أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}- سورة الرعد، الآية 17

الأحد، نوفمبر 26، 2017

الإسلام دين الحياة




جاء الإسلام لتحقيق غايتين متصلتين ببعضهما البعض ولا تنفصلان أبدا وهما:

·        توحيد الربوبية لله. وكل عمل لا يقصد به وجه الله فهو شرك. وعقوبة الإشراك به الخلود في نار جهنم.
·   والثانية عمارة الأرض بالأخلاق والعلم والعمل. وتعهد الأرض بالإصلاح في كل شأن. وجزاء العاملين والمصلحين الخلود في الجنة. وجزاء المفسدين في الأرض النار.

علماؤنا ودعاتنا سامحهم الله، اعتبروا أن هذه الدنيا دار فناء وليست دار بقاء. وأن الإنسان إنما جاء إلى هذه الدنيا لأمر واحد فقط، وهو أن يسخر عمره ووقته كله للعبادة. ورغبوا الناس في العزوف عن الدنيا وخوّفوهم من يوم تشخص فيه الأبصار ونارا مهما امتلأت تسأل هل من مزيد.

يمر العمر بكل مسلم وهو يعيش حالة رعب وصلت بنا كمجتمعات إسلامية إلى حد اليأس، حتى في قدرتنا على إرضاء الله سبحانه وتعالى بأي شيء مهما كبر أو كثر. فلا صلاتنا تجزي ولا زكاتنا وصدقتنا تكفي ولا صيامنا يرضي ولا حجنا يغفر ولا تسبيحنا يرفع. فهم يستصغرون كل ما نقوم به. ويعظمون من أخطائنا. حتى أوصلونا إلى قناعة تامة بأننا جميعنا داخلون النار لا محالة مرورا بعذاب قبر تشيب من هوله الولدان. وأن حظنا من الجنة كحظ إبليس منها. حتى أصابنا مرض اسمه "فوبيا الآخرة"، أسلمنا إلى حالة من الياس والإحباط. وألجأنا إلى القعود عن العمل والإنجاز وعمارة الأرض والنظر في شؤوننا وإصلاح أحوالنا والأخذ بالأسباب.

لهذا نرى العالم يتقدم في جميع العلوم والمعارف، حتى وصلوا إلى المريخ. ووضعوا السياسات والخطط التي تتحكم بمصيرنا، فأصبحنا لعبة عرائس يحركوننا بأصابعهم في أي اتجاه يريدونه. وضاعت منا مقدساتنا الدينية وحقوقنا المدنية ومقدرات الوطن وكل حلم بالتغيير للأفضل. وإذا سألنا لماذا هم كذلك ونحن هكذا!؟ قالوا لنا هذه جنتهم في الدنيا. لنرضى نحن بجحيمنا فيها، على أمل ميؤوس منه بجنة في الآخرة.

الإنسان الذي يعجز عن تحقيق الكمال، يركن إلى النقص. وما يطلبه علماء الأمة أمر عجزت الأمة عن تحقيقه، فركنت إلى نقيضه. فلا عجب أن نرى الفساد يستشري في بلاد المسلمين. مثلما نرى التخلف والجهل وكل امراض الدنيا تفعل فيهم فعلها.

وهذا الحال، إما سيقود إلى مزيد من الانتكاس. أو إلى حالة تمرد على الدين كعقيدة وعبادة ونظام حياة. فتعاود مقولة ماركوس "الدين افيون الشعوب" ظهورها بقوة أكبر مما كانت عليه عندما أعلن المسيحيون ثورتهم ضد الكنيسة، لتنال من العقيدة الإسلامية في مقتلها.



علماء الأمة، لقد أضعتم الطريق وضاعت من ورائكم أمة بحالها.

الثلاثاء، نوفمبر 07، 2017

حديث في شجون العمارة الليبية





جمال الهمالي اللافي

أخواني المعماريين في ليبيا،

حقيقة مرة لايمكن لأحدنا إنكارها، وهي أننا في ليبيا متخلفون معماريا عن العالم المتخلف (العالم الثالث)، فيما يتعلق بالعمارة الليبية المعاصرة، على مستويات عدة ( التنظير، التصميم، التنفيذ، نظم الإنشاء المتطورة، بتقنياتها المتعددة وموادها المتجددة، إلى جانب غياب العمالة الفنية الماهرة المحلية والأجنبية)، فما بالكم بالعالم المتقدم. ولن نشير إلى الفارق الزمني لأنه مؤلم جدا.

