في التغلب عليها أو الحد منها.
·        دور الدولة في المحافظة على المدن التاريخية وديمومة هويتها بين الواقع والمستهدف


*مستشار مكتب المدن التاريخية للدراسات الجغرافية

أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...