لهذا علينا مجبرين- من واقع الظروف التي مرت بها البلاد خلال العقود الأربع الماضية وتمر بها البلاد في وقتنا الراهن- أن نعيد النظر في مستوى التفكير وفي نظرتنا لحاضر ومستقبل العمارة في ليبيا. علينا أن ننظر للواقع المعماري في ليبيا بموضوعية كما هو على حقيقته بكل مآسية. بحيث لا ننساق بعيدا في مجاراتنا لما ينتجة الغرب. فهذا الأمر بعيد المنال في هذه الظروف. وكل استنساخ للمنتج المعماري الغربي يأتي كجنين مشوه، أبله، فاقدا لكل مقومات الحياة. غير قادر على التأقلم مع بيئتنا الاجتماعية والاقتصادية والظروف السياسية التي يحرص فيها ساسة البلاد على أن تستمر وضعية التخلف كما هي عليها، بل وجرها إلى المزيد من التخلف والفوضى.

وحتى تنزاح الغمة عن الوطن... حتى ذلك الحين، علينا كمعماريين أن نكون على قدر كبير من الوعي. وأن نفكر بمسؤولية. فلا نتحدث عن عمارة التفكيك والمودرن وما بعدها وكأننا نمسك بكل مقاليدها. بعض الشعور بالخجل كافي لتصحيح الأوضاع... فلا تتمادوا كما تمادى ساسة البلاد والمتحكمون في اقتصادها.

الأحد، أكتوبر 22، 2017

محاضرة




ينظم فريق دواية محاضرة فنية بعنوان (الـــحـــروفيــــــــــة في الميــــــــــــــزان)، يلقيها الفنان التشكيلي والخطاط/ محمد الخروبي.

وذلك يوم الأربعاء الموافق 2017/10/25 على تمام الساعة الخامسة مساء الى الساعة السادسة مساء ـ بـدار حسن الفقيـــه بالمدينة القديمة.


حضوركم يشرفنا

السبت، أكتوبر 14، 2017

معرض "دواية 2017"



معرض "دواية" لفن الحروفيات 2017

البحث المستمر عن مكامن الجمال من خلال روح الخط والمنظومة الأبجديّة للحروف ( نصا ورمزا )، والتي تعكس رؤية بصرية، تنتقل بالحرف من المصطلح اللغوي إلى جمال الصورة وتجليات المبنى والمعنى معاً، لصناعة اللوحة الفنّيّة الحروفيّة المعاصرة.

المعرض التشكيلي دواية لفن الحروفيات، من السبت 21 أكتوبر إلى الخميس 26 أكتوبر، بدار حسن الفقيه للفنون بالمدينة القديمة طرابلس، عند الساعة 04:30 مساء.

المشاركون:
- رضوان الزناتي
- تقوى برنوسة
- أحمد البارودي
- محمد الخروبي
- أشرف سويسي

معرض ( للّا )



هو تناول للهويّة الطرابلسيّة بجوانبها الثقافيّة والإجتماعيّة, يقام بتاريخ 21/أكتوبر/2017 برواق نُوسْتَالجِيَّا وبتنظيم من أتُلّييه للفنون رسوم الدخول 10 دينار، (نسبة من أرباح المعرض سيتم التبرّع بها للمصابين بمرض السرطان).

السبت، سبتمبر 23، 2017

طرابلس والازدحام- تقرير معد فى سنة 2010م


المعماري/ صالح المزوغى

بالنظر الى مخطط مدينة طرابلس الحضرى و توزيع الطرق فيه لايبدو أن هناك اى مشكلة تسبب الازدحام المقيت الذى نعيشه فيها يوميا ...بل انه لايوجد اى مشكلة من الناحية النظرية على الاطلاق سواء فى توزيع المناطق او تصنيفها أو شبكة الطرق و المواصلات و خطوط المترو ومواقف السيارات وحجم الشوارع وانواعها وتوزيعها داخل المخطط الحضرى لمدينة طرابلس...وهذا يشهد به الكثير من أهل الاختصاص العارفين والمطلعين على مخطط المدينة الحضرى وشهد به الخبير الاسترالى الذى زار مدينة طرابلس مؤخرا وعقد ندوة بخصوص مخطط مدينة طرابلس الحضرى و حضره عدد كبير من المهتمين......هذه المقدمة قد لاتروق للعديد من القارئين لأول وهلة....الا أنها الحقيقة وعلينا أن نعترف بها....لماذا لأننا أتحدث عن المخطط و لان تحدث عن الواقع الذى نعيشه يوميا داخل هذا المخطط....طرابلس مزدحمة جدا جدا وهذا ملموس لكل من يتحرك داخل المدينة....فلماذا هذا التضارب بكون المدينة مخططة بشكل جيد
و متقن وبين الازدحام المرير الذى نعيشه فيها!!؟

النظر الى المخطط لايمكن أن تكون طرابلس مزدحمة من الناحية النظرية الا أنها مزدحمة من الناحية التطبيقية!! هذه ليست فلسفة ..بل أنها الحقيقة...وهذا هو مكمن العلة بين أى نظرية و تطبيقاتها العملية فهناك العديد من النظريات الصحيحة فشلت لأن تطبقاتها خاطئة على أرض الواقع!!
فالمخطط القائم نظريا جيد بل أنه ممتاز الا أن القصور فى فهمه و التأخر فى تطبيقه و تنفيذه هو الذى أوجد هذا الازدحام أينما توجهت داخل المخطط الحضرى للمدينة وهذا راجع هذا لعدة أسباب نذكر منها على سبيل المثال
1-       عدم رصف الطرق الفرعية.
2-    وجود أغلب المصالح الحكومية داخل مركز المدينة.
3-     عدم تحديد خطوط خاصة لمرور سيارات الاجرة حاليا
4-    عدم وجود حافلات النقل العام .
5-     الكم الهائل من السيارات الخاصة.

ولنأخذ هذه النقاط واحدة تلو الاخرى لكى تتضح لنا الصورة بشكل أفضل:
1-               عدم رصف الطرق الفرعية:
اذا اتفقنا أن مخطط المدينة جيد وليس به مشاكل تسبب الازدحام فلا شك أن عدم رصف الطرق الفرعية بهذا المخطط وكثرة الاعمال الجارية فى ماهو مرصوف منها هو المسبب الأكبر لهذا الازدحام بل أنه المشكلة الأولى فيه لأن هذه الطرق الفرعية تعمل على امتصاص حركة السيارات التى تتحرك عادة فى الطرق الرئيسية المرتبطة بهذه الطرق الفرعية ...كما أن هذه الطرق الفرعية هى صمام الامان فى حال حدوث الحرائق او كوارث داخل المدينة لحركة السيارات و الاليات غير المتوقعة فى كثير من الحالات الاستثنائية.

2-               وجود أغلب المصالح الحكومية داخل مركز المدينة:
لاشك أن وجود المصالح الحكومية داخل مركز المدينة يشكل عبئا و ثقلا اضافيا يزيد من حركة السيارات وازدحامها و توقفها فى الشوارع المخصصة لحركة السيارات وليس لتوقفها فيها لأن الذين يقصدون هذه المصالح عادة مايتحركون بسيارت خاصة من مصلحة حكومية ما الى مصلحة حكومية أخرى ولايستخدمون سيارات الاجرة كما أن عدم توفر مواقف سيارات خاصة لهذه المصالح الحكومية مسبب رئيسى فى هذا الازدحام وعليه فان المصالح الحكومية للدولة والمؤسسات الادارية العامة للدولة يفترض أن تكون فى منطقة مركزية خاصة بها بحيث تقلل من تحرك قاصديها و المتنقلين بينها بالسير على الاقدام بدل السيارات و لايشترط أن تكون داخل مخطط المدينة الحضرى.

3-               عدم تحديد خطوط خاصة لمرور سيارات الاجرة حاليا:
فى حالات الازدحام الاستثنائية فى كثير من مدن العالم تحدد خطوط معينة لسيارات الاجرة داخل مركز المدينة بحيث يحدد شارع واحد على الاقل يصب الحركة الى داخل مركز المدينة وشارع آخر يفرغ الحركة منها...وفى حال وجود هذه المقترحات من الوحدات المختصة بشرطة مرور السيارات فان هذا سيقلل من وجود السيارات الخاصة بشكل كبير كما انه يسهل حركة دخول وخروج سيارات الاجرة كما أن سلاسة الحركة الناتجة عنه سيقلل من التعريفة التى يطلبونها من الركاب.

4-               عدم وجود حافلات النقل العام :
لا شك أن اختفاء حافلات النقل العام هو من اغرب مانلاحظه فى مدينة طرابلس منذ بداية الثمانينات من القرنالماضى وهذا الاختفاء لازال مستمرا ولايعرف بالتحديد سبب الغاء شركة النقل العام داخل المدينة كما لا يعرف بالتحديد من هو صاحب الاختصاص بارجاعها من جديد. شركة النقل العام داخل المدينة من الأمور الحضارية المفترض وجودها بشكل ميسر و مسهل خاصة للطلبة و أصحاب الدخول المتواضعة كما أن وجود حافلات النقل العام يخفف العبء على سيارات الاجرة الخفيفة و الخاصة على حد سواء و يقلل من مستخدمى السيارات الخاصة داخل شوارع المدينة فى الخطوط التى تمر بها حافلات النقل العام.

5-               الكم الهائل من السيارات الخاصة:
ان الكم الهائل من السيارات الخاصة هو المسبب الظاهر فى حركة الازدحام فى داخل مدينة طرابلس منذ عقدين من الزمن وهذا المسبب الظاهر يمكن أن يختفى بسولة فى حال التعامل مع الاسباب السالفة الذكر بشكل عملى فمن المعروف ان استخدام السيارة الخاصة فى التنقل اليومى يقلل من عمرها الافتراضى كما انه يعرضها للاصطدام والحوادث والسرقة يوميا وتسبب لسائقها القلق والاضطراب الا أن عدم وجود النقل العام وعدم فاعلية سيارات الاجرة وغلاء تعريفة سيارات الاجرة الخاصة بالنسبة للاستخدام اليومى كان السبب الأكبر فى رغبة الكثيرين لاقتناء سيارة خاصة يتحرك بها و المدقق فى عدد الافراد فى السيارة الواحدة اثناء الازدحام الشديد يلاحظ أنه شخص واحد فقط أى أن كل سيارة خاصة تحمل شخصا واحدا فقط أثناء الازدحام الشديد فى المدينة....كما أن المتفحص لأرقام السيارات الخاصة فى مدينة طرابلس قد وصل الى 700.000 سيارة خاصة و 120.000 سيارة نقل و40.000 سيارة أجرة ناهيك عن السيارات التى تحمل أرقام شعبيات أخرى تدخل المدينة يوميا من مصراتة وزليطن و الخمس و ترهونة و غريان و الجفارة و الزاوية و صرمان و صبراته والعجيلات و التى يدخل منها عدد هائلا من السيارات و الشاحنات لايقل عن 100.000سيارة الى داخل المدينة وحتى ان افترضنا أن 70% من كل هذه الاعداد هو قيد الاستخدام حاليا فان هناك أكثر 700.000 سيارة وآالية تتحرك داخل مدينة طرابلس التى يقدر عدد سكانها حاليا بثلاثة ملايين نسمة يضاف اليهم أعداد العمالة الوافدة بشكل غير قانونى وغير مسجل مع اعداد المواطنين القادمين من الدواخل يوميا الى طرابلس برا و جوا المر الذى يجعل أكثر من نصف سكان ليبيا فى داخل مدينة واحدة و هكذا تصنف العاصمة الاكثر ازدحاما فى العالم نسبة الى عدد سكان البلاد.

لاشك ان هناك أسباب اخرى لم يرد ذكرها فى هذه المقالة المتواضعة هى أيضا تمثل سببا من اسباب الازدحام فى مدينة طرابلس كعدم تنفيذ مخططات الترام و المترو المفترض تشغيلها فى بداية التسعينيات من القرن الماضى والتى لم يشرع فيها الى الآن.... كما أن تأخر تنفيذ مخطط الطريق الدائرى الثالث الجاهز منذ سنة 1976 الى الان أى منذ 35 سنة كان سببا رئيسيا هو الآخر فى تقطع أوصال هذه المدينة الشريطية و تشتت خارطة تحرك مستخدمى السيارات داخل المدينة خاصة بعد ان اقتلعت حاليا أغلب طرقها المتبقية فقط ليتم رصفها من جديد و بشكل أكثر سوأ من ذى قبل وبشكل بطىء جدا بحيث صار سببا هو الآخر فى زيادة الازدحام الذى صار صفة لازمة لمدينة طرابلس ذات المخطط الرائع نظريا و الذى سيظل ينتظر من يطبقه بشكل ليس بسرعة بالغة ولكن بشكل صحيح.


أنماط البيوت التقليدية في ليبيا

المسكن الطرابلسي التقليدي المنزل ذو الفناء " الحوش " جمال الهمالي اللافي مقدمة / يعتبر(...